نشرة الأقصى الإلكترونية

 الأقصى بين فعل المحتل وخطاب العرب!

تاريخ النشر الأصلي: 17/11/2007م

 محمود فطافطة

 

عندما يتحدث أي مسلم وغيره في هذا العالم عن أبرز وأشهر الأماكن المقدسة لدى المسلمين فإنه لا يمكن له أن ينسى أو يتناسى ذكر المسجد الأقصى.

وكثيرا ما التقيت صحافيين وكتاباً عرباً وأجانب زاروا فلسطين وأكدوا لي أن أول ما يُطلب منهم في بلادهم زيارة القدس والأقصى والصلاة فيه،ممن هم مسلمون. كما أعرف عشرات الصحفيين المصريين الذين قدموا إلى رام الله لم يزورا مدينة فلسطينية سوى القدس والأقصى.

وهل يمكن لنا أن نختلق قيمة كبرى للأقصى أكثر مما أوجدها الله سبحانه وتعالى لقوله:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".ولقول الرسول عليه السلام: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى".

أردنا الانطلاق من هذه المقدمة لنؤكد للقاصي والداني أن المسجد الأقصى هو مللك ووقف إسلامي خالصين،ليس لليهود أو لغيرهم به أو فيه أية علاقة أو ارتباط،وفي هذا حديث طويل جداً لا مكان له.

هذا المسجد الذي تعرض،ولا يزال منذ احتلال (إسرائيل) لمدينة القدس في العام 1967 إلى حملة صهيونية ممنهجة وخطيرة،قد يكون لها يوماً آثار مريعة وكارثية أكبر وأوسع مما نلمسه اليوم.

فهذا المسجد الذي يحرم من رواده الفلسطينيين،حتى في أعظم شهر عند الل،ه وهو شهر رمضان،تريد (إسرائيل) من وراء ذلك أن ينسى الشعب الفلسطيني المسلم أهم مسجد لديهم في أرضهم.وأنى يتحقق هذا،وهم(أي الفلسطينيون) يجابهون المحتل،ويتسلقون الجبال ويمخرون التلال والأودية للوصول إلى الأقصى والصلاة فيه على الرغم من العذاب الذي يلاقونه والذي يبدأ بالاحتجاز والإهانة وتمزيق البطاقة الشخصية والمنع إلى أخطرهما مما هو يتمثل في الاعتقال أو القتل.

وفي هذا المقال السريع،والقصير،نود التركيز على الحملة المسعورة التي يتعرض لها الأقصى من محاولة لتدنيسه من قبل المستعمرين،أو من قبل أعضاء الكنيست الصهاينة الذين أرادوا أن يؤكدوا لمجتمعهم الإسرائيلي بأن دولتهم ونوابهم لن تتخلى عن القدس،وإن الأقصى ما هو إلا (هيكلهم المزعوم والخرافي).

وفي مقابل هذا الفعل الإسرائيلي الخطير إزاء الأقصى،يلتئم مؤتمر إسلامي في اسطنبول لنصرة الأقصى،وسيخرج كغيره بتوصيات لا تصل إلى الواقع مطلقاً،كالتنديد والاستنكار والتحذير ،تلك الأفعال النحوية الخالية من أية أفعال حقيقية على ارض الواقع. وكم هي المؤتمرات التي تعقد هنا وهناك بحجة الدفاع عن الأقصى وحمايته.إنها كثيرة ولكن،وللأسف الشديد،"نسمع طحناً ولا نجد طحينا" كما يقول المثل .

قصارى القول:الأقصى بحاجة إلى رجال مؤمنين وقادة شجعان ومنتمين،الأقصى بحاجة إلى فعل ومقاومة بكافة الوسائل التي كفلها لنا ديننا والقوانين الدولية.الأقصى بحاجة إلى هبة فعلية لا صوتية.الأقصى بحاجة إلى شد الرحال إليه في كل وقت لا في رمضان فحسب،الأقصى بحاجة إلى رجال مدافعين مثل الشيخ رائد صلاح وغيره من الذين يتألمون على الأقصى ومستقبله.إني أخشى على الأقصى كثيراً،وصحيح أن للبيت رب يحميه، ولكن: لماذا نعطل أو نغيب واجبنا المقدس نحو الدفاع عن هذا المسجد الذي اُسري من رحابه بسيد العالمين إلى السموات العلى.

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية