رسالة
تصعيد احتلالي في المسجد الأقصى خلال الشهر الأخير .. مع حلول ذكريات هامة في حياة المقدسيين
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ الأحد, 11 تشرين1/أكتوبر 2015 06:46
- الزيارات: 1980
بتاريخ 11-10-2015م
شهد الأسبوع الماضي سلسلة من عمليات المقاومة الفلسطينية الفردية والعفوية غير المنظمة احتجاجا على تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى ومدينة القدس استمر على مدى شهر وبشكل متكرر هذا العام 2015 فيما يبدو محاولة لصياغة وضع جديد في المسجد يتضمن مزيدا من السيطرة الإسرائيلية عليه وتحكما في قواعد الدخول إليه وفتح ساحاته أمام اقتحامات المستوطنين مع اقتراب الذكرى الـ 50 لاحتلال شرقي القدس في 1967م.
اعتبارا من يوم الأحد (4-10-2015م) الذي أعقب ليلة السبت التي شهدت أول عملية طعن في البلدة القديمة في القدس نفذها مهند الحلبي، احتشد مستوطنون في البلدة القديمة في القدس واقتحم عشرات منهم المسجد الأقصى بصفة شبه يومية حتى يوم الخميس 8-10-2015 وهو يوافق الذكرى الـ 25 لمجزرة الأقصى الأولى عام 1990.
في المقابل، احتشد المئات من أهل الداخل والقدس للرباط في المسجد الأقصى ونظموا مسيرات في البلدة القديمة التي تضم المسجد الأقصى منذ الصباح في محاولة لمنع أسبوع جديد من اقتحامات المستوطنين واعتداءات قوات الاحتلال على المسجد والمصلين فيه.
وبينما استمر المنع والإغلاق لأبواب المسجد الأقصى خلال الأيام الأولى من الأسبوع الماضي طيلة اليوم والليلة حتى العشاء، بدأ السماح بعودة المصلين ذكورا وإناثا إلى ساحات المسجد الأقصى مع تخفيف الحصار على المسجد والمدينة لاحقا، مع اشتراط عدم اقترابهم من المقتحمين لمسافة تقل عن 10 أمتار، بينما استمر منع أكثر من 50 سيدة من الدخول بينهم حارسة في المسجد الأقصى وضعن على قائمة منع خاصة بالشرطة، فضلا عن عشرات المبعدين الآخرين ممن صدر بحقهم قرارات إبعاد. بل وتم أيضا إيعاد الممنوعات لمسافات طويلة بعيدا عن أبواب المسجد خاصة باب السلسلة فيما بدا محاولة لتوسيع سيطرة الاحتلال على باب المغاربة لتشمل أبوابا أخرى في السور الغربي للمسجد.
وحتى كتابة التقرير، وصل عدد ضحايا هذه الاعتداءات سواء خلال عمليات المقاومة أو خلال الاحتجاجات والمسيرات التي تلتها إلى 21 شهيدا فلسطينيا و1000 جريح و650 معتقل .. لكن شرارة الأحداث كانت قد انطلقت منذ نحو شهر على هذا النحو:
الأربعاء 9 سبتمبر/ أيلول 2015م
وزير الأمن "الإسرائيلي" موشي يعالون، يصدر قرارا بحظر ما أسماه تنظيمي "المرابطين والمرابطات" في المسجد الأقصى والإعلان عنهما كـ "تنظيم غير قانوني"، فيما اعتبر محاولة للحد من تواجد المسلمين ورباطهم في المسجد الأقصى على مدار الساعة، وللتضييق على حراس المسجد الأقصى التابعين لإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك تمهيدا لفرض سيادة "إسرائيلية" على المسجد.
ورد الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس بتوجيه التحية للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، مؤكدا - خلال مهرجان الأقصى في خطر (20) والذي أقيم يوم السبت (12-9-2015) في مدينة أم الفحم بفلسطين المحتلة عام 1948 - أن الرباط هو عبادة أقرّها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وحث عليها الرسول (صلى الله عليه وسلم) في سنته الكريمة، وأن كل مسلم في هذه الديار هو مرابط بنيته إن شاء الله.
الأحد 13 سبتمبر/ أيلول 2015م
أصيب عشرات الحراس التابعين للأوقاف في المسجد الأقصى المبارك بعد اعتداء قوات الاحتلال والقوات الخاصة "الاسرائيلية" بالضرب عليهم وبإطلاق قنابل حارقة خلال اقتحام عنيف قامت به شمل ساحات المسجد ومبناه الرئيسي مما أدى أيضا إلى إشعال النار في الجزء الجنوبي من المبنى الرئيسي بالمسجد، والذي يضم المنبر والمحراب الرئيسيين، وأدى إلى إلحاق أضرار بسجاد المصلى وأبوابه ونوافذه وصفت بأنها غير مسبوقة منذ حريق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969م.
وحاصرت قوات الاحتلال عددا من المصلين المعتكفين في المصلى القبلي، وشرعت بإطلاق قنابل الصوت تجاههم، فيما أبعدت باقي المصلين المتواجدين خارج المصلى إلى خارج بوابات المسجد الأقصى، وأغلقت كافة البوابات أمام المسلمين، ما عدا باب المغاربة القريب من حائط البراق في السور الغربي للمسجد الأقصى الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال وتسهل عمليات الاقتحام منه، إضافة إلى بابي السلسلة وحطة حيث شمل المنع من الدخول طلبة وطالبات المدارس الشرعية القائمة داخل أسوار المسجد الأقصى.
وبعد الاقتحام الأمني وأثناء إغلاق بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين، أدخلت عناصر الاحتلال عشرات المستوطنين إلى ساحات المسجد منذ الصباح الباكر بزعم أنها ساحات عامة، وذلك في اعتداء جديد على المسجد الأقصى الذي يطلقون عليه "جبل المعبد". إثر دعوات يهودية لإحياء رأس السنة اليهودية فيه.
واستمر هذا التصعيد حتى الخميس ورغم دخول شهر ذي الحجة الذي يعتبر موسما للعبادة في المسجد الأقصى، وشمل عرقلة عمل حراس الأقصى ومنعهم من دخول المسجد، والتضييق على الصحفيين، ومنع المصلين دون 40 عاما من الوصول إلى المسجد، وإلحاق إصابات بعشرات المصلين داخل المسجد وخارجه برصاص مطاطي وقنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى خروج العشرات من المسيرات الاحتجاجية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي في الجمعة التالية.
الاثنين 14 سبتمبر/ أيلول 2015م
نتنياهو يقول -في بيان أرسل مكتبه نسخة منه لـجريدة "الأيام" الفلسطينية ومقرها رام الله بالضفة الغربية-: "ستتخذ إسرائيل جميع الإجراءات من أجل الحفاظ على الوضع القائم وعلى السلامة العامة في المسجد الأقصى. من حق إسرائيل ومن واجبها العمل ضد المشاغبين الذين يخلون بالنظام العام في باحة المسجد الأقصى وذلك من أجل السماح بحرية العبادة في هذا المكان المقدس." واعتبر هذا اعترافا للمرة الأولى بأن حكومته تعمل على فرض حق "لليهود" بالتواجد والعبادة في الساحات الداخلية بالمسجد الأقصى.
الاثنين 21 سبتمبر/ أيلول 2015م الموافق 7 ذو الحجة 1436هـ
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس يثمن -في بيان صدر في هذا اليوم- رفض الملك عبدالله المحاولات الاحتلالية لتقسيم المسجد الأقصى، مؤكدا أن المسجد الاقصى اسم آخر للحرم الشريف، وأنه بكامل مساحته المسجد الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما في رحلة الإسراء. واعتبر المجلس أن هذا التصريح يرد على كل محاولات تزوير التاريخ، ويسهم في حفظ أمن المنطقة والعالم بأسره.
وبعد يومين (23-9-2015م)، أكد مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس -في تصريحات نشرتها صفحة إدارة الأوقاف على فيسبوك - أن اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وتهديدات قوات الاحتلال بإغلاق المسجد أمام المسلمين هما مصدر العنف والتوتر ردا على تصريح تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية نسبته لرئيس الوزراء في دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يتهم فيه أوقاف القدس بعدم المسؤولية لسماحه للمعتكفين بالدخول للتصدي لاقتحامات المتطرفين اليهود.
وأوضح مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب أن الأوقاف هي التي تضع قواعد إدارة المسجد المبارك باسم صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة الملك عبدالله عاهل الأردن، مشيرا إلى أنها تستضيف من 500 إلى 1000 زائر غير مسلم يوميا ومنذ عام 1967 دون حادثة احتجاج أو عنف طالما التزم الزائرون باحترام هوية وحرمة المسجد الأقصى، فضلا عن استضافة قرابة نصف مليون مسلم في ليلة القدر وأكثر من 300 ألف في كل جمعة في رمضان 2015.
