رسالة
القرن 9 - الأشرف قايتباي
- التفاصيل
- المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
- نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 12:44
- الزيارات: 2356
السلطان الأشرف قايتباي
(ت 901هـ)
أبو النصر سيف الدين قايتباي المحمودي الاشرفي ثم الظاهري، سلطان الديار المصرية، أهم ملوك الجراكسة (أو الشراكسة) وهم ملوك دولة المماليك الثانية (المماليك البرجية). اشتراه الاشرف برسباي بمصر، صغيرا، من الخوجه محمود، ثم صار إلى الظاهر جقمقق بالشراء، فأعتقه واستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن كان "أتابك" العساكر في عهد الملك الظاهر تمربغا الذي ما لبث أن خلعه المماليك وبايعوا قايتباي بالسلطنة عام 872ه، فتلقب بالملك الاشرف.
ذكر أنه كان متقشفا، فيه نزعة صوفية، وله اشتغال بالعلم، وأنه كثير المطالعة، شجاع عارف بأنواع الفروسية، مهيب عاقل حكيم، إذا غضب لم يلبث أن تزول حدته.
وكانت مدته حافلة بالعظائم والحروب، ففي عهده حاول العثمانيون (أصحاب القسطنطينية) احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالا جسيمة على الجيوش لقتالهم. وشغل بهم، حتى أن صاحب الاندلس اشتغاث به لاعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى بالالتجاء إلى تهديدهم بواسطة القسوس الذين في القدس، وبالاسلوب "الدبلوماسي"، فاحتلوا غرناطة وذهبت الاندلس.
زار القدس أكثر من مرة، وحج سنة 884 ه، ولم يحج من ملوك الشراكسة غيره، وذلك لتمكنه في الملك، حيث كان، كما ذكر العصامي في (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي)، واسطة عقد الشراكسة وأقربهم إلى قلوب الرعية، وأجملهم حالاً وأحسنهم إحساناً، وأفضلهم عقلاً، وأكملهم نبلاً، وأكثرهم في جهات الخير إيثاراً وآثاراً، وأكبرهم عمائر وأوقافاً وأدواراً، وأطولهم طولاً وزماناً، وأمكنهم ملكاً وقوة وإمكاناً. توفي بالقاهرة بعد أن استمر حكمه نحو 30 عاما.
بنى في المساجد الثلاثة عدة رُبط ومدارس، وجوامع، وله بمصر والحجاز والشام وغزة وغير ذلك آثار جميلة، وخيرات جزيلة، وجميع عمائره يلوح عليها لوائح النورانية والأنس. من آثاره في المسجد الأقصى المبارك: المدرسة الأشرفية، وسبيل قايتباي.