قوات الاحتلال تفرغ ساحات المسجد الأقصى من المصلين بالقوة لإقحام مستوطنين في عيد يهودي جديد

المجموعة الأم: النشرة
نشر بتاريخ الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015 02:17
الزيارات: 1711

بعد يوم من انتهاء عيد الأضحى مباشرة، وبعد رباط وحشد ناجح في المسجد الأقصى المبارك في اليوم السابق، اقتحمت قوات احتلال مدججة بالسلاح ساحات المسجد الأقصى يوم الاثنين (28-9-2015) من بابين في سوره الغربي (المغاربة والسلسلة) وليس من باب المغاربة فقط وأجبرت المصلين العزل على مغادرة ساحات المسجد لتفريغها وتسهيل اقتحام عدد من المستوطنين اليهود لهذه الساحات باستخدام باب المغاربة.

 

وكان مئات المصلين قد تواجدوا في المسجد الأقصى خلال ساعات الصباح الأولى يوم الاثنين 28-9-205 رغم حواجز الاحتلال التي تكثفت مع حلول عيد يهودي في ظل توقعات باقتحامات جماعية للمستوطنين اليهود لساحات المسجد، ورغم عرقلة وصول حافلات من داخل الأراضي المحتلة عام 1948 (ما يعرف بـ "إسرائيل") تقل مصلين، فضلا عن صدور أوامر إبعاد عديدة عن المسجد الأقصى ومدينة القدس بحق ناشطين وصحفيين من أهل القدس والداخل.

 

وفي نفس الوقت الذي تم فيه الاقتحام وتفريغ الساحات، منعت قوات الاحتلال جميع المسلمين، بمن فيهم الحراس التابعون للأوقاف الإسلامية في القدس والمسئولة عن الشئون الداخلية للمسجد الأقصى، والموظفين والطلاب في المدارس الشرعية المنتشرة في الرواق الشمالي للمسجد من الوصول إلى مختلف بوابات المسجد الأقصى المبارك بما فيها البوابات الشمالية الثلاث، كما جرى الاعتداء عليهم بوحشية لمنع احتشادهم خارج الأبواب، خاصة باب السلسلة في السور الغربي والذي يستخدمه الاحتلال لإخراج المقتحمين بعد انتهاء جولاتهم غير الشرعية.

 

واستخدمت قوات الاحتلال المقتحمة للمسجد جدارا مصفحا وضعته أمام باب الجنائز أحد الأبواب السبعة المؤدية إلى المصلى القبلي الرئيسي في المسجد الأقصى وحاصرت المبنى وعلت سطحه وأشعلت النيران في الحواجز الخشبية التي وضعها المصلون أمامه لمنعها من اقتحام المصلى بحجة وجود معتكفين مسلحين بحجارة قد يلقونها على المستوطنين الذين يريدون اقتحام ساحات المسجد.

 

كما استخدمت قوات الاحتلال التي انتشرت حول المصلى القبلي آلات حفر كهربائية لتدمير نوافذ المصلى القبلي الشرقية، وتمركز القناصة عندها لاستهداف المعتكفين داخله.

 

وتهدف سلطات الاحتلال إلى فرض وجود ديني يهودي في ساحات المسجد إضافة إلى فرض سيطرة وإدارة "إسرائيلية" على المسجد الأقصى.

 

غير أنه وفي ظل إصرار طلاب المدارس الشرعية في المسجد الأقصى على الوصول إلى مدارسهم الواقعة في الرواق الشمالي للمسجد، تمكن الطلاب من الدخول إلى المسجد بعد حوالي ساعة من تعطل دراستهم.

 

وقبيل صلاة الظهر، سمح للمصلون، الرجال والنساء، الذي أصروا على التواجد أمام أبواب المسجد_الأقصى بالدخول مع تحديد أعمار الرجال المسموح لهم بالدخول واشتراط تسليم بطاقة الهوية بالنسبة للنساء.

 

وتقتضي قواعد الدخول إلى المسجد الأقصى والتي وضعتها إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس السماح بدخول السياح إلى ساحات المسجد بشرط عدم المساس بحرمة المكان كمقدس إسلامي، وبشرط عدم إدخال مستوطينين يزعمون حقا في المسجد الثالث في الإسلام.

 

وجاء هذا الاقتحام الصهيوني الأمني الديني المزدوج في يوم حلت فيه الذكرى الـ 15 لاقتحام مجرم الحرب أرئيل شارون للمسجد الأقصى وسط حشد من قوات الاحتلال، وهو الاقتحام الذي أكد مساعي المؤسسة السياسية في دولة الاحتلال "إسرائيل" لتهويد المسجد الأقصى وأدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة عمت كل أراضي فلسطين بما فيها تلك المحتلة عام 1948.

 

وأكدت مصادر طبية فلسطينية إصابة نحو 22 شخصا جراء العنف الذي مارسته قوات الاحتلال داخل ساحات المسجد الأقصى ومبانيه وخارجها، بينهم ثلاثة أدخلوا مستشفيات، وتركية مسلمة حاولت زيارة المسجد الأقصى ومنعت ثم جرى الاعتداء عليها خارج إحدى بواباته.

 

وكانت جماعات يهودية قد دعت إلى اقتحام ساحات المسجد الأقصى ومحاولة أداء شعائر تلمودية داخله. وتدعي هذه الجماعات أن المسجد كان معبدا يهوديا في فترة الاحتلال الروماني للقدس.

 

وجاء اقتحام الاثنين بعد أسبوعين من اقتحام عنيف مماثل أدى إلى إلحاق أضرار بأبواب ونوافذ وأثاث المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى، وتسبب في خروج مظاهرات واحتجاجات في عدد من الدول العربية والإسلامية.