القرن 12 - محمد الخليلي

المجموعة الأم: مشروع الأقصى ورمضان
نشر بتاريخ الأحد, 13 تشرين1/أكتوبر 2013 11:20
الزيارات: 2137

 

من أعلام القرن الثاني عشر الهجري

 

محمد الخليلي

(ت 1147هـ وقيل 1149هـ)

 

ابن محمد بن شرف الدين الخليلي، نزيل القدس، ومفتي الشافعية بها، قادري الطريقة، أشعري الاعتقاد، محدث، صوفي، فقيه، أصولي، من أخيار العلماء المشاهير في وقته. ولد بالخليل، ورحل إلى مصر فتعلم وتصوّف ورجع إلى بلده، فسكن القدس. كان راغباً في الخيرات، مكثراً للبر والصدقات، تشربته قلوب الخواص والعوام، أماراً بالمعروف نهاء عن المنكر، يغلظ على الحكام، مؤيداً للسنة في أقواله، متبعاً لسبلها في أفعاله، كثير الحب للفقراء والمساكين، مقبلاً على زوار المسجد الأقصى والمتقربين. وقالوا: كان مجاب الدعوة تهابه الأعيان والأعراب، ولم يزل على هذه الحالة الحسنة إلى أن مات ودفن بالمدرسة البلدية، الواقعة بباب السلسلة، أحد الأبواب الواقعة في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك، والتي كان يسكنها ويدرس فيها.
 

وقد أسس مكتبة في القدس، عرفت بالمكتبة الخليلية أو خزانة آل الخليلي، وهو أول من حقق فكرة إيجاد مكتبة عامة في القدس، استنادا إلى وقفية كتبه، والتي حفظت في المدرسة البلدية. وكانت هذه المكتبة تحتوى على ما بين 5 آلاف و7 آلاف مخطوط، وورد في وقفيته منها حوالي 450 مخطوط. وبعد وفاته انتقلت إلى العائلة، ووصل من هذه المكتبة إلى مكتبة المسجد الأقصى عام 1913م نحو 400 مخطوط. وبعد حرب 1967م، وجدت أبوابها محطمة وبجرد مقتنياتها تبين أن جيش الاحتلال نهب الكثير من مخطوطاتها، ويبلغ عدد ما تبقى من مخطوطاتها 360 مخطوطاً عربيا. 
 

ولعل "قبة الشيخ الخليلي" الواقعة على صحن الصخرة في قلب المسجد الأقصى المبارك، تنسب إليه، وهذه القبة أنشئت عام 1112هـ = 1700م, فوق كهف/ مغارة الأرواح، وتقع إلى الشمال الغربي من قبة الصخرة، تفصل بينهما قبتا النبي والمعراج،. وتعرف قبة الخليلي كذلك بقبة بخ بخ، ومصلى الخضر، ومسجد النبي، وهي اليوم مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك.
 

من آثاره: فخر الابرار في بعض ما في اسم محمد من الاسرار، والفتاوى الخليلية في مجلدين، وتاريخ القدس والخليل، وهو كتاب لم يرد ذكره ضمن أعمال الشيخ الخليلي التي أوردتها المصادر المعاصرة التي ترجمت له، والسبب أنه، كعادته في مصنفاته الاخرى، أطلق على هذا المصنف في ثنايا الكتاب عنوانا آخر هو "رسالة في تاريخ القدس والخليل عليه السلام". ويعتقد محققا الكتاب أن السبب الذي دفعه إلى وضع هذا العنوان هو أن الكتاب عبارة عن كتاب موجه إلى أحد أمراء سنجق القدس.