رسالة
المشروع الصهيوني 1917-1947
- التفاصيل
- المجموعة الأم: الاقصى فى خطر
- نشر بتاريخ الأحد, 09 حزيران/يونيو 2013 05:35
- الزيارات: 10787
المشروع الصهيوني للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى المبارك
أولا: محطات تاريخية من 1917-1947م / 1336- 1367هـ
شهد المشروع الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني لفلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، والمستمر منذ 90 عاما، محطات بارزة توضح إصراره على السعي لفرض السيادة الكاملة على الأرض المباركة، ونزع طابعها العربي والإسلامي بالكلية، كما توضح استمرار وتواصل مساعي مواجهة هذا المشروع من جانب الأمة العربية والإسلامية. وتعتبر دراسة هذه المحطات ضرورية لتتبع هذا المشروع وفهمه ومعرفة نقاط ضعفه وقوته، أملا في مواصلة مساعي عرقلته، ومن ثم إفشاله، تماما كما أفشل المشروع الاحتلالي الصليبي قبله.
فيبدو أنه، وبعد 90 عاما من الاعتداءات والانتهاكات التي استهدفت البنيان والإنسان في الأرض المباركة، ما زال هذا المشروع -الذي استفاد من أخطاء سابقه الصليبي فاعتمد أسلوب التدرج في الهيمنة وفرض السيادة، يتعثر. وحتى اللحظة، لم يتحقق هدفه بالكامل كما سجله (تيودور هرتزل)، مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية، (وهي المنظمة التي أنشأت الكيان الصهيوني اليهودي) في مذكراته: "إذا حصلنا على القدس، وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي عمل، فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود فيها، وسوف أحرق جميع الآثار التي مرت عليها قرون."
ورغم تأكيد أول رئيس وزراء للكيان اليهودي الغاصب (ديفيد بن جوريون) مجددا على ذات الهدف عام 1948م، بقوله: "لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون "الهيكل"!" (ويقصد به المعبد الذي يريد اليهود بناءه مكان المسجد الأقصى المبارك)، فإننا نلحظ أن دولة الكيان الصهيوني اليهودي، ومع بدء احتلالها الفعلي للمدينة المقدسة في عام 1967م، أبقت على الدور الإداري لدائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في المسجد الأقصى، كما خولها إياه القانون الدولي إذ لا يجيز تغيير الوضع القائم في الأراضي المحتلة بقوة الاحتلال. ولكن هذه الدولة، وفي ذات الحين، لم تتخل عن العمل، في البداية بشكل خفي وعبر جماعات دينية وصفت بالمتشددة، ثم بشكل علني رسمي، على فرض سيادة تدريجية على هذا الموضع الأخص من الأرض المباركة، وذلك بهدف إيجاد واقع جديد، وخلق "مقدس" يهودي، على حساب هذا المقدس العربي الإسلامي.
والحق أنه، وعلى مدار 90 عاما كاملة، لاقى المشروع الصهيوني نجاحا وفشلا في آنٍ. وكما وطئت أقدام الغزاة أرض القداسة، طوال هذه السنوات، فقد روت ثراها كذلك دماء الشهداء والمجاهدين. وكما استفاد هذا المشروع مؤخرا، وتحديدا خلال سنواته السبع الأخيرة، من أحداث عالمية، مثل مقدم الألفية الميلادية الجديدة، والتي جرى استغلال دلالاتها الدينية الخاصة لدى بعض اليهود والنصارى لتسريع الاعتداءات ضد الأقصى، ومثل أحداث 11 سبتمبر التي اتخذتها الولايات المتحدة ذريعة لحرب كونية على بلدان إسلامية عدة، فقد تضرر أشد الضرر من انتفاضة الأقصى المباركة، والتي لا تزال، رغم محاولات إجهاضها، مستمرة، بل واكتسبت زخما من المقاومة التي برزت في ساحات المعارك الجديدة في البلدان الإسلامية الأخرى.
إن الأمر لم ينته بعد.. ورغم احتلالهما، لم يضع الأقصى ولم تضع القدس، وكما كانت هذه الأرض المباركة دافعا لتحرير شامل للإنسان وللأرض العربية الإسلامية سابقا، فهي مهيأة لدور مماثل مستقبلا ...
