رسالة
القرن 3 - المأمون
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 13:29
- الزيارات: 2611
الخليفة المأمون
(ت 218هـ)
عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، أبو العباس، سابع الخلفاء من بني العباس في العراق، أحد أعاظم الملوك في سيرته وعلمه وسعة ملكه. نفذ أمره من إفريقية إلى أقصى خراسان وما وراء النهر والسند. ولي الخلافة بعد خلع أخيه الامين (سنة 198 ه)، فتمم ما بدأ به جده المنصور من ترجمة كتب العلم والفلسفة، وأتحف ملوك الروم بالهدايا سائلا أن يصلوه بما لديهم من كتب الفلاسفة، فبعثوا إليه بعدد كبير من كتب أفلاطون وأرسطاطاليس وأبقراط وجالينوس وإقليدس وبطليوس وغيرهم، فاختار لها مهرة التراجمة، فترجمت، وحض الناس على قراءتها، فقامت دولة الحكمة في أيامه.
قّرب العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل اللغة والاخبار والمعرفة بالشعر والانساب، وأطلق حرية الكلام للباحثين وأهل الجدل والفلاسفة، لولا محنة القول بخلق القرآن، في السنة الاخيرة من حياته.
وعلى عهده، زار الإمام محمد بن إدريس الشافعي، المولود في غزة، بيت المقدس، كما زاره عدد كبير من العلماء وأهل الفضل.
أمر المأمون بترميم قبة الصخرة، التي تعد القبة الرئيسية للمسجد الأقصى المبارك، عندما زار بيت المقدس عام 216ه = 831م، وكان قد أصاب القبة شيء من الخراب. ولما انتهى العمال من الترميم أرادوا أن يتزلفوا إليه، فاستبدلوا اسمه باسم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، باني القبة الأساسي، ولكنهم نسوا تغيير السنة التي حدثت فيها العمارة، وعرف ذلك من نقش بالأحرف الكوفية المذهبة فوق الأعمدة التي تقوم عليها القبة حول الصخرة حمل الكلمات الآتية: "بنى هذه القبة عبد الله، عبد الله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين، تقبل الله منه ورضي عنه آمين." فبقيت سنة 72هـ، وهي السنة التي أتم فيها عبد الملك بن مروان البناء. وكذكرى لذلك الترميم، ضرب المأمون في عام 217ه فلساً حمل اسم (القدس) لأول مرة في تاريخ المدينة.
وفي العام التالي، توفي المأمون في بلدة "بذندون" القريبة من طرسوس، وكان قد خرج غازياً فأدرَكَته وفاته هناك، ودفن في طرسوس. وبعد وفاته، دب الانقسام في مملكته المترامية الأطراف وبدأ ضعف دولة بني العباس.