config

القائمة البريدية

استطلاع الرأي

أين يقع المنبر والمحراب الرئيسين في المسجد الأقصى؟

داخل قبة الصخرة الواقعة في منتصف ساحات المسجد - 25%
داخل المصلى الجنوبي القبلي - 75%

التحويل بين التقويم الهجري والميلادي

التاريخ الميلادي
التاريخ الهجري
اليوم الموافق :

اليوم الشمسى:

رسالة

القائمة الذهبية… متى ستُفتح بوابات الأمل من جديد؟

تقرير كيوبرس – ريم الهندي

نشر بتاريخ: الأربعاء 16/03/2016


أكواب من الكرتون، وإبريق شاي به قليلٌ من الميرامية، زجاجة زيتون من شجر الأرض المقدسة وبضع أرغفة، تتقاسم إحضارها النساء المبعدات عن المسجد الأقصى في كل صباح، ليجتمعن بحلقة تُمِدَّ كلٌّ منهن الأخرى ببعض من دفء روحها إذا جُنّ الشتاء، وبكثير من الصبر إذا جُنّ الاحتلال، وبالكثير الكثير من الصمود خلال ترحيلهن من باب لآخر وافتراشهن الأرض على عتبات المسجد الأقصى يتدارسن القرآن ويحفظنه… هذا هو الحال لنساء القائمة الذهبية منذ 7 أشهر.

 

الأسبوع الماضي أعادت قوات الاحتلال الاسرائيلي قمعها لنساء القائمة الذهبية، لاحقتهن في أزقة البلدة القديمة وحتى باب العامود ثم اعتدت عليهن واعتقلت المعلّمة المبعدة هنادي حلواني، غير أن هنادي التي كانت من أوائل الأسماء المدرجة ضمن القائمة الذهبية، قرّرت دخول المسجد الأقصى الجمعة الماضية ولأول مرة منذ أشهر طويلة.

 

ورغم أن الحلواني تملك قرارا رسميا بانتهاء فترة الإبعاد، إلا أن دخول الأقصى لم يكن ليمر بالأريحية التي يستحقها كل إنسان عند ذهابه لثالث أقدس مساجد الأرض، فهنادي انتظرت حتى تقام صلاة الجمعة وتتسلل خفية إلى المسجد الأقصى تحسبا من انتباه أحد عناصر قوات الاحتلال لها وإجبارها على العودة.

 

وتُرجع هنادي الحلواني محاولتها السرية هذه إلى أن قوات الاحتلال ورغم انتهاء إبعادها إلا أنها حذّرتها من دخول المسجد لأنها ستمنعها بالقوة وبسلطة القانون الاحتلالي.

 

أولى اللحظات فور دخول هنادي الأقصى كانت أشبه بولادة جديدة للشابة التي يعرفها الجميع جيّدا بصمودها الأسطوري داخل الأقصى وعند أبوابه في السنوات الأخيرة، فتقول هنادي إنها كانت تستنشق حتى تراب المسجد الأقصى وأرضه وليس هوائه فحسب.

 

وتقول هنادي، “كنت أتأمل جماله الذي حرمت منه لشهور طويلة، وزادت سعادتي عندما مرّ اليوم دون أن أشاهد اقتحام المستوطنين للمسجد كونهم لا ينفذون أي اقتحامات يوم الجمعة، فكان للأقصى في ذلك اليوم جمالا يخلو من الشوائب والمنغّصات، فقد كان المسجد عامرا بالمصلين ويبعث في الروح طمأنينة وسكون”.

 

وتستذكر هنادي سبعة أشهر قضتها عند أبواب الأقصى قائلة، إن باب حطة هو أحب الأبواب لقلبها، “فمنه أستطيع استراق النظر إلى أجزاء من حجارة المسجد الأقصى وخضرته، أتمنى لو كنت طائرًا يستطيع التحليق عاليًا ليجتاز الشرطي اللعين الذي يقف عائقًا بيني وبين مسجدي”.

 

دخول هنادي للأقصى وإن كان قد تم ليوم واحد فقط، تسللا، إلا أنه بعث الأمل والتفاؤل في نفوس عشرات المبعدات عن المسجد، فتعبّر فاتنة حسين “أم حسام” عن فرحتها الشديدة بدخول هنادي للمسجد، وتمني النفس بأن تكون هي العائدة التالية إليه، “لتعود لها الحياة من بعد الموت”، حسب تعبيرها.

 

وتقول سحر النتشة وهي إحدى جواهر القائمة الذهبية، “سنبقى حتى آخر رمق ندافع عن المسجد الأقصى ونحاول الدخول إليه”، مضيفة، “لا غرابة في دخول هنادي أو أي منا إلى الأقصى، إنما الظلم هو أن نبقى ممنوعين من دخوله ونحن أحق به.. سنبقى يدًا واحدة رغم تهميشنا من قبل الإعلام والجهات المسؤولة، وما يدلل على ذلك أننا ما زلنا هنا قابعون منذ 7 شهور لا رادع لظلمهم ولا يدا مدت لنا العون”.

 

وقد مرّت سياسات إبعاد النساء عن الأقصى بمراحل متعددة تخللها تصعيد تدريجي وصولا إلى الإبعاد الطويل والمتواصل، وتوضح هنادي أن قرارات الإبعاد في السابق كانت قليلة ولفترات محدودة، أما الآن فالقرارات تصدر بشكل متلاحق حيث بدأت القائمة الأخيرة بإبعاد 20 سيدة لتزيد الآن عن 50 سيدة.

 

وتبيّن هنادي، أن توقيت الإبعاد تطور بشكل تدريجي أيضا، ففي السابق كان الإبعاد حتى صلاة الظهر ثم حتى الساعة الثالثة عصرا، ولاحقا لعدة أيام قبل أن ينتهي الأمر للإبعاد المفتوح.

 

وتضيف، أن “لمس” جنود الاحتلال للنساء كان ممنوعا قبل سنوات، لكن الآن لا يتردد أي جندي أو شرطي سواء كان رجلا أو امرأة في ضرب النساء والتنكيل بهن وبصرف النظر عن أعمارهن.

 

وتتابع هنادي حديثها، “ما في حد حاسس بالموضوع المبعدات وحدهن بصرخوا بدون أي صدى، حاولنا عمل وقفات لنوصلها للعالم، ولكن لا أحد يردعهم وهذا دليل أيضا على افلاسهم في منعنا وصدنا عن الدخول إلى المسجد الأقصى”.