نشرة الأقصى الإلكترونية

تحت شعار: "لنحم وجه الحضارة"

انطلاق ملتقى القدس الدولي في اسطنبول

 

اسطنبول، السبت 17/11/2007م، الموافق 7/11/1428هـ - وسط حشد كبير لم يسبق له مثيل في المدينة التركية العريقة، انطلقت في اسطنبول أعمال ملتقى القدس الدولي صباح الخميس (15/11/2007م) بحضور الآلاف من أكثر من 65 دولة للمطالبة بوقف التهويد والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني تحت المسجد الأقصى الأسير وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.


وفي الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام، ندد رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى معن بشور بعدوان سلطات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، وأشار  إلى قيام نواب بالكنيست "الإسرائيلي" الأربعاء بتفقد الحفريات التي تجري بملاصقة المسجد الأقصى المبارك بزعم البحث عن آثار تثبت أحقية اليهود في المدينة المقدسة.


وأكد رئيس اللجنة التحضيرية أن حضور هذا الملتقى يمثلون أمناء المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وجميع المقدسات بالقدس، داعيا إلى ضرورة العمل على استعادتها.

وقال رئيس مجلس النواب الإندونيسي محمد هدايت نور إن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية حمت القدس وستعمل على استعادتها.
وطالب نجاتي جيلان -رئيس وقف تركيا للمنظمات الطوعية –إحدى الجهات المنظمة للملتقى- بضرورة تخليص القدس أول قبلة للمسلمين ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام من الاحتلال.

وعندما وصل رئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقي في كلمته -التي أكد فيها على ضرورة تقليل الكلام والاتجاه للعمل- إلى قوله "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" ضجت القاعة المحتشدة بالآلاف بالصيحات المؤيدة والتكبير والتصفيق، وذكر بالانتصار في حربي أكتوبر عام 1973 والمقاومة اللبنانبة عام 2006.


وأكد صدقي أن جامعة الشعوب العربية هي التي ستحرر القدس من الاحتلال "الإسرائيلي".

وشدد رئيس حزب الاحترام البريطاني المعارض جورج جالوي –الذي بدأ حديثة بالبسملة والتحية الإسلامية بالسلام عليكم ورحمة الله- على أن القدس كنز عربي وإسلامي ومسيحي، داعيا إلى ضرورة تحريرها من أيدي المغتصبين المحتلين.


وقال إن الحكومات العربية والمسيحيين في العالم مسؤولون عن تحرير مسرى الرسول من أيدي الإرهاب "الإسرائيلي" وعليهم معاقبة هؤلاء المغتصبين، وتعجب ممن يسمح بالتطبيع مع هؤلاء المغتصبين.

وأشار جلوي الذي صاحبت كلمته تصفيق حاد قطعها عدة مرات إلى وجود أبطال كثيرين بين الـ300 مليون عربي والمليار ونصف المليار مسلم لا يتوانون عن تقديم أرواحهم في سبيل القدس تحت الدبابات "الإسرائيلية" أمثال حركة حماس وحزب الله.

 
وقال الشيخ رائد صلاح رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات إن القدس والمسجد الأقصى هما قضية كل المسلمين والعرب والفلسطينيين وكل إنسان حر كريم مشيرا إلى أنه لا كرامة ولا حرية ولا قيمة ما دامت القدس تعاني من ظلم الاحتلال.


وأضاف أن الواجب على كل منا أن يعمل لفداء القدس بالروح والدم بعد أن يستحي من الله بسبب كل لحظة تمر على الجميع والقدس تحت الاحتلال مؤكدا أن إصرار المؤسسة "الإسرائيلية" على احتلال القدس والمسجد الأقصى هو إعلان حرب على كل مسلم وعربي وفلسطيني.

وحذر صلاح من أن استمرار احتلال القدس يجعلها في خطر دائم، داعيا إلى إطلاق حملة عالمية لدحر هذا الاحتلال للمدينة وللحصار في الضفة الغربية وقطاع غزة.


وبشر الشيخ رائد صلاح الأمة بأنه لن يدور الزمان حتى يزول الاحتلال ويعود كل لاجئ إلى أرضه وبيته في الجليل وعكا وحيفا واللد والرملة والقدس وأكناف القدس. ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة والصمود في وجه الاحتلال.

وأكد علي أكبر محتشمي مستشار الرئيس الإيراني ونائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية أن إيران لن تتخلى عن القدس والفلسطينيين مهما بلغت الضغوط عليها.


وتحدث الأب عطا الله حنا مطران القدس موجهاً التحية للحضور باسم الكنائس والمساجد في القدس العاصمة الروحية والوطنية لفلسطين وقال: سيأتي اليوم الذي نجتمع فيه في القدس وكما قال أبو عمار سيأتي اليوم الذي يرفع فيه صبي فلسطيني أعلام فلسطين على مساجد وكنائس وأسوار القدس ومات أبو عمار ولكن الحلم لم يمت.


