الدائرة الأولى حول الأقصى: القدس

المجموعة الأم: المحتوي
نشر بتاريخ السبت, 25 أيار/مايو 2013 23:14
الزيارات: 6341

القدس

 

صورة جوية للبلدة القديمة المسورة في القدس

 

خارطة مدينة بيت المقدس بتقسيماتها المختلفة

 

مكانتها:

القدس (مشتقة من القداسة بمعنى الطهر) هي عاصمة فلسطين، وأهم مدنها، وأشهر مدن العالم إذ تمثل جزءا من تاريخ أصحاب الديانات السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية. فيها المسجد الأقصى المبارك، ثاني مسجد وضع على الأرض، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال في الإسلام، وفيها كذلك كنيسة القيامة، أقدم وأهم الكنائس المسيحية في العالم.

 

هي ديار النبيين ومأوى الصالحين، مهاجر إبراهيم ولوط، وديار أيوب، ومحراب داود، وعجائب سليمان، مهد عيسى، ومسرى محمد ومعراجه عليهم جميعا صلوات الله وسلامه، أرض المحشر والمنشر، دار القبلة الأولى، خير أرض الله يجتبي إليها خيرته من عباده، وبها الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، والسكن في أرضها رباط إلى يوم الدين.

 

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ." (رواه احمد)

 

بناؤها وأسماؤها:

بناها العرب اليبوسيون (الذين ينحدرون من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية ونزحوا إليها مع من نزح من القبائل الكنعانية العربية بسبب القحط) منذ حوالي5000 عام، وأطلقوا عليها اسم (يبوس) أولا، ثم اسم (اورسالم) - بمعنى دار السلام. ومن الأسماء الأخرى التي أطلقت على القدس اسم إيلياء، الذي أطلقه الرومان، والذي ورد في عدد من أحاديث المصطفى "صلى الله عليه وسلم". ومن أهم أسمائها على الإطلاق "بيت المقدس" وهو اسم يشير في الأساس إلى المسجد الأقصى المبارك، كما ورد في كثير من الأحاديث النبوية، ولكنه قد يطلق أيضا على مدينة القدس التي تضم المسجد الأقصى، وكذلك قد يطلق على الأرض المقدسة المحيطة بكل من المسجد المبارك ومدينة القدس والتي تشمل جزءا كبيرا مما يعرف اليوم بفلسطين والأردن.

 

جغرافيتها

تقع مدينة القدس في موضع القلب من فلسطين، وهي أكبر مدنها من حيث المساحة، وتمثل جزءا من الضفة الغربية لنهر الأردن، احتل الصهاينة الجزء الغربي منها، والذي يمثل 84% من مساحتها خلال نكبة عام 1948م، وهذا الجزء تعتبره الكثير من دول العالم حاليا تابعا لدولة الاحتلال. ثم أكمل الصهاينة احتلال الجزء الشرقي من القدس، وهو الأهم، لأنه يضم المدينة القديمة حيث المقدسات الإسلامية والمسيحية وأهمها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، يوم 7 - 6 - 1967م.

 

ومن أهم القرى التابعة للقدس في جزئها الغربي المحتل عام 48، قرية دير ياسين والتي شهدت واحدة من أبشع المجازر الصهيونية، استشهد خلالها أكثر من 200 من النساء والأطفال والشيوخ، يوم 9 – 4 - 1948م.

 

أما الجزء الشرقي من القدس المحتل عام 67، فأهم ما فيه البلدة القديمة وهي التي تضم كل المقدسات، وتبلغ مساحتها كيلو متر مربع واحد، ويحيط بها سور كان أول من فكر في بنائه اليبوسيون لحماية المدينة من مطامع الغزاة، غير انه تعرض للهدم والبناء مرات عديدة، كان آخرها -والذي نراه اليوم -هو ما بناه السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1542م.

 

يحوي سور البلدة القديمة 7 أبواب، أهمها باب العمود في السور الشمالي، وهو أكبرها وأجملها، وباب الخليل، ويقود إلى ساحة داخل البلدة تسمى ساحة عمر، حيث يعتقد أنه الباب الذي دخل منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند فتح المدينة عام 16هـ = 637م.

 

تقع القدس القديمة على أربعة جبال يصل متوسط ارتفاعها إلى حوالي 800 متر فوق سطح البحر المتوسط، وهي: جبل الموريا (بمعنى المختار) في الجنوب الشرقي حيث المسجد الأقصى المبارك، وجبل صهيون (أي المشمس أو الجاف) في الجنوب الغربي، وجبل أكرا في الشمال الغربي حيث كنيسة القيامة، والتي بناها الرومان البيزنطيون عام 335م، وجبل بزيتا في الشمال الشرقي، وتحيط بها ثلاثة أودية، هي: وادي قدرون (جهنم)، ووادي الربابة (سلوان)، والواد.

 

مدينة بيت المقدس بعد احتلال عام 1967م

فور احتلال الصهاينة للبلدة القديمة في القدس عام 1967م، هدموا حارة المغاربة التي تمثل جزءا من الحي الإسلامي الذي يحيط بالمسجد الأقصى المبارك، والتي تقع تحديدا أمام حائط البراق الذي يمثل جزءا من السور الغربي للمسجد الأقصى، وقاموا بتسويتها بالأرض تماما لتوسيع المساحة أمام هذا الجزء الغالي من الأقصى وتحويله إلى مزار ديني يهودي يؤمه كل من يدعم دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

 

كما استولوا على جزء آخر من الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة هو حارة الشرف التي تقع إلى الغرب من حارة المغاربة وحولوه إلى حي يهودي، وأغلقوا كل مساجده تقريبا، ومنعوا إقامة الصلاة فيها، بل قاموا بالاستيلاء على أوقاف المسجد العمري الكبير في البلدة وحولوه إلى أكبر كنيس مقبب في البلدة القديمة أطلقوا عليه اسم كنيس الخراب.

 

وفضلا عن البلدة القديمة، يضم القطاع الشرقي من القدس عدة أحياء هامة تحيط بها، مثل بلدة سلوان التي تمثل الحامية الجنوبية للبلدة وللمسجد الأقصى المبارك، وتقع إلى الجنوب من سور القدس، ويسعى الصهاينة إلى هدم منازلها وطرد أهلها الذين يبلغ عددهم 50 ألف فلسطيني، بزعم أنها "مدينة داود عليه السلام".

 

ويعتبر الصهاينة القدس (بشطريها الشرقي والغربي) عاصمة دولتهم، وينظرون إلى سكان المدينة الفلسطينيين باعتبارهم مجرد مقيمين على أرض "يهودية"، ويسعون إلى طردهم، من خلال كثير من الممارسات الجائرة، مثل الاستيلاء على الأراضي، وهدم البيوت، وإقامة الحفريات تحتها بحجة البحث عن آثار يهودية ترجع إلى عهد داود وسليمان عليهما السلام، ومنع بناء منازل فلسطينية جديدة، في مقابل إقامة المستوطنات لليهود والتي بلغ عددها 20 مستوطنة في القدس الشرقية وحدها، وبنائهم لجدار الفصل العنصري  لعزل القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي والإسلامي.

 

ورغم هذه الاعتداءات المتواصلة، ورغم تعرضهم لصنوف الترغيب والترهيب، يحرص المقدسيون على البقاء والصمود في مدينتهم وحماية مسجدها الأقصى المبارك، ويقومون بالتصدي لمحاولات تهويدها، والحفاظ على الرباط في المسجد الأقصى.

 

وتبلغ نسبة الفلسطينيين في القدس بشطريها حاليا حوالي 35% من السكان. أما البلدة القديمة وحدها، فيسكنها 31 ألف مقدسي، بينما لا يتجاوز عدد المستوطنين داخلها 3 آلاف مستوطن.

 

 

جداول إيضاحية

 

التهويد في غربي القدس  (جدول1)

 

العام

1948م (قبل الحرب)

1948م (بعد الحرب)

1967م

1994م

المساحة

16 كم مربعا

16 كم مربعا

38 كم مربعا

52 كم مربعا

عدد اليهود

70 ألفا

80 ألفا

197 ألفا

411 ألفا (في كامل القدس)

عدد الفلسطينيين

60 ألفا

عدة آلاف

 

 

نسبة اليهود إلى الفلسطينيين في كامل القدس

 

 

74%

70%

 

يوضح الجدول الانخفاض الحاد في عدد السكان الفلسطينيين في غربي القدس بعد الحرب عام 1948م، والذي يعزى إلى المجازر التي شهدتها المدينة خلالها وهدفت إلى صبغها بالصبغة اليهودية. كما يوضح اطراد الارتفاع في عدد السكان اليهود مع استمرار توسيع مساحتها، بينما استمر الانخفاض في عدد السكان الفلسطينيين حتى اليوم.

 

 

التهويد في شرقي القدس (جدول 2)

 

العام

1967م (قبل الحرب)

1967م (بعد الحرب)

1994م

2008م

المساحة

6 كم مربعا

6 كم مربعا

70 كم مربعا

70 كم مربعا

عدد الفلسطينيين

80 ألفا (بينهم 35 ألفا في البلدة القديمة)

68 ألفا

166 ألفا

268 ألفا

عدد المستوطنين اليهود

 

 

152 ألفا

220 ألفا

نسبة الفلسطينيين إلى اليهود في كامل القدس

 

25%

29%

35%

 

ويوضح الجدول أعلاه حجم التغير المتسارع والمتضاعف الذي طرأ على حدود شرقي القدس (بعد توسيع مساحتها على حساب الأراضي المجاورة في الضفة الغربية منذ الاحتلال عام 1976م)، كما يوضح الجدول ترافق هذا التوسيع المتكرر مع تزايد عدد السكان اليهود في هذا الجزء من المدينة، وهو ما يعزى إلى توسع حركة الهجرة والاستيطان خاصة إلى مناطق الطوق الثالث من المستوطنات. وبالنسبة للسكان الفلسطينيين، فقد اتخذت أعدادهم طريقها للارتفاع المطرد رغم سياسات حكومات الاحتلال المتعاقبة الرامية إلى تقليلها، وهو ما يعزى إلى تحسن معدلات الزيادة الطبيعية لديهم.

 

مواد معلوماتية للاستزادة

 

بحث: الاستيطان ومصادرة الأراضي ومردوداتهما على تهويد مدينة بيت المقدس - إعداد: آيه يوسف

بحث: بيت المقدس ومعالم تهويدها على يد الاحتلال الاسرائيلي - إعداد: آيه يوسف

بحث: مظاهر عدل أرساها المسلمون في بيت المقدس عند الفتح الأول (بحث) - إعداد: آيه يوسف

ألبوم صور: الفرق بين المسجد الأقصى ومدينة القدس القديمة