نشرة الأقصى الإلكترونية |
"إشراقات
من مصر أرض الكنانة" بقلم
: الشيخ رائد صلاح - رئيس
الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تاريخ النشر: 8-3-2007م بعد أن تلقينا دعوة من قبل الجامعة
العربية لعقد لقاء مع معالي السيد عمرو
موسى- الأمين العام لجامعة الدول
العربية- وذلك على ضوء طلب كنا قد تقدمنا
به، وبعد أن أكد لنا الأستاذ محمد صبيح
أن السيد عمرو موسى يرحب باللقاء بنا
توجهنا صبيحة يوم الخميس الموافق 1/3/2007
إلى جمهورية مصر العربية موقنين أن هذا
اللقاء مع معالي السيد عمرو موسى سيكون
فرصة هامة جدا نعرض من خلالها مأساة
القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك،
ولذلك سافرنا ونحن في شوق شديد لهذا
اللقاء، وسلفا اجتهدنا أن نتزود بما
لدينا من وثائق وصور ومراسلات تحكي عن
هذه المأساة والفاجعة. واخترنا
أن نسافر إلى جمهورية مصر العربية على
متن طائرة "سينا للطيران" حيث كان
مدير هذه الشركة في مطار اللد ينظم شؤون
رحلة الطائرة المتجهة إلى القاهرة،
ولما رآنا تقدم منا وصافحنا باسماً في
وجوهنا وأسمعنا بعض الكلمات الدافئة
والرقيقة، ثم حرص على مساعدتنا ما
استطاع إلى ذلك سبيلا وأصرّ أن يختار
لنا مقعدا من ضمن ضيوف الشرف في
الطائرة، وكانت هذه بدايات نسائم
الخير التي بدأت تهب علينا من مصر
أرض الكنانة. ويوم
أن هبطت بنا الطائرة أرض مطار مصر
الدولي، وبعد أن ترجلنا منها كان في
استقبالنا بعض العاملين في سلك
الدبلوماسية المصرية حيث صعدنا سيارة
صغيرة سارت بنا قليلا ثم دخلنا إلى جناح
ضيوف الشرف، وهناك انتظرنا قليلا ثم
انتقلنا من المطار إلى فندق "شبرد"
الواقع على ضفاف النيل، ولقد كان في
استقبالنا وفد من الجامعة العربية،
وكان في مقدمتهم مساعد السفير د. محمد
صبيح، وسفير فلسطين في مصر السيد حسين
عبد الخالق، وخلال لحظات الانتقال من
المطار تقدم منّا بعض الأهل من مصر
وصافحونا ودعوا الله تعالى لنا بالخير
والنصر. ثم
كان لقاؤنا الأول يوم الخميس الموافق
1/3/2007م مساء مع معالي السيد عمرو موسى
وكنّا وفداً مباركا يتكون من الأخوة:
الشيخ عكرمة صبري والشيخ مصطفى أبو
زهرة، والأستاذ صالح لطفي، وأنا كنت
معهم رابعاً وكان السيد عمرو موسى قد
حرص على إشراك السفير محمد صبيح مع كبار
موظفي الجامعة العربية في هذا اللقاء،
وقد افتتح اللقاء السيد عمرو موسى مرحبا
بنا، ثم تحدث الشيخ عكرمة صبري وتحدثنا
نحن بقية الوفد وأسهبنا بالحديث عن
مأساة المسجد الأقصى، وللحق أقول فقد
حرص السيد عمرو موسى أن يصغي إلى كل كلمة
نقولها ثم عقب مؤكداً أنه يعتبر قضية
القدس الشريف وقضية المسجد الأقصى هي
قضيته وقضية الجامعة العربية ووعد أن
يبذل كل إمكانياته من اجل نصرة هذه
القضية. ثم
انتقلنا بعدها مباشرة إلى قاعة
اجتماعات مندوبي الدول العربية في
الجامعة العربية حيث استقبلونا بالعناق
والتصفيق، ثم كانت للشيخ عكرمة صبري
كلمة، ثم كانت لي كلمة اجتهدنا من
خلالها أن ننقل لكل الحضور مأساة المسجد
الأقصى واستغاثة المسجد الأقصى، مؤكدين
لهم أن الأقصى المبارك ليس قضية
الفلسطينيين فقط، بل هو قضية كل الحاضر
الإسلامي والعربي، ولذلك فهو أمانة في
أعناق الجميع وسيسألنا الله تعالى كيف
حفظنا هذه الأمانة، ثم كانت كلمة عصماء
لمندوب سوريا، أكد فيها أنهم مصممون على
بذل الغالي والرخيص من اجل نصرة القدس
والأقصى المبارك، ثم اقترح مندوب
