نشرة الأقصى الإلكترونية |
الشيخ
رائد صلاح في حوار شامل في الذكرى
الأربعين لاحتلال المسجد الأقصى وشرقي
القدس: =
هناك حاجة لخطة استراتيجية تحفظ القدس
وتنقذها من التهويد، وتحفظ المسجد
الأقصى المبارك وتنقذه من مؤامرة
المؤسسة الاحتلالية "الإسرائيلية" =
على الحاضر الإسلامي والعربي أن يتعاون
على إقامة صندوق إسلامي عربي عالمي
لإنقاذ القدس الشريف من التهويد =
لا شك أن الاقتتال الفلسطيني الداخلي
يبشر بالسلب على المسجد الأقصى المبارك =
اتفاق أوسلو كان ضربة ثقيلة على القدس
الشريف والمسجد الأقصى وأعطى فرصة أطول
لتهويد القدس =
لا زلت على يقين أن الحاضر الإسلامي
والعربي فيه الخير وسيبقى يملك
القابلية في داخله لنصرة القدس الشريف
والمسجد الأقصى المبارك =
نشاطاتنا الرافضة لجريمة هدم طريق باب
المغاربة كانت سبباً بمنع جرائم هدم
مستقبلية كانت المؤسسة "الإسرائيلية"
ستقوم بها =
الإعلام العربي والإسلامي لم يعطِ
الذكرى الأربعين لاحتلال شرقي القدس
والمسجد الأقصى القدر والاهتمام الكافي
=
لا زلت أطمع أن تصرّ السلطة الفلسطينية
والحكومة الفلسطينية على تعيين وزارة
للقدس ترعى الواقع اليومي وتكون عنوانا
للمقدسيين في القدس =
كان لأهل القدس الشريف موقف شجاع في
التصدي لجريمة هدم طريق المغاربة
أم
الفحم- فلسطين 48 - الأربعاء 13/6/2007م -كتب محمود أبو عطا- مؤسسة الأقصى: أربعون عاماً مرت على
احتلال المؤسسة "الإسرائيلية"
لشرقي القدس والمسجد الأقصى ، تعرض فيها
المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس
لمسلسل طويل من الاعتداءات، في وقت أخذت
الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
ورئيسها الشيخ رائد صلاح على نفسها
التصدي لكل المخاطر التي يواجهها
المسجد الأقصى ما استطاعت إلى ذلك
سبيلا، عملاً لا قولاً، وبإرفاد المسجد
الأقصى والقدس بمشاريع الإعمار
والإحياء، ويظل الأمل يراود كل مسلم
وعربي حرّ أن يزول الاحتلال "الإسرائيلي"
عن المسجد الأقصى المبارك. في هذه
المقابلة الشاملة مع الشيخ رائد صلاح –
رئيس الحركة الإسلامية في الداخل
الفلسطيني - نحاول
أن نستخلص عبر الماضي ونتنبه للحاضر
ونستقرأ المستقبل آملين أن تلقى زفرات
شيخ مهموم آذاناً صاغية تسعى لحفظ
المسجد الأقصى المبارك ولإنقاذ القدس
الشريف. س1: لوحظ
أن الأربعين سنة التي مضت على الاحتلال
"الإسرائيلي" للقدس والمسجد
الأقصى تميزت بردود الأفعال على
الاعتداءات الإسرائيلية، إلا من ما
ندر، باعتقادك ألم يحن الأوان لوضع خطة
إستراتيجية لحفظ المسجد الأقصى ولإنقاذ
القدس الشريف؟ = الشيخ
رائد صلاح: في
الوقت الذي نؤكد فيه أننا على يقين أن
الاحتلال "الإسرائيلي" سيزول عن
القدس الشريف وعن المسجد الأقصى
المبارك كما زال كل احتلال عبر التاريخ
الماضي القريب والبعيد، إلا أننا يجب
أن نؤكد في نفس الوقت أن هناك
واجباً علينا يجب أن نقوم به سواء
