رسالة
القرن 13 - محمد شفيق
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 11:10
- الزيارات: 2321
الخطاط محمد شفيق بك
(ت 1297هـ)
من أبرز الخطاطين العثمانيين الكبار الذين خدموا الخط العربي وتفننوا فيه، وابتكروا اشكالا وأنماطا جديدة تنبض بالجمال والابداع، بل واستطاعوا أن يخترعوا خطوطا لم تكن معروفة سابقا. له اليد الطولى في خطي النسخ والثلث. ومن الخطاطين الذين اشتهروا بالكتابة المزدوجة، وبإجادة خط الديواني الجلى.
ولد محمد شفيق بك ابن سليمان ماهر بك في استانبول عام 1235هـ = 1820م، وأخذ الثلث والنسخ عن علي وصفي أفندي، ثم عن زوج خالته قاضي عسكر مصطفى عزت أفندي، وداوم في مكتبه حتى أتم تعلم الكتابة. كان معلما للخطوط الهمايونية، ولقب بمعلم حسن الخط، حيث أعطى دروساً كثيرة في الخط.
من أثاره الفنية إصلاحه للوحات قديمة في جامع بورصة الكبير بتركيا، وله مصحفان بخطه أحدهما في ثلاثين جزءاً بخط النسخ، كل جزء مجلد تجليداً فاخراً كتبه سنة 1286هـ، وذهبه ونقشه نقشاً بديعاً، وقد أوقف هذا المصحف محمود سري باشا على الحرم المدني، وجعله في صندوق من خشب السيسم، في دولاب مستقل، تحت نظارة شيخ الحرم النبوي في ذلك الوقت. أما المصحف الثاني فهو موجود الان في متحف العصور التركية الاسلامية.
وقد توفى محمد شفيق بك في استانبول عام 1297هـ = 1880م، ودفن بمقبرة يحيي أفندي في حي بشكيطاش، بعد أن ترك أيضا عدداً كبيراً من القطع والمرقعات واللوحات.
وقد كتب محمد شفيق سورة يس في أعلى التثمينة الخارجية لقبة الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك، عام 1292ه، بأمر من السلطان عبدالحميد الثاني. وكان السلطان قد دعا الخطاطين في ذلك العام للاشتراك في مسابقة خطية لاختيار الأحسن منهم، ثم اختار اثنين لكتابة هذه السورة على قبة الصخرة وفي الحرمين الشريفين. استخدم محمد شفيق الخط الثلث في كتابة السورة على إفريز عرضه 75 سم وبأحرف عرض الواحد منها 3 سم. وهذه السورة مطبوخة على القاشاني طبخا وليست مدهونة والقاشاني الذي طبخت عليه من صنع مصطفى علي أفندي.