- التفاصيل
-
المجموعة الأم: النشرة
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 23 كانون1/ديسمبر 2014 09:00
-
الزيارات: 2435
بقلم الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني
الناشر الأصلي: فلسطينيو 48
بتاريخ: 22/12/2014
رسائل شامية (75)
معركة غزة الكبرى (19)
كثيرون هم الذين راودتهم أحلامهم باستئصال غزة العزة من جذورها في هذه الحرب الإرهابية، التي شنها عليها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تواصلت واحدًا وخمسين يومًا. وهؤلاء الكثيرون الذين راودتهم هذه الأحلام السوداء الشريرة كان بعضهم إسرائيليا، وكان بعضهم فلسطينيا، وكان بعضهم عربيا، وكان بعضهم أمريكيا، وكان بعضهم أوروبيًا. ومكروا مكرهم وجمعوا كيدهم في حلف شرير لم يعرف التاريخ أكثر منه شؤما، ظانين أن غزة العزة لا محالة ستنكسر وسترفع الراية البيضاء وستستغيث بالسيسي أو نتنياهو أو زبانيتهم وعكاكيز حلفهم هذا المشؤوم كي يرفعوا عنها الحصار، ولكن هيهات هيهات!! ويا لهول المفاجأة التي هزت كل الأرض. فقد صمدت غزة العزة في وجه هذا الحلف المشؤوم، وأكدت للقاصي والداني أنها (جمل محامل)، لن ينيخ من ثقل الأحمال ولا شدة المتاعب ولا ضغط الأهوال، فعاد أباليس هذا الحلف المشؤوم إلى وكر تآمرهم أذلاء مهزومين، ولا أقول عادوا بخفي حنين، بل عادوا بلا أي خف منهما!! ثم مكروا مكرهم ورموا القدس المباركة عن قوس واحدة، ظانين أنهم سيجدون في القدس المباركة عوضًا لهم عن خسارتهم النكراء في غزة العزة، فألهبوا القدس المباركة وأهلها وأرضها وبيوتها ومقدساتها بوابل من سياط دسائسهم وأساليب قمعهم ووسائل إفسادهم، طامعين بكسر صمود أهلنا في القدس المباركة في وجه حلفهم المشؤوم، وصبوا عليهم من العذاب صبا، وأباحوا لأنفسهم ارتكاب هذه القائمة السوداء من أفعالهم الإرهابية، والتي يمكن أن أجملها بما يلي:
1. نفذوا في أهلنا المقدسيين والمقدسيات الإعدام الميداني.
2. فرضوا على المئات من أحرار القدس وحرائرها الحبس المنزلي.
3. فرضوا على أكثر من ألف من المرابطين فيها والمرابطات الإبعاد القسري عن القدس والضفة الغربية أو الإبعاد القسري عن المسجد الأقصى.
4. اعتقلوا من كل أهلنا في القدس على صعيد الرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال أكثر من ألف وخمسمائة حتى الآن ولا يزالون يعتقلون.
5. كانوا ولا يزالون يفرضون على أهلنا في القدس الغرامات المالية الباهظة جدًا بهدف خنق الأهل في القدس والتضييق على أنفاسهم وتيئيسهم، ظنًا من هذا الحلف المشؤوم أن الأهل في القدس قد ينكسرون ويرحلون عن القدس المباركة.
6. أباحوا لأنفسهم سحب إقامة الكثير من الأمهات أو الآباء في القدس حتى يفرقوا بين الزوج وزوجته وبين الزوجين والأولاد، وحتى يفككوا أكبر عدد من الأسر المقدسية ويدفعوها إلى المجهول.
7. أباحوا لأنفسهم حرمان الكثير من أهلنا المقدسيين من أبسط الحقوق، لدرجة أنهم حرموا البعض منهم من المياه، بسبب ادعاءات قبيحة عمل الاحتلال الإسرائيلي على ترويجها، تفوح منها رائحة الإفساد والعلو والظلم والقهر والغباء والغرور وسلوكيات الشبيحة والبلطجية.
8. أباحوا لأنفسهم هدم بيوت بعض أهلنا المقدسيين أو خطفها أو خطف الأرض، واهمين أنهم سينجحون في تهويد القدس وفرض التطهير العرقي على أهلنا المقدسيين حتى يستفردوا بالقدس والمسجد الأقصى المباركين.
9. أباحوا لأنفسهم مواصلة شن الاعتداءات الإرهابية على أهلنا المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، واهمين أنهم سيكسرون إرادة الرباط فيه.
10. أباحوا لأنفسهم إصدار البيانات الرعناء الحمقاء البلهاء، التي بموجبها راحوا يدعون لتجريم دعم صمود أهلنا المقدسيين، وبناءً عليها أغلقوا مؤسسة (القدس للتنمية)، والتي بموجبها راحوا يدعون لتجريم الرباط في المسجد الأقصى وتجريم مصاطب العلم فيه، وبناءً عليه أغلقوا مؤسسة (عمارة الأقصى)، وها هم على وشك أن يدعوا إلى تجريم الاعتكاف في المسجد الأقصى.
11. أباحوا لأنفسهم خطف شهداء القدس ودفنهم في مقابر مجهولة، ومنعوا إقامة جنازات رمزية لهم، بل ومنعوا إقامة بيوت عزاء لبعضهم.
12. في المقابل أباحوا لصعاليك الاحتلال الإسرائيلي التجوال في كل القدس وهم يحملون السلاح، وأباحوا لهم سلفًا استخدامه وإطلاق الرصاص على أي مقدسي أو مقدسية؛ كبيرًا أو صغيرًا كلما شعروا بأدنى خطر.
وظنوا بعد كل ذلك أن القدس ستجثو على ركبتيها وترفع الراية البيضاء، ولكنهم نسوا أنها القدس التي لا يُعمرُ فيها ظالم، وستبقى كأختها غزة العزة (جمل محامل)؛ لا تنيخ في يوم من الأيام وإن ثقلت أحمالها، حتى زوال الاحتلال الإسرائيلي الوشيك بإذن الله تعالى، زوالًا لا رجعة فيه ولا أسف عليه.