نشرة الأقصى الإلكترونية

في حرب متواصلة على المعالم الإسلامية في القدس:

سلطات الاحتلال تواصل هدم الجدار العثماني الملاصق لسبيل السلطان سليمان القانوني في القدس

القدس المحتلة، الأربعاء 7/11/2007م، الموافق 27/10/1428هـ - استنكرت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مواصلة سلطات الاحتلال الصهيوني تدمير الجدار العثماني التاريخي الأثري الملاصق لسبيل السلطان سليمان القانوني، والذي يقع في منطقة برك سليمان غربي سور البلدة القديمة في القدس، مما يعرض السبيل نفسه لخطر الهدم والإزالة من قبل سلطات الاحتلال.

ووصفت مؤسسة الأقصى أمس الثلاثاء هذا الهدم وتغيير المعالم بأنه "يندرج في حرب المؤسسة "الإسرائيلية" على كل ما هو عربي وإسلامي في القدس، في محاولة لتزييف التاريخ والآثار." وأكدت المؤسسة أن كل الجرائم الصهيونية لن تستطيع أن تطمس الحضارة الإسلامية والعربية في مدينة القدس، إذ أنها متجذرة في القدس منذ آلاف السنين بل وصمدت في وجه كل المحتلّين الذين تعاقبوا عليها.

وكانت المؤسسة -ومقرها أم الفحم، بأراضي فلسطين 48- قد اطلعت في جولة ميدانية قامت بها في موقع السبيل سلطان القانوني على الانتهاكات الاحتلالية للسبيل، حيث يتعرض السور الملاصق له من الجهتين اليمنى واليسرى للهدم، وتمت تغطية مكان الهدم بألواح خشبية وستائر بلاستيكية، ثم قام عمال الهدم ببناء أحجار جديدة مكان القديمة، ليس لها أي علاقة بتراث وتاريخ هذا المعلم التاريخي القديم.

يأتي هذا بينما يتعرض سبيل السلطان سليمان نفسه للإهمال المتواصل من قبل سلطات الاحتلال، والتي تمنع المؤسسات الإسلامية من القيام بأي نشاط  لصيانة أو نظافة الموقع، أو المواقع الأثرية العربية والإسلامية القريبة، مما أدى إلى تحول هذا الأثر التاريخي العريق إلى مكان لتجمع القاذورات والأوساخ.

ويأتي هذا التدمير الصهيوني للجدار العثماني الأثري الملاصق لسبيل السلطان سليمان بعد أن أعلنت البلدية العبرية في القدس عن مخطط شامل لتغيير وطمس معالم منطقة برك سليمان، وذلك تهيئة الموقع ليكون متنزهاً عاماً ومكاناً للعروض والحفلات العامة.

وعقبت مؤسسة الأقصى على هذا المخطط والتدمير الفعلي لهذه الآثار الإسلامية بالقول: "ان مؤسسة الأقصى إذ تستنكر هذه الجريمة "الإسرائيلية" بحق هذا المعلم الإسلامي العريق، فإنها تؤكد (..) أن هذه الجرائم التي لم تتوقف منذ أكثر من ستين عاما إنما تهدف إلى طمس كل أثر حضاري وتاريخي عربي وإسلامي في القدس، في مسعى لتزييف التاريخ والجغرافيا والمعالم، انه المسعى "الإسرائيلي" المحموم لتهويد القدس، ولكننا نؤكد المرة تلو الأخرى ان كل الجرائم "الإسرائيلية" الفظيعة هذه لن تستطيع أن تسرق من القدس وجهها العربي الإسلامي، فهذا التاريخ متجذر، وما استطاع احد أن يسرقه أو يطمسه على مدار الاحتلالات السابقة للقدس، فلقد زال كل احتلال غاشم للقدس وبقيت القدس بتاريخها وحضارتها العربية الإسلامية، وآن الوقت أن نطالب الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بمزيد من الاهتمام بالقدس وقضيتها".  

وأفادت مؤسسة الأقصى أن السلطان سليمان القانوني، والذي تولى الحكم في الفترة 926-974هـ / 1520-1566م، استطاع  بعد مضي فترة قصيرة من حكمه إعادة تثبيت مكانة مدينة القدس بصورة نهائية كمركز يشد المسلمون إليه رحالهم، وخضعت  المدينة لبرنامج تطوير منتظم وشامل وشهدت حملة معمارية واسعة، شملت المسجد الأقصى المبارك، وسور المدينة وعددا من المواقع في محيط البلدة القديمة. ومن بين ما اهتم به السلطان سليمان القانوني تزويد مدينة القدس بالمياه، ومن أشهرها سبيل السلطان سليمان القريب من بركة السلطان سليمان في الجهة الغربية الجنوبية لسور البلدة القديمة.

وهذا السبيل مشهور جدا ويقع على قارعة الطريق العام المؤدي إلى عدد من القرى والمدن الفلسطينية التي تقع جنوبي مدينة القدس، منها بيت جالا وبيت لحم وبيت صفافا وصور باهر والخليل وغيرها. ويعد أحد ستة أسبلة تأسست في القدس حيث كانت تمر قناة من العروب - منطقة الخليل-  وبرك سليمان -القدس - إلى السبيل المذكور وتغذيه بالماء، ثم تستمر إلى المسجد الأقصى المبارك. وأنشئ هذا السبيل  لتزويد القدس بالمياه، حيث كان يستقبل القادمين من الخليل وبيت لحم والجهات القريبة من القدس ويزودهم بالمياه قبل الوصول للمدينة، وكان يستعمل أيضا لري الأراضي الزراعية.

جاء تأسيس هذا السبيل عام 937هـ، وهو ما تشير إليه اللوحة التذكارية القائمة بداخله والتي تحمل ألقاب السلطان وأسباب إنشائه وتاريخ الإنشاء –، أما البركة المجاورة والتي تسمى بركة السلطان أو جورة العناب، فهي قديمة كانت تتجمع فيها المياه القادمة من الأودية المجاورة والمياه القادمة من الشمال، ويبلغ طولها حوالي 180مترا وعرضها 80 مترا ويصل عمقها إلى نحو عشرة أمتار، وهي عبارة عن حوض للماء مستطيل الأبعاد، وبهذه الأوصاف يعتبر سبيل السلطان سليمان القانوني والبركة معلم إسلامي تاريخي عريق عمره تجاوز الخمسمائة عام.

في عهد الانتداب البريطاني، هجرت البركة، واعتبر المكان ما بين نكبة العام 1948م واحتلال غربي مدينة القدس، والعام 1967م حيث استكمل احتلال شرقي القدس، منطقة "حرام" بالمفهوم الدولي. ومنذ عام 1967م/ قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بتحويل برك السلطان سليمان إلى موضع للعروض الفنية وإقامة الحفلات الموسيقية ومسابقات عروض الأفلام العالمية، وحولتها إلى مناطق للترفيه، وغيرت كثيرا من معالمها الأثرية الحضارية، إلاّ أن سبيل السلطان صمد في وجه العدوان الصهيوني وبقيت آثاره رغم ملامح الإهمال الواضح، ومنع الإعمار.

 

 

(تصوير: محمود النائل)  

المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية (بتصرف)

أخبار ذات صلة:

24/10/2007م – الموافق 12/10/1428هـ  سلطات الاحتلال تقرر هدم منازل المقدسيين، وترخص لمنازل المستوطنين في القدس


   


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية