نشرة الأقصى الإلكترونية

أهل القدس يلتفون حول قضية المسجد الأقصى وخيمة الاعتصام

حي وادي الجوز المقدسي: قلعة للمرابطين دفاعاً عن الأقصى

إعداد: محمود أبو العطا- مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات

 تاريخ النشر: 21/3/2007م 

أربعون عاماً هي عمر الاحتلال "الإسرائيلي" للمسجد الأقصى ولشرقي القدس، أربعون عاماً أعمل فيها الأخطبوط الصهيوني يده ومكره ودهاءه لتهويد المكان والإنسان، لتهويد الحجر والبشر، وكشفت أحداث باب المغاربة أن المؤسسة "الإسرائيلية" خابت وانتكست وفشلت أن تبعد أهل القدس عن قضيتهم الأساس قضية المسجد الأقصى المبارك، وحاولت المؤسسة "الإسرائيلية" أن تضلل الرأي العام وكأن أهل القدس يضجرون من فعاليات التصدي لهدم طريق باب المغاربة، وأنهم غير مرتاحين لنشاطات أهل الداخل الفلسطيني وأهمها الاعتصامات، فكان الرد العملي والفعلي أقوى من كل أكاذيب المؤسسة "الإسرائيلية" وأبواقها الإعلامية، هناك في حي وادي الجوز على بعد 150 مترا عن المسجد الأقصى ما زال المقدسيون يضربون أروع أمثلة الالتفاف حول قضية المسجد الأقصى، هناك تفجرت مرة واحدة معادن الخير في الرجال والنساء والأطفال، معادن الخير التي ما خفيت يوماً من الأيام، ولكنها المعادن التي تبرز عند الامتحان ووقت الشدائد والمحن، هناك يستمر الاعتصام منذ أكثر من أربعين يوماً تارة بالقرب من "حسبة وادي الجوز"، وتارة في الشارع الرئيسي في حي وادي الجوز، وتارة في ساحة بيت أو على سقف بيوت أهل وادي الجوز، هناك لسان الحال والمقال يردد كل صباح ومساء "كلنا للأقصى حماة".

في هذا التقرير نترك لأهل القدس عامة وحي وادي الجوز المقدسي خاصة ساحة الحديث ليعبروا عن خالص حبهم للأقصى وخالص ترحيبهم للمدافعين عن مسرى الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم -  من أهلهم في الداخل الفلسطيني.

 

الشيخ المهندس مصطفى أبو زهرة يتحدث إلى يسار الشيخ رائد صلاح في موقع الاعتصام بوادي الجوز(تصوير محمود النائل )

الشيخ مصطفى أبو زهرة – رئيس لجنة رعاية مقابر المسلمين في القدس

نرحب بأهل الداخل الفلسطيني ونضعهم في قلوبنا ومهجنا

الشيخ مصطفى أبو زهرة والذي يواكب فعاليات التصدي والدفاع عن المسجد الأقصى منذ الدقيقة الأولى التي بدأت فيها جرافات المؤسسة "الإسرائيلية" هدم طريق باب المغاربة فجر يوم الثلاثاء 6/2/2007م، رابط قبالة باب المغاربة، ثم انتقل إلى موقع الاعتصام بالقرب من "حسبة وادي الجوز"، ثم إلى موقع الاعتصام في الشارع الرئيسي في حي وادي الجوز، ثم كان ثامن ثمانية اعتصم مع الشيخ رائد صلاح* بعد منعه من التجمهر مع أكثر من سبع أشخاص، ورافق المعتصمين في اعتصامهم بعد ذلك داخل بيوت أهل حي وادي الجوز، حيث انتهى الاعتصام إلى سقف بيوت آل الحلواني.

يقول المهندس الشيخ مصطفى أبو زهرة: "الواقع أن المسجد الأقصى هو مسجد للمسلمين جميعاً، وقدر الله لنا أهل بيت المقدس أن نكون رأس حربة لمليار ونصف مليار مسلم في العالم، والواقع أن الاعتصام واجب لإبقاء هذه القضية حية، لأنّ الحفاظ على المسجد الأقصى هو أمانة في أعناقنا، ونحن أولى بهذه الأمانة من غيرنا، نحن أهل فلسطين جميعاً يداً واحدةً، وأمةً واحدة، وشعبا واحداً، وعلينا جميعا أن نشارك في هذه الوقفة، وفي هذه الهبة، وهي واجب الجميع.

ولا شك ان هناك تعاظم في الالتفاف من أهل القدس حول قضية المسجد الأقصى، لأن المسجد الأقصى هو عقيدة، فنحن ندافع عن عقيدتنا وعن أقصانا، الأقصى من عقيدتنا ووجودنا، ولذلك الجميع يتآلف ويشارك قدر استطاعته في الاعتصام، سواء المشاركة الفعلية والحضور، وسواء يستضيف المشاركين من خارج المدينة فهو واجب يقوم به المقدسيون، ونحن نرحب بكل الأخوة وخصوصا الحركة الإسلامية التي قامت وما زالت بقيادة هذه الفعاليات من اجل الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.

واننا حقيقة في غاية الارتياح لوجود أهلنا من الداخل الفلسطيني معنا وبيننا، فأهل الداخل يقومون بعمل كبير وعظيم وتفاعلوا معنا في إعمار المسجد الأقصى، نحن نرحب بهم ونضعهم في عيوننا وقلوبنا ومهجنا وأهلا وسهلا بهم ونحن سعيدون للغاية بوجودهم.

 

الشيخ رائد صلاح يؤم المعتصمين في صلاة فوق أحد منازل القدس بعد منعه من الاجتماع بأكثر من 8 أشخاص في مكان عام(تصوير محمود النائل )

آل حلواني في وادي الجوز:

بيوت آل الحلواني بيوت لجميع من يدافع عن الأقصى والقدس

عندما ضيقت المؤسسة "الإسرائيلية" على المعتصمين من أهل القدس وأهل الداخل الفلسطيني والحركة الإسلامية عامة والشيخ رائد صلاح بشكل خاص، ومنعت بموجب قرار قضائي "إسرائيلي" عجيب وغريب أن لا يجتمع الشيخ رائد صلاح في القدس مع أكثر من سبعة أشخاص حتى في الصلاة، فتح أهل حي وادي الجوز بيوتهم للشيخ رائد صلاح ولكل المعتصمين وبدءوا باستقبالهم داخل بيوتهم أو في ساحاتها أو على أسقفها، وكان لبيوت آل الحلواني نصيب كبير من ذلك، وشهدت أسقف بيوت آل الحلواني فعاليات وأنشطة على مدار أيام كريمات، صلاة واعتصام وصيام وإفطار جماعي فأصبحت أسقف بيوتهم ساحة ومشهدا لا يمحى من الذاكرة أبداً مشهد الصبر والتحدي.

يقول أحد أفراد آل الحلواني: "بدون شك نحن أهل القدس وأهل حي وادي الجوز من آل الجوار، وحق على أهل القدس ان يكونوا متضامنين مع أهلنا في الداخل الفلسطيني، لاننا نحن جسد واحد لا يتجزأ، والأقصى حق خالص لجميع المسلمين، ونحن مسلمون بطبيعة الحال، فنتضامن جميعا مع أهل الداخل الفلسطيني لننصر وندافع عن المسجد الأقصى المبارك، وهذا هو واجب ديني ووطني.

أهل القدس، أبداً لم ولن يتأخروا عن حماية الأقصى، والدليل أننا يوميا متواجدون وفي خدمة أهلنا المعتصمين وادعاء "إسرائيل" باطل ومرفوض، وأشعر أن الشمل سيلتئم ونكون كتلة واحدة، شعب فلسطيني حر ومؤمن بدينه وقضيته، ومستعد ان يبذل أي ثمن مقابل ذلك.

ولمن يحاول أن يرهبنا نقول كما يقول المثل لو خاف أهل عكا من هدير البحر ما سكنوا بجواره، ونحن نقدم اليوم اقل الممكن من اجل المسجد الأقصى، الذين جاءوا  ليدافعوا عن المسجد الأقصى المبارك، نحن لا نرفع الشعار فقط بل ان نتبع الشعار إلى الفعل نعم نقولها: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ونقولها هذه ليست بيوت آل الحلواني هذه البيوت للجميع انها بيوت الكرم والجود والبذل والعطاء من اجل المسجد الأقصى والقدس الشريف ولكل من يرفع راية الأقصى والقدس مدافعا ومنافحاً عنهما".

في حين يحدثنا بعض من استقبل المعتصمون في بيوتهم أيضاً: "يشرفنا أن نستضيف أهلنا وأحبابنا من الداخل الفلسطيني، وهذا واجب إنساني قبل كل شيء، وصراحة نحن جسم واحد في الداخل وفي القدس، وعلينا جميعا ان نقف وقفة رجل واحد مع من يطالب بالحفاظ والدفاع عن حقنا في القدس والمسجد الأقصى المبارك".

المهندس  محمد غوشة – رئيس فرع القدس في نقابة المهندسين:

علينا كمقدسيين التواجد بأكبر عدد ممكن داخل المسجد الأقصى

يقول المهندس محمد غوشة الذي زار موقع الاعتصام في وادي الجوز مرات ومرات: "أهل القدس كما عهدتموهم هم أصحاب هذه الأرض، فبالتالي ليس من قبيل الجميل، بل هو من قبيل الواجب ان نحتضن كافة إخواننا من الداخل الفلسطيني، جزاهم الله خيرا عن كافة الأمة الإسلامية وعن الشعب الفلسطيني، بتكبدهم عناء السفر والوصول إلى القدس لأنهم ذخرنا.

أما ما يدعيه الاحتلال من عدم وجود أهل القدس على هذه الأرض، فأهل القدس موجودون على هذه الأرض، لكن التصرفات الاحتلالية وما يعانيه شعب أهل بيت المقدس من مضايقات ومن ملاحقات تحول دون وصولهم إلى القدس والمسجد الأقصى، فالسبب لعدم وصول أهل القدس أحيانا كثيرة هو إجراءات القمع الاحتلالية، والواقع ان أهل القدس هم أعزاء، وهم من المرابطين، وهم من اقرب الناس إلى المسجد الأقصى وبإذن الله نحن وجميع أهل القدس من واجبنا حماية المسجد الأقصى، كما يفعل أهلنا من الداخل الفلسطيني.

ورسالتي اليوم إلى كل مقدسي حر وكل مسلم ان يعمر المسجد الأقصى بوجوده وبالصلاة في المسجد الأقصى وليس في المساجد خارج المسجد الأقصى، وعلينا التواجد بأكبر عدد ممكن للصلاة داخل المسجد الأقصى المبارك.

وكم شعرت بالغضب بصفتي مقدسي كمقدسي قبل عدة جُمَع عندما كانوا يحددون سن الدخول للمسجد الأقصى، انا شخصيا ابن القدس وابن البلدة القديمة، لا ابعد عن المسجد الأقصى سوى عدة أمتار، ومع ذلك قاموا بمنعي من الصلاة في المسجد الأقصى، هذا واقع مرير فهل يحدد الاحتلال أي مسلم يجوز له الصلاة في المسجد الأقصى ومن لا يجوز له الصلاة، وهذا عار على هذا الاحتلال وما يدعيه من الديمقراطية، وما يدعيه من حرية العبادة فبالتالي هذا أمر احتلال.ي ونسأل الله تعالى بنفس أهل القدس وأعزائهم من أهل الداخل الفلسطيني وهم أيضا أصحاب هذه الأرض وهم أيضا مسؤولون عن المسجد الأقصى وكلنا لحمة  واحدة  وموحدة.

   

(تصوير محمود النائل )

السيد عارف ناصر الدين – من وجهاء أهل القدس:

نفتدي المسجد الأقصى المبارك بأموالنا وأرواحنا وأولادنا

السيد عارف ناصر الدين وقف قبل أيام يصرح بثبات وإصرار في موقع الاعتصام على سقف بيوت آل الحلواني: "جئنا اليوم لنعلن المرة تلو المرة باسم تجار وأهالي القدس نصرتنا للمسجد الأقصى ومدينة القدس، ونؤكد أننا نستنكر الحفريات التي تقوم بها "إسرائيل" عن طريق باب المغاربة ونستنكر كل الإجراءات "الإسرائيلية" لتهويد مدينة القدس ، لقد أعلنا عن فعاليات لثلاثة أيام".

وعندما سئل أنّ المؤسسة "الإسرائيلية" تدعي أن أهل القدس لا يعنيهم ما يحدث للقدس والأقصى قال مصمماً: "بالعكس نحن نفتدي المسجد الأقصى بأموالنا وارواحنا وأولادنا، ولكن "إسرائيل" لا ترغب برؤية الحقيقة، فهم دائما المعتدون علينا، هذه ارض وقف إسلامية، و"إسرائيل" تضع وجهها إلى الحائط ولا تستمع إلى الحقيقة.

انا اطلب اذا كانت "إسرائيل" ترغب بالسلام الحقيقي مع انهم لا يطلبون السلام وهم دائما المعتدون، وللأسف الشديد العالم الإسلامي غير متنبه جيدا للمكر "الإسرائيلي"، ونحن نحمّل الزعامات الإسلامية والعربية المسؤولية لما قد يجري للمسجد الأقصى ولمدينة القدس، ونطلب من الجميع ان يقفوا وقفة رجل واحد للتصدي للهجمة التي تستهدف تهويد مدينة القدس وهدم المسجد الأقصى، نعم نؤكد أنّ هدف "الإسرائيليين" هدم المسجد الأقصى، حتى يقيموا الهيكل المزعوم عليه، وهم يعملون لتحقيق هذا الهدف، أطالب العالم العربي والمسلمين ان ينظموا المسيرات الحاشدة والاعتصامات والمظاهرات الكبيرة لإيصال رسائل إلى جميع العالم اننا نقف مع المسجد الأقصى المبارك ومع القدس".

  

(تصوير محمود النائل )

السيد عزام  توفيق ابو سعود – مدير الغرفة التجارية – القدس:

ثورة البراق قد تعيد نفسها فالتاريخ عادة يعيد نفسه

السيد عزام ابو سعود سكنت عائلته في حارة المغاربة الذي هدمته القوات "الإسرائيلية" عام 1967م عند احتلالها للقدس والمسجد الأقصى، ومن ضمن ما هدم حينها بيوت آل سعود، والآن تكمل المؤسسة "الإسرائيلية" جريمتها. في موقع اعتصام وادي الجوز حدثنا السيد عزام أبو سعود: "أهل القدس لديهم تكليف الهي بالمرابطة في بيت المقدس وحماية المسجد الأقصى، والتكليف الإلهي جاء بالحديث النبوي الشريف المعروف للمرابطة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، الحقيقة في أيام الجمع الأولى لأحداث باب المغاربة لم يسمح للمسلمين الدخول للصلاة في المسجد الأقصى ولم يتعد عدد المصلين 3000 مصل في ثلاث جمع متتالية في المسجد الأقصى، ويكاد المسجد يكون حزينا ويبكي للوضع الذي آل اليه منذ ضعف الحماية العربية والإسلامية له.

الوضع في المدينة المقدسة ان أهل القدس اقرب الناس إلى المسجد الأقصى وسكان البلدة يعانون من مجموعة من المشاكل التي تجعل حماية المسجد الأقصى ليس فقط حماية الحجر، الإنسان هو الذي سيحمي الحجر، وبم ان هؤلاء اقرب الناس استعدادا لحماية الأقصى، يجب توجيه كافة الرعاية والعناية لهؤلاء الناس حتى يبقوا محافظين على المسجد الأقصى، أهل البلدة القديمة في القدس.

أما عن قيام المؤسسة "الإسرائيلية" بهدم طريق باب المغاربة وأبعاد هذه الجريمة، فيقول السيد أبو سعود: "هناك محاولة "إسرائيلية" للسيطرة الكاملة على أبواب السلسلة، والحديد، والمجلس، والغوانمة، هذه الأبواب الأربعة للمسجد الأقصى هناك تهديد خطير من قبل "الإسرائيليين"، إنهم يريدون السيطرة على كامل الحائط الغربي للمسجد الأقصى وليس فقط الجزء من منطقة حي المغاربة".

ويستذكر السيد عزام وهو يتحدث إلينا ثورة البراق عام 1929م والذي كان من قيادتها حسن ابو سعود ويقول: "يجب ان نأخذ دروساً من التاريخ، التاريخ دائما يكرر نفسه، عملية الهدم الحالية تهدف إلى ربط جزئين من طرفي ساحة البراق من الجهتين الجنوبية والشمالية، بمعنى أن الاعتداء على حائط البراق مستمر وخطير فلا أستبعد أن يعيد التاريخ ثورة البراق ثانية".

وعن أهل الداخل يحدث السيد ابو سعود: "نعم أنتم جزء من أكناف بيت المقدس، كل ارض فلسطين هي من أكناف بيت المقدس ان لم يكن امتدادها اكبر من ارض فلسطين التاريخية نحن نشعر انه لولا وقوف فلسطينيي الداخل مع مدينة القدس لكان الوضع في مدينة القدس اصعب، نحن نشعر بالامتنان للجهود التي يقومون بها، والواجب القومي يحتم على كل من يستطيع الوصول في ظل عدم استطاعة أهل الضفة والقطاع الوصول إلى الأقصى، فانهم الأقرب إلينا دوما، وانتم الأقرب إلى أهل القدس في الشعور والحاجة إلى حماية المقدسات.

وهنا أود ان اشكر لكم وبالذات للشيخ رائد صلاح هذه الوقفة، هذا الصمود الدائم والتواجد رغم كل المضايقات والمشاكل القضائية التي يتعرض لها يوميا بسبب تواجده في هذا المكان ورغم منعه، فهو يتواجد، دائما أقول ليت عندنا الكثير من مثل هذا الرجل وزملائه في هذه البلاد".

أما عن التضليل "الإسرائيلي" للرأي العام فيقول: "نعم هو تضليل للرأي العام، نحن وإياكم جسم واحد، لا يمكن الفصل بين الفلسطيني والفلسطيني أينما كان، والفلسطيني أينما كان حبه للمسجد الأقصى وتعلقه بالمسجد الأقصى والقدس قوي جدا، نحن نرى بتجربتكم وكيفية الصمود والتصدي وواجب نصرة الأخ لأخيه هو واجب ديني ومتعارف عليه عرفا أيضاً".

   

 

السيد سعيد أبو ماضي - حسبة وادي الجوز:

إنه صراع الإرادات وإرادة الحق هي المنتصرة عمّا قريب

 وفي أحد دكاكين حسبة وادي الجوز تحدث إلينا السيد سعيد أبو ماضي وقال :" يمكن أن نلخص الموضوع بأنه صراع الإرادات، بين من يحمل الإرادة الموحدة بالله رب العالمين  والمتوكلة على الله وهي ترفع راية الحق، وبين من يحمل إرادة الشر والباطل والظلم، وإرادة الحق هي التي ستنتصر وقد بان اقترابها، وما لأهل القدس الاّ الصبر والالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، ونقولها بصراحة لولا خوف "الإسرائيليين" منّا لما عاملونا بهذه القسوة وبهذه الشدة، وبهذا الحصار المقيت، وهذه المعاملة الصعبة تزداد شراسة لأنهم يعتبروننا خطراً جسيماً، لو كنا ضعفاء لهنّا عليهم، ولذلك نقولها وبعد أن بانت بشكل واضح كل مخططاتهم المستهدفة للمسجد الأقصى آن الأوان لكل نائم أن يستيقظ ولكل غافل أن يتنبه، وفي النهاية أبشر أهل القدس والمدافعين عن المسجد الأقصى وكلي تفاؤل أن نصر الله قريب قريب جداً وما ذلك على الله بعزيز .   

الشيخ رائد صلاح يتحدث لطلاب مدرسة الإيمان الذين زاروا موقع الاعتصام في وادي الجوز(

تصوير محمود النائل )

 

الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني:

وجدنا من أهل القدس كل موقف كريم غمرنا باللطف والمودة

ونختم ملخصين ببعض ما حدثنا به الشيخ رائد صلاح، مذكرين ما قاله انه سيفرد مقالات ومقالات عن مشاهد وروائع الكرم لأهل القدس عامة وأهل حي وادي الجوز خاصة، وآل الحلواني بصفة أخص الخصوص.

قال الشيخ رائد صلاح:" لقد وجدنا من أهلنا في القدس الشريف منذ لحظة اعتصامنا الأولى كل موقف كريم غمرنا باللطف والمودة حيث انهم كانوا ولا يزالون يرفدوننا منذ اليوم الأول حتى الآن بالحضور اليومي الدائم من الرجال والنساء الكبار والصغار من القيادات الدينية والقيادات السياسية والنقابات المختلفة والمدارس والمؤسسات الأهلية ولا يزالون يقدمون لنا حتى الآن يوميا الماء والقهوة والشاي والطعام ولا يزال بعضهم يشاركنا في أداء صلاتنا ظهراً أو عصراً أو صلاة المغرب والعشاء، وهذا يجسد وحدة الجسد الواحد والقلب الواحد، فقد التقى هم القدس الشريف ومأساة المسجد الأقصى المبارك.

= كل القرائن التي لا زلت أشاهدها بعيني منذ لحظة اعتصامنا الأولى تؤكد ان المؤسسة "الإسرائيلية" باتت تتجرع الخيبة والحسرة من فشلها الذريع يوم أن حاولت ان تبعد أهل القدس الشريف عن مسيرة اعتصامنا وفعالياتنا المختلفة، ولذلك وبسبب هذه الخيبة والحسرة لا زلنا نشهد محاولات استفزاز يومية من قبل قوات أمنية "إسرائيلية" مختلفة فتارة يقومون بفرض مخالفات على أصحاب السيارات التي لم يفرضها منذ عشرات السنوات الاّ في هذه الأيام عقوبة لمن يعتصمون معنا، وتارة يحاولون الكشف عن أوراق قديمة يدعون من خلالها أن هذا البيت أو ذاك البيت قد أضاف غرفة أو أكثر بدون إعداد خارطة وترخيص لهذه الإضافات، لا بل وصل الأمر بهم ان يقوموا بفرض مخالفات لبعض الأهل الذين يربون خلايا النحل في ساحات بيوتهم بهدف التضييق والإيذاء فقط لأصحاب هذه البيوت، ولكن للحقيقة نقول ان أهلنا في القدس الشريف داسوا على كل هذه التهديدات وسخروا منها والقوها وراء ظهورهم ولا يزالون يواصلون معنا هذه المسيرة علانية وتحديا بلا تلعثم إطلاقا، وهنا أخص بالذكر الحي الذي نعتصم به في منطقة وادي الجوز وبشكل أخص، أخص بالذكر أصحاب البيت الذي نعتصم على سطح بيته، حيث لا يزالون يتلقون كل يوم رسائل تهديد تارة من بلدية القدس العبرية وتارة من أجهزة الأمن "الإسرائيلية"، ومع ذلك هم صامدون وشامخون في مواقفهم.

 

* رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني  

لقطات أرشيفية للاعتصامات الفلسطينية في القدس المحتلة احتجاجا على استمرار هدم طريق باب المغاربة الملاصق للمسجد الأقصى المبارك (تصوير محمود النائل )   

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com  

عودة إلى صفحة النشرة الرئيسية