config

القائمة البريدية

This module can not work without the AcyMailing Component

التحويل بين التقويم الهجري والميلادي

التاريخ الميلادي
التاريخ الهجري
اليوم الموافق :

اليوم الشمسى:

رسالة

لماذا يركز اليهود انتهاكاتهم للمسجد الاقصى فى ايام معينه؟

لماذا يركز اليهود انتهاكاتهم للمسجد الأقصى في أيام بعينها؟ ويعلنون عنها مسبقا؟

 

بغض النظر عن أساليب التدنيس الصهيونية، التي تتخذ طابع الوحشية والهمجية، للمسجد الأقصى المبارك، من مثل الاحتلال، والمذابح، والإحراق، والمصادرة، والاقتحامات المسلحة، ومحاولات النسف، سنركز على ما يسمى "الزيارات الدينية"، فلماذا يتم الإعلان عنها مسبقا؟ ولماذا تتم في أيام بعينها؟

 

 

من الملاحظ أن الصهاينة يستغلون الفترات التي تمثل أعياداً "دينية" ومواسم لهم، مثل ما يسمونه ذكرى خراب "الهيكل" المزعوم، وبداية السنة العبرية، وعيد الفصح العبري لتعزيز الصلة المزعومة بينهم وبين القدس الشريف، والمسجد الأقصى المبارك تحديداً. فنجدهم يوزعون النشرات الداعية لتجمع أكبر عدد ممكن من اليهود في هذه الفترات في هذا المكان المبارك، بزعم أنه في موضع "الهيكل/ المعبد" المزعوم. وكانت هذه التجمعات في البداية تتم على أبواب المسجد الأقصى، ثم تعالت أصواتهم المطالبة بإقامتها داخل المسجد المبارك، بل وأصبحوا يحرصون على الإعلان عن تلك الاقتحامات قبل فترة من القيام بها.

 

والحقيقة أن دولة الكيان الغاصب، كما قامت على السلاح والعنف، قامت على تزوير وقلب الحقائق. فهم يستثمرون الأساطير والروايات التي وردت في كتبهم المحرفة بشأن القدس، والمسجد الأقصى، لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية. ومن هذه الروايات: الزعم بأنّ الله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا- اتخذ من "الهيكل" مسكناً له، ومن ثم، فهو المكان الوحيد الذي تقدم فيه القرابين خاصة. (كتاب: "يا مسلمي العالم أفيقوا قبل أن يهدم الأقصى"، صالح الرقب، 2003م، ص: 8)

 

فنجد ساستهم وكبراءهم يوهمون الأميين منهم بأن السيطرة على المسجد الأقصى المبارك مطلب "ديني"، وذلك لإقناعهم بدعم مساعيهم لفرض السيادة على البيت المقدس. وبالمثل، يوهمون العالم من حولهم، خاصة العالم الغربي الذي دعم ويدعم دولتهم الباطلة منذ قيامها، بأن لهم حقا تاريخيا و"دينيا" راسخا في هذا الموضع الشريف.

 

ويرى الجميع حرصهم على تنشيط الرحلات "الدينية" من جميع أنحاء العالم إلى القدس، وحرصهم على زيارة المجسّمات التي أعدّت لتكون تجسيداً "للهيكل" المزعوم. كما يشهد عكوفهم على دراسة نصوص كتبهم المحرفة لاستخراج أدق التفاصيل حول كيفية أداء الطقوس "الدينية" كما كانت تمارس فيه في الماضي، ولإعادة صنع أدوات العبادة فيه، ويتابع تكريسهم لكافة الجهود للمطالبة بحقهم المزعوم.

