نشرة الأقصى الإلكترونية

على عكس ما ذكرته بعض وسائل الإعلام:

مدفع رمضان المقدسي صوت إسلامي صامد يتحدى الاحتلال والتهويد

= الشيخ عزام الخطيب: "مدفع رمضان وقف إسلامي، نفضل أن يصمت على أن يطلقه يهودي"

= رجائي صندوقة: "المدفع جزء من جسدي ودمي ولن اسمح لأي مخلوق غير مسلم باستخدام المدفع"

= الشيخ مصطفى ابو زهرة: "الرجل اليهودي المراقب للمدفع يقف خارج حدود المقبرة"

 

القدس المحتلة، الأربعاء 16/9/2007م الموافق 14/9/1428هـ - أكد السيد رجائي يحيى صندوقة أنه هو الشخص الذي ما زال يضرب مدفع رمضان في القدس معلناً عن وقتي الإمساك والإفطار، بالرغم من كل التضييقات والشروط التي تضعها سلطات الاحتلال لضرب المدفع الرمضاني المقدسي في محاولة لإسكات صوته أو تهويده، نافيا أن يكون رجل يهودي هو الذي يضرب المدفع الرمضاني في القدس، في حين فضّل الشيخ عزام الخطيب – مدير أوقاف القدس – أن يصمت المدفع الى الأبد على أن يطلقه رجل يهودي.

وأكد صندوقة للطاقم الإعلامي التابع لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ان ضرب مدفع رمضان في القدس هو تقليد مقدسي عمره مئات السنين توارثته عائلة صندوقة أباً عن جد، وطالب السيد رجائي المؤسسات المقدسية بالإسهام الفعال في تثبيت استمرار ضرب مدفع رمضان بأيدٍ إسلامية للحيلولة دون تدخل سلطات الاحتلال في عملية ضرب المدفع الرمضاني في القدس

هذا وجاءت زيارة الطاقم الإعلامي للسيد رجائي صندوقة على إثر تناقل وسائل إعلام مختلفة نبأ حول قيام سلطات الاحتلال الصهيوني بنقل مهمة ضرب المدفع الرمضاني في القدس إلى رجل يهودي بحجة ان رجائي صندوق لم يستجب لطلباتها بحضور دورات تدريبية بخصوص ضرب المدفع.

وفي حديث للسيد رجائي صندوقة مع المؤسسة الأقصى نفى ذلك بشدة، وقال: "هذه التصريحات عارية عن الصحة ومبالغ فيها، لأني أضرب المدفع منذ أكثر من عشرين عاما مضت وسأستمر في ذلك، ويستحيل أن أدع يهوديا يضرب المدفع، المدفع جزء من جسدي ودمي تواصلت معه ولا أقدر الاستغناء عنه، وسأبقى لآخر عمري أعمل على ضرب المدفع في شهر رمضان المبارك والأعياد ولن أسمح لأي مخلوق غير مسلم استخدام المدفع".

هذا ويقع المدفع التاريخي في مقبرة باب الساهرة بشارع صلاح الدين وسط مدينة القدس، وعلى بعد عدة أمتار من سور القدس، ويشرف على ضربه المقدسي رجائي يحيى صندوقة الذي ورث ذلك عن والده وأجداده الذين تعاملوا مع المدفع منذ عشرات السنين.

وفي إطار محاولاتها طمس هوية مدينة القدس وسكانها وتغليب الطابع اليهودي عليها، حاولت سلطات الاحتلال القضاء على هذا الإرث التاريخي الذي تتميز به المدينة. وتحدث رجائي يحيى صندوقة المسئول عن المدفع حاليا بأسى عن التضييقات الاحتلالية على المدفع، فبشكل مفاجئ هذا العام، يقول "صندوقة" : "اشترطت بلدية القدس أن أحضر دورة تدريبية لعملية إطلاق القذائف، إضافة إلى الحصول على تراخيص من 7 جهات "إسرائيلية"، هي وزارتا العمل والداخلية، والبلدية نفسها، وأجهزة الشرطة، والموساد (الاستخبارات الخارجية)، والشباك (الاستخبارات الداخلية)، والشين بيت (جهاز الأمن الداخلي)".

"صندوقة" -الذي عانى قرابة شهرين قبل رمضان للحصول على هذه التراخيص- رفض بشدة حضور الدورة التدريبية التي تتكلف ألفي دولار أمريكي، وأمام هذا الرفض سمحت له سلطات الاحتلال بإطلاق قذائف المدفع هذا العام، على أن يتقدم للدورة قبل حلول رمضان المقبل.

ويندهش "صندوقة" بشدة من هذه القيود: "أمارس هذا العمل على مدفع رمضان منذ 20 سنة، بعد أن ورثته عن أبي الذي ورثه عن جدي، وهذه الاشتراطات توحي وكأن "الإسرائيليين" اكتشفوا فجأة أنني بحاجة إلى تأهيل للعمل على المدفع.. أين كانوا طيلة كل هذه السنين الماضية؟!".

هذه الاشتراطات يفسرها "صندوقة" بـ"مساعي الاحتلال لاستبعادي، وأن يشرف على المدفع شخص يهودي لطمس تراث وحضارة الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة.. هي خطوة في مسيرة تهويد المدينة".

وضمن هذه التضييقات، تمنح بلدية القدس "صندوقة" دفعتين يوميًّا من البارود قبيل موعد إطلاق المدفع بعشر دقائق سواء في الإفطار أو الإمساك، ويتعين عليه إخبارهم قبيل إطلاق المدفع وبعده "حتى لا تظن السلطات "الإسرائيلية" أن انفجارًا حدث في المدينة" ، وفي كل مرة يطلق فيها المدفع يكون مع "صندوقة" مرافق يهودي من البلدية، و"لا يتركني حتى أنتهي من الإطلاق بدعوى الخوف من استخدام البارود في أعمال تخريبية".

