رسالة
القرن 1 - أم المؤمنين صفية بنت حيي
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 13:36
- الزيارات: 2454
أم المؤمنين صفية بنت حيي
(ت 50هـ)
صفية بنت حيي بن أخطب، من بني إسرائيل، من سبط هارون بن عمران عليه السلام، كانت في الجاهلية من ذوات الشرف، تزوجت مرتين، أولا من سلاّم بن مشكم، فارس قومها وشاعرهم، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحقيق، وكان صاحب حصن القَمُوص، أعز حصون خيبر. قتل زوجها وأبوها يوم خيبر، فكانت من السبي، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصارت في سهمه، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها.
ومما يروى عنها أنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تبكي، فقال: "ما يبكيك؟" قالت: بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني، وتقولان نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله وأزواجه، فقال صلى الله عليه وسلم: "ألا قلت لهم كيف تكنّ خيرا مني وأبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد." وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ بِعَيْنَيْ صَفِيَّةَ خُضْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ بِعَيْنَيْكِ؟ فَقَالَتْ: "قُلْتُ لِزَوْجِي: إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمِ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي فَلَطَمَنِي، وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ مَلِكَ يَثْرِبَ؟" قَالَتْ: "وَمَا كَانَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، قَتَلَ أَبِي وَزَوْجِي، فَمَا زَالَ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ، فَقَالَ:يَا صَفِيَّةُ إِنَّ أَبَاكِ أَلَّبَ عَلَى الْعَرَبَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ حَتَّى ذَهَبَ ذَاكَ مِنْ نَفْسِي".
ذكر صاحب مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام أن صفية قدمت بيت المقدس، وصعدت طور زيتا، فصلّت وقامت على طرف الجبل، فقالت من هاهنا يتفرق الناس يوم القيامة إلى الجنة وإلى النار.
روت عن النبي صلى الله عليه وسلم 10 أحاديث، منها واحد متفق عليه، وهو حديث زيارتها له صلى الله عليه وسلم في معتكفه ليلا ومرور صحابيين بهما وقوله: "عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ" فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا".
كانت رضي الله عنها ذات حسب وجمال ودين وذات حلم، وفي الخبر أن جارية لها أتت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقالت يا أمير المؤمنين، إن صفية تحب السبت وتصل اليهود. فبعث إليها عمر يسألها عن ذلك، فأجابت: "أما السبت فإني لم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود، فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها". ثم سألت جاريتها عما حملها على ذلك الافتراء، فقالت: الشيطان، فقالت لها أم المؤمنين: اذهبي فأنت حرة. توفيت رضي الله عنها في شهر رمضان، ودفنت بالبقيع مع أمهات المؤمنين، وذلك سنة 50هـ، على الأرجح.