رسالة
القرن 4 - الرحالة المقدسي
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 13:13
- الزيارات: 2545
الرحالّة المقدسي
(ت 380هـ)
أبو عبد الله شمس الدين، محمد بن أحمد بن ابي بكر البنّاء، ويقال له البشاري، رحالة جغرافي، ولد في القدس، تنتمي اسرته من جهة الأم الى "بيار" احدى مدن قومس في ايران، ومنها هاجر جده لامه ابو الطيب الشوا الى بيت المقدس. تعاطى التجارة، فتجشم أسفارا هيأت له المعرفة بأحوال البلاد، ثم انقطع إلى تتبع ذلك، فطاف أكثر بلاد الاسلام في رحلة بدأها بالحج إلى مكة، وانتهى منها ومن تأليف كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الاقاليم" في شيراز بإيران عام 375هـ = 985م، وكان له من العمر أربعون سنة.
حرص المقدسي من خلال رحلته على تقديم تفاصيل وافية عن العالم الإسلامي بعد أن قسّمه إدارياً إلى أربعة عشر إقليماً ستة عربية، وثمانية أعجمية. قال الدكتور نقولا زيادة: "يعتبر المقدسي خاتمة الجغرافيين الكبار من المدرسة العربية التي بلغت أوجها في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). فالرجل يمثل العالم الصحيح، يطلع على ما كتب وألف، ويتنقل في الأقطار ويزور الديار، ثم يعطي هذا كله الوقت ليختمر ، وينظمه بحوثاً وفصولاً، ويدونه بعد ان يقلب الأمر على وجوهه، ومن ثم كان كتابه نموذجاً للكتاب العلمي المرتب المنتظم المبوب المقسم".
يصف المقدسي مزايا بلده في كتابه فيقول: [بيت المقدس ليس في مدائن الكُوَر أكبر منها (..) لا شديدة البرد وليس بها حر. وقلما يقع بها ثلج. (..) وهذه صفة الجنة. بنيانهم حجر لا ترى أحسن منه، ولا أتقن من بنائها، ولا أعفّ من أهلها، ولا أطيب من العيش بها، ولا أنظف من أسواقها، ولا أكبر من مسجدها، ولا أكثر من مشاهدها ، عنبها خطير ، وليس لمعنّقتها نظير، وفيها كل حاذق وطبيب، واليها قلب كل لبيب ولا تخلو كل يوم من غريب.] ثم وصف المقدسي المسجد الأقصى بقبابه وخاصة قبة الصخرة المشرفة في وسط المسجد.