نشرة الأقصى الإلكترونية |
رحلة
الأرواح إلى البيت المقدَّس * مئذنة
باب المغاربة.. وصراع الأذان تاريخ النشر : 08/05/2007 عبد
الله معروف اسكتلندة
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على
رسول الرحمة المهداة للعالمين وعلى آله
وأصحابه أجمعين، وبعد. تحلق
أرواحنا اليوم لتعانق رونق المئذنة
الرابعة في المسجد الأقصى المبارك،
مئذنة باب المغاربة، وقد بنيت أيام
الملك السعيد ناصر الدين بركة ابن الملك
الظاهر بيبرس الصالحي في العصر
المملوكي. وشكل بنائها مربع بسيط كعادة
المآذن المملوكية وتعلوها قبة صغيرة
حديثة، وهي أقصر مآذن الأقصى، ولكنها لا
تتميز فقط من ناحية البناء بقدر ما هي
مميزة من ناحية الشقاء والتعرض
للإهانات والبلايا من الظالمين. اسمها
مئذنة باب المغاربة، وسميت بهذا الاسم
نسبة لقربها من باب المغاربة. ولعل هذا
الاسم يثير في النفوس الشجن والحنين
لأمجاد المجاهدين المغاربة وباب
المغاربة وحارة المغاربة التي هدمها
الاحتلال البغيض مع احتلال القدس عام
1967. ولها
أيضاً من الأسماء اسم «المئذنة الفخرية»،
وهذا الاسم اكتسبته من قربها للزاوية
الفخرية التي سميت بذلك نسبة لموقفها
القاضي فخر الدين أبي عبد الله محمد بن
فضل الله، وهذه أيضاً ضاع معظمها بعد أن
هدمه المحتلون الصهاينة. فهي
إذن مرتبطة بآثار كثيرة قد هدمها
الاحتلال واعتدى على حرمتها وقداستها،
ولعل هذا ما طبع مسحةً من الحزن على
تاريخ هذه المئذنة حديثاً، فقد هدمت عدة
مرات كان آخرها عندما تصدعت بزلزال أيام
الانتداب البريطاني وتم ترميمها، إلا
أن البلايا بدأت تصيبها أكثر منذ لحظة
الاحتلال الغاشم، فمئذنتنا الجليلة
تصارع منذ سنوات طويلة محاولات
الظالمين إسكات الأذان فيها، حيث رفعت
عدة هيئات صهيونية شكاوى للبلدية
الصهيونية مطالبين بإسكات الأذان فيها
لأنه (يزعجهم)..!! ونجحت محاولاتهم جزئياً
في إجبار الأوقاف الإسلامية على تعديل
وضع السماعات في هذه المئذنة بحيث تتجه
داخل الأقصى، وتخفيض صوت السماعات، مما
حرم الآلاف من المسلمين في قرية سلوان
سماع أذانها..! كما أن مقترحاً طرحه رئيس
الكيان الصهيوني قضى بأن يتم حفر نفق
تحت الزاوية الجنوبية الغربية من
المسجد الأقصى المبارك باتجاه سلوان،
وذلك لربط ساحة البراق المحتلة بما
يسمونه «مدينة داود» في سلوان. والخطر
الشديد في هذا المشروع يتمثل في أن
مئذنة باب المغاربة ستكون عندئذ قائمة
فوق الهواء، مما يهدد بهدمها بأقل هزة
أرضية طبيعية أو مفتعلة، ذلك أن هذه
المئذنة بنيت فوق أحد أبنية المسجد
الأقصى وهو المتحف الإسلامي، وبالتالي
فهي بدون أساسات فعلية، وهذا ما جعلها
قصيرة بالمقارنة مع المآذن الأخرى. فهي
إذن في خطر الهدم والضياع والاندثار
أيضاً.. يحاولون بذلك أن يلحقوها بما
هدموه من آثار ومبانٍ إسلامية عريقة في
حارة المغاربة. مئذنة باب المغاربة
اليوم تقاوم زمن الاندثار.. فادعوا لها..!!.
|
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com
|