نشرة الأقصى الإلكترونية

تحفة مهرجان الأقصى في خطر (12)

أوبريت " فجر الأقصى" ملحمة شعرية ودراما إنشادية في قولبة مسرحية

موعدنا هناك: فصلاح الدين قادم..

تقرير: مؤسسة الأقصى - محمود أبو عطا

  أمنية راودت مؤسسة الفجر للفن والأدب الإسلامي منذ سنين، أن تقدم عرضاً إنشادياً مسرحياً جماعيا أو ما اصطلح على تسميته بـِ"الأوبريت"، والساعات تمضي سريعة حتى يفاجئ جمهور مهرجان الأقصى في خطر الثاني عشر مساء الجمعة القريب بأوبريت "فجر الأقصى"، ولعل ما قاله رئيس مؤسسة الفجر الشيخ زياد زرعيني "أبو طارق" واصفاً هذا الأوبريت "أنه سيكون تحفة المهرجان"، ليعبر عن الطموح الذي تسعى إلى تحقيقه فرق الإنشاد الإسلامية التي ترعاها وتشرف عليها مؤسسة الفجر التابعة للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، بل إن من يرى مدير الإنتاج المخرج إياد النائل والمخرج والمدرب المسرحي مصطفى حسين محاميد، كيف يواصلان الليل بالنهار عملا واجتهاداً لإنجاح هذا الأوبريت ليتأكد له أننا أمام عمل إبداعي سيكون مفخرة لكل فرق النشيد الإسلامي، ورسالة عالمية تبث آهات المسجد الأقصى إلى العالمين تبشرهم بالفجر القادم القريب.

 

ملحمة شعرية تستنطق اللامحكي

أوبريت "فجر الأقصى" ملحمة شعرية بالنص العربي الفصيح كتب أبياتها الشيخ الدكتور رائد فتحي، على خلفية علمه ان أبيات شعره ستكون مضمونا لعرض إنشادي مسرحي، فقرض أبيات الشعر بنص متين لكنه غنائي سلس، وجاء اختيار الفصحى بحسب الشاعر حتى يخاطب العالم كله بفصيح العربية، ثم لاعتقاده أن الشعر والأداء الفصيح يخلّد العمل.

يخيم الألم والحزن في هذه الملحمة الشعرية، لكن وجع ألم الأقصى يتحدى الاحتلال والظلم، ليصنع أملا يتجدد بالنصر القادم ولترتسم الفرحة على وجه القدس والأقصى، كل ذلك في صورة حوارية بين المسجد الأقصى يمثله رجل فلسطيني أرهقته الأيام والسنين يخاطب الحرمين الشريفين المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة:

 

في المقدمة يقول:

أنا مِن عُمرِ آهاتي

أنَا مِن نَسجِ أنّاتي

أنا مِن يومِ أن عُمَرَ

أتاها فاتِحًا فَجرًا

سكَبتُ الحُبَّ في يدِها

وعِشتُ الحُزنَ في غَدِها

فهل من يسمع:

لُطفًا...

سَمعًا....

أصغوا سَمعًا...

صوتُ الأقصى يبكي قَهرًا

ينزِفُ ألمًا

يَقطُرُ عِطرًًا....

هذا الصّوتُ أتاكُم عَلَنًا

ها قد قال بأنّي أبكي...

أشكو ضَعفي...

أشكو جُرحي....

يصرُخ فيكُم

 لكِن صُمّت فيكُم أُذُنًا

يا للَهِ!!!!

هذا الأقصى يَصرُخُ في أنحاء الدّنيا

يصرُخُ يا كَعبَةُ قد أدمى الغاصِبُ مِنّي وجهًا

يصرُخُ يا مَسجِدَ أحمَدِنا قَتلوا وَلَدي جُندَ مُحَمَد...

نعم:

يا أقصى قد عُدتُ إليكَ

عُدتُ أعيدُ الفرحَ إليكَ

عُدتُ ورِحلةُ طَهَ الهادي ملأ يدَيَكَ

جِئتُ ومِعيَ دُموعُ ملايينٍ في الدُّنيا تُهدى إليكَ

عدتُ وما كُنتُ لِكَي أنسى أنّ مُحمّد سارَ إليكَ

أنّ مُحمّد أوصانا أن نأتي إليكَ

قَسَمًا أن آتيكَ

 وخَلفي أنصارُ الإسلام تشُدُّ الرّحلَ إليكَ

قَسَمًا أن آتيك لأسكُنَ في عَينَيكَ

وقد حدثنا الشيخ الدكتور رائد فتحي عن الرسالة الشعرية للأوبريت فأوجز قائلا: "إنها إنطاق الجمادات، واستنطاق اللامحكي في مأساة المسجد الاقصى والقدس، واستدعاء الحدث التاريخي كي يخيم بظلاله ويعطي ريح عزة ومجد في ظل الواقع الذي تحياه الأمة من خلال استحضار المكانة الدينية والقومية والوطنية للمسجد الأقصى، وإبراز شخصيات تاريخية لها ارتباط بالمسجد الأقصى كالقائد صلاح الدين وغيره على أنهم رمز المرحلة للنصر القادم"، ونقول بعد ان قرأنا الملحمة الشعرية كلها أن كلماتها ستكون فارس الميدان في اوبريت "فجر الاقصى" فقد جمعت بين سحر البيان وحكمة الشعر وصدق الأحاسيس.

عناق المآذن وتآلف الأرواح

بسمته وجيله يمثل الحاج احمد مصطفى عبد الفتاح جبارين "ابو صهيب" الراوي في أوبريت "فجر الأقصى" مأساة المسجد الأقصى، تراه وقد أوغلت الجراح في جسمه يعايش الم الاقصى بلمحات وجهه ونظرات عينيه وحركات يديه وخطواته الوتيدة، يبث أحزانه وأشجانه عبر الأثير يحكي قصته مع الاحتلال الغاشم، يصرخ وينادي، وهناك يسمع نداءه الحزين، مآذن الحرمين الشريفين، فتتعانق المآذن الثلاث في حالة وجدانية تناصر المسجد الأقصى بعد ان سمعت دموعه مسكوبة ... فكيف بأبي صهيب لا يبكي مرات ومرات وان حاول إخفاء دمعه، وهو يروي قصة المسجد الأقصى الحبيب، يستعطف الضمائر والمشاعر الإنسانية لنصرة قبة الصخرة المشرفة في صورة أرملة مكلومة.

عناق المآذن هذا، جعل أرواح الأخوة المنشدين والمشاركين في الأوبريت تتآلف وهم يتدربون على أداء هذا الأوبريت، حب ووئام، وتفاهم وتعاون بين الجميع على اختلاف بلدانهم من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، يقطعون المسافات ويقضون الساعات، لا كلل ولا ملل، تفاني وعطاء، إخاء وتعاون، جلّ همهمّ إنجاز هذا المشروع الكبير، ويكفي لأوبريت "فجر الاقصى" ان جمع الأرواح هذه على حب المسجد الأقصى والقدس الشريف، كيف لا وأنت تشعر بالبريق الملائكي يتلألأ في قاعة التدريبات، أي وكأنك تعيش الحالة الروحانية العميقة التي يصعب وصفها كلاما وأحرفا.

دراما إنشادية بلحن تصاعدي

مدير الإنتاج والمخرج التلفزيوني إياد النائل أفادنا بأن مرور أربعين عاماً على احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى والرغبة في تقديم عرض مميز وجديد في مهرجان الأقصى في خطر الثاني عشر دفع بقوة إلى إخراج هذا العمل الفني إلى حيز التنفيذ، حيث لم يتجاوز العمل به أسابيع ابتداءً من تجميع الأفكار، وأياماً قليلة في التنفيذ.

ويقول المخرج إياد النائل ان اوبريت "فجر الاقصى" عبارة عن دراما إنشادية محاورها الراوي وهو فلسطيني يحمل ويعيش همّ المسجد الأقصى، يعيش هذا الهمّ وهو الأقرب والأوحد، هذا الراوي يتحدث بلغة المستمع والمشاهد الذي يبث همّ ورسائل المسجد الأقصى للعالم العربي والإسلامي وخاصة إلى الحرم المكي والمسجد النبوي، الذين يسارعان في تلبية النداء، ليرسما البسمة على وجه المسجد الأقصى، لكن المسجد الاقصى يبقى يتألم وهو يعيد الذاكرة، ذاكرة العزة والشموخ لينطلق من خلالها للمجد والنصر القادم الأكيد.

هذا ويفيدنا المخرج إياد النائل أن وقت إخراج وإنتاج الأوبريت كان ضيقا، اقتضى تجميع أفكار وقدرات جميع أعضاء فرق النشيد الإسلامية المحلية وتوزيع أدوارهم كل في موقعه وملابسه الفلسطيني/ المقدسي/ الحجازي، ويقول النائل: "لعله الوقت ان نقدم شكرنا لجميع أعضاء فرق النشيد فردا فردا لمساهمتهم الكبيرة في إنجاح وإنجاز هذا الأوبريت الذي يتوقع ان ينال إعجاب المستمعين والمشاهدين، ونرفعها تحية شكر وإجلال الى الأخوة جميعا وتحية حب وشكر خالص للشيخ الدكتور رائد فتحي".

عن تلحين الأوبريت وأسلوب ألحانه وكلماته يقول اياد النائل انه لحن تصاعدي لا يعتمد إثارة مشاعر الجمهور من البداية بل يتدرج في ذلك، وقد اخذ التلحين منا تركيزاً ووقتاً وتدريباً كثيراً: "لقد اعتمدت كمخرج ان اجعل المستمع والمشاهد يتذوق الكلمة، لأنه ان تذوقها دخلت في قلبه فداوم الاستماع إليها في كل وقت وزمان، أما لو اعتمدنا أسلوب الإثارة المؤقتة فإن التأثر أو الاستماع إلى الأوبريت سيبقى التأثر والاستماع إليه مؤقتا فحسب".

 

بطاقة أوبريت: "فجر الأقصى"

كلمات: الشيخ د.رائد فتحي

الراوي: الحاج احمد مصطفى جبارين

ألحان: محمد غرابلي

هندسة الصوت: يزن نسيبة

إخراج: إياد النائل

إنتاج: مؤسسة الفجر للفن والأدب الإسلامي

 

المخرج اياد نائل يتابع تلحين وإخراج الأوبريت مع عدد من المنشدين (تصوير محمد نائل)  

 

خلال التدريبات والإعداد للأوبريت (تصوير محمد نائل)

 

 

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية