رسالة
رغم عراقيل الاحتلال .. أكثر من 280 ألف مصل في الجمعة الأخيرة من رمضان بالأقصى!
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ السبت, 02 تموز/يوليو 2016 14:08
- الزيارات: 1915
أدى أكثر من 280 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وفق دائرة الأوقاف الاسلامية، وهو ما وصفه مراقبون بأنه عدد الأقل من المعدل، بسبب عراقيل الاحتلال وقمعه لآلاف الفلسطينيين المتوهين لأداء الصلاة عند الحواجز التي تفصل القدس عن محيطها في الضفة الغربية.
وتوافد المصلون على الأقصى منذ ساعات الليلة الماضية، وحتى ساعات الظهيرة، وانتشروا داخل مصليات وأروقة وساحات المسجد الاقصى الممتد على مساحة 144 دونما داخل القدس القديمة. وتولى عشرات الحراس وسدنة الأقصى والعناصر الكشفية المقدسية الإشراف على النظام وفصل النساء عن الرجال، في حين نشطت مختلف اللجان الصحية والطبية ولجان الاسعاف الأولي بإسعاف المرضى والتسهيل على المصلين، في الوقت الذي تولت فيه فرقة تابعة للأوقاف رش المصلين برذاذ المياه للتخفيف من حرارة الشمس وهو الأمر الذي تكرر في حارات وشوارع وأسواق القدس القديمة.
وكانت قوات الاحتلال تسببت باختناق واستشهاد المسن الفلسطيني تيسير حبش من سكان نابلس صباح الجمعة بسبب استنشاقه غازا ساما أطلقته قوات الاحتلال بكثافة على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، وأصابت العشرات بجروح واختناقات خلال محاولاتها منع الرجال أقل من 45 القادمين من الضفة الغربية من دخول المدينة والمشاركة في صلاة الجمعة بالأقصى المبارك.
كما أغلقت قوات الاحتلال، محيط البلدة القديمة أمام حركة سير المركبات، ونشرت الالاف من عناصرها ووحداتها الخاصة في مختلف الشوارع والطرقات، وشددت من اجراءاتها على الحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية للقدس المحتلة، إلا أن عشرات الشبان نجحوا في اجتياز الجدار والأسلاك الشائكة رغم ملاحقة قوات الاحتلال لهم.
وحيا مفتي القدس والديار المقدسة، الشيخ محمد حسين، المصلين الذين توافدوا على الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان وإحياء ليلة القدر.
وقال حسين، في خطبة صلاة الجمعة في الأقصى، "أيها المحتشدون في رحاب المسجد الأقصى إن زحفكم الميمون هذا يرسل أكثر من رسالة بأنكم أصحاب المسجد وانكم رغم كل الظروف والأحوال والإجراءات لن تتأخروا عن شد الرحال إليه خاصة في هذه الأيام المباركة من أيام رمضان".
ووجه خلال الخطبة رسائل قصيرة لأهلنا في أرض الإسراء والمعراج وإلى سلطات الاحتلال التي تستبيح أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، داعيا الشعب الفلسطيني لضرورة التواجد دائما بالمسجد الأقصى؛ لأنه مستهدف من قبل سلطات الاحتلال الذين لا يقيمون وزنا للشرائع السماوية ولا احتراما للقوانين والاعراف الدولية.
وأضاف "من الأحداث المؤلمة في بداية هذا الأسبوع المنصرم الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى حتى وصل الأمر أن تجنزر بوابات المصلى القبلي أمام الوافدين للعبادة والصلاة في إجراءات لم يشهدها العالم" مؤكدا أن الأقصى مسجد اسلامي وللمسلمين وحدهم.
وأشار إلى الرسالة الأخرى وهي لأبناء الشعب الفلسطيني على إثر الشجارات المؤلمة التي وقعت في جنين ونابلس حيث تزهق الأرواح البريئة، وقال إن "هذا لا يجوز شرعا" داعيا إلى التعاون والتكاتف ونبذ كل الخلافات والعصبيات التي تؤدي إلى هذا الاخلال بالأمن المجتمعي.
وخاطب في رسالته الثالثة الفصائل والمنظمات والقوى وخاطبهم بالقول "كفاكم انقساما بينكم ما يترتب عليه انقسامات كثيرة ومتعددة تحرف بوصلتها عن طريقها السليم".
ووجه مفتي القدس رسالته الرابعة للأمتين العربية والاسلامية ونحن على أبواب نهاية الشهر الفضيل واستقبال عيد الفطر السعيد بأن يتقوا المولى في شعوبهم ويعملوا على حقن الدماء البريئة التي لا يجوز أن تسيل.
ورغم كثرة الأعداد، فقد أشار مراقبون إلى أنها دون المعدل، حيث بلغت أعداد المصلين قبل عام 2014 نحو 350 ألفا.
وقال رضوان عمرو، مسئول مركز ترميم المخطوطات في المسجد الاقصى، في تدوينة على فيسبوك، إن أعداد المصلين في هذا اليوم جاءت دون المعدل بكثير، بسبب القيود التي حاول جيش الاحتلال فرضها باستخدام الأساليب العنيفة، والتي شملت إطلاق الغاز المسيل للدموع على المصلين المتجمهرين على المعابر، وأدت إلى استشهاد مسن وإصابة نحو 50 آخرين بحالات اختناق.
وكان رمضان من العام 1434هـ الموافق لشهر يوليو من عام 2014 قد شهد حربا إسرائيلية ثالثة على قطاع غزة وتوترا في القدس على خلفية قتل محمد أبو خضير خلال توجهه لصلاة الفجر على يد مستوطنين، مما أثر سلبا على أعداد المصلين في الأقصى التي لم تتجاوز عدة آلاف في كل جمعة من جمعاته.
جدير بالذكر أن رمضان هذا العام شهد عدة سوابق للاحتلال في انتهاك حرمة المسجد الأقصى خاصة بعد إخراج الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني من إطار القانون، ومنها إدخال سيارة كهربائية تابعة للاحتلال خلال فترة الاقتحامات الصباحية، والاعتداء على حراس الأقصى المعترضين، ومنها تنفيذ عملية اقتحام أمني واعتداء على المصلين والعاكفين خلال اليومين الأوليين من العشر الأواخر في الشهر الفضيل، مما أدى إلى إصابة عدد منهم، وذلك بهدف تمكين مستوطنين يهود من زيارة ساحات المسجد، وخرق اتفاق مع إدارة الأوقاف الإسلامية المشرفة على المسجد الأقصى لمنع الاقتحامات في الأيام العشر، وذلك في إطار محاولات الاحتلال نزع صلاحيات الأوقاف وفرض سيطرة على الشئون الداخلية للمسجد.
وقد استمر عشرات الآلاف من المصلين عقب صلاة الجمعة في الاعتكاف بين أسوار المسجد الأقصى للمشاركة في إحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان برحابه، في حين واصلت اللجان والمؤسسات الخيرية المختلفة استعداداتها الواسعة لتقديم عشرات الآلاف من الوجبات الرمضانية للصائمين الوافدين الى الأقصى المبارك.
وزادت أعداد المصلين خلال صلاة التراويح وقيام الليل وهي ليلة 27 التي يعتقد أنها ليلة القدر وبلغت نحو 400 ألف مصل.