رسالة
القرن 6 - صلاح الدين الأيوبي
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 13:08
- الزيارات: 2593
السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي
(ت 589هـ)
يوسف بن أيوب بن شاذي الكردي، موحّد مصر والشام والعراق، ومنقذ بيت المقدس من المشركين، ولد في قلعة "تكريت" بالعراق سنة (532 ه = 1138م)، وفى الليلة التي ولد فيها غادرت أسرته "تكريت" إلى "الموصل"، وبعد عام انتقل إلى "بعلبك"، حيث عُيِّن أبوه حاكمًا عليها. وفى "بعلبك"، عاش صلاح الدين طفولته وتلقى تعليمه، فحفظ القرآن ودرس الحديث والفقه واللغة والتاريخ، وتعلم فنون الفروسية والقتال.
وبعد أن صار شابًّا، التحق بعمه أسد الدين شيركوه في "حلب"، والذي كان أحد فرسان نور الدين محمود بن زنكي، سلطان "حلب" و"دمشق". وكان نور الدين ملكا عادلا تابع استراتيجية لتحرير بيت المقدس من الصليبيين بدأها أبوه عماد الدين زنكي تقوم على توحيد المسلمين في الشام ثم توحيد الشام مع مصر قبل الإطباق على الصليبيين في بيت المقدس. وعندما أرسل نور الدين أسد الدين على رأس حملة عسكرية إلى مصر لحمايتها من الصليبيين، صحبه ابن أخيه صلاح الدين.
وبعد فترة تولى أسد الدين منصب الوزارة في مصر، ثم آلت الوزارة إلى صلاح الدين الذي تمكن عندئذ من نشر المذاهب السنية الأربعة لتحل محل المذهب الاسماعيلي المنحرف الذي فرضته الدولة الفاطمية على مصر، قبل أن يضع نهاية فعلية لهذه الدولة، لتعود مصر إلى أحضان الخلافة العباسية. ولكن دولة نور الدين محمود عادت فتفككت بين أبنائه، بعد وفاته، فاستغرق الأمر 10 سنوات كاملة حتى أعاد صلاح الدين توحيد المسلمين، وذلك بضم دمشق وحماة وبعلبك وحلب إلى دولته في مصر، ثم انطلق لجهاد الصليبيين.
وفي معركة حطين الفاصلة سنة 583 ه = 1187م، حقق الله على يديه النصر العظيم للمسلمين على الصليبيين، ثم تمكن من إعادة القدس إلى دولة الاسلام بعد أشهر من هذه المعركة وذلك فى ذكرى الإسراء والمعراج يوم 27 من رجب = 2 من أكتوبر. وعندما قدمت حملة صليبية من أوروبا لإعادة احتلال بيت المقدس، تصدى لها صلاح الدين، وأجبرها على العودة خاوية الوفاض بعد أن عقد مع قادتها صلح الرملة الذي أقر كل فريق على ما بيده، وذلك قبل قليل من وفاته، وهو في السابعة والخسين من عمره، ودفن في دمشق. بهر صلاح الدين أعداءه قبل أنصاره بسماحته وأخلاقه الكريمة، كما قام بإنجازات حضارية عظيمة، مثل إنشاء المساجد والمدارس وبناء القلاع، وأشهرها قلعة الجبل بالقاهرة.