رسالة
بعد انتهاء أعياد اليهود .. الاحتلال يشدد الخناق على الأقصى وعماره
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ الجمعة, 02 أيار/مايو 2014 12:37
- الزيارات: 3957
وقال مشرف مركز ترميم المخطوطات بالمسجد الأقصى المبارك، رضوان عمرو، على صفحته على فيسبوك يوم الخميس (1-5)، أن سلطات الاحتلال تعمل على "استنزاف الثلة المرابطة في الأقصى من الشباب والرجال والنساء ومطاردتها أمنيا وقانونيا ... والاستفراد بها عبر سياسة حجز الهويات الشخصية على ابواب المسجد وتحويل اصحابها الى مراكز التحقيق والتوقيف".
وأضاف عمرو أن سلطات الاحتلال تعمل بالتوازي أيضا على "بث شائعات ممنهجة في المسجد تهدف لتثبيط المرابطين في الأقصى وتشويه دورهم العظيم املا في سلخ هذه الفئة عن حاضنتها وامتدادها المتعاطف معها ... وتجفيف منابع صمودها الذي يعيق مخططات الاحتلال."
ويعمر المسجد الأقصى يوميا المئات من طلاب وطالبات مصاطب العلم وطلاب مدارس الأقصى المختلفة، فضلا عن الأطفال الذين يشاركون في أنشطة ربيعية وصيفية وفي مشاريع جولات مدرسية تربطهم بالمسجد المبارك. كما يضم المسجد الأقصى مكاتب إدارة الأوقاف الإسلامية، ولجنة الإعمار، وغيرها من المؤسسات التي تعمل على الإشراف على المسجد الأقصى وعلى الأوقاف الإسلامية في البلدة القديمة والقدس بصفة عامة.
وأكد عمرو أن التضييق طال أعمال الترميم والصيانة التي تنفذها دائرة الاوقاف الاسلامية، وتشديد منع ادخال اي مواد كانت بشكل غير مسبوق عبر البوابات ... حتى معدات الصيانة والقرطاسية والمواد الغذائية ... وملاحقة موظفي وحراس المسجد واعتقالهم وابعادهم وتهديدهم ... وتكثيف التواجد الشرطي وتواجد افراد القوات الخاصة داخل الساحات بشكل استفزازي للمصلين ... وتوزيع طلبات لمقابلة المخابرات بشكل عشوائي داخل ساحات المسجد ...
وأشار عمرو إلى أن سلطات الاحتلال وبعد فشلها في إتاحة الفرصة للمستوطنين لأداء شعائر في الأقصى خلال فترة الأعياد، تعمل حاليا على تكثيف دخول السياح الاجانب والمستوطنين بحراسة مشددة غير مسبوقة، وبعد وتركيب منظومة جديدة لكاميرات المراقبة في زوايا مطلة على جميع ساحات المسجد المبارك فوق الرواق الشمالي والغربي، فضلا عن السماح للمتدينين اليهود بالاحتشاد واقامة طقوسهم بملاصقة بوابات المسجد وفي طريق المصلين بشكل استفزازي.
واعتقلت الشرطة الاسرائيلية يوم الثلاثاء (29-4) موظف لجنة الإعمار في الأوقاف رائد زغير، بعد الاعتداء عليه بالضرب عند باب القطانين – أحد أبواب المسجد الأقصى في سوره الغربي.
وأفاد شهود عيان ان شرطة الاحتلال المتواجدة عند باب القطانين عرقلت دخول المصلين وطلبة مصاطب العلم إلى المسجد الأقصى، ووجهت لهم الكلمات النابية واستهدفت النساء بشكل خاص، وخلال ذلك حصلت مشادات كلامية وتدافع بالأيدي بين الشرطة والمصلين، الذين طولبوا بإحضار هوياتهم التي تم احتجازها لعدة أيام بلا مبرر في مراكز الشرطة، خاصة في مركز القشلة الواقع قرب باب الخليل في السور الغربي للبلدة القديمة في القدس.
وأفاد الشيخ عمر الكسواني -مدير المسجد الأقصى- أن الشرطة فرضت منذ صباح الثلاثاء قيودا مشددة على دخول المصلين وطلبة مصاطب العلم الى الأقصى، ومنعتهم من الدخول قبل تسليم هوياتهم الشخصية على البوابات. كما استدعت شرطة الاحتلال حارس المسجد الأقصى عمار بكير للتحقيق معه.
من جهة أخرى، قامت مستوطنتان إسرائيليتان في ساعة متأخرة من مساء الاثنين (28-4) بتأدية صلواتهما التلمودية عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى بعد إغلاقه.