 

وأمام هذه المشاهد التي تتخذ طابع الإلحاح، يعتقد الكثيرون في العالم بمركزية المسجد الأقصى والقدس لدى اليهود، حتى ولو لم يؤمنوا بذلك من الناحية العقائدية، خاصة عندما يقارن هذا بصمت المسلمين. ومن ثم، ينجح الصهاينة في إقناع الكثيرين، متدينين وعلمانيين، يهودا وغير يهود، بهذه الأكاذيب. بينما يتم غض الطرف عن أفعالهم الحقيقية وجرائمهم التي هي أبعد ما تكون عن أية أخلاق تنادي بها أية شرائع، حتى الوضعية منها!

 

من هنا، فإننا نعتقد أن هذه "الزيارات" والمحاولات لإقامة الشعائر "الدينية" اليهودية، إنما تمثل أحد عناصر سياسة التزوير والخداع التي تعتبر من أهم أركان استمرار الوجود الباطل لدولة الكيان. والهدف منها إعلامي بالدرجة الأولى. وهذا أيضا هو هدف الإعلان مسبقا عنها .. فهذا الإعلان جزء مهم من التحشيد "الديني" والزخم الإعلامي للقضية الباطلة.

 

ومن جهة أخرى، فإن هذه الإعلانات تستهدف جس نبض المسلمين، واستشعار مدى غفلتهم أو يقظتهم لقضيتهم الأولى. فلربما مل المسلمون الاستجابة لنداءات المسجد الأقصى، مع كثرة الاقتحامات وتتابعها، أو لتعودهم على أن مكروها لا يلحق المسجد المبارك لتحرك آخرين للدفاع عنه، أو بسبب انتشار حالة اليأس والإحباط بينهم مع تواصل الاعتداءات الصهيونية المختلفة على الأقصى، وأبرزها حاليا هدم طريق باب المغاربة الملاصقة لجداره الغربي. وربما يكونون، وهو الأخطر، قد اعتادوا على مثل هذا التدنيس، ولم يعودوا يشعرون بمرارته!

 

وهناك من يرى أيضا أن هذه الإعلانات محاولة لاستدراج رد فعل عنيف من جانب المسلمين يبرر تحركا صهيونيا لفرض التقسيم المراد للمسجد الأقصى المبارك، بإقامة "معبد/ هيكل/ كنيس" يهودي فيه، مثلما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل. فبعد المذبحة التي ارتكبها صهيوني متطرف فيه عام 1994م، وأودت بحياته، ورغم أنها أدت كذلك لاستشهاد عشرات المسلمين، قامت سلطات الاحتلال بفرض تقسيم المسجد بين المسلمين واليهود بعد أن صورت الموقف على أنه نزاع بين فئتين. وهكذا تحول المسجد الإبراهيمي، جزئياً، إلى كنيس، حيث أقيم معبد يهودي على ثلثي مساحته!

 

والحقيقة أن هذا الاحتمال قائم بقوة، خاصة بعد أن تكاثرت الدلائل منذ عام 2000م، وحتى الآن، على سعي اليهود لتقسيم المسجد الأقصى المبارك (انظر: سرد تأريخي لأبرز الانتهاكات الصهيونية لحرمة المسجد الأقصى). كما أن التحليل الذي أجرته مؤسسة القدس الدولية - ومقرها بيروت- مؤخرا للجريمة الصهيونية المتواصلة بحق طريق باب المغاربة يذهب إلى تأكيد هذا الاحتمال اعتمادا على تسلسل الاعتداءات التي وقعت مؤخرا على المسجد المبارك. (انظر مخطط الاحتلال: تقسيم المسجد الأقصى)

 

ولا شك أن مخططات الصهاينة لتدنيس المسجد الأقصى المبارك، ونزع القداسة عنه، وتحويله إلى مسخ يهودي (بالهدم/ التحويل/ التقسيم)، متعددة. وهي، للأسف، تتصاعد يوما بعد يوم، في ظل إصرار صهيوني على استخدام مختلف الوسائل لإظهار الباطل حقا، في مقابلة تهاون من جانب المسلمين عن تبيين أحقيتهم في المسجد الأقصى المبارك، باعتباره مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والقبلة الأولى، وثاني مسجد وضع في الأرض، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها.