رسالة
نحن في معركة مصيرية على المسجد الأقصى (5)
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ السبت, 17 أيار/مايو 2014 08:50
- الزيارات: 2766
تاريخ النشر الأصلي: 16-5-2014م الموافق 17-7-1435هـ
معركة مصيرية من أجل الحفاظ على السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى المبارك بكل أسواره -بما فيها "حائط البراق" المحتل- بعد 47 عاما من احتلال شرقي القدس
رغم سلوك الاحتلال الإسرائيلي الصبياني في هذه الأيام؛ حيث بات يحتجز (البطاقات الشخصية) يوميًاللمئات من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، وحيث بات يحاول إلزام هؤلاء المرابطين والمرابطات باسترجاع هذه (البطاقات الشخصية) يوميًا من مخافر شرطة احتلالية بعيدة عن المسجد الأقصى، ظانًا هذا الاحتلال الأرعن أنه بهذا السلوك سيدفع هؤلاء المرابطين والمرابطات للانقطاع عن الرباط في المسجد الأقصى!! وكم هو واهم في ذلك!!
ورغم مراهقات نائب وزير الأديان الإسرائيلي "إيلي بن دهان" الغبية، والتي كان من آخر إبداعاتها الشريرة أن قال في تسجيل صوتي: (لقد أنهى مكتبي وضع اللوائح القانونية لترتيب صلوات يهودية في الأقصى، وبقي فقط على نتنياهو أن يوقع عليها من أجل أن تكون سارية المفعول)!! ورغم محاولات شرطة الاحتلال الإسرائيلي فتل عضلاتها علينا في هذه الأيام، وظهورها في وسائل الإعلام متنفشة كأنها الطاووس، ومتفاخرة أنها اعتقلت تسعين من المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى خلال الأسبوعيين الماضيين، وأنها ستقدم لوائح اتهام ضدهم في المحاكم الإسرائيلية!! ورغم أن (قبضايات) هذه الشرطة الاحتلالية قد وصفوا هؤلاء المرابطين والمرابطات بأنهم (مشاغبون يرتكبون أعمال شغب في الأقصى)!! ورغم أن بعض أوباش المستوطنين الإسرائيليين علّقوا خلسة لافتات على أحد بوابات المسجد الأقصى تطالب بإخلائه فورًا من المسلمين حتى يخلو لهم المسجد الأقصى ويشرعوا في بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض قبة الصخرة، التي تقع في قلب المسجد الأقصى!! ورغم أن عضوي الكونغرس الأمريكي "بيل جونسون" من ولاية "أوهايو" و"ديفيد ماكيلني" من ولاية "فرجينيا الغربية" قد شاركا مؤسسة (الهيكل) الإسرائيلية الاحتلالية اقتحام المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية!! ورغم أن دهاقنة الاحتلال الإسرائيلي لا يزالون يواصلون تدمير الآثار الإسلامية المحيطة بالمسجد الأقصى، ولا يزالون يسهّلون الطريق لجمعية "إلعاد" الإسرائيلية الاحتلالية لبسط سيطرتها على محيط المسجد الأقصى من الجهتين الغربية والجنوبية!! ورغم أن لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي قد أقرت في تاريخ 2014/3/5 إقامة لجنة فرعية مهمتها تنفيذ قرارات الاحتلال الداعية إلى اقتحام المسجد الأقصى، وفحص إمكانية تواجد زرافات من الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى يوميًا لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة!! ورغم أن بلدية القدس العبرية الاحتلالية باتت تضع اللمسات الأخيرة في هذه الأيام على مخطط يهدف إلى تخفيض صوت الأذان في كل مساجد القدس بدعوى تخفيض الضجيج في المدينة!! ورغم أن مركز معلومات وادي حلوة في حي سلوان قد أكد اعتقال الاحتلال الإسرائيلي (120 مقدسيًا) خلال شهر آذار الماضي؛ بينهم نحو (40 قاصرًا) تراوحت أعمارهم بين (17–13 سنة)، إلى جانب اعتقال الاحتلال الإسرائيلي أربع سيدات مقدسيات!! ورغم أن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد كشفت بتاريخ 2014/4/9 أن الاحتلال الإسرائيلي شرع في حفر نفق جديد يمتد من أسفل ساحة البراق باتجاه باب الخليل!! كما كشفت مؤسسة الأقصى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وصندوق تراث المبكى والشركة الإسرائيلية من أجل تطوير الحي اليهودي يواصلون اليوم تنفيذ مخططهم التهويدي لتحويل طريق باب المغاربة ؛المؤدي للمسجد الأقصى، إلى جسر عسكري إسرائيلي ضخم يوفر إمكانية اقتحام المسجد الأقصى بآليات عسكرية وأعداد كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي دفعة واحدة!! كما كشفت مؤسسة الأقصى بتاريخ 2014/4/11 أن الاحتلال الإسرائيلي نظم احتفالًا شبه سري – بحسب مصادر إسرائيلية – وأعلن فيه عن افتتاح جزء من نفق سلوان العميق، الممتد أسفل محيط جنوب المسجد الأقصى، وذلك بعد مرور خمسة عشر سنة على حفريات متواصلة وعميقة أشرفت على تنفيذها ما تُسمى بـِ "سلطة الآثار" بتمويل من جمعية "إلعاد" الاحتلالية!! ورغم ازدياد عدد وَحِدَّة الصرخات الإسرائيلية في الكنيست الإسرائيلي، التي تدعو إلى التعجيل بفرض الهيمنة الكاملة للاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى!! وعلى سبيل المثال قال عضو الكنيست الإسرائيلي (موشيه فيجلن: إن الشمعدان الإسرائيلي- وهو رمز السيادة الإسرائيلية- الأصل فيه أن يكون قائمًا في جبل الهيكل – وهي تسمية الاحتلال الإسرائيلي الباطلة للمسجد الأقصى )!! وقالت عضو الكنيست الإسرائيلي "شولي موعليم": (إن نتنياهو وعد، في رسالة سابقة له، بترتيبات لصلوات يهودية في المسجد الأقصى)!! وقالت عضو الكنيست الإسرائيلية "ميري ريجب" إنها: (سوف تعقد كل ثلاثة أسابيع اجتماعًا دوريًا، في لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست، إلى أن تصل إلى قرار ملزم بتحديد صلوات يهودية في المسجد الأقصى وفرض مخطط تقسيمه بين المسلمين واليهود، كما هو حاصل اليوم في المسجد الإبراهيمي)!! وقالت نائبة وزير المواصلات الإسرائيلي عضو الكنيست "تسيبي حوطوبلي": (لا قيمة لصهيون بلا أورشليم ولا قيمة لأورشليم بدون جبل الهيكل، والذي سيبنى سريعًا وقريبًا، وأطالب بشكل واضح الحكومة الإسرائيلية بفتح الأبواب والأوقات في المسجد الأقصى أمام اليهود لأداء صلواتهم بحرية)!! إلى جانب ذلك فقد طالبت عضو الكنيست "أوريت سطروك" بتعزيز سيادة الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى والتسريع في بناء الهيكل الأسطوري المزعوم!! ودعا عضو الكنيست "يريف ليفين" مؤكدًا نفس المطلب!! ودعا عضوا الكنيست "دافيد أزولاي" و"نسيم زئيف" للتعجيل في بناء الهيكل الأسطوري المزعوم!! وقال "أزولاي" في ادعائه الوقح: (إننا نفقد السيادة والسيطرة على "جبل الهيكل" لأن هناك ثعالب تمشي في الكروم، وحكومة إسرائيل لا تفعل شيئًا) – جبل الهيكل هو التسمية الباطلة الاحتلالية للمسجد الأقصى –!! ورغم تنفيذ قيادات دينية احتلالية إسرائيلية محاولات اقتحام المسجد الأقصى مثل "يهود غليك"!!، ورغم مواصلة بعض أوباش الاحتلال الإسرائيلي شن اعتداءات حاقدة على أهلنا في القدس المباركة، كما فعل بعض هؤلاء الأوباش بتاريخ 2014/3/24 من تخريب إطارات 35 سيارة وحافلة في حي "بيت حنينا" في القدس المباركة!! ورغم أن استطلاعًا للرأي أجراه المعهد العبري "مخزن العقول" مؤخرًا أظهر أن نسبة 73% من أبناء التيار الديني القومي الإسرائيلي يدعمون مشروع بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض قبة الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى!! رغم هذه القائمة السوداء الطويلة، التي تبرز لكل عاقل في الأرض مدى الجنون الذي بات ينتاب الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام، والذي بات يدفعه لمواصلة شن عدوانه اليومي على القدس والمسجد الأقصى، فإنني لا زلت أؤكد من صميم قلبي وعقلي أننا سنشهد خلال قادمات الأيام القريبة انتصار القدس والمسجد الأقصى على الاحتلال الإسرائيلي!! وفي الوقت الذي أصرح فيه بهذه البشرى، فإنني لا زلت أؤكد أننا بحاجة ملحة للإحاطة بالظرف الذي يحيط الآن بالقدس والمسجد الأقصى، وما هو دورنا المطلوب لنصرة القدس والمسجد الأقصى، على اعتبار أن نصرتهما هي أمانة في أعناقنا، وهي من باب الواجب، وليست من قبيل التطوع الاختياري، وحتى نتقن أداء هذا الدور المطلوب لا زلت أواصل تسجيل مجموعة هذه الملاحظات التي أراها هامة جدًا.
8. حرص الاحتلال الإسرائيلي منذ أن احتل المسجد الأقصى عام 1967 على تبني استراتيجيتين متلازمتين تكمل إحداهما الأخرى، ظنًا منه أنهما ستمهدان له الطريق – ولو بعد حين – لبناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاض قبة الصخرة القائمة في قلب المسجد الأقصى!! أما الاستراتيجية الأولى؛ فقد دفع الاحتلال الإسرائيلي كل أبواقه الرسمية والشعبية لمواصلة الحديث عن بناء الهيكل الأسطوري المزعوم، والتأكيد أن إمكانية بنائه متاحة، وأن موعد بنائه قد اقترب. ولتقل هذه الأبواق ما تشاء أن تقول من تصريحات، ولتكتب ما تشاء أن تكتب من أفكار، بغض النظر عن هذه التصريحات والأفكار هل هي معقولة أم مجنونة؟! وهل هي واقعية أم خيالية؟! وهل هي حقيقة أم وهم؟! ليس هذا المهم، بل المهم في حسابات الاحتلال الإسرائيلي أن تواصل هذه الأبواق ضخ أكبر عدد ممكن من هذه التصريحات والأفكار حتى يصبح الحديث عن بناء هيكل أسطوري مزعوم أمرًا مشروعًا في الدائرة الإسرائيلية وخارج الدائرة الإسرائيلية، وحتى يصبح مبدأ طرح الحديث عن بناء هذا الهيكل أمرًا عاديًا وليس مستهجنًا، وحتى تُصنع الأجواء المطلوبة في حسابات الاحتلال الإسرائيلي للشروع في بناء هذا الهيكل، ومحاولة امتصاص كل غضب يبدر عن الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني كرد فعل فوري على هذه الأبواق الاحتلالية الإسرائيلية وهي تواصل ضخ التصريحات والأفكار حول أهمية بناء هذا الهيكل عند الشعب اليهودي!!
وأما الاستراتيجية الثانية فقد تبنى الاحتلال الإسرائيلي مبدأ تقليد (أداء النمل) في الخطوات العملية، التي قرر أن ينفذها على أرض الواقع في القدس والمسجد الأقصى، والتي ستنتهي عمليًا – وفق حسابات الاحتلال الإسرائيلي ببناء هذا الهيكل الأسطوري المزعوم!! وهذا يعني أن الاحتلال الإسرائيلي تبنى سياسة النفس الطويل، والتقدم البطيء، والتشعب في تنفيذ الخطوات في نفس اللحظة، بمعنى أنه قد شرع في حفر الأنفاق في نفس اللحظة التي صادر فيها مفتاح بوابة المغاربة، وفي نفس هذه اللحظة شرع الاحتلال الإسرائيلي في إجراء حفريات مكشوفة حول المسجد الأقصى وهكذا!! وكي يعزز الاحتلال الإسرائيلي من تأثير الاستراتيجية الأولى، فقد أوحى إلى بعض أبواقه لإصدار كتاب بعنوان "أحلام اليقظة" تناول بالتفصيل كل النظريات التي كانت تدعو إلى بناء هيكل أسطوري مزعوم حتى تاريخ إصدار ذاك الكتاب!! فتطرق ذاك الكتاب إلى نظرية "الترانسفير العمراني"، وهي النظرية التي دعت إلى حفر أخدود عميق جدًا حول كل محيط قبة الصخرة ثم نقل قبة الصخرة – كما هي – إلى مكان آخر، ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم مكانها!! وتطرق ذاك الكتاب إلى نظرية البناء العمودي للهيكل، وهي النظرية التي دعت إلى بناء هيكل أسطوري مزعوم على شكل عمودي ملاصق لحائط البراق ثم تحويل ساحات المسجد الأقصى الداخلية التي هي جزء منه إلى ساحات مشتركة بين المسلمين واليهود!! وتطرق ذاك الكتاب إلى النظرية التي دعت إلى تدمير كل المسجد الأقصى ثم بناء هيكل أسطوري مزعوم على أنقاضه!! وإلى النظرية التي دعت إلى بناء هيكل أسطوري مزعوم في الساحات الترابية الفارغة في المسجد الأقصى، والتي هي جزء منه، وتحديدًا الساحات الواقعة ما بين أبواب المصلى المرواني وبوابة المغاربة!! ثم كانت ولا تزال تروَّج صور للقدس وقد اختفى المسجد الأقصى نهائيًا منها وحلت مكانه صورة متوهَّمة لهيكل أسطوري مزعوم!! ثم بدأت تبرز عنتريات جرشون سلمون، الذي حاول وضع حجر أساس لمبنى الهيكل في المسجد الأقصى، ثم عنتريات يسرائيل هوكنز، ثم عنتريات إيهود براك في كامب ديفيد، ثم أوهام زاموش، وغيرهم!!
ولذلك كان لا بد من صناعة موقف إسلامي عربي فلسطيني يرفض من حيث المبدأ فكرة بناء هيكل أسطوري مزعوم ويحارب هذه الفكرة، فقام هذا الموقف الإسلامي العربي الفلسطيني بقوة، واشتد على سوقه بقوة. والمطلوب مضاعفة قوة هذا الموقف في هذه الأيام حتى تلتف حوله كل الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني. ويا حيف على كل من شذَّ عن هذا الموقف، يا حيف... يا حيف... يا حيف!!
ثم لا بد من مواصلة كل مشروع راشد في القدس بعامة، وفي المسجد الأقصى بخاصة، بهدف أن يتحول مجموع كل هذه المشاريع إلى حضور نوعي قوي يتصدى للاستراتيجية الثانية التي تبناها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تقوم على مبدأ تقليد (أداء النمل) للوصول إلى بناء هيكل أسطوري مزعوم!! وكي ننجح في التصدي لهذه الاستراتيجية الثانية يجب علينا أن ندرك أننا في حرب مصيرية مع الاحتلال الإسرائيلي على كل متر أرض في القدس، وعلى كل غرفة فيها، وعلى كل شجرة فيها، وعلى كل أثر مقدس أو تاريخي فيها، وعلى كل نسمة هواء فيها، وعلى كل حجر في المسجد الأقصى، وعلى كل ذرة تراب فيه، وعلى كل دقيقة أو ساعة أو أسبوع أو شهر أو عام يمر عليه وعلى كل ذكرى تعود إليه، فهما القدس والمسجد الأقصى اللذان ما جعل الله من قلبين في جوفهما، فإما نحن وإما الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك لا بد من زوال الاحتلال الإسرائيلي.
ويا حيف على من شذ عن هذا الموقف، يا حيف... يا حيف... يا حيف.