رسالة
إسقاطات عدوان غزة والأحداث الأخيرة على المسجد الأقصى
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ السبت, 19 تموز/يوليو 2014 11:47
- الزيارات: 2935
بقلم: عزمي دريني – "عمارة الأقصى والمقدسات"
لم تمر جمعة في رمضان هذا العام -وللمرة الأولى- دون تمركز عناصر احتلالية مسلحة داخل صحن المسجد الأقصى المبارك
يدخل شهر رمضان نصفه الثاني بعد أن أثقله الأول بأحداث تراكمت تفاصيلها وألقت بتداعياتها على ما تبقى منه من أيام صوم, منبئة باستمرارها وتصعيدها الى ما بعد الشهر الفضيل, كما يتبين من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الأخيرة في التعامل مع الحرب على غزة, التي كانت بداياتها صباح الثلاثاء (8-7) عند أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وكانت مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" قد رصدت في متابعتها للمجريات اليومية في المسجد الأقصى وربطها بالأحداث الدائرة محليا وإقليميا, أن المسجد الأقصى بات يمثل الضحية والمحصلة، حيث صارت الأحداث المتعاقبة تؤثر عليه بشكل مباشر سلباً أو إيجاباً.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد استهل شهر رمضان المبارك بإصدار أمر يقضي ببحث إمكانية إخراج الحركة الإسلامية الجناح الشمالي- الفعالة ميدانيا في حماية الأقصى تحت إشراف دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس - خارج القانون, قبل أن يتم العثور على جثث المستوطنين الثلاثة بيوم واحد. وتلا ذلك بيومين استشهاد محمد أبو خضير من حي شعفاط في القدس المحتلة, أعقبتها احتجاجات ومواجهات مع شرطة الاحتلال انتشرت بسرعة في سائر أنحاء البلاد.
فمنذ بداية شهر رمضان الحالي وفي مساء يومه الثاني تم العثور على جثث المستوطنين الثلاثة. وأعقبها صبيحة اليوم التالي منع كافة النساء من دخول المسجد الأقصى والرجال دون سن الخمسين, فيما اقتحمت عناصر من قوات الاحتلال ساحات المسجد في نفس اليوم وقامت بإطلاق قنابل الغاز على المعتكفين في المسجد القبلي. وقد شهد هذا اليوم أجواء مشحونة ومتوترة بعد أن كثف الاحتلال من تواجد عناصره في الساحات, فيما اقتحم المسجد 175 مستوطناً, وهو عدد كبير مقارنة بباقي الأيام.
وتم العثور على جثة الشهيد محمد أبو خضير من حي شعفاط في اليوم الرابع من رمضان الموافق الثاني من تموز, رافقه إغلاق تام لباب المغاربة في المسجد الأقصى, المنفذ الوحيد للمقتحمين اليهود, وذلك خوفا من الاحتكاك وردود أفعال غاضبة من قبل المصلين. وتكرر الأمر نفسه في اليوم التالي حيث أغلق الباب مجددا بعد أن اندلعت مواجهات وانتفض أهالي شعفاط والقدس ثأرا لشهيدهم.
وبينما شيعت الجماهير الغفيرة الشهيد أبو خضير يوم الجمعة الموافق السادس من رمضان, أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد بوجه من هم دون الخمسين عاما, وقامت بنصب الحواجز في الطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى وعند أبوابه, ما حال دون دخول العديد من الداخل الفلسطيني والقدس والضفة، حيث حضر صلاة الظهر أقل من عشرة الاف مصلي, بينما شهد المسجد في الأعوام السابقة رفد عشرات الالاف له في شهر رمضان.
وفي بداية هذا الاسبوع وتحديدا يوم الثلاثاء أعلن الاحتلال بداية الحرب على غزة باسم عملية "الجرف الصلب", كان قد بدأها صبيحة نفس اليوم عند أبواب المسجد الأقصى, حين منع كافة النساء من الدخول وقام بالاعتداء عليهن بأساليب وحشية غير مسبوقة, أنتهكت فيها أعراضهن, بعد أن قام الجنود بخلع حُجُب بعض النساء وركلهن بعنف في أماكن حساسة, ما أدى الى انهيار بعض النساء من التمادي الصارخ على حرماتهن. وكانت مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" فاعلة إعلاميا على الأرض, حيث قامت بتوثيق الاعتداءات والانتهاكات غير المسبوقة وتعميمها على نطاق واسع.
من جهته أشار مدير مؤسسة "عمارة الأقصى والمقدسات" د. حكمت نعامنة الى أن سلطات الاحتلال تقوم باستغلال الأحداث اليومية محليا وإقليميا لحسابها, وتوظفها بما يتماشى مع مصالحها السلطوية التي تتعارض مع حقوق شعبنا. وأضاف أنها تنتهز فرصة تغييب قضية المسجد الأقصى عن الرأي العام في الشارع العربي والاسلامي, حتى تصعد من انتهاكاتها من دون حسيب أو رقيب. وهذا ما برز جليا في الاعتداءات الأخيرة على المصليات وطالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى, صبيحة العدوان على غزة.
وفي سؤاله حول وجود علاقة ما بين الأحداث الأخيرة والتصعيد بأشكاله في المسجد الأقصى المبارك, أجاب نعامنة بأن هناك علاقة طردية بين عدوان الاحتلال في أطر مختلفة بحق أبناء شعبنا, في مقابل تصعيد انتهاكاته في المسجد الأقصى. وأضاف أن هنالك علاقة وثيقة ما بين وحدة الصف الفلسطيني وحماية المسجد الأقصى. حيث تبين مرارا أنه كلما التحم الفلسطينيون خلف قضاياهم وناصر بعضهم بعضا, بغض النظر عن طابع القضية المعنية وعلاقتها أو عدمها بالمسجد الأقصى, فإن ذلك يتجلى في حمايته وتوقف الاقتحامات الاستيطانية له, وتوقف استباحة حرمة المصلين والمصليات.
وأردف أن "الاحتلال قد بيّت نواياه بالتصعيد منذ فترة طويلة, وقد بدأ بالتهيئة لها مع إشاعة التحذيرات المتكررة بحظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون, وذلك بهدف ردعها عن الرد على العدوان الحالي بحق أبناء شعبنا ومقدساته. ولكننا بحمد الله ما زلنا في الصف الأول في حماية شعبنا ومقدساته".