مقدمة

      قصة المسجد الأقصى عبر العصور

9 مراحل تاريخية

بين صعود وهبوط من التأسيس وحتى التحرير القادم بإذن الله

 

1

البناء الأول

من عهد آدم عليه السلام - إلى حوالي عام 1550 ق.م

 

  3

فتح داوود عليه السلام

من حوالي 1000ق.م- حوالي 920ق.م

  5

الفتح العربي الإسلامي الأول

 

7

الفتح الإسلامي الثاني

 

  9

الفتح  القادم بإذن الله

       

   

     
  2

العلو الفرعوني وتسلط الجبارين

من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م

 

  4

تكالب أمم كافرة قبل البعثة الخاتمة

من حوالي سنة 923 ق.م -  حوالي سنة 623م

  6

احتلال الفرنج لبيت المقدس

  8

العلو الصهيوني

 

 

::مقدمة:: 

ارتبط تاريخ بيت المقدس (المسجد الأقصى المبارك وما حوله) دوما بالصراع بين الحق والباطل. فهو صراع عقدي، في قديمه وحديثه ومعاصره، ولم يكن أبدا مجرد صراع عرقي أو حتى ديني. لقد ارتبطت هذه المنطقة المباركة بالأنبياء وبمنهج الله تعالى الذي حملوه إلى البشر، ومتى صحّ الناس، أيا كان جنسهم، أو شرعهم، أو ديانتهم، على هذا المنهج، نعمت المنطقة، والعالم معها، بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ونعم المسجد الأقصى المبارك بالعمران. ومتى انحرف الناس عن منهج الأنبياء وهداهم، فقدت المنطقة أمنها وسلامها، وتعرض المسجد المبارك للإهمال، بل وللتدمير، في بعض الأحيان.

لم يرتبط تاريخ المسجد الأقصى المبارك والأرض المقدسة كلها، صعودا وهبوطا، بغلبة عنصر عرقي على آخر، سواء كانوا من نسل الأنبياء أو لم يكونوا كذلك. لقد حكمه بنو إسرائيل تارة بالعدل، وكان هذا في فترة إيمانهم واتباعهم لمنهج الله الذي حمله أنبياؤهم، كما حكموه تارة أخرى بالظلم، عندما حادوا عن هدي الله. وكذلك شهدت عصور العرب فيه صعودا وهبوطا، بداية من هجرة الكنعانيين العرب إلى المنطقة في العصور التاريخية الأولى، وحتى الفتح العربي الإسلامي لها في العصور الأخيرة، وكان ذلك أيضا تبعا لمستوى إيمانهم واتباعهم لهدي الأنبياء.

وكذلك لم يرتبط تاريخ الأرض المباركة بسيادة أتباع إحدى الديانات أو الشرائع التوحيدية التي عرفتها المنطقة، بل لقد ظل المحك هو الوفاء بالعهد مع الله تعالى. وهذا العهد إنما يرتبط بصحة العقيدة، وسلامة التوحيد، والاستقامة على الشريعة التي ارتضاها الله تعالى لعباده وحملها الأنبياء، أيا كانت شخوص هؤلاء الأنبياء أو عرقياتهم. لقد ظلم أتباع موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام أنفسهم، فكتموا ما أنزل الله، وأفسدوا في الأرض المباركة، بعد صلاح، فسلط الله عليهم الكافرين من البابليين والرومان. وبالمثل، فقدت الأرض المباركة استقرارها، فاحتلها الصليبيون، ومن بعدهم الصهاينة، عندما ضعفت العقيدة في نفوس أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، وعندما خالفوا العهد مع الله.

إنه عهد الله تعالى مع هذه الأرض المباركة، ومع المؤمنين به تعالى في كل عصر، هو عهد التمكين، وعهد الوراثة. وهو عهد متحقق دوما ما دام المؤمنون أيضا على عهدهم مع الله. فإذا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أنجز تعالى وعده لهم، وأورثهم إياها، وإن أخلفوا العهد، لم تعد حقا لهم. 

وهذا العهد بالوراثة لا يعني إرث ملك يستحل به أتباع الرسل نزع ما يملكه الآخرون في هذه الأرض المباركة، أو اغتصاب حقوقهم. وإنما هو إرث إمامة، وإرث قوامة على الناس يمنحه الله تعالى لمن يستقيم على منهجه، أيا كان عرقه أو اسمه أو النبي الذي يتبعه. وهدف هذا التمكين هو إتاحة الفرصة لهؤلاء الأتباع الحقيقيين المستقيمين على منهج الله لإرساء العدل والحق في الأرض كلها، ورفع الظلم عن الناس جميعا، مؤمنهم وكافرهم.

ولا شك أن دور هذا البعد العقيدي للصراع في ازدهار المسجد والمدينة والمنطقة كلها أو انحدارها بارز. فبالأمس القريب، عندما حكمها أصحاب العقيدة الصحيحة، والمنهج القويم، عاش الجميع، من كافة الأجناس والديانات، بأمان وسلام وازدهار، لفترة لم تكن بالقصيرة. أما اليوم، فإن المشاهَد في هذه الأرض المباركة هو العدوان، والفساد، والتدمير، وانتشار جرائم الرشوة ومختلف الرذائل والموبقات، واستحلال حرمات الأنبياء والمقدسات، وذلك من جانب مدعي حقوق يتسترون وراء كتب مقدسة يقولون إنها تبرر لهم هذا الفساد وهذا العلو. 

أجل إنه الصراع الأبدي بين الحق والباطل، بين دعاة العدل والسلام للناس جميعا، وبين دعاة الحرب والظلم والعدوان. ومحله هو هذه الأرض ذات الطهر والقداسة والبركة، كما وصفها القرآن الكريم والحديث الشريف. فدورها في إظهار الحق، وكشف أهواء الباطل وتعريته، أيا كان دعاته، واضح. لذا كانت ولا زالت مأوى الأنبياء وأتباعهم الصادقين على مر العصور، والأرض التي لا يعمر فيها ظالم!

وانطلاقا من هذه الطبيعة الخاصة، نتناول قصة المسجد الأقصى المبارك، والأرض المباركة من حوله، من خلال تقسيم تاريخه إلى 8 مراحل صعود وهبوط متتابعة، ترتبط بقوة أو ضعف الإيمان بالعقيدة لدى أتباع الرسل والأنبياء. وإننا إذ نعايش المرحلة الأخيرة من هذه المراحل الثمانية، وهي مرحلة هبوط يتعرض فيها بيت المقدس للاحتلال الصهيوني، فإننا نرنو إلى مرحلة مستقبلية تاسعة، مرحلة صعود ننتظرها ونتوقعها قريبا بإذن الله، جريا على سنن التاريخ مع هذه البقعة المباركة.

 

المرحلة الأولى: البناء الأول