وأضاف عطا الله حنا "إن القدس توحدنا جميعا مسلمين ومسيحيين وتوحدنا كفلسطينيين بكل أحزابنا وفصائلنا كما أن المسيحيين في فلسطين جزء من الأمة العربية حضارة وأصالة ويعتبرون كل اعتداء على المسجد الأقصى المبارك اعتداء على كنيسة القيامة كما أن كل اعتداء على كنيسة القيامة هو اعتداء على المسجد الأقصى وإذا كان المحتلون يسعون إلى تحويل القدس عاصمة أبدية لهم ولكننا نقول لهم لن تتمكنوا من اقتلاع قلب العروبة لأنها تحتضن التراث العربي الأصيل".

وطالب الأب عطا الله حنا في ختام كلمته بضرورة الخروج بقرارات عملية وأن ينتقل الواقع من الحديث إلى مساندة القدس وأهلها موجهاً التحية للشهداء وللأسرى البواسل في سجون الاحتلال.


وأكد السيد نجمي صادق رئيس اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي أن القدس هي بوابة السماء ومنها عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ومن هنا يكتسب الملتقى أهمية كبيرة لأنه مرتبط بالقدس بما لها من أهمية إنسانية فهي تحتضن الحضارات الإنسانية .

وحذر صادق من الصراع المذهبي في صفوف الأمة مؤكداً أنه لن يأتي بخير وأكد على أهمية عدم الانسياق وراء من يؤججون الفتن خاصة وأن الحضارة الإسلامية تجمع ولا تشتت.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، تحدث الشيخ فيصل مولوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية مشيراً إلى الحشد الكبير الذي تداعى من كل بقاع الأرض إلى اسطنبول عاصمة الأرض وملتقى الشرق والغرب وذلك تلبية لنداء القدس. ووجه مولوي ثلاثة نداءات الأول إلى الرأي العام العالمي قائلاً: نريد أن يستيقظ الضمير العالمي الميت الذي يشاهد منذ 50 عاماً مئات الآلاف من الفلسطينيين يشردون في مختلف بقاع العالم دون أن يحرك ساكناً وصمت وهو يرى أول دولة تقام في التاريخ بقرارات مما يسمى بالشرعية الدولية التي شرعت استيطانا لا مثيل له في التاريخ وشرعت إرهاباً لا مثيل له في التاريخ ومن هنا نقول لهم إن حق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم حق مكفول في الشريعة الإسلامية والإنسانية.


النداء الثاني إلى الشعوب العربية والإسلامية: أنه منذ حلت نكبة فلسطين قامت المؤسسات لدعم الشعب الفلسطيني ودعم المدينة المقدسة وتأسست الشبكة العالمية للمؤسسات العاملة من أجل القدس ويجب أن يستمر ويتضاعف العمل من أجل دعم الشعب الفلسطيني ومساعدته على الصمود.


النداء الثالث إلى شعب فلسطين: إن أمتكم اتحدت من أجلكم ومن أجل القدس ونطالبكم ان تتحدوا وأن تكونوا صفا واحدا ً خلف المقاومة.

 

معرض على هامش المؤتمر

وعلى هامش الملتقى، نظم وقف تركيا عقب الجلسة الافتتاحية للملتقى مساء الخميس (15/11) معرضا ضخما بمشاركة مائة منظمة طوعية تمثل أكثر من عشرين دولة لعرض أنشطتها لنصرة القضية الفلسطينية عامة، ومن بينها ثلاثين منظمة تتحدث عن القدس خاصة.

ضم المعرض عدداً من الأجنحة الخاصة بالصور والرسم والكاريكاتير والفنون، بالإضافة إلى المنتجات المقدسية ومنتجات نصرة القدس، والكتب والإصدارات الإعلامية وعروضا للأفلام الوثائقيّة.

 

وأكد عادل حزين مدير التسويق بمؤسسة البيان الفكرية بالعاصمة السعودية الرياض أن مشاركة مؤسسته تهدف إلى خدمة القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس الشريف مشيرا إلى أن للمؤسسة أدوارا متميزة في هذا الشأن  من خلال ما يتم نشره من إصدارات، مثل المجلة الشهرية والكتاب والتقرير الإستراتيجي.

اللجنة الوطنية للأسرى في الأردن شاركت للتعريف بقضية الأسرى الأردنيين في السجون الصهيونية. وقال ميسرة ملص مقرر اللجنة إن قضية الأسرى جزء من الجهد الكلي للقضية الفلسطينية مشيرا إلى أن هؤلاء الأسرى ضحوا بأنفسهم في سبيل القضية، ودعا الملتقى إلى عدم إغفال هذه القضية.


أما جناح مؤسسة القدس الدولية ـ أكبر أجنحة المعرض ـ فقد امتلأ بالزوار حيث عرضت فيه إصدارات المؤسسة المتنوعة. وأشار فادي شامية مسؤول المعارض بالمؤسسة إلى أن المعرض يعتبر جزءاً لا يتجزّأ من ملتقى القدس إذ يهدف إلى إبراز القضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة من قبل كافة الجهات المشاركة.

 

المصدر: موقع ملتقى القدس http://www.alquds-forum.org/ar

     


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية