رسالة
الاحتلال - الفاجعة المستمرة
- التفاصيل
- المجموعة الأم: الاقصى فى خطر
- نشر بتاريخ الأحد, 09 حزيران/يونيو 2013 05:30
- الزيارات: 4704
الاحتلال - الفاجعة المستمرة
سُلبت القدس، رمز شرف وعزة المسلمين، منذ 90 عاما، ففي 9 ديسمبر/ كانون أول 1917م، الموافق 24 صفر 1336هـ، دخلها المحتلون الإنجليز لينهوا أربعة عشر قرنا من الحكم الإسلامي للمدينة المقدسة حيث المسجد الأقصى المبارك، مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، وثاني مسجد وضع في الأرض، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.
90 عاما من المؤامرات والمكائد التي دبرتها الصهيونية العالمية، بعد نحو سبعة قرون من دحرها عن الشام للمدينة ذات الطابع العربي الإسلامي، ولأهلها العرب والمسلمين، بهدف محو هويتها وشخصيتها وصبغها بصبغة غريبة عنها.
فخلال الأعوام الثلاثين الأولى من غربتها، والتي انتهت في 14مايو/ أيار 1948م، الموافق 6رجب 1367هـ، بإعلان قيام كيان صهيوني اقتطع حوالي نصف الأرض الفلسطينية، ومن ضمنها غربي المدينة المقدسة، عمل الاحتلال البريطاني على تمكين اليهود من المدينة، وزيادة هجرتهم إليها، وتوسعهم على حساب أهلها العرب، تنفيذا لوعد بلفور الذي نص على تمكين اليهود من إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
وبعد انتهاء الاحتلال البريطاني من مهمته، ورغم عودة شرقي القدس حيث البلدة القديمة التي تضم المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة إلى حوزة العرب، ممثلة في الأردن، إلا أن فرحتها لم تدم طويلا، إذ أنه لم تكد تمر عشرون سنة على احتلال غربي المدينة عام 1948 وانفصاله عن شرقيها تحت حكم الصهاينة، حتى شن كيانهم الغاصب، مدعوما بقوى البغي الدولية، عدوانا أدى إلى وضعها تحت الاحتلال العسكري المباشر منذ 40 عاما وحتى يومنا هذا.
ففي 5 يونيو/ حزيران 1967م، الموافق 29 صفر1387 هـ، شن الكيان الصهيوني حربه التي ابتلع فيه ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، وكذلك سيناء والجولان. وبعد معارك عنيفة، لم تخل من مجازر اقترفها جيش الاحتلال الصهيوني، تماما كتلك المجازر التي اقترفتها العصابات الصهيونية لدى قيام الكيان الغاصب أول مرة، رزح الجزء الشرقي من القدس، والذي يضم المسجد الأقصى المبارك، تحت الاحتلال والأسر.
لقد كانت هذه البقعة تحديدا هدفهم الأهم، إنها قلب فلسطين النابض، ودرة الشام، الأرض المباركة، ومنبع الطهر والقداسة. هنا .. ومنذ 40 عاما، توالت الاعتداءات الأليمة على المدينة ومسجدها وأهلها في مسعى لطمس معالمها والادعاء بحق يهودي فيها، تماما كما يفعل السارق ليصدق الناس أن ما سرقه ملك له. 40 عاما من محاولات تكريس السيطرة والسيادة على المدينة، بل، وعلى أخص خصائصها، مسجدها المبارك ما حوله.
أجل، إنهم يطمعون في السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، ذاته، وهناك أجزاء محتلة بالفعل داخل المسجد العزيز، حولت إلى مراكز للشرطة الصهيونية. ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد، فهم لا يخفون رغبتهم في بناء معبد يهودي على حساب الأقصى!
ومنذ 6فبراير/شباط 2007م، الموافق 18 محرم 1428هـ، وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، يقوم المحتلون بهدم جزء ملاصق تماما لسور المسجد الأقصى المبارك، وذلك بغرض السيطرة على جزء من أرض المسجد وتحويله إلى كنيس يهودي، ما يعني عمليا تقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود، كما فعلوا بالمسجد الإبراهيمي في الخليل منذ عام 1994م!
إنه هم ثقيل يتزايد على كاهل القدس ومسجدها ذي الشرف العظيم، ولكنه حتما سينزاح، لا شك في هذا، ولا شك في أن المسجد الأقصى المبارك، رغم احتلاله والتدخل الدائم في شئونه الداخلية، ومساعي تحويله إلى معبد، لن يكون سوى مسجدا للمسلمين. ولكن، لمن سيكون شرف العمل على رؤية هذا اليوم الذي يعود فيه المسلمون إليه فاتحين؟ وهل عسانا نكون من هذه الطائفة التي يؤيدها الله بالنصر والتمكين في أرض الأنبياء؟