كنا من المرابطين في القدس الشريف
وأكناف القدس الشريف، أو سواء كنا من
الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني، وهذا
الأمر نعم يستدعي خطة استراتيجية نجتهد
من خلالها أن نحافظ على القدس الشريف
والمسجد الأقصى المبارك ونقف في وجه
المؤامرة "الإسرائيلية" التي ما
عادت سرية، بل إن القائمين على هذه
المؤامرة "الإسرائيلية" يصرحون
أنهم يعملون على تهويد القدس الشريف
ويعملون على بسط سيطرتهم الاحتلالية
المطلقة على كل المسجد الأقصى وعلى كل
ما يدور في المسجد الأقصى، ولذلك هذا
يدفعنا أن نؤكد مرة بعد مرة أن هناك حاجة
لخطة استراتيجية تحفظ القدس وتنقذها من
التهويد، وتحفظ المسجد الأقصى المبارك
وتنقذه من مؤامرة المؤسسة الاحتلالية
"الإسرائيلية"، وفي تصوري في الوقت
الراهن وهو الوقت الذي يشهد الوهن
الإسلامي العربي، هذا الوقت الذي يشهد
الوهن السياسي الإسلامي والعربي، في
هذا الوقت أنا من المقتنعين أننا كأمة
إسلامية وعالم عربي إن لم نستطع أن ننقذ
القدس الشريف والمسجد الأقصى الآن فعلى
الأقل يجب علينا ألاّ نضيعهما، ولذلك
فهناك حاجة أن يتعاون الحاضر الإسلامي
والعربي أولا على إقامة صندوق إسلامي
عربي عالمي لإنقاذ القدس الشريف من
التهويد، هناك حاجة أن يقوم الإعلام
الإسلامي والعربي على صعيد منابره
المختلفة المرئية والمسموعة
والمكتوبة، على صعيد القنوات الفضائية
والإذاعات والمجلات والصحف يجب أن يقوم
هذا الإعلام اليوم على إحياء قضية القدس
الشريف والمسجد الأقصى الشريف وتعميق
هذه القضية في عقول وقلوب كل مسلم وكل
عربي وكل الفلسطيني، سيما وهناك آلاف
الفضائيات في الحاضر الإسلامي والعربي،
وكذلك في تصوري فإن للعلماء دورا كبيرا،
العلماء ملح الأمة في الماضي والحاضر، يجب
الاّ يكفوا في يوم من الأيام متحدثين عن
مأساة القدس الشريف والمسجد الأقصى،
ومحرضين الحاضر الإسلامي والعربي
والفلسطيني كي يلتف حول قضية القدس
الشريف والمسجد الأقصى، وكي يحفظوا هذه
القضية حية في العقول والقلوب فلا تموت
بل تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل،
وكذلك في تصوري هناك مهمة ثقيلة جدا
للأحزاب والحركات على صعيد الحاضر
الإسلامي والعربي يجب عليها أن تحفظ في
الجماهير المسلمة والعربية الأمل
واليقين والتفاؤل والتوكل، يجب أن تحفظ
فيها إرادات وعزائم وهمما لا تيأس ولا
تخور ولا تستسلم ولا تدع القدس وحيدة
ولا تترك الأقصى وحيدا، وهذا يحتاج من
الأحزاب والحركات إلى دور شجاع ودور
مكثف ونفس طويل كي يتقنوا هذه المهمة،
ومما لا شك فيه أن هناك دوراً للمؤسسات
الأهلية كي تقوم بدور إرفاد كل مشروع
صادق بدعمها المالي والمعنوي، هذه
المؤسسات الأهلية في الحاضر الإسلامي
والعربي ما أكثرها والبعض منها يملك
مقدرات مالية ضخمة جدا، إذن
لا عذر لها إذا وقفت متفرجة على مأساة
القدس الشريف والمسجد الأقصى، بل يجب
عليها أن تدعم أولا الصندوق الإسلامي
