نشرة الأقصى الإلكترونية

فلسطين بين الكوشان المزيف والوعد الحق

الشيخ كمال خطيب*

جريدة صوت الحق والحرية

تاريخ النشر الأصلي 2/11/2007م - الموافق 21/10/1428هـ

 

اليوم الجمعة 2-11-2007 هو اليوم الذي صدر فيه قبل تسعين سنة بالتمام والكمال في 2-11-1917 الوعد المشؤوم المعروف باسم "وعد بلفور" والذي فيه تعهدت الحكومة البريطانية على لسان وزير خارجيتها آرثر بلفور للزعيم اليهودي البريطاني وزعيم المنظمة الصهيونية العالمية روتشيلد باقامة وطن قومي لليهود على ارض فلسطين وبذل كل جهد مستطاع لتحقيق ذلك الهدف.


تسعون عاما مرت على وعد من لا يملك لمن لا يستحق، فلا بريطانيا التي وعدت تملك فلسطين حتى تعد بها ولا الشعب اليهودي يستحق هذه الأرض حتى يوعد بها، ثم يمكّن له بعد ثلاثين سنة من ذلك الوعد بإقامة الدولة اليهودية على حساب تشريد الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه ليكون مصيره اللجوء والشتات في رحلة ابتدأت منذ 59 سنة ولم تنته إلى يومنا هذا.


لا، بل إن ذكرى وعد بلفور التي يتم اليوم عامها التسعين تتزامن مع الاستعدادات التي بلغت ذروتها هذه الأيام لعقد ما اصطلح على تسميته باسم مؤتمر الخريف أو مؤتمر أنابوليس نسبة إلى المدينة الأمريكية التي سيعقد فيها، هذا المؤتمر الذي ظاهره إقامة الدولة الفلسطينية تحقيقا لوعد الرئيس بوش وباطنه الإجهاز على الحلم الفلسطيني عبر طي ملف اللاجئين ومنع حق العودة وتقسيم القدس والمسجد الأقصى ووعد "إسرائيل" بان تظل الأقوى بين دول المنطقة.


لقد جاء وعد اللورد آرثر بلفور للورد روتشيلد بإقامة الوطن القومي لليهود في ذروة الحرب العالمية الأولى وبداية ملامح انتصار القائد العسكري البريطاني اللنبي على الجيوش العثمانية واحتلاله لفلسطين في شهر شباط من العام 1917 واللافت للانتباه وبالعودة إلى الوثائق وكتب التاريخ فان وعد بلفور لم يصدر بشكل عفوي بل انه جاء نتاج مداولات ومناقشات بين الحركة الصهيونية وبين الحكومة البريطانية وبعد إقراره بعد أربعة اشهر من المداولات فقد خرج الوعد المشؤوم.


تقول الموسوعة الفلسطينية في الجزء الأول ص416: وقد حرصت وزارة الخارجية في هذه المرحلة على الاقتضاب وتحاشي التفاصيل والاعتماد على العبارات المطاطة وأدى ذلك إلى تنقيح الوثيقة واختصارها عدة مرات واستغرق كل ذلك ما يقرب من أربعة اشهر قبل الوصول إلى الصيغة النهائية التي صدرت أخيرا في 2-11-1917 بشكل رسالة من وزير الخارجية بلفور إلى اللورد روتشيلد ونشرت في الصحافة البريطانية في 9 تشرين الثاني بالنص التالي: "عزيزي اللورد روتشليد
يسعدني كثيرا أن انهي إليكم نيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي تعاطفا مع أماني اليهود الصهيونيين التي قدموها ووافق عليها مجلس الوزراء: إن حكومة جلالة الملك تنظـر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وسوف تبذل ما في وسعها لتيسير تحقيق هذا الهدف وليكن مفهوما بجلاء انه لن يتم شيء من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين أو بالحقوق والأوضاع القانونية التي يتمتع بها اليهود في أية دولة أخرى، إني أكون مدينا لكم بالعرفان لو قمتم بإبلاغ هذا التصريح إلى الاتحاد الصهيوني" المخلص آرثر بلفور .


