رسالة
القرن 14 - عبدالقادر الحسيني
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 11:05
- الزيارات: 2349
عبد القادر الحسيني
(ت 1367هـ = 1948م)
عبد القادر بن موسى كاظم الحسيني، قائد عسكري فلسطيني، كان شعلة حمية ونجدة وذكاء. ينتمي إلى عائلة الحسيني التي قادت نضال الشعب الفلسطيني، بكل نجاحاته وإخفاقاته، طوال ثلاثة عقود تقريبا. ولد عبد القادر بالقدس أو باسطنبول عام 1908م، وكان والده قائمقاماً ومتصرفاً في عدد من المدن الفلسطينية والعربية إبان الحكم العثماني. ومع بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1336ه = 1917م، تسلم موسى كاظم رئاسة بلدية القدس بعد وفاة شقيقه، واشترطت عليه سلطات الاحتلال ألا يشتغل بالسياسة ولكنه لم يتقيد بذلك، وقاد مظاهرات ضخمة ضد هذه السلطات مع اتضاح دورها في التمكين لليهود على أرض فلسطين، وفق ما عرف بـ "وعد بلفور".
أنهى عبد القادر دراسته الثانوية في القدس، ثم التحق بكلية العلوم في الجامعة الامريكية بالقاهرة، وما كاد ينهي دراسته حتى هاجم الجامعة وفضح دورها المشبوه آنذاك في دعم المخططات الصهيونية، فأمرت حكومة إسماعيل صدقي باشا بطرده من مصر ، فعاد عبد القادر إلى بلاده فلسطين وعمل محرراً في جريدة "الجامعة الإسلامية"، ثم مأموراً في دائرة تسوية الأراضي في فلسطين، مما أتاح له أن يطّلع على جهود سلطة الانتداب البريطاني لتهويد الأرض الفلسطينية، فاستخدم وظيفته لإحباط بعض محاولات الاستيلاء على هذه الأرض. كما شارك عبد القادر في بعض الثوارت ضد الاحتلال، فكان إلى جانب والده في مظاهرات القدس عام 1352هـ = 1933م، والتي أُصيب فيها والده بجراح كانت سببًا في وفاته في العام التالي.
بعد ذلك، استقال عبد القادر الحسيني من وظيفته ليتفرَّغ للجهاد ضد سلطات الاحتلال البريطاني، وليكون بجوار الشيخ عز الدين القسام في الإعداد للثورة الكبرى عام 1355هـ = 1936م، وجرح خلال معارك هذه الثورة ضد قوات الاحتلال البريطاني، فنقل إلى دمشق، وعولج.
قصد عبد القادر بغداد، فدخل "الكلية الحربية" متعلما ومتمرنا. ثم عمل في الجيش العراقي مدة قصيرة. وعندما شبت ثورة رشيد عالي الكيلاني سنة 1941م على الاحتلال البريطاني، كان له أثر فيها، واعتقل نحو سنتين. وأطلق، فتوجه إلى الحجاز، ثم انتقل إلى مصر.
ومع شروع العصابات الصهيونية في مهاجمة الفلسطينين لطردهم من ديارهم بالتزامن مع إعلان بريطانيا نيتها إنهاء احتلال فلسطين في أعقاب صدور قرار دولي بتقسيم أرضها بين العرب واليهود في أواخر عام 1947م، عاد الحسيني ليتولى قيادة منظمة الجهاد المقدس، وليشكل جيش الجهاد، الذي كانت مهمته مواصلة قتال قوات الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية، والذي نجح في السيطرة على القدس في بداية حرب 1948م.
ولكن الجامعة العربية رفضت إمداد عبد القادر بالسلاح لمواصلة الدفاع عن المدينة، فقال: إن التاريخ سيكتب أنكم خذلتم الأمة وبعتم فلسطين.. وإن التاريخ لا يرحم أحداً! وصمم البطل على مواصلة القتال بعتاده المتواضع، وقاد هجوما شبه مستحيل على العصابات الصهيونية التي كانت قد احتلت بلدة "القسطل" الاستراتيجية على الطريق بين القدس ويافا، واستشهد خلال المعركة بعد أن ظل يقاتل منفردا، ودفن إلى جانب والده في المدرسة أو التربة الخاتونية، والتي تطل نوافذها الشرقية على المسجد الاقصى المبارك، وتقع بين بابي الحديد والقطانين في السور الغربي للبيت المقدس.