رسالة
فعاليات متصاعدة لتهويد الأقصى تقابلها نشاطات مقدسية مكثفة لإحياء رمضان في المسجد المبارك
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ السبت, 13 تموز/يوليو 2013 15:29
- الزيارات: 4190
إعداد: آيه يوسف
بتاريخ 13 – 7 - 2013م الموافق 4 – 9 – 1434هـ
على مدى الأسبوعين الماضيين، تعالت المطالبات بوقف سياسات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى المبارك مع تسارع خطوات تنفيذها ممثلة في اقتحامات المستوطنين، ومحاولاتهم أداء شعائر غير إسلامية فيه، بالتوافق مع تصاعد دعوات صهيونية لفرض وجود يهودي في المسجد المبارك.
فقد أكدت هيئة العلماء والدعاة ببيت المقدس - فلسطين في مؤتمر عقد بمقر الهيئة الاسلامية العليا بالبلدة القديمة في القدس يوم السبت (6-7)، بعنوان "المعالم الاسلامية المهددة بالإلحاق بالتراث اليهودي" أن الحديث عن تحويل الأقصى إلى معبد انتقل من السر إلى العلن ومن حديث الناس العاديين إلى تصريحات الساسة والمسؤولين من وزراء الاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية."
وكان عزام الخطيب -مدير عام اوقاف القدس- قد أكد في تصريحات نشرت يوم الأحد (30-6) أن "الأوقاف لن تسمح لاي متطرف يهودي بأداء طقوس تلمودية في باحات الاقصى"، مشددا على اسلامية هذا المسجد.
وتحت غطاء السياحة، تفاقمت اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، بغرض أداء صلوات وفرض وجود غير إسلامي فيه، واستمرت هذه الاقتحامات رغم دخول شهر رمضان المبارك الذي تتزايد فيه أعداد المصلين وذلك للعام الثالث على التوالي.
فقد تصدى عشرات المصلين وطلاب مشروع احياء مصاطب العلم في المسجد الاقصى لمستوطنين وأجبروهم على الخروج من المسجد صباح الخميس (11-7) وهو ثاني أيام الشهر الفضيل، إثر محاولة بعض المقتحمين إقامة شعائر غير إسلامية.
وشملت اقتحامات الأسبوعين الماضيين جولة إرشادية لـ 60 مجندة في جيش الاحتلال يوم الاثنين (1-7) وجهت بأصوات التكبير من المصلين، واقتحام 60 مستوطنا يوم الأحد (7-7)، وإقحام 200 من أطفال المستوطنين إلى المسجد يوم الاثنين (8-7) عن طريق ما يسمى "الائتلاف من أجل المعبد"، بمناسبة حلول شهر آب العبري.
وتهدف الاقتحامات المتتابعة إلى تغيير الوضع في المسجد الأقصى ونزع حصريته الإسلامية، وتعويد المستوطنين ليس فقط على اقتحامه دون إذن الأوقاف، بل وعلى الصلاة فيه، في إطار مساعي تقسيمه وبناء معبد على حسابه.
مع الاقتحامات، تصاعدت دعوات دينية وسياسية لفرض التقسيم، وشملت إعلان حاخام يهودي عن دعم المؤسسة الأمنية الاحتلالية "الشاباك" لعمليات الاقتحام، وكذلك عن وجود مخطط لبناء كنيس يهودي في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى قرب باب الرحمة، والتي تتزايد فيها الاقتحامات مؤخرا.
ووقعت 20 منظمة تهويدية ضمن "اتحادية منظمات المعبد" رسالة بتاريخ 30-6-2013م موجهة إلى قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين لمطالبتهم بتنفيذ مخطط التقسيم.
كذلك شدّد وزير الإسكان الصهيوني، أوري أريئيل، يوم الجمعة (5-7) على ضرورة الإسراع في بناء "المعبد" المزعوم، قائلا: "إن اليهود بنوا الكثير من المعابد إلا أنهم في حاجة ماسّة لبناء المعبد الحقيقي في جبل المعبد مكان المسجد الأقصى".
إضافة لذلك، تعتزم جماعة "عائدون الى جبل المعبد" تنظيم "احتجاجات الخيام الاستيطانية" غدا الأحد (14-7) وعلى مدار ثلاثة أيام للدعوة لبناء "المعبد بعد خرابه" – على حد قولهم. وكانت مجموعة استيطانية قد استبقت ذلك بمحاولة يوم الاثنين (8-7) لنصب خيام لها على أرض "وقف الأنصاري" على سفوح جبل الطور المطلة على المسجد الاقصى وهي أرض تنوي بلدية الاحتلال في القدس اقامة "حدائق توراتية" فيها.
وبالترافق مع هذه الدعوات والفعاليات الاستيطانية، تواصل التضييق على المصلين في الأقصى خاصة مع حلول شهر رمضان، واستمر استهداف مؤسساتهم العاملة على تعزيز الرباط في المسجد. حيث أصدرت دولة الاحتلال يوم الأحد (7/7) "تسهيلات" على دخول فلسطيني الضفة الغربية إلى القدس، تركزت على شريحة كبار السن والأطفال، وأغفلت تماما شريحة الشباب بين 16 – 35 عاما!
واعتقلت شرطة الاحتلال يوم السبت (29-6) خمسة فتية من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني بعد أن كبروا أثناء مرورهم في شوارع القدس، باتجاه المسجد الأقصى، للمشاركة في فعاليات صيفية داخله.
ويوم الثلاثاء (2-7) اقتحم نحو 30 من عناصر مخابرات الاحتلال وشرطته مكتب "مؤسسة عمارة الاقصى والمقدسات" -التي تشرف على كثير من فعاليات الرباط في الأقصى خاصة لشريحة الأطفال-، والكائن في شارع صلاح الدين في القدس المحتلة، وصادروا جميع محتوياته.
كما منعت شرطة الاحتلال يوم الخميس (4-7)، الموظف بدائرة الأوقاف الاسلامية، حسام سدر، من مزاولة عمله في المسجد الأقصى، وسلّمته أمراً يقضي بخروجه من الأقصى، ليرتفع عدد موظفي الأوقاف المبعدين إلى أكثر من 26 موظفا، أبرزهم: مدير المسجد ناجح بكيرات.
على الرغم من ذلك، أدى حوالي 200 ألف مصل صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك بعد أن توافدوا من كافة مناطق الداخل الفلسطيني والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وكثفت دائرة الأوقاف في القدس، والمؤسسات العاملة لأجل المدينة ومسجدها الأقصى المبارك فعاليات تعزيز الرباط في المسجد الأقصى المبارك خاصة في شهر رمضان، وشملت تكثيف دروس العلم والفقه فوق مصاطب العلم المنتشرة في ساحات المسجد الأقصى، وداخل مبانيه، واستعدادات لتقديم 80 ألف وجبة إفطار وسحور في ساحاته، وتسيير نحو 1700 رحلة حافلات لشد الرحال إليه، وإطلاق مشروع "بر الوالدين" للتشجيع على كفالة الحافلات ووهب ثوابها للوالدين ووهو مشروع أعلن عنه يوم الأربعاء (26-6).
كما نسّقت دائرة الأوقاف مع جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية لتوظيف 700 متطوعٍ من عناصر الكشافة للإشراف على أمن وسلامة آلاف المصلين في المسجد الأقصى في رمضان.
واختتم يوم الاثنين (8-7) نشاطات الأطفال الصيفية في ساحات المسجد الأقصى التي تمثل الجزء الأكبر من مساحته، والتي تتركز محاولات التهويد والتقسيم عليها حاليا، وذلك بعد أن استمرت 3 أسابيع وشملت تنظيم فعاليات رياضية، وحلقات ذكر، ومسابقات، وأنشطة لدعم ارتباط الأطفال بالمسجد المبارك.