رسالة
استشهاد خمسينية برصاص الاحتلال على أعتاب المسجد الأقصى
- التفاصيل
- المجموعة الأم: المحتوي
- نشر بتاريخ الأربعاء, 09 آذار/مارس 2016 04:25
- الزيارات: 1887
أكد شهود عيان أن عملية إعدام قوات الاحتلال للشهيدة فدوى محمد أبو طير، الثلاثاء 8 آذار/مارس، تمت بدم بارد بينما لم تحمل الشهيدة سكينا أو أي نوع من السلاح، وقد تركت تنزف دون علاج حتى فارقت الحياة.
واستشهدت فدوى أبو طير (50) من قرية أم طوبا جنوب القدس المحتلة، قبيل ظهر الثلاثاء، بعد إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليها أثناء توجهها إلى باب الحديد -أحد الأبواب الوقعة في السور الغربي للمسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس، وزعمت مصادر إسرائيلية أن الشهيدة حاولت تنفيذ عملية طعن.
لكن شهود عيان تواجدوا في المكان نفوا رواية الاحتلال الإسرائيلي المزعمة، حيث يؤكد أحدهم لـ”كيوبرس” أن السيدة فدوى كانت متجهة إلى باب الحديد بعد أن دخلت إلى البلدة القديمة من باب العامود في السور الشمالي للبلدة، ولم تستجب لطلب الجنود بالتوقف، إلا أنها حين أرادت فتح حقيبتها أطلقوا عليها الرصاص قبل أن تُخرج منها أي غرض.
ويقول شاهد آخر إنه لاحظ أن الشهيدة لم تسمع صوت الجندي الذي طلب منها التوقف ولم تنتبه له، مبيّنا أن الجنود لم يكرروا طلبهم بتوقفها، بل باغتوها بإطلاق أربع رصاصات أصابت إحداها منطقة الرأس، مضيفا، أنها لم تُخرج أي غرض من حقيبتها، كما أنه لم يشاهد سكينا إلى جوارها بعد إطلاق الرصاص عليها.
وأفاد الهلال الأحمر بأن قوات الاحتلال منعت طواقمه من الوصول إلى الشهيدة لتقديم العلاج لها، حيث تُركت تنزف على الأرض حتى ارتقت.
المسعفة في عيادة المسجد الأقصى زهرة خوص التي كانت من أوائل الذين وصلوا موقع الإعدام الميداني، قالت إنها رأت الشهيدة مضرجة بدمائها وقد خرجت عينها من رأسها بسبب إطلاق الرصاص على الرأس، كما كان وجهها أصفر اللون وشاحبا.
وأضافت، أنها لم تشاهد أي أداة حادة إلى جوار جسد الشهيدة التي تركت تنزف لأكثر من نصف ساعة حتى السماح بوصول الأطباء إليها، حيث كانت قد فارقت الحياة.
أما الدكتور أمين أبو غزالة الذي كان ضمن الطواقم الطبية التي هرعت لإنقاذ الشهيدة أبو طير، فأوضح أن حالتها كانت حرجة للغاية عند وصولهم، ورغم محاولات وقف النزيف وعمليات الإنعاش إلا أنها كانت قد فارقت الحياة.
ولفت إلى أن أحد ضباط الاحتلال منعهم من التدخل حين حضرت طواقم إسعاف إسرائيلية إلى المكان، إلا أنه تفاجأ بنقلها على الفور دون تقديم أي علاج لها أو فحصها إن كانت على قيد الحياة.
من جهتها رأت سيدة مقدسية تواجدت في المنطقة أن عملية القتل تهدف إلى ترهيب المقدسيين وبث الرعب في قلوبهم، لدفعهم بالعزوف عن الحضور إلى البلدة القديمة.
فيما قال شاب إن الجريمة هدفت لإعادة التصعيد داخل البلدة القديمة بعد فترة الهدوء النسبي التي شهدتها البلدة، مشيرا إلى استهتار الاحتلال الإسرائيلي بالعالم حين ارتكب جريمته خلال الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
وعقب الحادث، استشهد شاب فلسطيني وأصيب عنصران من قوات الاحتلال الإسرائيلي بجراح خطيرة، خلال اشتباك مسلح دار بين قوات الاحتلال والشاب في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة خارج أسوار البلدة القديمة حيث استشهدت الخمسينية الفلسطينية أثناء توجهها إلى المسجد الأقصى المبارك من باب الحديد في سوره الغربي.
وذكر مراسل “كيوبرس” أن الاشتباك المسلح استمر نحو 15 دقيقة سُمع خلاله إطلاق نار كثيف، وأفادت مصادر إسرائيلية أن شابا فلسطينيا اقترب من عناصر الاحتلال وأطلق النار فأصاب أحدهما، ثم أطلق النار مجددا وأصاب آخر وصفت جراحه بالخطيرة للغاية.
وأفاد عضو لجنة المتابعة في العيسوية، محمد أبو الحمص، بأن الشهيد هو الشاب فؤاد أبو رجب (20 عامًا)، من قرية العيسوية، التي اقتحمتها قوات الاحتلال وداهمت منزل عائلة الشهيد قبل أن تعتقل والده، في وقت لاحق.
وسادت حالة من الاستنفار في شارع صلاح الدين، وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت على المارة وقامت بإبعادهم وإغلاق المحلات التجارية واقتحامها، ومنعت التجار من التواجد في المنطقة، بينما صادرت عددا من كاميرات المراقبة المنصوبة خارج محلاتهم.
كما انتشرت قوات مكثفة في أنحاء مدينة القدس ومداخلها، وجرت عمليات تمشيط واسعة ترافقها مروحيات شرطية، وذكرت مصادر أن قوات الاحتلال أغلقت حاجز مخيم شعفاط العسكري وحي بيت حنينا شمال القدس المحتلة.
وأصدرت محكمة "الصلح" التابعة لسلطات الاحتلال، في القدس المحتلة، أمرًا بـ "حظر النشر" حول عملية إطلاق النار. وذكرت شرطة الاحتلال في بيان لها، أن قاضي محكمة "الصلح"، استجاب لطلبها في حظر نشر أي معلومات حول عملية إطلاق النار في القدس لمدة أسبوع، وذلك "حفاظًا على أمن الدولة"، حسب البيان.
وأشارت إلى أن القرار يشمل عدم نشر أي صور أو فيديوهات تتعلق بالعملية، سواء من شرطة الاحتلال أو شهود عيان، أو نشر أي معلومات حول هوية المصابين، حتى 14 من شهر مارس الجاري.