فلنعش ذكرى هذه الأعوام والأيام بحلوها ومرها، ولنقلب صفحات التاريخ استلهاما للعبرة ..
أولا: محطات تاريخية من 1917-1947م / 1336- 1367هـ
بلفور..صاحب الوعد المشئوم
2/11/1917م
17/1/1336هـ
صدور وعد بلفور الذي تعهدت فيه بريطانيا بتمكين اليهود من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين- الأرض المباركة- ودرتها القدس حيث المسجد الأقصى المبارك. (كان عدد المستوطنين اليهود 8% من السكان، ويملكون 2% فقط من أرض فلسطين)
9/12/1917م
24/2/1336هـ
الاحتلال العسكري البريطاني لفلسطين تحت شعار كاذب هو مساعدة العرب في التخلص من الاحتلال التركي، حيث وقف أحد ضباط الإنجليز ليقول: "إن الأمير الهاشمي فيصل ابن الشريف حسين سوف يرسل نائبا عنه لاستلام القدس من القوات البريطانية"، ولكن الهدف الحقيقي كان إنفاذ وعد بلفور، و دخل الجنرال البريطاني (ادموند اللنبي Allenby) القدس، محتفلا بانتصاره، حيث أطلق كلمته المدوية (الآن انتهت الحروب الصليبية)، معيدا إلى الأذهان ذكرى هذه الحروب التي وضع المماليك المسلمون نهايتها عام 1290م. وبهذه العبارة، افتتحت بريطانيا المشروع الصهيوني في فلسطين. ودعم الاحتلال البريطاني الهجرة الاستيطانية اليهودية إلى فلسطين تمهيدا لإقامة دولة الاحتلال الصهيوني اليهودي.
اللنبي يحتل القدس
اليهود يشكلون فرقة عسكرية لمساعدة البريطانيين في الحرب العالمية الأولى، وبداية تكوين العصابات اليهودية المسلحة
5/1918م
بداية الإعلان عن مطمع اليهود في المسجد الأقصى- (حاييم وايزمان) رئيس وفد اللجنة الصهيونية في لندن إلى القدس يطلب من السلطة العسكرية البريطانية في فلسطين التوسط لشراء الممر المؤدي إلى حائط البراق (وهو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، سمح المسلمون لليهود بالوقوف عنده في أجواء التسامح، للبكاء على ملكهم، وأطلق عليه "حائط المبكى" لهذا السبب، ولكنهم سرعان ما اعتبروه حقا لهم، وادعوا أنه جزء من الجدار الغربي لمعبدهم المزعوم) وقدم ثمانين ألف جنيه ثمنا، ولكن أهل القدس رفضوا ذلك بالإجماع.
4/8/1918م
اللنبي ووايزمان يضعان حجر الأساس للجامعة العبرية على أرض استولى عليها المحتلون البريطانيون بموجب قانون نزع الملكية، فوق جبل الزيتون شرقي القدس. اعتبرها الصهاينة إنجازا كبيرا للمشروع الصهيوني الذي حرص على تمركز اليهود في القدس، وقدمت خدمة دعائية كبيرة للحركة الصهيونية، إذ ظن المثقفون الأوربيون أن اليهود المهاجرين إلى فلسطين، هم وحدهم القادرون على الانفتاح العلمي. قصرت التدريس فيها على اللغة العبرية إلا في بعض دراسات اللغة الأجنبية، وكان من ضمن ما تولته الإشراف على الحفريات الصهيونية في المدينة المحتلة، خاصة فيما يسمى (الحوض المقدس والذي يضم المسجد الأقصى المبارك)، بزعم أنها حفريات أثرية، إلا أنها أدت في الحقيقة إلى إتلاف الأبنية التاريخية الإسلامية والعربية في المدينة المقدسة، في إطار مساعي نزع هويتها العربية والإسلامية.
مشهد عام لباب الخليل (قبل عام 1914م) يظهر فيه برج الساعة المحمودية قبل أن يدمره المحتلون البريطانيون
فلسطين عشية الانتداب البريطاني (اليهود 8% من السكان يملكون 2% من الأرض في عام 1918م)
27/1-9/2/1919م
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس يؤكد أن فلسطين جزء من سوريا، ويرفض الهجرة اليهودية، ويطالب باستقلال العرب ووحدتهم، ويرسل مذكرتين إلى مؤتمر السلام في باريس برفض وعد بلفور والمطالبة بالاستقلال، والمؤتمر يوفد في 6/1919م لجنة (كنج كرين) الأمريكية إلى فلسطين للتأكد من آمال شعوب الشرق الأدنى، واللجنة تبرق من القدس رسالة قالت فيها: "إن عرب فلسطين من مسلمين ومسيحيين متحدون في جبهة واحدة في معارضة واحدة لا تقبل جدلا، ضد الهجرة اليهودية، وضد إنشاء وطن قومي لليهود كما جاء في وعد بلفور. وجميعهم هنا – من أمريكان وإنجليز- مقتنعون بأن سياسة بلفور لا يمكن أن تنفذ إلا بقوة السلاح."
4/4/1920م
16/7/1338هـ
انتفاضة موسم النبي موسى -أول انتفاضة شعبية فلسطينية- اندلعت إثر اعتداء يهودي على مشاركين في الموسم السنوي في القدس، نادت بوحدة العرب، والاستقلال، ورفض الهجرة اليهودية، وقمعها المحتلون البريطانيون، وأدت إلى مقتل خمسة يهود واستشهاد أربعة عرب. وبرز من قادتها الحاج أمين الحسيني الذي حكم عليه البريطانيون بالسجن، ثم أصدروا عفوا لتهدئة الأوضاع، كما أقالت سلطات الاحتلال موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس لرفضه تطبيق قرارٍ باعتبار اللغة العبرية لغة رسمية إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية. وعينت راغب النشاشيبي مكانه. (لتلعب منذ ذلك الحين ورقة الصراع العائلي والتي أثرت سلبا على حركة المقاومة طوال الاحتلال البريطاني.)
حي باب الساهرة: قوات الاحنلال البريطاني تعتقل قادة الانتفاضة الأولى، وتحكم على الحاج أمين بالسجن لعشر سنوات،وتقيل الشيخ موسى كاظم الحسيني من بلدية القدس
مجلس الحلفاء الأعلى (نواة عصبة الأمم التي أنشأها المنتصرون في الحرب العالمية الأولى)
20/4/1920م
مجلس الحلفاء الأعلى (ويضم الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى) يقرر وضع فلسطين تحت انتداب بريطانيا، وإدماج وعد بلفور في صك الانتداب، وبعد أقل من ثلاثة أشهر، وفي 1/7/1920م، عينت الحكومة البريطانية اليهودي (هربرت صمويل) أول مندوب سام على فلسطين.
3/1921م
إنشاء المجلس الإسلامي الأعلى للإشراف على الأوقاف والشؤون الإسلامية في فلسطين تحت الانتداب البريطاني. انتخب مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، أول رئيس له، وتولى إقامة العديد من مشاريع إعمار المسجد الأقصى المبارك، وتحول إلى هيئة قيادية في معظم أنحاء فلسطين، وليس في القدس وحدها، إلى أن تلاشى وجوده لصالح هيئات أخرى بدءا من عام 1937م.
الحاج أمين الحسيني مفتي القدس، قاد المقاومة السلمية ضد الاحتلال البريطاني لفلسطين
جنود الاحتلال البريطاني يقمعون مظاهرة ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين، أكتوبر 1933.
1/5/1921م
23/8/1339هـ
ثورة يافا، احتجاجا على الهجرة اليهودية خاصة إلى مستعمرة تل أبيب القريبة، وبدأت بتحرش اليهود بالعرب ثأرا لقتلاهم في ثورة القدس (انتفاضة النبي موسى)، واستعانت الحكومة البريطانية لإخمادها بقوات من قبرص وقناة السويس، وأدت إلى استشهاد 157 عربيا وجرح 700 معظمهم بنيران الاحتلال البريطاني، ومقتل 47 صهيونيا وجرح 146 آخرين.
24/7/1922م
30/11/1340هـ
عصبة الأمم تقرر وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، تنفيذا لقرار مجلس الحلفاء الأعلى، وتقر صك الانتداب الذي تضمن وعد بلفور، بحيث أصبح التزاما رسميا دوليا، اتخذته بريطانيا قاعدة ثابتة أخرى للاستمرار في سياستها الرامية إلى تهويد فلسطين.
الانتداب البريطاني على فلسطين
بيت المقدس في أواخر العهد العثماني
25/3/1925م
إضراب شامل في فلسطين احتجاجا على زيارة اللورد بلفور لافتتاح الجامعة العبرية على جبل المشارف- سكوبس، شمال شرقي القدس.
1929م
بعد أن مثلت اليهود داخل فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني خلال 1922-1929، المنظمة الصهيونية العالمية تنشئ الوكالة اليهودية لتتولى هذه المهمة، وللإعداد لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تحت الانتداب البريطاني، حيث أصبحت أشبه بدولة داخل دولة، وهو ما يمكن وصفه بتغليف جسم الدولة اليهودية المنوي إقامتها بثياب بريطانية حتى يشتد عودها وتتحمل بنفسها مسؤولية الدولة القادمة.
قوات الاحتلال البريطاني تقمع تظاهرة فلسطينية احتجاجاً على الاستيطان اليهودي في فلسطين
عند الباب الجديد في القدس سنة 1933
16/8/1929م
11/3/1348هـ
انطلاق ثورة البراق من المسجد الأقصى المبارك، لتستمر شهرا، احتجاجا على مساعي اليهود للسيطرة على هذا الحائط من حيطان المسجد الأقصى المباركة، بدعم من سلطات الاحتلال البريطاني التي تبنت تعزيز الوجود اليهودي في القدس. شهدت تعاونا بين اليهود والجيش البريطاني على مهاجمة العرب، حيث هوجمت البيوت الفلسطينية الآمنة ومُثل بأهلها بعد قتلهم، كما حدث في قرية صور باهر الواقعة جنوب القدس. أسفرت الثورة عن مقتل 133 يهوديا، وجرح 339 آخرين. واستشهد من العرب 116 وجرح 232، معظمهم على يد السلطات البريطانية التي ساقت إلى المحاكمة 1300 شخص 90 منهم من العرب، ونفذت أحكاما بالإعدام في ثلاثة من قادة المجاهدين العرب في 17-6-1930م، بينما حكم بالسجن المؤبد على 23 آخرين. وبعد الثورة بعام تقريبا، أقرت لجنة تحقيق دولية حق المسلمين وحدهم في الحائط.
12/12/1931م
المؤتمر الإسلامي العام من أجل القدس والمسجد الأقصى، افتتحت جلساته في المسجد الأقصى، بمشاركة أعلام المسلمين من 22 قطرا، وبدعوة من الحاج أمين الحسيني، مفتي فلسطين ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، لبحث سبل حماية الأماكن المقدسة من التهويد. أصدر المؤتمر ما سمي بـ "الميثاق القومي العربي" الذي أكد وحدة البلاد العربية وطالب باستقلالها التام، ودعا إلى إنشاء جامعة إسلامية في القدس باسم "جامعة المسجد الأقصى"، ورفض الاقتصار على العمل السياسي.
القوات البريطانية تعتدي بالضرب على الزعيم الفلسطيني موسى كاظم الحسيني لمشاركته في انتفاضة يافا 1933، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أدت لوفاته في العام التالي 1934م.
13/10/1933م
24/6/1352هـ
مظاهرة القدس الكبرى - انتفاضة قادتها اللجنة التنفيذية العربية، برئاسة موسى كاظم الحسيني، وبدأت بمظاهرة كبرى خرجت عقب صلاة الجمعة من المسجد الأقصى المبارك قمعتها سلطات الاحتلال البريطاني وأدت إلى إصابة 35 فلسطينيا، ثم مظاهرة أخرى من جامع بافا بعد صلاة الجمعة، وترافقت مع إضراب عام ومظاهرات عمت فلسطين، وأدت إلى استشهاد 35 عربيا في القدس ويافا وحدهما على يد سلطات الاحتلال البريطاني، والتي لم تتوان عن ضرب الشيخ موسى كاظم الحسيني الذي بلغ من العمر تسعين عاماً آنذاك، فجرح جرحاً بليغاً توفي على إثره في العام التالي.
12/11/1935م
16/8/1354هـ
الشيخ المجاهد السوري عز الدين القسام، والذي كان يدرس للشباب في جامع حيفا ويحثهم على الجهاد، يعلن أول ثورة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني في فلسطين، بعد 10 سنوات من التنظيم والإعداد السري الجهادي. واستشهاده على يد الإنجليز بعد أيام يؤدي إلى انتشار الثورة في شمال فلسطين حتى عمت الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 -1939.
الشيخ الشهيد عز الدين القسام - مفجر أول ثورة فلسطينية مسلحة
البلدة القديمة في يافا، دمرها المحتلون البريطانيون عام 1936
20/4/ 1936م
29/1/1355هـ
انطلاق الثورة الفلسطينية الكبرى التي استمرت حتى عام 1939م/ 1358هـ - كانت أعم وأطول من الثورات التي سبقتها للمطالبة بوقف الهجرة اليهودية. بدأت بإعلان إضراب استمر لمدة ستة أشهر، وهو أطول إضراب يقوم به شعب كامل عبر التاريخ. وفي يومها الخامس، عقد الحاج أمين الحسيني اجتماعا في القدس نتج عنه تشكيل قيادة عامة لشعب فلسطين، هي "الهيئة العربية العليا"، واتفقت على ضرورة مقاومة السياسة البريطانية مقاومة عملية جهادية. وتحت رعاية الهيئة، اجتمع قادة المنظمات العسكرية السرية في فلسطين في القدس، وقرروا جمع صفوفهم في جيش واحد، أطلقوا عليه اسم "جيش الجهاد المقدس"، وعهدوا بقيادته إلى المجاهد عبد القادر الحسيني. وفي مايو/ أيار من العام نفسه، اندفعت فصائل الجيش إلى أماكن جبلية اختيرت لتكون مراكز انطلاقها، وأطلق عبد القادر الرصاصة الأولى إيذانا بالثورة، وذلك في قرية سوريك شمال غرب القدس.
12/10/1936م
بضغط من الدول العربية، أعلن وقف الإضراب، لتنتهي المرحلة الأولى من الثورة الفلسطينية الكبرى، وعقب ذلك، أرسلت الحكومة البريطانية لجنة تحقيق عرفت باسم لجنة (بيل)، أوصت في ختام أعمالها بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وبوضع القدس وبيت لحم والناصرة تحت سلطة الانتداب، للبحث في نظام خاص لها.
2/10/1937
بدء الثورة الكبرى مرة ثانية واستمرت حتى نهاية عام 1939، وشهدت في 28/11/1937 إعدام سلطات الاحتلال البريطاني لأمير المجاهدين الشيخ فرحان السعدي عن عمر يناهز 80 عاماً، وهو صائم، وكان أحد رفاق الشيخ الشهيد عز الدين القسام.
عصابات صهيونية تلقت الدعم من سلطات الاحتلال البريطانية
31/12/1937م
في إطار سلسلة من الأعمال الإرهابية الصهيونية ضد المدنيين العرب شملت مدن وقرى حيفا ويافا وصفد إضافة إلى القدس، وهي المناطق التي تواجدت فيها المستوطنات اليهودية الأولى، وفي سياق دعمها لسلطات الاحتلال في مواجهة الثورة العربية، ألقى أحد عناصر منظمة الاتسل الإرهابية الصهيونية قنبلة على سوق الخضار في مدينة القدس، مما أدى إلى استشهاد عشرات من المواطنين العرب، وإصابة الكثيرين بجروح.
13/7/1938م
مجزرة القدس- استشهد 10 من العرب وجرح 31 آخرون في انفجار مروع في سوق الخضار العربي في البلدة القديمة من القدس.
15/7/1938م
ألقى أحد عناصر عصابة الاتسل الإرهابية الصهيونية قنبلة يدوية أمام مساجد مدينة القدس، أثناء خروج المصلين، فاستشهد جراء ذلك 10 مواطنين، وأصيب 3 آخرون بجروح.
26/8/1938م
مجزرة صهيونية في القدس، حيث انفجرت سيارة ملغومة وضعتها عصابة الاتسل الإرهابية في سوق القدس، فاستشهد 34 عربيا وجرح 35 آخرون.
9/1938م
في إطار المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية الكبرى (1936–1939) والتي شهدت سلسلة كبيرة وناجحة من الهجمات ضد دوريات الجيش والبوليس البريطاني، المجاهدون يتمكنون من تحرير البلدة القديمة في القدس، ضمن عدد آخر من المدن والقرى، واستمرت محررة لأكثر من أسبوع، ثم شرعت بريطانيا بإعادة احتلال فلسطين قرية قرية مستخدمة كافة وسائل البطش والدمار، وبالتنسيق الميداني مع اليهود. وخلال هذه المرحلة، بلغ عدد الإصابات في اليهود 1500 ربعهم/ ثلثهم من القتلى، وفي الجيش والشرطة البريطانية 1800 قتيل وجريح، وشهداء العرب 3000 وجرحاهم سبعة آلاف.
مجاهدون
الاستيطان اليهودي في فلسطين عام 1947م (اليهود يمثلون 31.7% من السكان ولا يملكون أكثر من 6.5%)
1939-1945م
خلال الحرب العالمية الثانية، اليهود يشاركون بلواء مع الحلفاء، ويشترون الأسلحة، ويقيمون معسكرات التدريب، ويحصنون مواقعهم ومستوطناتهم.
في 1/7/1942م، أعلن وزير المستعمرات البريطانيّ أنّ المنظّمات "الدفاعيّة" المحليّة اليهودية في فلسطين تعتبر مماثلة للحرس الوطنيّ في بريطانيا.
وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى أصبح لليهود جيـش قوي. وكانت السلطات البريطانية قد عملت على نزع أسلحة الفلسطينيين العرب المسلمين منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين، وكانت تقتل أحيانا من يحوز سلاحاً نارياً، بل وتسجن لسنوات من يملك رصاصات أو خنجراً أو سكيناً طويلاً.
1946م
مع ازدياد الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتنامي قوة العصابات الصهيونية، زاد إرهابها ونسفت أحد أجنحة فندق الملك داود في القدس، والذي كانت تشغله السكرتارية العامة البريطانية، مما أدى إلى مقتل 91 من العرب والبريطانيين.
عصابة الأرجون الصهيونية برئاسة مناحيم بيجين تنسف فندق الملك داوود في القدس في إطار سلسلة من العمليات الإرهابية التي قادت إلى قيام دولة الاحتلال
خطة تقسيم فلسطين 1947م (أعطت 54% من أرض فلسطين لليهود)
29/11/1947م
16/1/1367هـ
الجمعية العامة للأمم المتحدة (المنظمة الدولية التي أنشأتها الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية عام 1945م) تصدر قرار تقسيم فلسطين الذي حمل الرقم181، ويوصي بإنشاء دولتين على أراضي فلسطين: عربية على 45%، ويهودية على 54%، وتدويل مدينة القدس. رفضه العرب لتجاهله حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما أن القرار لم يلتزم العدالة حيث لم يراع نسبة ملكية الأراضي، ولا نسبة السكان (المستوطنون اليهود يمثلون 31.7% من السكان ولا يملكون أكثر من 6.5%).
10/12/1947م
27/1/1367هـ
اجتماع حاشد ضم المئات من المجاهدين الفلسطينيين في قرية صوريف، قضاء الخليل، أعلن فيه عن إعادة تنظيم "جيش الجهاد المقدس"، بقيادة عبدالقادر الحسيني، والذي تولى، إلى جانب المتطوعين العرب، عبء المرحلة الأولى من الحرب العربية الصهيونية 1947-1948، وهي المرحلة التي امتدت حتى انتهاء الانتداب البريطاني ودخول الجيوش العربية في 15 مايو 1948م، وشهدت انتصارات وإنجازات هامة أمام الصهاينة.
القائد الشهيد عبد القادر الحسيني
من ضحايا المذابح الصهيونية- قتلوا النساء والعجائز لم يرحموا ضعفهم وقلة حيلتهم
بوابة العامود (دمشق) من بوابات البلدة القديمة بالقدس ومسرح لعدة مذابح صهيونية ضد العرب
2/12/1947م
استقواءاً بقرار التقسيم، وفي موجة جديدة من المذابح الصهيونية ضد المدنيين العرب، خاصة في قرى ومدن حيفا ويافا وصفد والقدس، بقصد طردهم وإحلال المستوطنين اليهود محلهم، العصابات الصهيونية تقصف المسجد الأقصى المبارك، والمجاهدون يردون بقصف المستوطنات.
29/12/1947م
مجزرة باب العامود (دمشق) أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس- حيث شنت منظمة الأرجون الإرهابية هجوما ببرميل متفجرات لتقتل 14 عربيا وتجرح 27. وفي اليوم التالي، ومن قبل نفس العصابات، وبنفس الطريقة وفي نفس المكان استشهد 11 عربيا، وبريطانيان.