العربي العالمي لإنقاذ القدس الشريف
والمسجد الأقصى، ثانيا عليها أن تدعم كل
مشروع من شأنه أن يصب في نصرة القدس
الشريف والمسجد الأقصى المبارك، في
تصوري هذه المكونات التي ذكرتها والتي
تكوّن حقيقة الحاضر الإسلامي والعربي
يجب أن يكون لها هذه الأدوار وزيادة،
يجب أن تبتكر، يجب أن تبدع مشاريع من اجل
القدس الشريف ومن اجل المسجد الأقصى
المبارك، أقول ذلك ليس من باب المتفرج،
بل حقيقة نحن نجتهد أن نقوم بدورنا في
الداخل الفلسطيني، واقصد بذلك المثلث
والجليل والنقب والمدن الساحلية عكا
وحيفا ويافا واللد
والرملة، ويجب أن نقوم بدورنا على صعيد
الأهل المرابطين في القدس الشريف، ومن
أهم ما يجب أن نقوم به في هذا الوضع
الراهن الشائك والصعب يجب علينا أن نقوي
دور مسيرة البيارق حتى تتحول إلى عشرات
الحافلات يوميا، وحتى تتحول إلى الألوف
يوميا يدخلون المسجد الأقصى، كذلك في
تصوري هناك حاجة أن نتعاون على إنجاح
مشروع رباط حمائل القدس الشريف في
المسجد الأقصى، والبوادر تبشر بخير،
تبشر أن أهل القدس بدأ كل واحد منهم على
صعيد منطقته وعلى صعيد حمولته بدءوا
يبحثون عن اليوم المطلوب منهم كل شهر كي
يشدوا الرحال فيه صغارا وكبارا ونساء
إلى المسجد الأقصى، والحمد الله رب
العالمين في هذا الاتجاه هناك استجابة
طيبة من أهلنا في القدس الشريف والمطلوب
أكثر وأكثر كما هو واضح، شيء طيب جدا
بدأنا به قبل أشهر وهو تجميع تواقيع
عائلات القدس الشريف على وثيقة سميناها
وثيقة العهد والوفاء، في هذه الوثيقة
يؤكد كل أهل القدس الشريف مقسمين بالله
أنهم سيحافظون على الأرض،
وعلى البيوت، وعلى الأسواق، وعلى
الدكاكين، وعلى المقدسات كي لا تبتلعها
المؤسسة الاحتلالية "الإسرائيلية"،
وهذا يحتاج إلى جهد ليل نهار، ومن هنا
فأنا أؤكد أننا بحمد الله رب العالمين
نجتهد أن نقوم بدور مناصر للقدس الشريف
والمسجد الأقصى محليا، وأقصد محليا نحن
المرابطين في القدس الشريف وأكناف
القدس الشريف، وآمل في نفس الوقت أن
يكون هناك دورا عالميا على صعيد الحاضر
الإسلامي والعربي بنصرة القدس الشريف
والمسجد الأقصى المبارك وفق الخطوط
التي بينتها خلال إجابتي. س2:
المؤسسة "الإسرائيلية" وصحفها
تحدثت مؤخراً عن تسع حفريات جديدة في
محيط الأقصى، وهذا ليس بجديد حسب ما
ذكرتَ في أكثر من مقابلة صحفية لك، إذن
لماذا هذا التوقيت "الإسرائيلي"
وما هدفه؟ = الشيخ رائد صلاح:
الحفريات "الإسرائيلية" تحت حرم
المسجد الأقصى المبارك بدأت منذ عام 1967م،
وهو اليوم الذي وقعت فيه فاجعة احتلال
المسجد الأقصى المبارك، منذ ذلك اليوم
بدأت الحفريات، وبذلك أقامت المؤسسة
"الإسرائيلية" شبكة حفريات تحت
المسجد الأقصى المبارك، وما كشفوا عنه
في صحيفة "هآرتس" العبرية حيث ادعت أن المؤسسة "الإسرائيلية"
تحفر تسعة أنفاق هذا ليس بجديد، هذا
معروف لدينا، نحن على علم ودراية بكثير
من مواقع الأنفاق التي تقوم بها المؤسسة
"الإسرائيلية" الاحتلالية، لا بل
أؤكد أن العدد الحقيقي للأنفاق هو أكثر
بكثير جدا مما أعلنته الصحيفة العبرية "هآرتس"، ومعنى ذلك أن جريمة حفر الأنفاق ليس قضية ستقع بل قضية وقعت منذ
عشرات السنوات، ولا تزال المؤسسة "الإسرائيلية"
ماضية في تنفيذ هذه الجريمة، الآن يبقى
السؤال لماذا أعلنت صحيفة
"هآرتس" عن هذا الرقم، هناك تحليلات
مختلفة، هناك من المجتمع اليهودي من هو
معني بعدم تحويل قضية المسجد الأقصى
المبارك إلى معركة صدام ديني عالمية مع
الحاضر الإسلامي والعربي، فهؤلاء
اليهود إذا كانوا قلة شاذة، إلا أنهم
يدركون أن تحويل المسجد الأقصى إلى دافع
لهذه الحرب الدينية العالمية مع الحاضر
الإسلامي معنى ذلك هو زوال دولة إسرائيل
كاملة، وذلك يوم أن يكشفوا عن الأنفاق،
إنما هم يحاولون تدارك الخطر الذي توقعه
المؤسسة "الإسرائيلية" على المسجد
الأقصى صباح مساء، هؤلاء الذين كشفوا عن
الأنفاق يظنون أنهم قد ينجحون بوقف
جرائم الاحتلال "الإسرائيلي"
بالمسجد الأقصى المبارك وبذلك يطمعون
بوقف الاحتمال القوي والذي يزداد قوة
يوما بعد يوم، والذي يقول أن صداماً
كبيراً واقعا بين العالم الإسلامي
والعربي والمؤسسة "الإسرائيلية". س3: بنظرة
إلى الحاضر والمستقبل: ما هي أهم
المخاطر الحالية التي يتعرض لها المسجد
الأقصى والقدس، وهل يمكن التصدي لمثل
هذه المخاطر؟ = الشيخ
رائد صلاح: المخاطر التي يتعرض لها
المسجد الأقصى المبارك تستهدف مباني
المسجد الأقصى وتستهدف الحياة في
المسجد الأقصى المبارك، لذلك المخاطر
التي تقع على المسجد الأقصى من حيث
المباني سعي وإصرار المؤسسة "الإسرائيلية"
بإقامة شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى
المبارك، وعملية هدم تدريجي للمسجد
الأقصى المبارك، فقبل أشهر وتحديدا في
6\2\2007م بدؤوا بهدم طريق المغاربة بكل ما
يضم من آثار إسلامية، من مدارس من مساجد
من أمور أخرى، المؤسسة "الإسرائيلية"
لم تكتف بهذه الجريمة بل هي تسعى
لمواصلة جرائم الهدم في المسجد الأقصى
المبارك وأبسط مثال على ذلك المناقصة
التي كشفت عنها مؤسسة الأقصى والتي تبين
ما كتب فيها أن المؤسسة "الإسرائيلية"
تستعد لمرحلة هدم جديدة في طريق
المغاربة، الآن هذه عينات من جريمة هدم
مباني المسجد الأقصى المبارك، إلا أن
هناك خطرا آخر، وهو هدم الحياة اليومية
في داخل المسجد الأقصى، من اجل ذلك ها هي
المؤسسة "الإسرائيلية" الاحتلالية
تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على كل
بوابات المسجد الأقصى المبارك، ها هي
المؤسسة "الإسرائيلية" بدأت تقوم
بدور الحراسة للآلاف من السائحين
والسائحات الذين يدخلون إلى المسجد
الأقصى المبارك شبه عراة ويقومون
بحركات غير أخلاقية حركات مشبوهة
وحركات هابطة، بالإضافة إلى ذلك فإن
المؤسسة "الإسرائيلية" توفر
السلاح والحماية لآلاف اليهود الذين