البحرين أن تدوَّن كلماتنا كجزء من محضر
تلك الجلسة فوافق عليه الجميع، وبعد أن
رفعت الجلسة تواصلت مشاهد العناق
والدعاء من الحضور. وفي
هذه الليلة كان لنا لقاء مستقل مع سفير
المغرب في الجامعة العربية، وتعمدنا
اللقاء معه لوحده مذكرين إياه أن جريمة
الهدم التي تقوم بها المؤسسة "الإسرائيلية"
تطال جزءاً من الأقصى وهو طريق المغاربة
الذي سمي بهذا الاسم نسبة لطليعة من أهل
المغرب كانوا مرابطين بجواره دفاعاً عن
المسجد الأقصى، وبطبيعة الحال فقد
غُصنا في دقائق الأمور حول مأساة هدم
طريق المغاربة مع السفير، ولا شك أنه
تأثر بما سمع وقطع على نفسه وعداً أن
يحرص على نصرة قضية المسجد الأقصى من
خلال كل الإمكانيات ووعد انه سيرتب لنا
لقاء مع ملك المغرب محمد السدس ومع كل
المؤسسات المغربية العاملة في هذه
القضية. وفي
يوم الجمعة الموافق 2/3/2007م أدينا صلاة
الجمعة في مسجد الشيخ الحصري رحمه الله
تعالى، وبعد الصلاة جلس المصلون
واستمعوا بكلمات قصيرة من كل أعضاء
وفدنا، ولما علم المصلون أن برنامج
الكلمات قد انتهى أحاطونا بالمئات
واخذوا يعانقونا وهم مجهشون بالبكاء
بصوت عال ملأ المسجد والكل منهم يردد
ودموعه تغطي وجهه سامحونا على تقصيرنا
في حق المسجد الأقصى، وللحقيقة أقول أنا
شخصيا لم أتمالك نفسي فانضممت إليهم
باكيا ودموعي تنهار دون استئذان، لا بل
أن البعض قد جاء بأولاده الصغار كي
نقبلهم ونمسح على رؤوسهم، لا بل أن
البعض كان يصرخ في رحاب المسجد متمنيا
أنه لو كان معنا، وهي لحظات وأي لحظات
مثيرة لن أنساها أبدا، وستبقى تؤكد لي
أن مصر هي أرض الكنانة وفيها الأنجاب
الأحرار وخيرها قائم وقادم ولن يتأخر،
نعم ملأتني هذه المشاعر وضاعفت من
تفاؤلي وأملي وعزمي ويقيني، فسلام على
مصر وعلى دورها الذي سيبقى عموداً أساسا
في مسيرة الحاضر الإسلامي والعربي كما
كان خير عمود أساس في مسيرة ماضينا. وقد
عرفنا أن الحاجة ياسمين الحصري ابنة
المقرئ الحصري رحمه الله تعالى هي
القائمة على هذا المسجد وعلى كل مرافقه
ووقفياته، لذلك كانت في استقبالنا منذ
أول لحظة دخلنا فيها المسجد، وبعد
الصلاة نظمت لنا جولة مباركة طفنا فيها
على كل مرافق المسجد حيث علمنا منها إن
من ضمن مرافق المسجد هناك مركز لتحفيظ
القرآن الكريم يرعى أحد عشر ألف طالب
وطالبة، وعلمنا منها أن من ضمن مرافق
المسجد هناك مركز لرعاية الأطفال في
ضائقة حيث يأوي خمسة وأربعين طفلا وطفلة
يقيمون فيه، ويرعى ألفي طفل وهم في
بيوتهم، ومن ضمن مرافق المسجد هناك مركز
للمغتربات، وهناك مركز لعلاج ظاهرة
التسول في مصر يهدف لتحويل المتسولات
إلى صاحبات مهن حرة مختلفة ومنتجة، ولم
تنس هذه المرأة الطلائعية الحاجة
ياسمين أن تقيم منتزها عاما وواسعاً جدا
قبالة المسجد وحرصت أن تضمنه الأشجار
والأزهار والملاعب وطواقم الألعاب
ومقاعد العائلات، وبعد هذه الجولة
المباركة كان هناك الضيافة الكريمة
التي كانت كلها من إعداد الفتيات
المقيمات في مرافق المسجد وما أكثرها،
وما أوسع بركاتها. وكان
مما استوقفني في مرافق المسجد ووقفياته
عندما زرنا مركز رعاية الأطفال في ضائقة
حيث استقبلنا الأطفال وأنشدوا لنا
نشيدة تضمنت ذكر أسماء الله الحسنى ثم
تلا علينا بعض الأطفال ما تيسر مما يحفظ
غيبا من كتاب الله تعالى، ثم قرأ علينا
بعض الأطفال مما يحفظ غيبا من أحاديث
رسول الله r،
وما لاحظته هو مدى حب هؤلاء الأطفال
للحاجة ياسمين ومدى ارتباطهم بها. وفي
الجمعة الموافق 2/3/2007م كان لنا لقاء
إعلامي مطول مع فضائية الحكمة حيث تواصل
على مدار ساعتين وشارك فيه الشيخ عكرمة
صبري وأنا وعالمان مصريان أصحاب مؤلفات
كثيرة، وخلال هذا اللقاء تلقينا
مكالمات تأييد على الهواء مباشرة من
الكثير من أهلنا في مصر، ثم كان لقاء طيب
مع إذاعة النيل وبعد منتصف الليل كان
لنا لقاء مع الفضائية المصرية، ولا شك
أنها منابر هامة جداً وجدنا فيها بحمد
الله تعالى الفرصة لنقل هموم القدس
الشريف ومأساة المسجد الأقصى المبارك. وفي
يوم السبت الموافق 3/3/2007م كان لقاء في
ساعات الصباح مع الأستاذ أبو اللطف
فاروق القدومي، وخلال هذا اللقاء أسهب
أبو اللطف بالحديث عن المعاناة التي
وجدتها القيادة الفلسطينية من الجانب
الأمريكي و"الإسرائيلي"، وكيف أن
كلا الجانبين لم يفِ إطلاقا لشعبنا
الفلسطيني بالاتفاقات المكتوبة، حيث
ظلت حبرا على ورق رغم كل ما رافقها من
تطبيل وتزمير إعلامي، لا بل أن الجانبين
اتفقا على سجن ياسر عرفات رحمه الله في
المقاطعة في رام الله ولم يفرجا عنه إلا
لأسبوع واحد فقط، ثم أكملا فرض السجن
عليه في المقاطعة وقبل ذلك رفض جورج بوش
الابن أن يصافح ياسر عرفات رحمه الله،
ثم فرض البيت الأبيض عليه مقاطعة تامة
حتى وافاه الأجل، وقد لمست من أبو لطف
نبرة الألم التي كانت تتردد خلال كلامه
وبعد أن أنهى حديثه اجتهدنا أن نحدثه عن
هموم القدس الشريف ومأساة المسجد
الأقصى وما هي المخاطر التي تتهددهما،
فوعد من جانبه أن يعمل كل ما في وسعه
لنصرة هذه القضية. ثم
كان لنا لقاء بعد ذلك مع فضيلة شيخ
الأزهر محمد طنطاوي في مقر ديوانه
الأزهري الرسمي، وخلال هذا اللقاء
اجتهدنا أن نسهب بالحديث عن مأساة
الأقصى المبارك، فكان من جانبه يردد
طوال الوقت نعاهد الله تعالى ثم نعاهدكم
أن ننصر المسجد الأقصى بقلوبنا
وأرواحنا وأموالنا وبكل ما نملك. ثم
بعد ذلك انتقلنا إلى مقر نقابة
الصحافيين في القاهرة، حيث عُقد لنا
مؤتمر إعلامي كبير حضرته الكثير من
الفضائيات والصحف العربية، وقد اجتهدت
أنا والشيخ عكرمة صبري أن نسهب في
حديثنا حول مأساة المسجد الأقصى، وماذا
نريد من الحاضر الإسلامي والعربي رسميا
وشعبيا، وقد غمرنا كل الأخوة
الإعلاميين والإعلاميات بدفء كلماتهم
وعمق أسئلتهم وحرصهم على نصرة الأقصى
المبارك من خلال دورهم الإعلامي. ومن
ضمن ما استوقفني في هذا المؤتمر
الإعلامي اقتراح إحدى الصحافيات مع
تأكيدها أن تبادر إلى متابعة تنفيذ هذا
الاقتراح المتمثل بتشكيل طاقم من علماء
الآثار العرب بهدف أن يزور المسجد
الأقصى وان يكشف عن حقيقة الجرائم "الإسرائيلية"
التي تُرتكب في المسجد الأقصى تحت الأرض
وفوقها، فكان أن أكدنا أن هذا اقتراح
مبارك بشرط أن يقوم هذا الطاقم بفحصه
دون أدنى تقييد بأي شروط "إسرائيلية"
مسبقة، وبشرط أن يدخل إلى المسجد الأقصى
من بابه الشرعي ألا وهو هيئة الأوقاف
ولجنة الإعمار، وإلا فإن لم يتمسك بهذه
الشروط فإن أخشى ما نخشاه أن تحوله
المؤسسة "الإسرائيلية" من حيث لا
يعلم ولا يريد إلى شاهد داعم لموقفها. ومع
كثرة عدد الفضائيات والصحف التي حضرت
المؤتمر الإعلامي إلا أن فضائية العالم
أصرت أن ترتب لنا لقاء خاصا في ساعات
المساء، ثم وبعد منتصف الليل كان لقاء
طيب مع قناة دريم الفضائية، وللحقيقة
أقول فقد وجدت بالأخت منى الشاذلي التي
أجرت اللقاء نعم المذيعة المثقفة
والمطلعة على هموم القدس الشريف ومأساة
المسجد الأقصى، وقد شاء الله تعالى
