رسالة
تصعيد في ملف اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى وعربدة احتلالية في محيطه القريب
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ السبت, 01 حزيران/يونيو 2013 10:57
- الزيارات: 4546
إعداد: آيه يوسف
بتاريخ: 1-6-2013م
شهد الأسبوع المنقضي خطوات احتلالية غير مسبوقة في ملف اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى المبارك بغرض فرض هوية يهودية على المسجد الثاني في الأرض، في الوقت الذي استمرت فيه العربدة الاحتلالية في أكناف المسجد المبارك، ما بين اعتقال أطفال قصر ومعاقبة حراس الأقصى الذين يحمونه، في ظل تقاعس عن واجب النصرة خاصة لجهة تفعيل المقاطعة للمحتلين الذين يرفضون الالتزام بأية قوانين تختص بالقدس، حتى الدولية منها.
فقد صعّد المقتحمون الذين يستبيحون ساحات المسجد المباركة اقتحاماتهم باستهداف قبة المسجد الأقصى المبارك المعروفة بقبة الصخرة والواقعة في قلب المسجد فوق أعلى جزء في صخرته، إذ شهد الثلاثاء (28-5) اقتحام ضابطين من شرطة الاحتلال لمبنى القبة المقام فوق الصخرة بالقوة أثناء قيام عمال الإعمار بأعمال ترميم فيه، ومحاولتهم التدخل لمتابعة هذه الأعمال التي تتم بإشراف دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. وقبل ذلك بيومين، طالب صهاينة بإقامة شعائر تلمودية خاصة بأحد الأعياد اليهودية المقبلة داخل مبنى قبة المسجد الأقصى والتي كان الصليبيون من قبل قد حولوها إلى كنيسة باسم "أقدس المقدسات".
فضلا عن ذلك، نفذت عضو بالكنيست اقتحاما لساحات المسجد الأقصى خاصة تلك القريبة من صخرته بعد ظهر الأحد (26-5) وذلك قبل يوم من زفافها، في دعم واضح لمساعي فرض وجود يهودي في المسجد الأقصى المبارك والتي تصاعدت مؤخرا في البرلمان الصهيوني. وفي نفس اليوم، حاولت ثلاث مستوطنات اقتحام المسجد الأقصى من باب الأسباط في السور الشمالي للأقصى فيما اعتبر محاولة لتوسيع دائرة الاقتحامات حتى لا تقتصر على باب المغاربة في سوره الغربي والذي تسيطر عليه قوات الاحتلال منذ احتلال شرقي القدس يوم 7-6-1967م.
ويوم الثلاثاء (28-5)، اعتقل حارس الأقصى، سامر أبو قويدر، لدى اعتراضه على قيام مجموعة من المستوطنين بأداء شعائر تلمودية علنية وهم يقفون في ساحات منطقة المصلى المرواني بالأقصى ويتجهون صوب الصخرة الواقعة في قلبه، وبعد الاعتقال، قامت مجموعة أخرى من المقتحمين بأداء تلك الشعائر في نفس المكان.
وبينما فرض إبعاد الحارس لمدة 4 أيام عن الأقصى بعد اعتقال دام عدة ساعات، أعقب اقتحامات الاقصى يوم الأحد سلسلة اعتداءات في حارة باب حطة القريب من باب الأسباط، على سكان المنطقة الذين يحمون الأقصى، انتهت باعتقال 7 من الشبان المقدسيين فجر الاثنين (27-5)، وإغلاق باب حطة الذي يستخدمه أغلب مصلو الفجر للوصول إلى الأقصى، بعد مواجهات استمرت منذ مساء الأحد. كما أغلقت قوات الاحتلال باب الأسباط الآخر في سور القدس بالكامل أثناء تلك المواجهات.
كما تكرر اعتقال سلطات الاحتلال لمصلي الفجر المتجهين إلى المسجد الأقصى في حارة باب حطة أمس الجمعة (31-5). وكانت حملات الاعتقال في القدس قد تصاعدت هذا الشهر، وشملت 40 معتقلا خلال أسبوعين ماضيين وهو أعلى معدل منذ بداية العام، وتركزت على الشبان والصبيان الذين يؤمون الأقصى بتهم منها إلقاء الحجارة تجاه المحتلين، والتكبير داخل ساحات المسجد المبارك لقمع محاولات تدنيسه بشعائر غير إسلامية من قبل المقتحمين.
وفي يوم الاثنين، استولى عشرات المستوطنين على محليين تجاريين في عقبة السرايا داخل البلدة القديمة بالقدس والقريبة من المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوة من شرطة الاحتلال، كما تمت سلسلة مداهمات لتجار البلدة التي تضم المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 ألف متر مربع، خاصة في سوقي اللحامين والدباغة.
وفي نفس اليوم، بحثت لجنة في بلدية القدس الاحتلالية تطبيق أوامر هدم بحق 450 منزل في القدس بحجة عم الترخيص، في ظل تباطؤ احتلالي متعمد في إصدار هذه التراخيص للحد من التمدد الطبيعي الفلسطيني في المدينة المحتلة، في الوقت الذي لا يسمح فيه بالبناء إلى على 14% فقط من أراضي الجزء الشرقي من المدينة، وهو ما يععادل 7.8% من مساحة القدس الكاملة.
وكان يوم الثلاثاء من الأسبوع قبل الماضي (21-5) قد شهد هدم 11 منزلا في القدس في يوم واحد، مما أدى إلى تشريد نحو 100 مقدسي وجدوا أنفسهم بلا مأوى.
على الرغم من ذلك، تواصلت مساعي الحفاظ على الرباط الدائم في الأقصى، وشملت عقد المزيد من عقود القران في المسجد المبارك ليصل عددها منذ انطلاق المشروع في شهر أكتوبر 2010م إلى 70 عقدا.
كما نشرت مؤسسة عمارة الأقصى تقريرا عن مشروعها "جولات مدارس القدس في المسجد الأقصى المبارك" والذي انطلق في شهر أكتوبر 2012م لدمج الطلاب في مختلف المراحل التعليمية مع المسجد الأقصى المبارك، وتوعية جيل المستقبل بمفهوم المسجد الأقصى المبارك وقضيته واحياء هذه القضية في نفوسهم. وذكر في التقرير أنه تم تسيير أكثر من 250 حافلة حتى الآن في إطار المشروع استفاد منه ما يقارب 24000 طالب وطالبة.
في غضون ذلك، يستعد الالاف للمشاركة في فعاليات "المسيرة العالمية" للقدس والتي تنفذ يوم الجمعة القادم (7-6) في عدد من الدول العربية، من بينها الأردن ومصر، وغيرها من الدول لتأكيد التمسك بالمدينة والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية، وهو ما يؤمل أن يرقى إلى خطوات أكثر جدية، ربما يكون من بينها تفعيل مقاطعة دولة الاحتلال وغيرها من الدول الداعمة للاحتلال.