نشرة الأقصى الإلكترونية

الكنيس اليهودي ... دخيل يهدد المسجد الأقصى

 القدس/ مصطفى علي

المصدر: صحيفة فلسطين 4/5/2007م

البناء آخذ بالارتفاع  والألواح الخشبية مازالت على جدرانه الجديدة التي نفذت من الأسمنت المسلح لتشير إلى البناء في الحي القديم من القدس والعلم ذو الخطين الزرقاوين ونجمة داود يرفرف في المكان وبعض ألواح "الزينكو" تفصل بينه و بين ممر ضيق يوصل إلى السوق القديم في القدس .

 عجوزان فلسطينيان من سكان القدس يمارسان لعبة النرد في المنطقة، أشارا بيديهما إلى البناء الجديد الذي يضم كنيسا يهوديا يجاور المسجد الأقصى وقالا بصوت خافت :" هذا هو الكنيس أمام أعين الجميع ولا أحد يحرك ساكناً لإنقاذ المسجد الأقصى  والتفتا مجددا للعبة النرد دون أن يلتفتا إلى مراسل " فلسطين" لان الصحافة في وجهة نظرهم لا تحل المشكلة ، فالثقة بكل الهيئات أصبحت معدومة ولا قيمة لها في أعينهما المحدقات دوما بطاولة النرد  .

التصوير للبناء تم بالخفاء خوفا من ملاحظة أفراد الشرطة الإسرائيلية  الذين يتجولون في المنطقة ويمنعون أي شخص يتوقف بشكل مفاجيء، وشوهدت داخل البناء جدران قديمة تشير إلى حقبة إسلامية من حيث الشكل المتضمن بعض الأقواس المميزة للبناء الإسلامي .

الكنيس  ملاصق لجدر المسجد الأقصى ويبعد  اقل من أربعين مترا هوائيا عن مسجد قبة الصخرة المشرفة ، ووضعت فوق الجدار التاريخي للمسجد الأقصى من الجهة الغربية جسور من الحديد حتى يتمكن اليهود المتدينون من مشاهدة قبة الصخرة من خلال الصعود على سطح البناء الجديد للكنيس ويستطعيون أن يمارسوا صلاتهم من فوق السطح الجديد للكنيس الذي هو قيد الإنشاء .

صاحب مطعم البراق من عائلة غيث  المقدسية المجاور للكنيس، قال :" بناء الكنيس جاء بعد صفقة  بيع عقدتها منظمة عطيرت كوهنيم مع بعض أصحاب العقارات في السابق ببضع عشرات الآلاف من الدولارات  وتجري الآن الحفريات في المكان بعد اكتشاف منطقة أثرية بعمق 15 مترا، إضافة إلى أماكن أثرية في بقعة الكنيس .

مازالت السرية سائدة في المكان ويحظر الدخول إلى داخل الكنيس الجديد ، فكل ما يجري بداخله محاط بالسر والكتمان وجيران الكنيس ممن تبقى من سكان القدس لا يعلمون ما يخبئه القدر لهم من اعتداءات قادمة على أملاكهم من قبل المنظمات اليهودية وفي مقدمتهم منظمة عطيرت كوهنيم التي تعمل في المنطقة ليل نهار لشراء ما تبقى من عقارات إسلامية من محلات تجارية وبعض المنازل القديمة التي يعود تاريخها إلى مئات السنين ولا يستطيع أصحابها ترميمها لوجود قرارات صارمة صادرة عن بلدية القدس في هذا المجال .

العجوزان يمارسان لعبة النرد بنفسية محبطة من المستقبل ويضع أحدهم الأحجار السوداء في خانات صديقه بعد أن ألقى حجر النرد، وقال :" نحن هنا في الوقت الحاضر ولا نعلم أين سنكون غدا أو بعد غد؟، فمخططات المنظمات اليهودية مستمرة  وهدفها الاستيلاء على ما تبقى من أملاك إلا أننا لن نرحل من هذا المكان إلا على المقابر بعد أن نفارق الحياة، وبعد ذلك أغلقا الدفات الخشبية  لطاولة لعبة النرد وذهبا إلى أداء صلاة العصر في المسجد الأقصى.

السياح الأجانب الذين يمرون من المكان ينظرون إلى البناء ويلتقطون الصور والمرشد السياحي  لا يعلق على البناء القائم  ويخبرهم بأنهم على أمتار قليلة من حائط البراق ، حيث تنتظرهم بوابة لا تبعد إلا أمتار قليلة عن بناء الكنيس الجديد و يخضعون للفحص الجسدي الأمني قبل الدخول .

قبالة الكنيس الجديد أبنية ومحلات تجارية لبعض عائلات القدس، كعائلة غيث وصيام  التي ما زالت تواصل البقاء على الرغم من فرض الضرائب الباهظة عليهم، إضافة إلى ضريبة الأرنونا (الأملاك ) التي تفرضها البلدية على أصحاب المحلات والمنازل بالرغم من حالتها الآيلة للسقوط والهدم .

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية