القرن 10 - مجير الدين العليمي

المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 11:41
الزيارات: 2134

 

من أعلام القرن العاشر الهجري

 

مجير الدين الحنبلي العليمي

927هـ)

 

هو القاضي والمؤرخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي المقدسي الحنبلي، أبو اليمن، مجير الدين العمري المنتهي نسبه إلى عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو صاحب كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، وله كتب أخرى في علوم الدين.


وُلد العلامة مجير الدين بالقدس عام 860هـ = 1456م، في بيت عرف عنه حب العلم والعلماء، وكان أبوه فقيها على المذهب الحنبلي، ومحدثا وخطيبا وقاضيا، فما أن بلغ مجير الدين سن التعليم حتى تعهده أبوه بالرعاية والتوجيه، فتفقه على يديه، كما تعلم في رحاب المسجد الأقصى وفي مدارس بيت المقدس، واختلف على كثير من العلماء، أبرزهم شيخه الكمالي الذي كان يتولى التدريس في المدرسة الصلاحية، ورافقه في رحلة إلى القاهرة التقى فيها السلطان الأشرف قايتباي، مما ساعده على تكوين شخصية متعددة الجوانب، ضاربة جذورها في كل فن وعلم كالتفسير والحديث واللغة والتاريخ.

 

وفي العشرين من عمره، انتقل العليمي إلى القاهرة ومكث هناك 10 سنوات، للاستزادة من العلوم أو في مهمة مرتبطة بالوضع السياسي في القدس، حيث يشير باحثون إلى إمكانية توكله بمهمات سرية لا ندري طبيعتها. وبعد ذلك، عاد إلى القدس ليتولى القضاء لأكثر من 30 عاما، واستمر في هذا المنصب حتى ما بعد دخول العثمانيين القدس عام 922ه = 1516م.

 

توفي عام 927 هـ ودفن في مقبرة مأمن الله (ترجمة مجير الدين في صدر تحقيق كتابه الانس الجليل)، ويقول مقدسيون إنه دفن في مقبرة باب الرحمة، إلا أن قبره اندثر لعوامل الزمن، إلى أن عثر عليه أثناء حفريات في أواسط القرن العشرين، فنقل رفاته سنة 1942م، وأقيم له قبر جديد وقبة قرب سفح جبل الزيتون (الطور)، في موضع يبعد نحو كيلو مترا واحدا إلى الشرق من المسجد الأقصى المبارك.

 

يقول عنه الكاتب المقدسي عزام ابو السعود: "أحد أهم المؤرخين الذين كتبوا عن القدس والعائلات المقدسية، وتعد كتبه من أهم المراجع لتاريخ القدس".

 

ذكر مجير الدين الحنبلي في "الأنس الجليل" تعريفا دقيقا للمسجد الأقصى حيث قال: "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى هو الجامع المبني في صدر المسجد من جهة القبلة الذي به المنبر والمحراب الكبير، وحقيقة الحال أن اسم الأقصى هو لجميع المسجد وما دار عليه السور (..) فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة وغيرها محدث، والمراد بالمسجد الأقصى هو جميع ما دار عليه السور، كما تقدم." (الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل – الجزء 2).