وفي حديث مع الشيخ مصطفى ابو زهرة – رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس قال: "الرجل اليهودي الذي يراقب ضرب المدفع الرمضاني في مقبرة الساهرة لا نسمح له بدخول المقبرة انما يقف خارج حدود المقبرة وخلف الباب الرئيسي للمقبرة".

وحدثنا السيد صندوقه عن تحديه لتضييقات الاحتلال وكيف تعامل هو وعائلته :" تمكنا من التعامل مع المشاكل الطارئة ومنها تحويل التصريح الخاص بالعمل "ضرب المدفع" من والده إلى اسمه الشخصي، لافتا إلى ضغوطات كبيرة من وزارة عمل الاحتلال، وأوضح أنه كان يستخدم مادة البارود في ضرب المدفع حتى أواخر الثمانينات خلال الانتفاضة الأولى، وبعد ذلك أصبح يستخدم القنابل الصوتية، وقال: "واجهت مشكلة الحصول على القنابل الصوتية من قبل الجانب "الإسرائيلي"، فقد كنت سابقا استلم القنابل لأستعملها ليومين أو ثلاثة، مما يشكل خطرا علي وعلى عائلتي، فلا أستطيع ترك هذه القنابل في سيارتي أو بيتي، لذلك أصبح أحد رجال الأمن يسلمني القنبلة يوميا عند باب المقبرة، وينتظر حتى انتهي من ضربها".

وأكد أنه وصل إلى ذلك بعد معركة طويلة مع سلطات الاحتلال التي حرمته ضرب المدفع في إحدى السنوات لمدة 18 يوما في شهر رمضان لعدم وجود بارود، وقال انه شعر حينها بنوع من التحدي، فتوجه إلى دائرة الأوقاف الإسلامية وإلى العديد من وسائل الإعلام، حتى توصل لعقد اتفاقية مع وزارة العمل تقضي باستخدام القنابل الصوتية.

"نفضل أن يصمت المدفع للأبد على أن يطلقه يهودي" بهذه الكلمات القاطعة نفى الشيخ عزام مدير دائرة الأوقاف  الفلسطينية بالقدس ما تداولته بعض وسائل الإعلام بأن يهوديا هو من يطلق مدفع القدس هذا العام وقال:  "مدفع رمضان هو وقف إسلامي، ولا يمكن أن نقبل بإطلاقه على يد يهودي، رجائي صندوقة يتبع لدائرة أوقاف القدس، وهو الموظف المسؤول عن المدفع".

 

مدفع رمضان المقدسي: إرث إسلامي من شواهد عروبة وإسلامية القدس

ويعود استخدام مدفع القدس خلال شهر الصيام إلى الفترة العثمانية، بعد أن تم تثبيته داخل مقبرة "الساهرة" في القدس القديمة بجوار المسجد الأقصى، ومنذ ذلك الحين يتولى أبناء عائلة صندوقة -التي تنتمي لحي "وادي الجوز" المقدسي- مهمة إطلاق المدفع، وفي عام 1945 نصب البريطانيون مدفعًا جديدًا مكان المدفع التركي الموجود حاليًّا في المتحف الإسلامي بالقدس.

هذا ورغم انتشار الأجهزة الالكترونية والمنبهات بأشكالها المختلفة وصوت الآذان الذي يصدح من فوق المآذن وأجهزة المذياع والتلفاز المنتشرة في كل بيت ومتجر ومؤسسة، إلاّ أن المسلمين في مدينة القدس المحتلة اعتادوا منذ عشرات السنين، وتحديداً منذ العهد العثماني، على صوت مدفع رمضان احتفالاً بثبوت رؤية هلال شهر رمضان أولاً، ثم للإعلان عن بدء صيام اليوم والانتهاء منه، حيث ينتظر الجميع سماع صوت المدفع للدخول في الصيام "الإمساك" أو الخروج منه "الإفطار"، فضلاً عن ضربه في العديد من المناسبات الدينية الإسلامية، وخاصة للإعلان والاحتفال ببدء عيدي الفطر والأضحى، حتى أضحى هذا التقليد إرثاً إسلاميا متوارثاً رغم تعاقب العديد من الأنظمة على المدينة المقدسة.

وعلى كل حال، يبقى مدفع رمضان رمزاً مقدسياً وارثاً تاريخياً حضارياً، وعادةً رمضانية من أيام القدس في الأزمنة الجميلة، تُضاف إلى العادات الرمضانية الأخرى الخاصة بأهل القدس والمتوارثة عن الآباء والأجداد، والتي تؤكد هوية المدينة وسكانها رغم كل أساليب الأسرلة والتهويد.

 

السيد رجائي صندوقة وابنه يحضران لإطلاق مدفع رمضان هذا العام (تصوير: راسم عبد الواحد)

 

السيد رجائي صندوقة برفقة أحد إخوانه خلال إطلاق مدفع رمضان في الأعوام السابقة.

السيد رجائي صندوقة خلال إطلاق مدفع رمضان.

 

السيد رجائي صندوقة في لقاء مع مؤسسة الأقصى.

 

الحاج يحيى صندوقة ورث إطلاق مدفع رمضان المقدسي إلى أبنائه.

 

المصدر: مؤسسة الأقصى - محمود أبو عطا (بتصرف)


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية