رسالة
الاقتحام الصهيوني الدامي للأقصى يوم الأحد 24-9-2009م
- التفاصيل
- المجموعة الأم: الاقصى فى خطر
- نشر بتاريخ الاثنين, 30 أيلول/سبتمبر 2013 09:08
- الزيارات: 5126
تحقيق مصور
إعداد: أخوات من أجل الأقصى
قبل يوم الأحد 27-9-2009م بعدة أيام، أعلن المستوطنون اليهود عن نيتهم لاقتحام المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة الذي استولت سلطات الاحتلال على مفاتيحه منذ عام 1967م، بمناسبة الاحتفال بأحد أعيادهم، وذلك في إطار خطة لتصعيد خطواتهم باتجاه تثبيت أحقية مزعومة لهم في "الصلاة الجماعية" بالمسجد الثالث في الإسلام الذي يطلقون عليه "جبل الهيكل"، واقتطاع جزء منه، وتحديدا الساحات الداخلية له المقابلة لباب المغاربة من الداخل، كخطوة مرحلية على طريق تهويد المسجد المبارك بالكامل، وإقامة "هيكل" ثالث مزعوم فيه!
إنهم لم يعودوا يكتفون بأداء صلوات فردية، من آن لآخر، داخل الساحات المفتوحة التي تمثل الجزء الأكبر من المسجد الأقصى المبارك الممتد على مساحة 144 ألف متر مربع، فوق جبل موريا بالبلدة القديمة من القدس، خلال اقتحامات أصبحت تتم بصفة شبه يومية في الفترة الأخيرة، تحت غطاء السياحة، وبحراسة قوات الاحتلال التي تمنع حراس الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من ممارسة دورهم في حفظ قدسية المسجد المبارك.
لقد أرادوها شعائر جماعية تتعلق بإقامة "الهيكل الثالث المزعوم"، الذي يعتبرونه الخطوة الأخيرة لإكمال سيطرتهم على الأرض المباركة، خاصة بعد أن أظهر استطلاع للرأي في 30-7-2009 غلبة المؤيدين لإقامته في المجتمع الصهيوني.
المعتصمون في المسجد الأقصى المبارك خلال آخر اقتحام صهيوني علني له يوم الخميس في منطقة باب المغاربة من داخل الأقصى (30-7)
أهل بيت المقدس وأكنافه، بدورهم، استعدوا لهذا الانتهاك السافر لمسجدهم، والذي يأتي عقب شهر رمضان المبارك حيث سعد الأقصى بالآلاف من العمّار، مما أعاق خطط تدنيسه. فتنادى الفلسطينيون الى معاودة شد الرحال الى المسجد الأقصى خاصة في هذا اليوم، وعزموا على الرباط في مختلف أنحائه، خاصة بالقرب من باب المغاربة الذي لا تملك الأوقاف الإسلامية التحكم فيه، تماما مثلما فعلوا في آخر اقتحام معلن مماثل قبل شهرين.
هذه المرة، على أية حال، كان الصهاينة يبيتون النية للاعتداء على المسجد المبارك وعلى المصلين فيه على حد سواء.
فمنذ الصباح الباكر، أدخلت سلطات الاحتلال جماعات المستوطنين من باب المغاربة إلى المسجد الأقصى المبارك، رغم تحذيرات الأوقاف الإسلامية من عواقب هذا الانتهاك السافر، بينما سارعت هذه السلطات لفرض حصار على أبواب المسجد الأخرى ومنع الوافدين من أهل القدس وأهل فلسطين 48 من دخوله، حاشدة الآلاف من جنودها المدججين بالسلاح، من مختلف الأجهزة الشرطية والأمنية، ومما يعرف بحرس الحدود، عند بوابات الأقصى المبارك وداخل البلدة القديمة وعند بواباتها.
كان كل شيء معدا ومخططا له، فما كاد المصلون الموجودون في المسجد الأقصى منذ صلاة الفجر يتصدون لهؤلاء المستوطنين المقتحمين قرب باب المغاربة بالتكبيرات، حتى سارعت الشرطة لإخراج المستوطنين، وهجمت بأعداد ضخمة، وسط وابل من الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، على المصلين المحتشدين لحماية مسجدهم، والذين لم يجدوا سوى الحجارة والأحذية وبعض الكراسي للدفاع عن أنفسهم.
وسرعان ما تكثفت أعداد جنود الشرطة والجيش الصهاينة داخل المسجد المبارك، وتحديدا في المنطقة القريبة من باب المغاربة، حيث مصطبة أبو بكر الصديق، التي كثيرا ما رابط عندها حماة الأقصى أثناء تصديهم للاقتحامات الصهيونية المتكررة. وأجبر المعتدون المصلين على التراجع باتجاه المصلى القبلي الرئيسي في المسجد المبارك.
واصل المعتصمون محاولاتهم للتصدي لهذا الاقتحام الأمني الغادر للمسجد الأقصى المبارك، بما طالته أيديهم، رغم الرصاصات التي أخذت تنهمر باتجاههم، عقابا لهم على نجاحهم في إجبار المستوطنين اليهود على الخروج من المكان الطاهر.
واستمر هذا الاشتباك غير المتكافئ بين الشرطة الصهيونية المدججة بالسلاح والمصلين محدودي العدد داخل المنطقة الواقعة بين باب المغاربة والمصلى القبلي الرئيسي في الأقصى لبعض الوقت، فيما أخذت أعداد جنود الاحتلال بالتزايد.
واقترب الصهاينة أكثر فأكثر من المصلى القبلي الرئيسي، وسط إطلاق مكثف للرصاص المغلف بالمطاط وغيره من الأعيرة النارية، والقنابل الصوتية، غير آبهين بحرمة المكان المقدس، في مشهد أعاد للأذهان ذكرى الاقتحام الشاروني للمسجد الأقصى المبارك في 28-9-2000م.
في هذه اللحظات كانت مآذن الأقصى تستصرخ المحيطين به لينجدوه وينجدوا المصلين فيه، ولكن الأبواب كانت موصدة! ولم يجد هؤلاء المصلون الموجودون بداخله أمامهم إلا التراجع للاحتماء بمبنى المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك ...
في نفس الوقت، استمروا في قذف القوات المعتدية التي واصلت تقدمها باتجاه المصلى، بكل ما طالته أيديهم، أملا بوضع حد لهجومها الوحشي غير المبرر.
وتمترس المعتدون خلف دروعهم الواقية مواصلين تقدمهم صوب المصلى المسقوف الذي يعد الموضع الرئيسي للصلاة في الأقصى حيث المنبر والمحراب الرئيسسين.
واستمر زحف الصهاينة نحو هذا المصلى ليفرضوا حصارا على المصلين داخله، بينما قام عدد منهم بالتسلل إليه، محتمين بدروعهم الواقية.
وهرع القليلون من المصلين المتواجدين خارج المصلى القبلي لحمايته وحماية إخوانهم الموجودين بداخله من هؤلاء المعتدين الذين لم يكتفوا بتدنيس ساحات الأقصى، بل واستباحوا مواضع الصلاة الرئيسية فيه ...
إنه تصعيد خطير في استهداف المسجد الأقصى المبارك ،في إطار الفصل الأخير من أطماع المحتلين لبناء معبد أسطوري كاذب على حسابه، أملا في تصورهم المريض في إنهاء القضية برمتها لصالحهم.
وأطلق المجرمون قذائفهم على المصلين المحتمين داخل المصلى القبلي الرئيسي في الأقصى، ليسقط أحد هؤلاء المصلين جريحا على أرضية المصلى المفروشة بالسجاد.
وسالت الدماء الذكية على أرضية المسجد الأقصى المبارك من جديد، مذكرة بالمذبحة الثالثة فيه، والتي وقعت قبل 9 سنوات، وتحديدا في يوم 29-9-2000م، حين سقط 5 شهداء وجرح المئات داخله، بعد يوم من الاقتحام الشاروني البغيض، لتنطلق منذ ذلك الحين انتفاضة الأقصى المباركة.
وحدهم المسعفون الذين تواجدوا في العيادات القائمة داخل المسجد الاقصى المبارك قدموا اسعافات اولية للمصابين الذين استمر عددهم في الارتفاع، بفعل قذائف المحتلين المنهمرة عليهم، مع تواصل الاعتداءات في مختلف أرجاء المسجد الأقصى، وفي ظل إغلاق أبوابه...
وهذه العيادة الموجودة في مصلى عمر، الواقع إلى الشرق من المصلى القبلي، داخل المسجد الأقصى المبارك، لم يكن بمقدورها تقديم العلاجات اللازمة للحالات الطارئة التي شهدها هذا اليوم..
اتضح حجم الإصابات، إذ بلغت نحو 40 إصابة، بينها إصابات خطيرة في العين، نالت إحداها إحدى عيني المقدسي رامي الفاخوري (20 عاما)..
كما أصيب المسن الحاج، محمد الجولاني (73 عاما)، بعيار مطاطي بإحدى عينيه أيضا..
لقد كان القناصة الذين رافقوا القوات المقتحمة يركزون على أعين المصلين الساهرة على حماية الأقصى، رغم أنها أعين غالية على الله تعالى، لأنها أعين باتت تحرس في سبيل الله!
ورغم هذه الإصابات، واصلت سلطات الاحتلال منع المسعفين وسيارات الاسعاف من دخول المسجد الأقصى المبارك لنقل ذوي الإصابات الخطيرة إلى المستشفيات ..
وأخيرا، تم نقل هؤلاء المصابين من داخل الأقصى إلى سيارات الإسعاف المنتظرة خارج بوابات المسجد المبارك ..
واستمر إغلاق أبواب الأقصى أمام المصلين الذين تداعوا لتلبية نداء المسجد الأسير، وبصفة خاصة باب الأسباط القائم في سوره الشمالي، والذي يعد الباب الرئيسي الذي يستخدمه الوافدون على الأقصى من خارج البلدة القديمة.
شمل المنع قيادات مقدسية، بينهم الشيخ عبد العظيم سلهب رئيس مجلس الأوقاف والذي اشاد بيقظة الحراس والتواجد من قبل المصلين، وشدد على ضرورة وعي المواطن الفلسطيني والعربي والاسلامي تجاه استهداف المسجد الاقصى والتنبه بالاخطار المحيطة به وبمدينة القدس من تهويد وبناء مستوطنات وحفريات ..
كما شمل الشيخ الدكتور عكرمه صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك، والذي تم استدعاؤه لمقر شرطة الاحتلال في المسكوبية غربي القدس لاحقا، لاستجوابه بشأن تصريحات أدلى بها للفضائيات العربية والإسلامية شملت التأكيد على أن ما يجري هو محاولة لتخويف المقدسيين ودفعهم للتخلي عن واجبهم في التصدي للجماعات اليهودية التي تقتحم الأقصى.
أبت الحشود الممنوعة من دخول الأقصى إلا مواصلة الرباط في أماكنها، وأداء صلاة الظهر في شوارع البلدة القديمة، رغم التحفز الصهيوني الواضح..
والذي سرعان ما أسفر عن وجهه القبيح بالاعتداء الوحشي على هؤلاء المرابطين خارج الأقصى العزل إلا من إيمانهم بالله الواحد الأحد ..
وسقط العشرات من بين المحتشدين لدخول الأقصى مصابين بجروح خطيرة، بعضها في العنق ..
وهذا مصاب آخر في العنق أيضا يرفع سبابته بلا إله إلا الله يشكو بها ظلم الظالمين إلى العلي القدير ...
واستمر التنكيل الصهيوني بالمرابطين خارج الأقصى من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني، والذين كان جرمهم الوحيد أنهم أرادوا الانضمام إلى المصلين الذين يواجهون الاقتحام الأمني الدامي وحدهم داخل البيت المقدس.
هذا الشاب استفرد به عدد من أفراد الشرطة والقوات الخاصة الاحتلالية وطرحوه أرضا، ففئة الشباب، خاصة من يملكون الحمية للدفاع عن مقدساتهم، مستهدفون بدرجة كبيرة من هؤلاء المعتدين.
ولكنهم لم يستثنوا المسنين، على أي حال، حتى من تجاوز منهم سن الخمسين، وهو القيد الذي فرضوه على أعمار المصلين في الأقصى، في إطار إجراءاتهم للصد عن سبيل الله ومنع مساجده أن يذكر فيها اسمه .
حشود مجندة من قوات الاحتلال من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية، يقف بعضها هنا على إحدى بوابات البلدة القديمة، وهي بوابة الأسباط، المؤدية بدورها الى باب الأسباط في السور الشمالي للأقصى المبارك، كما لو كانوا على أبواب حرب!
هي حرب دون شك تلك التي يعد لها هؤلاء المجرمون، إن لم يكن في هذا اليوم، ففي الأيام القليلة المقبلة .. حيث أعلن المستوطنون عن اقتحامات مماثلة بداية من يوم الأحد (4-10)، وحتى الخميس التالي، بمناسبة عيد آخر لهم، وسط تحذيرات من أن تتضمن هذه الاقتحامات ارتكاب مذبحة وحشية جديدة بحق المصلين داخل المسجد الأقصى، تضاف إلى سجل مذابح الاحتلال الثلاث فيه، وذلك بهدف خلق أجواء تمهد، في مخططهم الأسود، لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، على غرار المسجد الإبراهيمي بالخليل!
ولكن الإيمان بالله والصلة الدائمة به تعالى، خاصة في هذه الأوقاف العصيبة، تدفع أهل بيت المقدس وأكنافه لمزيد من العطاء والبذل والتضحية في سبيل حماية المسجد الأقصى المبارك، رغم كل المعوقات، ورغم كل التهديدات، بينما يحدوهم الأمل في أن يستيقظ بقية المسلمين في مختلف أنحاء العالم على نداء الأقصى في مواجهة المتربصين به الساعين في خرابه....
عودة إلى داخل المسجد الأقصى المبارك، وتحديدا إلى المصلى القبلي، حيث اضطر الصهاينة إلى فك الحصار المضروب على المصلين داخله ممن تصدوا لاقتحام المستوطنين اليهود، ومن ثم للاقتحام الأمني الغادر، والذين أصيب بعضهم داخله بعد اقتحام عدد من جنود الاحتلال له..
حيث تدخلت قيادات بالأوقاف لفك الحصار الذي استمر لبعض الوقت، وحذروا سلطات الاحتلال من التمادي في غيها ومواصلة عدوانها على الأقصى وعماره..
ولكن استمرت الحشود الأمنية الاحتلالية المختلفة في انتشارها داخل حدود البيت المقدس، خاصة بالقرب من باب المغاربة، ربما بهدف تأمين محاولة جديدة لاستباحة الأقصى من جانب المستوطنين!
لقد بدوا متحفزين، خاصة بعد فشلهم في إدخال المستوطنين إلى المسجد الأقصى المبارك منذ الصباح الباكر، بعد نجاح أهله، على قلة عددهم وافتقارهم الكامل إلى العتاد، في التصدي لهم..
وها هم يحصون خسائرهم، ويستعدون للعودة أدراجهم، مدحورين عن المسجد الأقصى المبارك، بعد أن قذفهم عماره بكل ما طالته أياديهم المتوضئة..
ولم ينسوا التقاط صور لـ "أسلحة" المصلين التي تصدوا بها لهم، وردتهم بغيظهم عن الأقصى لا ينالون خيرا ..
وهكذا ودوما .. يعود الغريب إلى حيث جاء .. فليس يحل له ذا المكان..
وعادت الساحات الطاهرة تنفض عن كاهلها دنس المعتدين..
لكن آثار الاعتداء الآثم على الأقصى وأهله ظلت ماثلة في أرجاء أولى القبلتين وثاني المسجدين بناء في الأرض..
وها هو السجاد الذي يغطي الرواق الشمالي للمصلى القبلي الرئيسي في الأقصى يذكر بأن جيش الاحتلال مر من هنا ..
وأيضا انتشرت آثار الجريمة في الساحات التي تمثل الجزء الأكبر من المسجد المبارك، خاصة في المنطقة ما بين المصلى القبلي وباب المغاربة.
ساحات طاهرة ما فيها موضع شبر إلا وصلى فيه ملك أو نبي مرسل تشكو إلى الله ظلم الظالمين وتقاعس المتقاعسين ..
آثار إحدى الطلقات النارية التي أطلقها المحتلون داخل المكان المقدس تبدو واضحة على بلاطاته ..
وهذه بعض بقايا العيارات النارية التي استخدمها المجرمون في اقتحامهم للأقصى أيضا ..
لكن سرعان ما سكن الألم بعض الشيء، وتم تنظيف المكان المطهر، وعادت صفوف المصلين تزين الأقصى لتأدية صلاة الظهر في المنطقة الواقعة شمالي المصلى القبلي الرئيسي فيه ..
صفوف مرصوصة، وقلوب عرفت السبيل إلى حب ربها وحب رسوله، بحب بيت ربها ومسرى رسوله صلى الله عليه وسلم..
اصطفوا في ذات المكان الذي كان قد شهد قبل قليل مواجهة غير متكافئة مع جنود الاحتلال ..
فالله أكبر من كل معتد ..
وبعد الصلاة، استأنف المصلون رباطهم في الأقصى، فهو لا يزال في خطر!
فهذا الاقتحام، وإن تم إحباطه، كما في مرات سابقة، مع فارق التضحيات، إلا أن المراقبين يحذرون من أنه مقدمة لخطوات أكبر وأخطر بحق المسجد الأقصى المبارك!
وتبقى لله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. في كل وقت وحين ..
الشكر موصول لمصادر الصور الآتية:
مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، محمود أبو عطا وموسى قعدان ووجيه وجيه وغيرهم- موقع الأقصى أونلاين - مؤسسة القدس للتنمية - فضائية الأقصى - وكالة الأسوشيتد برس
:: مراجع ::
-
تقرير حول اقتحام الأقصى الدامي يوم الأحد (27-9) يتضمن مشاهد حصرية لاقتحام المصلى القبلي الرئيسي بالمسجد الأقصى من قناة الأقصى الفضائية(فيديو .wmv)
-
تقرير "عين على الأقصى" لمؤسسة القدس الدولية (ملف zip)
-
تقرير صرخة تحذير من مخطط "أورشليم أولا" لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث