رسالة
القرن 8 - الناصر ابن قلاوون
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 12:54
- الزيارات: 2470
الملك الناصر محمد بن قلاوون
(ت 741هـ)
أبو الفتوح ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون الصالحي. تولى الناصر محمد السلطنة في مصر والشام بعد مقتل أخيه الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون، والذي كان قد أنهي الوجود الصليببي في الشام، ولكنه خلع منها مرتين، ثم ثبت في الثالثة، والتي بدأت عام 709ه = 1310م. استمر حكمه لأكثر من 32 عاما، وكان من الملوك المعتبرين أصحاب التواريخ، كما وصفه مجير الدين العليمي. حج محمد بن قلاوون إلى بيت الله الحرام 3 مرات، وكانت له وقائع كثيرة مع التتار الذين ظلوا يحاولون العودة لاحتلال ديار المسلمين بعد هزيمتهم في عين جالوت عام 658هـ. كما فتح عدة جزر في البحر المتوسط كانت قد خرجت من أيدي المسلمين منذ فتحت لأول مرة خلال القرن الأول الهجري. توفي بقلعة الجبل بالقاهرة والتي اتخذت مقرا للحكم منذ أقامها صلاح الدين الأيوبي، وكان قد أقام في وسطها تماما تقريبا جامع الناصر محمد بن قلاوون، والذي ظل المسجد الجامع بالقلعة حتى بنى محمد علي مسجده في مقابله.
للناصر محمد بن قلاوون آثار عديدة في المسجد الأقصى المبارك، فقد جدد تذهيب القبتين الرئيسيتين في الأقصى، وهما قبة المصلى القبلي الرئيسي وقبة الصخرة، وعمر الرواق الغربي في المسجد الأقصى، حيث أقام عدة معالم في هذا الرواق منها مئذنة باب السلسلة، والمدرسة التنكزية والتي حملت اسم نائبه في الشام الأمير تنكز الناصري. كما جدد بناء باب القطانين الواقع في منتصف السور الغربي للمسجد الأقصى، ومئذنة باب الغوانمة الواقعة عند الطرف الغربي من السور الشمالي للأقصى، والتي حملت اسمه فسميت "منارة قلاوون"، وفضلا عن ذلك، عمر السور القبلي للمسجد المبارك، وفتح في عصره شباكان على يمين المحراب الرئيسي في المصلى القبلي في الأقصى.
أثنى عليه العلماء فقالوا : كان ملكًا عظيمًا جليلاً كفؤًا للسلطنة، ذا دهاء، محبًّا للعدل والعمارة، وطابت مدته وشاع ذكره وطار صيته في الآفاق، وهابته الأسود، وخطب له في بلاد بعيدة.