وأكد مدير عام أوقاف القدس أن سبب ماجرى وما يجري من توتر في الأقصى والقدس في الأسابيع الأخيرة إنما هو محاولة اعتداء على هوية وأصالة المسجد الأقصى بادعاء ومحاولة فرض حق في المسجد لغير المسلمين بقوة الاحتلال، "وهذا التغير في السياسة الإسرائيلية الرسمية إذعان لرغبة المتطرفين وسيواجهه مع أوقاف القدس الأردنية كل العالم الإسلامي."
وطالب الخطيب سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام قواعد التفريق بين الزوار الضيوف والمقتحمين المعتدين على المكان المقدس، وبعدم تدخل شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى بمنع المصلين من الوصول لمسجدهم.
الاثنين 28 سبتمبر/أيلول2015 الموافق 14 ذو الحجة 1436هـ
في ذكرى اقتحام شارون للمسجد الأٌقصى قبل 15 عاما .. اقتحمت قوات احتلال مدججة بالسلاح ساحات المسجد الأقصى من بابين في سوره الغربي (المغاربة والسلسلة) وليس من باب المغاربة فقط وأجبرت المصلين العزل على مغادرة ساحات المسجد لتفريغها وتسهيل اقتحام عدد من المستوطنين اليهود لهذه الساحات باستخدام باب المغاربة بحجة حلول عيد يهودي يسمى "عيد العرش" أو المظلة.
كما منعت قوات الاحتلال جميع المسلمين، بمن فيهم الحراس التابعون للأوقاف الإسلامية في القدس والمسئولة عن الشئون الداخلية للمسجد الأقصى، والموظفين والطلاب في المدارس الشرعية المنتشرة في المسجد من الوصول إلى مختلف بوابات المسجد الأقصى المبارك بما فيها البوابات الشمالية، كما جرى الاعتداء عليهم بوحشية لمنع احتشادهم خارج الأبواب، خاصة باب السلسلة في السور الغربي والذي يستخدمه الاحتلال لإخراج المقتحمين بعد انتهاء جولاتهم غير الشرعية.
واستخدمت قوات الاحتلال المقتحمة للمسجد جدارا مصفحا وضعته أمام باب الجنائز أحد الأبواب السبعة المؤدية إلى المصلى القبلي الرئيسي في المسجد الأقصى بعد أن كانت قد دمرته في اقتحام سابق، وحاصرت المبنى القبلي واعتلت سطحه وأشعلت النيران في الحواجز الخشبية التي وضعها المصلون أمامه لمنعها من اقتحام المصلى مستخدمة حجة وجود معتكفين مسلحين بحجارة قد يلقونها على المستوطنين الذين يريدون اقتحام ساحات المسجد. كما استخدمت قوات الاحتلال التي انتشرت حول المصلى القبلي آلات حفر كهربائية لتدمير نوافذ المصلى الشرقية واستهداف من هم بداخله.
وأصيب22 شخصا جراء العنف الذي مارسته قوات الاحتلال داخل ساحات المسجد الأقصى ومبانيه وخارجها، بينهم ثلاثة أدخلوا مستشفيات، وتركية مسلمة حاولت زيارة المسجد الأقصى ومنعت ثم جرى الاعتداء عليها خارج إحدى بواباته.
وقبيل صلاة الظهر، سمح للمصلون، الرجال والنساء، الذي أصروا على التواجد أمام أبواب المسجد الأقصى بالدخول مع تحديد أعمار الرجال المسموح لهم بالدخول واشتراط تسليم بطاقة الهوية بالنسبة للنساء.
واستمر التصعيد وإغلاق أبواب المسجد على مدار عدة أيام حتى يوم الخميس (1-10) حيث اضطر المصلون في هذه الأيام لأداء صلاة الظهر، بل وأحيانا العصر والمغرب والعشاء في الشارع، مع استمرار المنع والإغلاق لساعات أطول في الأيام اللاحقة. وفي يوم الجمعة التالية، ورغم فتح أبواب المسجد الأقصى كافة، استمر التضييق على من هم دون الـ 50 عاما، فصلى المئات في شوارع البلدة القديمة والطرقات المؤدية إليها، حيث لم يتمكن من الدخول إلى المسجد الأقصى سوى عدد يقل عن العدد المتوقع أيام الجمع بأكثر من عشرة أضعاف.