وقدمنا لهذه المذيعة هدية كانت عبارة عن
قنينة زيت من زيت الأقصى، فلمّا استلمت
الهدية وتعرفت على حقيقتها كادت أن تطير
من الفرح مبدية كل سرور وبهجة. ومن
ضمن اللقاءات غير المتوقعة أن تقدم
أحدهم مني وأنا في بهو الفندق فقال لي
متسائلا: ألست فلان ؟! فقلت له : نعم،
فقال لي: أنا الدكتور عادل عبد الناصر
ابن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وما
أود أن أقوله لك أننا نحيي صمودكم
ودفاعكم عن المسجد الأقصى وأود أن
تبلغوا سلامي وسلام عائلة جمال عبد
الناصر إلى الأهل الصامدين عندكم، ويجب
أن يطمئن الجميع أننا لن ننسى قضية
القدس الشريف والمسجد الأقصى. وأخيرا
ما أود أن أؤكده أن هذه الزيارة
المباركة للجامعة العربية فتحت لنا عدة
أبواب لزيارة مجموعة دول مسلمة وعربية
بهدف مواصلة نقل رسالة هموم القدس
ومأساة المسجد الأقصى إلى أوسع مدى من
حاضرنا الإسلامي والعربي، ولذلك من
المتوقع أن يكون لنا أكثر من سفر إلى
أكثر من دولة مسلمة وعربية.
في بيان لها عقب الاقتحام الصهيوني لخيمة الاعتصام واعتقال رئيسها: الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تؤكد استمرار مسيرة دعم المسجد الأقصى
القدس المحتلة، الأربعاء 7-3-2007- شجبت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عملية الاقتحام التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني لخيمة الاعتصام الاحتجاجي على استمرار هدم جزء من المسجد الأقصى المبارك، ووصفتها بالعمل الجبان. وقالت الحركة في بيان لها أن اقتحام الخيمة المقامة في وادي الجوز بالقدس المحتلة ظهر اليوم "يدل على حالة الهيستيريا والهلع التي تعيشها المؤسسة "الإسرائيلية" برمتها ، هذه المؤسسة التي باتت تخاف من الاهتمام العالمي والمحلي المتزايد يوماً بعد يوم بقضية الأقصى المبارك وبالجريمة التي تقع عليه." وتنظم الحركة الإسلامية فعاليات لمناصرة المسجد الأقصى المبارك منذ بدء أعمال الهدم الصهيونية لطريق باب المغاربة وغرفتين ملاصقتين للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك وتحديدا في (6/2/2007م). وتشمل هذه الفعاليات اعتصامات يومية تشارك فيها وفود من أهل القدس والداخل الفلسطيني. وأشارت الحركة في بيانها إلى أن عملية الاقتحام شاركت فيها وحدة خيالة وتم خلالها إلقاء قنابل صوتية أثناء وجود وفد من الجولان المحتل ومن أهالي النقب داخل الخيمة، دون مراعاة لوجود غالبية من كبار السن بينهم. كما ندد البيان بعملية اعتقال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية- أثناء الاقتحام. وكانت محكمة صهيونية قد أصدرت أمرا بمنع الشيخ رائد صلاح من الاقتراب من المسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة لمسافة 150 مترا ولمدة شهرين وذلك على خلفية نشاطه ضد الهدم الصهيوني المستمر لطريق باب المغاربة. وفي ختام بيانها، أكدت الحركة الإسلامية عزمها المضي قدما في مسيرتها للوقوف أمام "معاول الهدم التي لا تزال حتى هذه اللحظة تنهش في جسد المسجد الأقصى المبارك". وقالت: "إننا وإذ تشمئز نفوسنا من هذا الصنيع البشع فإننا نؤكد للقاصي والداني أن هذه العنتريات والعنجهيات لن تثنينا عن نضالنا العادل والمشروع نصرة للمسجد الأقصى المبارك."
المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية |
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com
|