رسالة
"إسرائيل" دولة يهودية .. كذا أعلن عنها من أول يوم
- التفاصيل
- المجموعة الأم: النشرة
- نشر بتاريخ الثلاثاء, 14 نيسان/أبريل 2015 09:03
- الزيارات: 2753
"إسرائيل" دولة يهودية .. كذا أعلن عنها من أول يوم
رسالة مفتوحة لكاتب فلسطيني
قرأت للكاتب الفلسطيني عوني فرسخ المقيم بالإمارات العربية موضوعا تحت عنوان " دلالة وتحديات قانون الاعتراف بيهودية إسرائيل" كتبه لصحيفة الخليج الإماراتية يوم 12/06/2009 ونشره المركز الفلسطيني للإعلام على صفحات موقعه، ولأن صاحب المقال فلسطيني ولأن الموقع الإلكتروني الذي بثه على صفحاته فلسطيني أيضا لم يكن في الوسع تجاهل ما ورد فيه من معلومات أقل ما يقال فيها أنها أخطاء جسيمة لأنها معلومات تناقض الحقائق التاريخية كما هي مسطرة في الوثائق.
فالقول مثلا بعد طرح السؤال لماذا الآن تطرح الدعوة (أي يهودية الدولة) وتجرى صياغتها في قانون؟ والتذكير بأن هرتزل بدأ نشاطه الصهيوني بإصداره كتيب "دولة اليهود" سنة 1896، بأن [البيان الذي أصدره "مجلس الدولة المؤقت" يوم السبت 14/5/1948 بإعلان قيام "إسرائيل" لم ينص على اعتبارها "دولة يهودية"، بل أعلن محافظتها على المساواة التامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لجميع سكانها من دون تفرقة في الدين أو العرق أو الجنس]
ثم التأكيد مرة أخرى على أنه لم يتم نعت "إسرائيل" بداية بالدولة اليهودية كما نقرا في هذه الفقرة:
[غير أنه برغم قساوة ذلك النظام العنصري كانت "الاعتبارات الأمنية" ما يحتج به الحكام العسكريون. ولم يكن للمساس بيهودية الدولة أي فكر في تلك الإجراءات المتعسفة، ذلك بأنه لم يجر بداية نعت "إسرائيل" بالدولة اليهودية حرصاً من بن غوريون وأركان حزب العمل على إعطائها صورة الدولة الديمقراطية. فضلاً عن أنهم ظنوا بأن المواطنين العرب سينخرطون في حياة الدولة، ويصبحون مخلصين لها، كما عبّر عن ذلك مسؤول الكيرين كايمت، "يوسف فايتس" لدى مناقشة القيادة الصهيونية موضوع الأقلية العربية غداة قيام "إسرائيل".]
بل أكثر من ذلك يبحث الكاتب عن تفسير لهذا التغييب المزعوم لصفة يهودية الدولة بقوله [وهكذا يتضح أن فكرة "الدولة اليهودية" تقع في صلب الإستراتيجية الصهيونية، غير أن شعور بن غوريون والقادة الأوائل بالثقة بالحاضر وتفاؤلهم بالمستقبل، وما كان عليه واقع الأقلية العربية غداة قيام "إسرائيل"، جعلهم يعطون الأولوية للمظهر الديمقراطي على الجوهر العنصري، وعلى ذلك غُيب الإعلان عن "يهودية الدولة".]
القول بكل هذا يخالف تماما الحقائق التاريخية كما هي واردة في الوثائق وهو ما سنبينه فيما يأتي، غير أنه قبل ذلك لابد من الإشارة أني اعتمدت على الوثائق التاريخية للكيان الغاصب إسرائيل" كما هي منشورة على موقع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" http://www.israel.org/mfaar/important%20documents/independence%20bill
I. خطاب بن غوريون الذي أعلن فيه قيام إسرائيل
في هذه الوثيقة المعروضة على صفحات موقع "وزارة الخارجية الإسرائيلية" نقرأ عبارات واضحة لا مجال فيها للتأويل أو التعليق ففي 12 أيار 1948 اجتمع المجلس الوطني اليهودي برئاسة ديفيد بن غوريون للتصويت على موضوعين اثنين احدهما - إعلان قيام الدولة اليهودية ، أتمنى على القارئ الكريم أن يقرا الوثيقة باهتمام وانتباه تامين:
[ عقد المجلس الوطني اليهودي جلسة فوق العادة في تل أبيب في الثاني عشر من أيار 1948 برئاسة ديفيد بن غوريون حيث قدم بن غوريون تقريرا يشرح فيه الوضع العام في البلاد, وطلب أثناء الاجتماع التصويت على موضوعين:
1- إعلان قيام الدولة اليهودية فورا
2- قبول هدنة مؤقتة بين اليهود والعرب
وقد جرى التصويت على هذين الاقتراحين, حيث وافق المجلس الوطني على قيام الدولة اليهودية مع هدنه مؤقتة.]
ليس هذا فحسب بل أتمنى مرة أخرى على القارئ الكريم أن يمعن النظر في هذه الجملة من الوثيقة فهي غاية في الأهمية، لأنها تشير إلى رغبة أبداها الرئيس الأمريكي:
[ كما عرض بن غوريون اقتراح الرئيس الأمريكي ترومان تأجيل إعلان قيام الدولة اليهودية لوقت قصير, وطلب أن يتم الإعلان عن قيام الدولة في جلسة سرية في متحف تل أبيب في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 14 أيار 1948.
غير أنه ويا أسفاه عليه لم تلب رغبته فعقدت جلسات المجلس علانية:
[وقد تم عقد اجتماع المجلس الوطني في متحف تل أبيب, ليلة الرابع عشر من أيار 1948, ولم تكن جلسات الاجتماع سرية, كما تقرر لها من قبل, وناقش المجتمعون اسم الدولة الجديدة وحدودها, فاقترح البعض أن تأخذ اسم (إله إسرائيل), واقترح آخرون اسم (جوريع), وغيرهم طرح اسم (صخرة إسرائيل), كما طرح البعض لاسم صهيون, وعندما قال بن غوريون إن اسمها سيكون (إسرائيل), صفق جميع الحاضرين, واقترح البعض أن يكون حدودها حدود التقسيم, حسب قرار هيئة الأمم المتحدة, الصادر في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947, ولكن بن غوريون اعترض على ذلك, وقال إن العرب رفضوا التقسيم, وهم الآن يحاربوننا, وإننا سنحاربهم وحينما نحتل كل الجليل وجميع الطرق المؤدية إلى القدس نتحدث عن الحدود, وأشار بن غوريون إلى الولايات المتحدة قائلا: هذه الولايات المتحدة الأمريكية حين أعلنت استقلالها لم تعين حدودها, وجيشنا هو الذي يعين حدوده.]
وجاءت اللحظة الحاسمة حين ألقى بن غوريون خطابه معلنا قيام الدولة اليهودية على أرض إسرائيل، ويمكن للقارئ الكريم أن يلاحظ بسهولة بالغة العبارات المختارة بعناية من طرف أول رئيس وزراء للكيان الغاصب وعدد المرات التي وردت في خطابه :
· المجتمع اليهودي (مرة واحدة)
· أرض إسرائيل ( ثلاث مرات)
· الدولة اليهودية (مرتين)
· دولة إسرائيل (مرة واحدة)
[خطاب بن غوريون الذي أعلن فيه قيام إسرائيل:
((نحن أعضاء مجلس الشعب, ممثلي المجتمع اليهودي في أرض إسرائيل, والحركة الصهيونية, في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل, وبفضل حقنا الطبيعي والتاريخي بقوة القرار الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة, نجتمع لنعلن بذلك قيام الدولة اليهودية في أرض إسرائيل, والتي تدعى دولة إسرائيل, ونعلن انه منذ لحظة الانتداب هذه الليلة عشية السبت السادس من أيار (مايو) 1948 حتى قيام سلطة رسمية ومنتخبه للدولة, وفقا للدستور الذي تقره الجمعية التأسيسية المنتخبة, في مده لا تتجاوز أول تشرين الأول (أكتوبر) 1948, منذ هذه اللحظة سيمارس مجلس الشعب سلطات مجلس دولة مؤقت, سيكون جهازه التنفيذي الإدارة الشعبية, بمثابة الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية, التي تدعى إسرائيل))
صفحة رسمية: رقم 1 تل أبيب الخامس من أيار / مايو عام 5708 حسب التقويم العبري الموافق 14/5/1948 صفحة رقم 1
II. " وثيقة الاستقلال"
هكذا يسمون وثيقة إعلان الاحتلال، لأنهم يعتبرون أنهم حرروا أرضا هي لهم منذ آلاف السنين، إنهم كما يزعمون يستأنفون الدولة اليهودية على ارض إسرائيل.
إن هذه الوثيقة التي بين أيدينا قد تم اختيار عباراتها بعناية وبوضوح، لذلك أتمنى على القارئ الكريم أن يقرأها بإمعان شديد ولا يمر عليها مرور البخلاء، بل أريد منه كرما متناهيا في القراءة الدقيقة.
ولا بد ان أشير بين يدي هذا النص إلى تكرار كثير من العبارات ذات الدلالات القوية مثل "الأمة اليهودية" و" المجتمع اليهودي" و"الشعب اليهودي" و" أرض إسرائيل" و"دولة إسرائيل" و"الدولة اليهودية". ويمكن للقارئ أن يلاحظ عدد المرات التي تكررت فيها هذه العبارات في نص الوثيقة كما يلي:
مرة واحدة الأمة اليهودية
مرتان (02) المجتمع اليهودي
عشر مرات (10) الشعب اليهودي
سبع مرات (07) أرض إسرائيل
ست مرات (06) دولة إسرائيل
خمس مرات (05) الدولة اليهودية
ولن يفوت القارئ الكريم أن ينتبه لعبرات أخرى وردت في نص الوثيقة مثل "اليهود" و"اليهودي" و"تحرير إسرائيل" و"استئناف"
ليس هذا فحسب بل لن يفوت القارئ اللبيب أن يلاحظ أيضا كيف تم اختيار يوم الجمعة عيد المسلمين يوما لإعلان احتلال فلسطين، هل كان الأمر مجرد صدفة أم كان مقصودا؟
[ تم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل يوم الجمعة الخامس من أيار مايو عام 5708 حسب التقويم العبري الموافق 14.5.1948 في مدينة تل أبيب عند انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. وقد حضر الإعلان مندوبو المنظمات والأحزاب اليهودية في البلاد. وهذا هو نص "وثيقة الاستقلال":
الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل - متحف تل أبيب 14.5.1948 "وثيقة الاستقلال"
(("تم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل يوم الجمعة الخامس من أيار مايو عام 5708 حسب التقويم العبري الموافق 14.5.1948 في مدينة تل أبيب عند انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. وقد حضر الإعلان مندوبو المنظمات والأحزاب اليهودية في البلاد. وهذا هو نص وثيقة الاستقلال:
[["نشأ الشعب اليهودي في أرض إسرائيل، وفيها اكتملت صورته الروحانية والدينية والسياسية، وفيها عاش حياة مستقلة في دولة ذات سيادة، وفيها أنتج ثرواته الثقافية والقومية والإنسانية وأورث العالم أجمع كتاب الكتب الخالد. وعندما أُجلِيَ الشعب اليهودي عن بلاده بالقوة، حافظ على عهده لها وهو في بلاد مهاجره بأسره ولم ينقطع عن الصلاة والتعلق بأمل العودة إلى بلاده واستئناف حريته السياسية فيها.
وبدافع هذه الصلة التاريخية التقليدية أقدم اليهود في كل عصر على العودة إلى وطنهم القديم والاستيطان فيه، وفي العصور الأخيرة أخذوا يعودون إلى بلادهم بآلاف مؤلفة من طلائع ولاجئين ومدافعين، فأحيوا القفار وبعثوا لغتهم العبرية وشيدوا القرى والمدن وأقاموا مجتمعاً آخذا في النمو شيد اقتصادياته وثقافته ينشد السلام ويدافع عن ذماره ويزف بركة التقدم إلى جميع سكان البلاد متطلعاً إلى الاستقلال الدولي.
وفي عام 5657 حسب التقويم العبري للخليقة الموافق عام 1897 ميلادية عقد المؤتمر الصهيوني تلبية لنداء صاحب فكرة الدولة اليهودية المرحوم تيودور هرتسل وأعلن حق اليهود في النهضة الوطنية في بلادهم.
وتم الاعتراف بهذا الحق في تصريح بلفور في اليوم الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917. وتمت المصادقة على هذا الحق في صك الانتداب الصادر عن عصبة الأمم والذي أكسب بصفة خاصة مفعولية دولية للصلة التاريخية التي تربط الشعب اليهودي بأرض إسرائيل ولحق الشعب اليهودي في إعادة تشييد وطنه القومي.
إن الكارثة التي حلت باليهود في الآونة الأخيرة والتي كان من ضحاياها الملايين من يهود أوروبا. إن هذه الكارثة قد عادت وأثبتت بالفعل ضرورة حل مشكلة الشعب اليهودي المحروم من الوطن والاستقلال باستئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل لتفتح باب الوطن على مصراعيه من أجل كل يهودي وتؤمن للشعب اليهودي حياة أمة متساوية الحقوق مع سائر الأمم في العالم.
إن البقية الباقية التي أنقذت من المجزرة النازية الفظيعة في أوروبا مع يهود سائر البلدان لم يكفوا عن اللجوء إلى أرض إسرائيل رغم جميع الصعوبات والعراقيل والأخطار. ولم ينقطعوا عن المطالبة بحقهم في حياة من الكرامة والحرية والعمل الشريف في وطنهم.
وفي الحرب العالمية الثانية ساهم المجتمع اليهودي في أرض إسرائيل بنصيبه كامل في نضال الأمم نصيرة الحرية والسلام ضد قوى الظلم النازية، وقد اكتسب اليهود بدماء جنودهم وبجهودهم الحربية حق اعتبارهم من الشعوب التي وضعت الأسس لميثاق الأمم المتحدة.
وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 1947 اتخذت الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة قرارا ينص على إقامة دولة يهودية في فلسطين وطالبت الجمعية العمومية للأمم المتحدة أهالي فلسطين باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا القرار بأنفسهم.
إن اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب اليهودي في إقامة دولته غير قابل للإلغاء. إنه لمن الحق الطبيعي للأمة اليهودية في أن تكون أمة مستقلة في دولتها ذات السيادة مثلها في ذلك مثل سائر أمم العالم.
وعليه فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب. ممثلو المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين. وبحكم حقنا الطبيعي والتاريخي بمقتضى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل في "دولة إسرائيل".
وإننا لنقرر أنه ابتداء من اللحظة التي ينتهي فيها الانتداب الليلة، ليلة 6 أيار عام 5708 عبرية، الموافق 15 أيار عام 1948 ميلادية، وإلى أن تقام سلطات الدولة المنتخبة والنظامية طبقا للدستور الذي يضعه المجلس التأسيسي المنتخب في موعد لا يتأخر عن مطلع شهر تشرين الأول عام 1948، يقوم مجلس الشعب مقام مجلس الدولة المؤقت وتكون هيئته التنفيذية. أي الإدارة الشعبية - هي الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي تسمى إسرائيل.
تكون دولة إسرائيل مفتوحة الأبواب للهجرة اليهودية ولجمع الشتات، تدأب على ترقية البلاد لصالح سكانها جميعا وتكون مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل. نقيم المساواة التامة في الحقوق اجتماعياً وسياسياً بين جميع رعاياها من غير تغيير في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة وتحافظ على الأماكن المقدسة لدى كل الديانات وتكون أمينة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
إن دولة إسرائيل لمستعدة للتعاون مع مؤسسات وممثلي الأمم المتحدة على تنفيذ قرار الجمعية العمومية الصادر بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 1947. وللعمل على إنشاء اتحاد اقتصادي يشمل أرض إسرائيل برمتها.
إننا نناشد الأمم المتحدة أن تمدّ يد المساعدة للشعب اليهودي في تشييد دولته وقبول دولة إسرائيل ضمن أسرة الأمم. إننا ندعو أبناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل - رغم الحملات الدموية علينا خلال شهور - إلى المحافظة على السلام والقيام بنصيبهم في إقامة الدولة على أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة.
إننا نمدّ يد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها وندعوهم إلى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده، وإن دولة إسرائيل مستعدة لأن تساهم بنصيبها في مجهود مشترك لرقي الشرق الأوسط بأسره.
إننا ندعو الشعب اليهودي في جميع مهاجره إلى التكاتف والالتفاف حول يهود هذه البلاد في الهجرة والبناء والوقوف إلى جانبهم في كفاحهم العظيم لتحقيق أمنية الأجيال وهي - تحرير إسرائيل.
إننا بعد الاعتماد عليه سبحانه وتعالى، نثبت تواقيعنا على هذا الإعلان في اجتماع مجلس الدولة المؤقت في أرض الوطن، في مدينة تل أبيب اليوم، يوم الجمعة الخامس من شهر أيار عام 5708 عبرية الموافق الرابع عشر من شهر أيار عام 1948م".
تواقيع أعضاء مجلس الشعب - 37 توقيعا:
السيد دافيد بن غوريون
السيد دانييل أوسطر، السيد مردخاي بنطوف، السيد يتسحاق بن تسفي، السيد إلياهو برلين، السيد فريتص برنشتين، الحاخام فولف غولد، السيد مئير غاربوفسقي، السيد يتسحاق غرينبويم، دكتور أفراهم غرنوفسقي، السيد إلياهو دوفرين، السيد مئير فيلنر- كوفنر، السيد زرح فرهابتيغ، السيد هرتسل وردي، السيدة راحل كوهين، الحاخام كالمان كاهانا، السيد سعاديا كوفاشي، الحاخام يتسحاق مئير لفين، السيد مئير دافيد لفينشتين، السيد تسفي لوريا، السيدة غولدا مئيرسون، السيد ناحوم نير، السيد تسفي سيغال، الحاخام يهودا ليف هكوهين فيشمان، السيد دافيد تسفي بنكاس، السيد أهارون تصيزلينغ، السيد موشيه كولودني، السيد إليعزر كبلان، السيد أفراهم كتسانلسون، السيد فليكس روزنبليط، السيد دافيد ريمز، السيد برل رابتور، السيد مردخاي شاتنر، السيد بن- تصيون شطرنبرغ، السيد بخور شيطريت، السيد موشيه شابيرا، السيد موشيه شرتوق.")) ]]
هل بعد هذا كله يمكن أن ننخدع و نتوه عن حقيقة الكيان الغاصب لفلسطين والبيت الأقصى، هل يمكن لأحد أن ينكر الطابع الديني و العنصري لهذا الكيان المحتل منذ أول يوم أعلن عن نفسه فيه؟
بقي أن نشير في الأخير إلى أمر هام و هو كيف خاطبت الوثيقة أصحاب الأرض الذين اعتبرتهم أبناء الشعب العربي فهي لم تخاطبهم بالشعب العربي إنهم أبناء وهم سكان نعم سكان دولة إسرائيل وليسوا مواطنيها، وهي تريد منهم المحافظة على السلام أي عدم مقاومة المحتل:
[إننا ندعو أبناء الشعب العربي سكان دولة إسرائيل - رغم الحملات الدموية علينا خلال شهور - إلى المحافظة على السلام والقيام بنصيبهم في إقامة الدولة على أساس المساواة التامة في المواطنة والتمثيل المناسب في جميع مؤسساتها المؤقتة والدائمة.]
وفي الفقرة الموالية تخاطب الوثيقة البلدان المجاورة وشعوبها و تضع هذه الشعوب في مقابلة الشعب اليهودي المستقل في بلاده لتدعوهم لحسن الجوار والتعاون لرقي الشرق الأوسط بأسره:
[إننا نمدّ يد السلام وحسن الجوار لجميع البلدان المجاورة وشعوبها وندعوهم إلى التعاون مع الشعب اليهودي المستقل في بلاده، وإن دولة إسرائيل مستعدة لأن تساهم بنصيبها في مجهود مشترك لرقي الشرق الأوسط بأسره ]
وأخيرا ليعلم كل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم وكل منصف في العالم حقيقة هذا الكيان كما أعلن عن نفسه من أول يوم وبشكل مكتوب، إنهم كما يزعمون يقومون [باستئناف الدولة اليهودية في أرض إسرائيل] ولذلك هم قد أعلنوا بوضوح حيث قالوا [نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل في "دولة إسرائيل".] وصرحوا أن إسرائيل هي اسم الدولة اليهودية وليست شيئا غير ذلك [هي الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية التي تسمى إسرائيل.]
وأخيرا هناك أمر غاية في الأهمية لابد من التنبيه له وهو عدم ورود عبارة "الشعب الإسرائيلي" في هذه الوثائق وهذا ولا شك له دلالته، لأن عبارة "الشعب الإسرائيلي" قد تفيد شمولها لليهودي وغير اليهودي وهو خلط لا تريده "الدولة اليهودية" "إسرائيل"
والأحداث التي نشهدها اليوم والقرارات والقوانين المتتالية التي نسمع بها تصدر عن الكيان الغاصب، توضح رغبته وعزمه على طمس ومحو كل ما يشير على أرض فلسطين إلى هويتها العربية والإسلامية عن طريق طرد العرب من مساكنهم في القدس و إبدال الأسماء العربية والإسلامية للأماكن والشوارع بأخرى عبرية ثم إصدار القوانين للسماح بشراء ممتلكات اللاجئين والاستيلاء عليها من قبل اليهود.
إنها مرحلة أخرى في الصراع مع هذا الكيان الغاصب وإنها مرحلة لاشك أن إخواننا داخل الكيان الغاصب سيكابدون حملها ومرارتها أكثر من غيرهم،
فهل يصمدون؟
و هل يجدون الدعم اللازم من العرب و المسلمين؟
بل هل نحس و هل ندرك بل هل نحن منتبهون لخطورة هذه الهجمة الشرسة؟
إن ما تقوم به دولة الغصب "إسرائيل" من طرد لأهل الأرض وأصحاب الحق و تبديل المعالم للقدس لا يقل أقول لا يقل عن الهجمة التي شهدناها على غزة، فهل من هبة وهل من غضبة تساوي أو تفوق التي تمت من أجل غزة؟
ميلود النويني
شعبان 1430
الرباط المغرب