ها هي ذكرى وعد بلفور المشؤوم تمر في ذكراها التسعين ومع أن الوعد قد تحقق في العام 1948 حيث لم تنسحب الجيوش البريطانية من فلسطين بعد استعمار دام ثلاثين سنة إلا بعد التمكين لليهود وللعصابات الصهيونية بإقامة وطن لهم على حساب مأساة شعبنا وجراحه التي ما تزال تنزف منذ 59 سنة، اقول ومع أن الوعد قد تحقق إلا أن الواقع يشير إلى أن هذا الملف ما يزال مفتوحا، لا بل إن ما تشهده المنطقة والعالم من صراعات لها ارتباط مباشر بالصراع العربي "الإسرائيلي" حيث يعود الحال إلى المربع الأول، لا بل إن من كانوا يسعون إلى تنفيذ الحلم الصهيوني واليهودي يومها هم اليوم يتساءلون هل كان هذا حلما وتحقق أم انه كان أضغاث أحلام توشك أن تبدد كما يصرح بذلك كتاب ومفكرون كثيرون ومنهم يهود و"إسرائيليون" ولعل آخرهم كان ابراهام بورغ رئيس الكنيست السابق ورئيس الوكالة اليهودية في كتابه الأخير .


وبالعودة والمقارنة بين وعد بلفور بإقامة الدولة اليهودية مستغلا ظـروف الحرب العالمية الأولى وبين وعد بوش باستمرار دعم بقاء الدولة اليهودية قوية إلى الأبد وعبر وعد بإقامة دولة فلسطينية هزيلة هو أشبه ما يكون بوعد إبليس بالجنة حيث سيتحقق ذلك وفق وعد بوش بعد مؤتمر أنابوليس والحرب العالمية الثالثة التي راح بوش يهدد العالم بها.


إنّها أوجه كثيرة الشبه بين ظروف صدور وعد بلفور وظروف انعقاد مؤتمر أنابوليس مع أنّ كليهما جوهرُه القضية الفلسطينية، فمن أوجه الشبه هذه:
1-
إن كلا الحدثين المهمين في تاريخ القضية الفلسطينية قد وقع في شهر تشرين الثاني وإذا كان وعد بلفور قد صدر يوم 2/11/1917 فإنّ وعد بوش لم يتمّ تحديد أي يوم من شهر تشرين الثاني من العام 2007 الذي سيصدر فيه الوعد المشؤوم الجديد، حيث يبدو أنّ هذا كلّه متعلّق بمدى ومقدار نجاح الوزيرة كاندي بالضغط على الجانب الفلسطيني، ودفعه لمزيد من التنازلات، هذا إن بقي ما يتنازلون عنه.


2-
إنّ كلا الرجلين بلفور وبوش وعبر وعد كل منهما حيث وعد بلفور بإعطاء فلسطين لتكون وطناً قومياً لليهود، ووعد بوش باستمرار بقاء هذا الوطن القوي (إسرائيل) متفوقة عسكرياً واقتصاديا على جيرانها العرب والمسلمين، أقول أن لكليهما في هذين الوعدين دوافع دينية ودوافع شخصية ونفسية، واقرأ معي ما قالته الكتب وهي تتحدّث عن شخصية آرثر بلفور: "وتوجّه هرتزل إلى الحكومة البريطانية مصراً على أن الحلّ الوحيد يكمن في إيجاد وطن لليهود يستوعب أمثال هؤلاء المهاجرين، وتركت هذه الفكرة صداها في الغرب، ولا سيما في نفس بلفور الذي كان اسكتلندياً مثقفاً ومولعاً بالكتاب المقدّس من ناحية، ومن ناحية أخرى سياسياً محافظاً متشبّثاً بالإمبراطورية إلى الحدّ الذي أكسبه لقب "بلفور الدامي" عندما كان حاكماً لايرلندا.
بربّكم أليست هذه نفس الصفات في جورج بوش تماماً، وهل هناك أكثر منه ولعاً بالكتاب المقدّس إلى الحدّ الذي قال في مقابلة صحفية معه قبل ثلاث سنوات أنّه لا ينام إلا والكتاب المقدّس (الإنجيل) عند وسادته، وأنّه يداوم على قراءته والذهاب إلى الكنيسة صباح كل أحد، لا بل أنّه قال أنّ ما يقوم به من سياسات هي بإلهام سماوي له، لأنّه بذلك يهيئ للعودة الثانية للسيد المسيح عليه السلام، خاصّة عبر دعمه ل"إسرائيل" وبقائها قوية، انطلاقا من قناعته أنّ نزول السيد المسيح لن يكون إلا في دولة الشعب اليهودي، فبقاء "إسرائيل" هو ضمان لقرب نزول السيد المسيح عليه السلام.
هذا من جهة الشبه في ميولهما الدينية المتعصّبة، وأمّا من جهة كون بلفور عرف بدمويته على أبناء دينه من الكاثوليك من أهل أيرلندا لمجرّد مخالفته في المذهب، حيث كان هو بروتستانتيا متعصباً حتى عُرف بالدامي، وهل هذه الصفة تجد من يناسبها أكثر من بوش البروتستانتي كذلك وزعيم المحافظين الجدد، ودمويته في أفغانستان والعراق خير دليل على ذلك، ويبدو أنّه لم يشبع بعد، فها هو يستعدّ لضرب إيران؟!


3-
لم يجد آرثر بلفور فرصة لإطلاق وعده ذاك أفضل من الحرب العالمية الأولى، وحيث اختلاط الحابل بالنابل، وحيث نجحت بريطانيا والحلفاء يومها في وضع الزعماء العرب تحت جناحها وتحريضهم على التخلّص من "الاحتلال والخطر التركيوفعلاً فقد قامت ما تسمّى "الثورة العربية الكبرى" ليحارب فيها العرب ضد الأتراك العثمانيين بحماية ودعم الإنجليز، وقد قال رئيس وزراء بريطانيا يومها لويد جورج: "إنّ بريطانيا تعترف بحقّ فلسطين وسورية والعراق والجزيرة العربية في الحرية والاستقلال وتكوين حكومات وطنية فيها". وانتهت الحرب التي وقف فيها هؤلاء العرب مع الإنجليز ضد إخوانهم المسلمين الأتراك، وسرعان ما انقلب الإنجليز عليهم، واستعمروا هذه البلاد وخرّبوها.
واليوم ها هو جورج بوش وهو يسعى لتحقيق وعده الجديد عبر مؤتمر أنابوليس فإنّه يسعى لحشد الدعم العربي له استعداداً لحملته على إيران، حيث راح يحرّض هؤلاء العرب على إيران باعتبارها عدواً مفترضاً يتهددهم. وإنّ عدم منع إيران في امتلاك سلاح نووي معناه اندلاع حرب عالمية ثالثة كما قال وبالحرف الواحد.
إنّها الحرب العالمية الأولى والتي أطلق فيها وعد بلفور واستعدى الإنجليز العرب على الأتراك، وقطفت الحركة الصهيونية الثمار، وإنّها الحرب العالمية الثالثة يتهيأ لها بوش وهو يطلق وعده بدعم "إسرائيل" ويستعدي فيها العرب على إخوانهم الإيرانيين المسلمين ليكون الرابح في هذا الاستعداء هي "إسرائيل".


4-
لم يخرج تصريح ووعد بلفور على شكل جملة أو بيان حماسي قاله في أحد المؤتمرات الشعبية بقدر ما أنّه كان نتاجاً لمباحثات ومشاورات بين الحركة الصهيونية من جهة ممثلة بـ "ناحوم سوكولوف" وبين وزارة الخارجية البريطانية من جهة ثانية ممثلة بـ "مارك سايكس"، وهذه المباحثات التي استمرت ما يزيد على أربعة أشهر قبل صدور الوعد فقد ورد في كتب التاريخ وورد في الموسوعة الفلسطينية ما يلي: "فقد حرصت وزارة الخارجية في هذه المرحلة على الاقتضاب وتحاشي التفاصيل والاعتماد على العبارات المطاطة وأدّى ذلك إلى تنقيح الوثيقة واختصارها عدة مرات، واستغرق كل ذلك ما يقرب من أربعة أشهر قبل الوصول إلى الصيغة النهائية التي صدرت أخيراً في 2/11/1917بشكل رسالة من وزير الخارجية بلفور إلى اللورد روتشلد ونشرت في الصحافة البريطانية في 9/11/1917".


وإنّ الناظر والمراقب للاستعدادات لمؤتمر أنابوليس، والمفاوضات الماراثونية والزيارات المتكررة لوزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس للمنطقة سيجد الحرص على الوصول إلى صيغة نهائية قبيل انعقاد المؤتمر.


ولكن الفارق هذه المرّة أنّ المفاوضات والمباحثات لا تجري بوجود الطرف الصهيوني والطرف الأمريكي، وإنّما بمباركة فلسطينية بائسة وهزيلة ومهزوزة نفسياً ومعنوياً يمثلها ياسر عبد ربّه، وأحمد قريع وصائب عريقات وعلى رأسهم محمود عبّاس.


لقد كان الحديث بداية الاستعدادات للمؤتمر عن بحث قضايا "الحلّ النهائي": القدس، اللاجئين والحدود، إلا أنّ الجانب "الإسرائيلي" نفى ذلك ورفضه بشدّة، ثمّ أصبح الحديث عن اتفاقية إطار، ثمّ أصبح الحديث الآن عن بيان مشترك يصدر في المؤتمر، وهو في حقيقته الوعد الجديد من بوش بعد 90 سنة من وعد بلفور، والذي سيتضمن استمرار بقاء "إسرائيل" قوية، ووعد بإقامة دولة فلسطينية (للتذكير فقط: ان بوش وعد بإقامتها خلال خمس سنوات بعد فوزه بانتخابات الرئاسة في المرّة الأولى في العام 2000, وها قد مرّت دورتان على حكمه ولم تقم الدولة الفلسطينية).


ولكي لا ننسى فإنّ وعد بوش بإقامة الدولة الفلسطينية عبر مؤتمر أنابوليس سيكون لضمان تجنيد العرب لصالح الوقوف معه في حربه العالمية الثالثة التي ستكون بدايتها بحربه على إيران، والتي باتت طبولها تقرع من كل جانب، والتي ستشمل كذلك ضرب سوريا وحزب الله وحركة حماس، ولا أظنّها ستقف عند ذلك الحدّ.


إنّ الجانب "الإسرائيلي" الذي راح في هذه الأيام يوغل في استغلال هذا التعصّب الديني من الرئيس الدموي الإمبراطور جورج بوش الثاني، والذي يوشك أن ينهي دورة رئاسته الثانية للولايات المتحدة، هذا الاستغلال يتمثّل في دفع الرئيس بوش للإقدام على ضرب إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي قبل انتهاء ولايته نهاية العام 2008, وإنّ نجاح الجانب "الإسرائيلي" في ابتزاز وعد جديد من بوش يضاف إلى الوعد الأول من بلفور للذي يدفع الجانب "الإسرائيلي" إلى رفض أي اقتراح لحلّ سلمي عادل في المنطقة وكيف له أن يقبل الحلول العادلة، وهو الذي يمتلك كوشاناً إلهياً وآخر من بلفور كما كتب ذلك الصحفي "الإسرائيلي" ومقدّم البرنامج السياسي في القناة العاشرة "يارون لندون" عبر مقالته في صحيفة يديعوت أحرونوت نهاية الأسبوع الماضي والتي كانت تحت عنوان "أسرار تحت الأرض"، حيث قال "انه وعلى مدار عشرات السنين فقد عمل علماء الآثار "الإسرائيليون" على خدمة الصهيونية، حيث عملوا في الأماكن والمواقع الحساسة، وفيها فسّروا اكتشافاتهم بما يعزّز ما ورد في كتاب "التناخ"، كوثيقة تاريخية عن الحضور اليهودي في المنطقة. لقد كانت هذه مهمّة رسمية منظّمة كان الهدف منها إضفاء حقيقة علمية على الكوشان الذي أخذناه من الله ومن بلفور"، حيث جاءت مقالته هذه للحديث عن أعمال الحفر التي تجري تحت المسجد الأقصى المبارك.


نعم، إنّها الحرب العالمية الأولى تمّ فيها ابتزاز ذلك الوعد من بلفور يوم 2/11/1917، وإنّها الحرب العالمية الثالثة باتت رائحة بارودها تزكم الأنوف كما يهدّد بوش، والتي سيتمّ قبيلها ابتزاز وعد آخر يعزّز الحضور اليهودي في أرض الإسراء والمعراج.


وإذا كانت غيوم الخريف راحت تتلبّد رويداً رويداً ويبدو أنّها تتهيأ لتصبح سوداء داكنة، ومع أنّ رياح الخريف راحت تهبّ ويبدو أنّها تتهيّأ لتكون عواصف هوجاء قاصفة، فإنّ مثلها هو حال المنطقة سياسياً وعسكرياً هذه الأيام.


وإنّني هنا وإن كنت لا أعلم الغيب فعلمه عند ربي سبحانه، ولكن هناك ملامح كثيرة تشير إلى أنّ هذه السنوات التسعين من يوم وعد بلفور الأول إلى يوم بوش الثاني ستختم بشكل يختلف تماماً عن كلا الوعدين، وإنّ الرياح ستجري بما لا تشتهيه سفينة الأمريكان و"الإسرائيليين" في المنطقة.


بل إنّني أتجرّأ أكثر واثقاً بأنّ الله سبحانه أوفى بالوعد من بلفور ومن بوش، وهو الذي وعد به سبحانه لما قال: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه وكفى بالله شهيداً}، { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}، وهو الذي قال: {وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر النّاس لا يعلمون}.


فإذا كان هناك من يصدق وعود بوش فنحن نصدّق وعد الله، وإذا كان هناك من ينتظر الحلّ والفرج من بوش، فنحن ننتظر الفرج من الله سبحانه، وإنّها الأيّام سترينا أيهما أوفى بالوعد، بوش أم الله؟!.
وإنّها الأيام سترينا أيهما الأصدق، الكوشان المزيّف أم الوعد الحقّ، فانتظروا إنّا منتظرون!! وإنّ غداً لناظره قريب!!.
رحم الله قارئاً دعا لنفسه ولي بالمغفرة.
{ ...
والله غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}

 

* الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الإسلامية

   


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية