رسالة
باب المغاربة .. جزء من الأقصى يهوّد
- التفاصيل
- المجموعة الأم: الاقصى فى خطر
- نشر بتاريخ السبت, 16 تشرين2/نوفمبر 2013 11:52
- الزيارات: 11090
- باب المغاربة هو جزء من المسجد الأقصى المبارك يقع في القسم الجنوبي من سوره الغربي ويتعرض لمخطط تهويد هو الأضخم والأخطر منذ احتلال شرقي القدس بما فيه البلدة القديمة والمسجد الأقصى في عدوان عام 1967م.
- وسط مزاعم بترميمه تارة وإجراء حفريات أثرية فيه تارة أخرى، تسارع سلطات الاحتلال الخطى لاستئناف جريمة هدم الطريق المؤدية إلى هذا الباب والملاصقة لسور المسجد المبارك، تمهيدا للشروع في مخطط بناء جسر حديدي بديل يتيح إدخال آليات عسكرية إلى البيت المقدس وتسهيل اقتحامه بأعداد كبيرة من جنود الاحتلال ومن المستوطنين اليهود.
- الجريمة التي بدأت عام 2007م، ثم توقفت في نفس العام إثر احتجاجات إسلامية وإثر تدخل منظمات دولية اعترفت بكونها جريمة مدمرة وغير مبررة، تشمل كذلك هدم آثار إسلامية يضمها طريق باب المغاربة التاريخية التي تتخذ شكل تلة والتي ترجع إلى نحو 800 عام مضت وتعتبر من الأوقاف الإسلامية المحمية قانونا.
- يعتبر طريق باب المغاربة هو الجزء الباقي من حي المغاربة المجاور لحائط البراق منذ أن سوي الحي بالأرض بعد أربعة أيام من الاحتلال بهدف توسعة المساحة الواقعة أمام الحائط وتحويله إلى مزار يهودي. وكان هذا الحي قد أوقفه الأفضل ابن صلاح الدين على المغاربة الذين شاركوا في تحرير القدس من الصليبيين.
- ظل هذا الطريق يتعرض لعمليات حفر متعاقبة بعد الاحتلال شملت هدم الزاوية الفخرية الواقعة إلى جنوبه عام 1969م، وتعميق ساحة البراق في شماله، مما أدى إلى تضاؤل عرضه تدريجيا حتى تساقطت أجزاء منه عام 2004م، مما استدعى ترميمه.
- غير أن سلطات الاحتلال منعت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي الجهة المعنية بالإشراف على الشئون الداخلية للمسجد الأقصى المبارك، من ترميم الطريق، وقامت عام 2005م، بوضع جسر خشبي مؤقت إلى جواره ليتسنى لها الاستمرار في إدخال من تشاء إلى المسجد المبارك عبره وصولا إلى باب المغاربة الذي كانت قد صادرت مفاتيحه مع بدء الاحتلال.
- مؤخرا صعدت هذه السلطات من وتيرة محاولاتها للتخلص من الجسر المؤقت، بهدف استئناف مخطط هدم الطريق الأثرية وإقامة بديل عسكري.
- يرتبط هذا المخطط بعدة مخططات أخرى تمس قدسية المسجد الأقصى المبارك، أهمها مخطط تقسيمه بين المسلمين واليهود والذي يهدف إلى إيجاد موضع قدم لليهود في البيت المقدس عبر الحفريات والأنفاق التي يجري توسيعها حوله وتحته، وعبر الاقتحامات الأمنية والدينية لساحاته والتي يعمل المحتلون على تكثيفها حتى يتمكنوا من تخصيص موضع لصلاة اليهود في هذا المسجد الذي هو ثالث أهم البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
- إذ أن ملايين الصهاينة الذين تجمعهم دولة الاحتلال سنويا في ساحة حائط البراق المحتل لا يكتفون بتدنيس هذا الحائط الذي يمثل جزءا من سور الأقصى الغربي، ويعتقد أنه الحائط الذي ربط فيه الرسول صلى الله عليه وسلم دابته البراق في رحلة الإسراء والمعراج، بل يسعون إلى توسعة هذا الحائط المغتصب ليشمل كل السور بزعم أنه سور ذلك البناء الأسطوري المزعوم الذي يطلقون عليه "المعبد/الهيكل" ويقولون إنه كان قائما في موضع الأقصى خلال عهود تاريخية سابقة عاش فيها اليهود في الأرض المقدسة، بينما يسعون لبنائه على حساب الأقصى.
- إضافة إلى مخططي التقسيم والتوسعة، يتضمن مخطط هدم طريق باب المغاربة فتح باب آخر مغلق في سور المسجد الأقصى يقع أسفل باب المغاربة وأسفل التلة التي يقوم عليها الطريق، والذي يعتقد أنه كان يحمل اسم باب النبي أو باب البراق قبل إغلاقه في عهود إسلامية سابقة، ويطلق عليه المحتلون اسم باب "باركلاي"، في مسعى لتهويده وتهويد مصلى البراق الذي يقود إليه والواقع داخل الأقصى.
- كما يخدم هذا المخطط مخططات هدم بيوت المقدسيين وتهجيرهم خاصة أولئك المرابطين في البلدة القديمة وحيها الإسلامي الذي يحيط بأسوار الأقصى الشمالية والغربية، والذين يمثلون أكثر من 90% من سكانها، إضافة إلى المقدسيين المرابطين في بلدة سلوان المقابلة لأسوار الأقصى الجنوبية.
- لهذا كله، يعتبر مخطط هدم طريق باب المغاربة والمخططات المرتبطة به محورا أساسيا في استراتيجية الاحتلال الرامية إلى تثبيت وجوده في الأرض المقدسة، والقائمة على محو الآثار العربية والإسلامية بما فيها المسجد الأقصى المبارك، واستحداث معالم صهيونية على أنقاضها، وطرد المقدسيين، وإحلال مستوطنين محلهم.
- من هنا، يطالب المدافعون عن المسجد الأقصى المبارك بوقف هذا المخطط ومختلف الجرائم المستمرة بحق الأقصى وبحق المرابطين فيه وفي أكنافه، كما تطالب الأوقاف الإسلامية باستعادة سيطرتها على باب المغاربة الذي صودرت مفاتيحه منذ بدء الاحتلال، والذي يستغله المحتلون لإدخال المستوطنين والمتطرفين إلى الأقصى.
- عبر هذا الباب العزيز من أبواب الأقصى المبارك، دخل الصهيوني المتطرف دينيس روهان إلى المسجد المبارك حاملا مواد مشتعلة، تحت سمع وبصر المحتلين لينفذ جريمة إحراق المصلى الرئيسي في الأقصى يوم 21-8-1969م، والتي أدت إلى تهدم ثلثه، قبل أن ترممه الأوقاف الإسلامية وتنجح إلى حد كبير في إعادته إلى ما كان عليه قبل الحريق.
- يرى المتابعون لملف طريق باب المغاربة أن النجاح في وقف جريمة هدمه والتي تتعارض مع مختلف القوانين الدولية، خاصة منها ما يتعلق بحماية الآثار الإنسانية والأماكن المقدسة يمثل دفعة قوية لاستراتيجية المحافظة على المسجد الأقصى المبارك إلى أن يأذن الله بتحريره.
- إن الطريق والتلة والباب والحائط كلها أجزاء من المسجد الأقصى المبارك الذي هو مسجد بقرار رباني، والذي سيظل حقا خالصا للمسلمين وحدهم، كما أنها معالم بارزة في التراث الحضاري الإسلامي بوجه خاص وفي التراث الإنساني العالمي بوجه عام.