من جانبها، أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في بيان يوم الثلاثاء أنها تقف مع حراس المسجد الأقصى وسدنته وجموع الموظفين والعاملين في لجنة إعمار المسجد الاقصى في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المتكررة على المسجد الاقصى، محذرة من حملة استهداف حراس المسجد الاقصى وموظفيه، ومحاولة تدخل الاحتلال بصلاحيات وشؤون دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس. ودعت المؤسسة الى توفير حماية كافية لحراس المسجد الأقصى وامدادهم بكل وسائل الصمود في وجه الاستهداف الاسرائيلي لهم.
وكانت "منظمات الهيكل المزعوم" قد عقدت اجتماعا طارئا مساء الثلاثاء بالقدس المحتلة بحضور 300 شخص بينهم أعضاء كنيست من حزبي الليكود والبيت اليهودي، والعشرات من المستوطنين و"الربانيم"، قال فيه الناشط الليكودي الحاخام "يهودا غليك"، إنه" لا يمكن القبول بأي حال من الأحوال الاستمرار في الوضع القائم بالأقصى، وسيطرة المسلمين عليه، ويجب تغيير هذا الواقع بشكل سريع".
وقال نائب وزير الأديان الإسرائيلي "إيلي بن دهان" في تسجيل صوتي عرض خلال الاجتماع: "لقد أنهى مكتبي وضع اللوائح القانونية لترتيب صلوات يهودية في الأقصى، وبقي فقط على نتنياهو أن يوقع عليها من أجل أن تكون سارية المفعول".
وفي سياق متصل، شارك العشرات من المستوطنين و"الربانيم" في مقدمتهم وزير الاستيطان والإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل مساء الثلاثاء في "مسيرة الأبواب" بمحاذاة أبواب المسجد الأقصى، وذلك بمناسبة ما يطلقون عليه "رأس الشهر العبري". وانطلقت المسيرة من ساحة البراق إلى شارع الواد بمحاذاة أبواب الأقصى، وخاصة عند باب القطانين، انتهاءً قبالة باب الأسباط.
وصباح الأربعاء (30-4) اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين و"الربانيم" ساحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة في سوره الغربي قريبا من حائط البراق، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، والتي منعت عددًا من طلاب مصاطب العلم من دخوله. وكان في مقدمة المقتحمين رئيس ما يسمى "معهد الهيكل" الراف يسرائيل ارئيل وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته، وتسببوا في إحداث حالة من التوتر الشديد.
ومنعت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى عددًا من الطلاب من دخوله، واحتجزت البطاقات الشخصية، مشيرًة إلى أنها اعتقلت الطالب (عمار الفاخوري) من مدينة القدس بحجة التكبير في الأقصى، وجرى تحويله إلى أحد مراكز الشرطة للتحقيق معه.
وأكدت مؤسسة الأقصى أن الاحتلال يحاول من خلال هذا الاقتحام معاودة مشهد الاقتحامات بشكل أكبر بعد فشله الذريع باقتحام الأقصى خلال الأيام الماضية وفترة عيد الفصح العبري، لافتة إلى أن هناك ضغطًا من قبل الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو ونواب الوزراء لتأمين هذه الاقتحامات وترتيب أوقاتها من جديد ، بحيث تصبح مطلقة ويومية.
ويذكر أن لجنة الداخلية بالكنيسيت قد أقامت بتاريخ 4-3-2014م لجنة لفرض إدخال اليهود إلى ساحات المسجد الأقصى بشكل يومي في ساعات محددة خاصة في فترة الصباح، وأيضا لتسهيل دخولهم إلى هذه الساحات في فترات الأعياد اليهودية.
وتعمل سلطات الاحتلال، بدعم من الخارجية الأمريكية، على اقتطاع جزء من ساحات المسجد الأقصى المبارك الفسيحة -والتي تمثل الجزء الأكبر من مساحته -لصلوات غير المسلمين، كما تعمل على استباحة مبانيه الرئيسية وجعلها مفتوحة أمام دخول غير المسلمين، في إطار سعيها لإحياء أسطورة الهيكل أو المعبد.
وكان الشهر الماضي قد شهد اقتحام مئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي الخاصة ووحدات القناصة للمسجد المبارك عدة مرات بهدف تفريغه من المصلين والمرابطين وتسهيل اقتحام مستوطنين صهاينة لساحاته في محاولة لتشجيعهم على الاحتفال بعيد "الفصح" التوراتي فيه، مما أدى إلى إصابة عشرات المصلين، واعتقال 90 فلسطينيًا من أهل القدس والداخل الفلسطيني بزعم أنهم "مشاغبون يقومون بأعمال شغب بالأقصى".
المصدر: فلسطينيو 48 (بتصرف)