بدءوا يؤدون طقوسهم الدينية في داخل
المسجد الأقصى المبارك، وهذا أمر خطير
جدا وغير مسبوق، بدأت المؤسسة "الإسرائيلية"
تحاول أن تسيطر عليه، الآن أمام كل هذه
المخاطر التي تتعلق بالبناء والتي
تتعلق بالإنسان حقيقة يحب أن يكون لنا
الدور الدائم الذي لا نخاف فيه إلا من
الله تعالى كي نحفظ على القدس الشريف من
التهويد وكي نحفظ المسجد الأقصى
المبارك. س4: رغم
فعالياتكم ونشاطكم
للتصدي لحفريات باب المغاربة، لكن
الحفريات مستمرة بل مرشحة للتصعيد، هل
يمكن القول أنّ جهود إيقاف الحفريات
والهدم في طريق باب المغاربة فشلت؟ = الشيخ
رائد صلاح : قطعاً لم تفشل، فمع أن
المؤسسة "الإسرائيلية" حتى الآن لم
توقف التدمير في طريق المغاربة، إلا أن
النشاطات الكثيرة التي قمنا بها والتي
لا نزال نقوم بها كان مردودها عظيما
جدا، حيث حافظت على اهتمام الحاضر
الإسلامي والعربي اليومي بالمسجد
الأقصى المبارك وهذا أمر هام جدا ربحناه
من خلال هذه النشاطات، ومرة أخرى أقول
هذه النشاطات نعم لم توقف الحفريات فورا
ولكن أنا على قناعة أنها كانت رسالة
واضحة للمؤسسة "الإسرائيلية" دفعت
المؤسسة "الإسرائيلية" ان تعيد
النظر في خطواتها المتسارعة التي
تستهدف من خلالها هدم بعض أركان المسجد
الأقصى المبارك الهامة، وهذا يعني أن
هذه النشاطات وان لم توقف جريمة الهدم
الآن فلعلها كانت السبب بمنع جرائم هدم قادمة
في المستقبل القريب كانت المؤسسة "الإسرائيلية"
ستقوم بها، ولكنها انسحبت وتنازلت عن
هذه المشاريع في آخر لحظة، إذا أنا ضد من
يقف موقف اليأس من قضية الفعاليات التي
قمنا ولا زلنا نقوم بها في القدس الشريف
والمسجد الأقصى المبارك، بل هي فعاليات
مباركة ستؤتي أكلها بإذن الله رب
العالمين، ولعل الحد الأدنى من هذه
الفعاليات هو أن نحافظ على قضية القدس
الشريف والمسجد الأقصى وأن لا تموت من
قلوب وعقول أهلنا ومن ضمائرهم ومن
أحاسيسهم ومن قلوبهم. س5: كيف
يؤثر الاقتتال الفلسطيني الداخلي،
والوضع العربي والإسلامي المترهل على
مستقبل القدس والأقصى؟ = الشيخ رائد صلاح:
لا شك أن الاقتتال الفلسطيني
الداخلي يبشر بالسلب على المسجد الأقصى
المبارك، ويدفع المؤسسة "الإسرائيلية"
أن تتكالب مسعورة على المسجد الأقصى
المبارك لتنفيذ
كل مخططاتها، هذا واضح جدا ودعني أقول
بصراحة أن الصمت العربي والإسلامي الذي
لا يزال متواصلاً حتى الآن، والذي لا
يخرج عنه في هذه الأيام إلا بعض مقالات
الشجب والاستنكار، أن هذا الصمت العربي
مما لا شك فيه يزيد من شراهة المؤسسة
"الإسرائيلية" الماضية والتي لم
تسأل أحدا بل كانت وما تزال
حتى الآن تواصل كل اعتداءاتها القبيحة
المتزايدة والمتصاعدة على المسجد
الأقصى المبارك. س6: يجمع
كل مراقب اليوم أن القدس تعاني من فراغ
قيادي سياسي واجتماعي، الأمر الذي يؤثر
سلباً على قضايا القدس والمسجد الأقصى،
هل من مساعي لملء هذا الفراغ القيادي، أو ليس من الصحيح إنشاء
قيادة جماعية مقدسية تتابع وتعالج كل
صغيرة أو كبيرة في القدس والأقصى؟ = الشيخ
رائد صلاح : هذا
اقتراح جيد جدا لكن مع الحفاظ على
محاذير هذا الاقتراح، هذا الاقتراح أن
يقوم جيد، مع التأكيد انه ليس بديلا عن
ضرورة تحرير القدس الشريف والمسجد
الأقصى المبارك وجعلهما عاصمة لدولة
فلسطين، ولذلك إذا قامت مثل هذه الهيئة
في القدس الشريف التي تساعد الناس على
همومهم وعلى حل قضياهم اليومية
إذا قامت مثل هذه المؤسسة وبدأت تعمل،
وبدأت تتفقد أصحاب الحالات المأساوية
لتساعدهم مساعدة مالية بقدر المستطاع،
إذا قامت هذه المؤسسة وبدأت تفضّ
الخلافات والنزاعات العائلية بين أهالي
القدس الشريف، إذا قامت هذه المؤسسة
وأصرت على ضرورة الترابط والتلاحم في
قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك مع كل الحاضر الإسلامي
والعربي، في تصوري هذه المؤسسة إذا قامت
بهذه الأبعاد فسيكون لها الفائدة. س7: أكدّ
أكثر من مراقب أن اتفاق أوسلو كان من
المؤثرات السلبية على قضية المسجد
الأقصى والقدس، وأيضاً
تأجيل الحديث عن قضية القدس، كيف ترى
هذه المقولة؟ = الشيخ
رائد صلاح : لا
شك أن اتفاق أوسلو كان ضربة ثقيلة على
القدس الشريف والمسجد الأقصى، لأن
الأخبار في تلك الأيام كانت تتحدث أن
اتفاق أوسلو عندما بدأ على طاولة
المفاوضات أجلوا قضية القدس، ومعنى
تأجيل قضية القدس هو إعطاء الفرصة أطول
وأطول، يوماً بعد يوم للمؤسسة
"الإسرائيلية" كي تواصل تهويد
القدس بدون توقف، وفي المقابل هي ستواصل
هذا العمل مطمئنة لأنها تعرف انه في
الأفق البعيد لا يوجد هناك حديث حتى
من اتفاقية أوسلو أو من شروحها لا يوجد
أي حديث عن القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك، ومما لا شك فيه هذه ضربات ثقيلة جدا
وقعت على القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن
اتفاقية أوسلو كانت كارثة على كل الشعب
الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة،
فما بالنا بآثار اتفاقية أوسلو على قضية
القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. س8: هل
تعتقد أنكم كحركة إسلامية أو المؤسسات
التابعة قمتم بما يكفي لحفظ القدس
والأقصى؟ = الشيخ
رائد صلاح : قطعاً لا .. لم نقل ذلك ولن
نقول ذلك في يوم من الأيام، بل الحركة
الإسلامية بعد كل جهودها التي قامت بها،
هي مطالبة كما قلت في سياق إجاباتي
الماضية بإنجاح أقوى لمسيرة البيارق،
هي مطالبة بإنجاح مشروع رباط حمائل
القدس الشريف في المسجد الأقصى
المبارك، هي مطالبة بالحفاظ على وثيقة
العهد والوفاء التي وقعتها حمائل القدس
الشريف كدستور لتحديد طبيعة علاقتها مع
القدس الشريف، الحركة الإسلامية هي مطالبة أن ترعى كل هذه الإنجازات الجذرية
والهامة جدا بهدف أن تهيئ كل الظروف في
المستقبل لزوال الاحتلال الإسرائيلي عن
القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك. س9: لكن
يقول البعض أنكم ركّزتم أكثر على قضية
المسجد الأقصى كقضية دينية فقط، كما
يقول آخرون أنّكم ركزتم على قضية المسجد
الأقصى أكثر من تركيزكم على قضية القدس
عامة؟ = الشيخ
رائد صلاح: حقيقية هذا تحليل لا محل له
من الإعراب، لأننا طوال الوقت عندما
تحدثنا عن المسجد الأقصى المبارك قلنا
أن المسجد الأقصى المبارك يمثل حقا
إسلاميا عربيا فلسطينيا خالصا فقط،
قلنا انه يمثل لنا الحق الديني
العقائدي، ويمثل لنا الحق التاريخي،
يمثل لنا قيمة حضارية كبيرة جدا في
مسيرة الحضارة الإسلامية والعربية،
ولذلك لما دعونا للحفاظ على المسجد
الأقصى المبارك دعونا الحفاظ على
المسجد حتى نحافظ على كل هذه الحقوق
التي يحفظها المسجد الأقصى المبارك حتى
هذه اللحظات، وكذلك لم نغفل في لحظة من
اللحظات عن التركيز على قضية القدس
والسعي إلى تنفيذ مشاريع عمل في قضية
القدس الشريف. فعلى سبيل المثال، كانت
هناك بعض القضايا الوقفية على وشك أن
تندثر وتزول ولكن موقفنا من خلال مؤسسة
الأقصى خفف من حدة هذه الجريمة التي لا
تزال حتى الآن لم تتوقف والتي لا تزال
تهدد بزوال بعض
الأوقاف والمقدسات عن القدس الشريف،
لذلك الحركة الإسلامية في الوقت الذي
كان لها دورها في المسجد الأقصى المبارك
حتى الآن لها أدوارها الكثيرة في القدس
الشريف للحفاظ على إسلامية وعروبة
وفلسطينية القدس الشريف تحت السيادة
الفلسطينية. س10: يدعي
البعض أن أهل القدس، وعلى وقع الضربات
الموجعة والحصار الشديد والتهديدات المتواصلة من قبل
المؤسسة "الإسرائيلية"، لا يقومون
بما يكفي لحفظ القدس والأقصى؟ = الشيخ
رائد صلاح : طبعا أنا أخالف هذا القول،
أنا عشت بشكل
يومي مع أهل القدس منذ 6\2\2007م
حتى هذه اللحظات لا زالت لنا علاقات
مع أهل القدس الشريف وأقولها صريحة أنهم
يتمتعون
بالخصال الطيبة والشجاعة التي برزت في
مسيرة دعمهم لنا في موضوع التصدي لجريمة
هدم طريق المغاربة، كان أهل القدس
الشريف نعم المعطاء والشجاع والكريم في
هذه المواقف، وحتى الآن لمن لا يعرف
فإننا نقيم اعتصاما على بيت رجل من أهل
القدس الشريف، وحتى هذه اللحظات هذا
الرجل لا يزال فرحا، لم يتأوه، لم يشكو
لنا، لم يطالب بإعادة بيته سالما بدون
وجود هذه الفعاليات، هذا مثال وهناك
عشرات الأمثلة التي تؤكد الذي قلته. س11: لنكن
صريحين فضيلة الشيخ : ألم تحسم المؤسسة
"الإسرائيلية" بعد مرور أربعين
عاماً من احتلالها قضية القدس والمسجد
الأقصى لصالحها؟ = الشيخ
رائد صلاح: لم تحسم ولن تحسم وستزول بإذن
الله رب العالمين، لأن هذا من خصائص
القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك
الأبدية التي لن تتغير، وهذا نجده في
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي
يقول فيه: ((بيت المقدس لا يعمر فيه ظالم))
، وهل هنالك اظلم من المحتل؟!
وأظلم من المحتلين ؟! وكذلك نجد
مصداق ذلك مسيرة القدس والمسجد الأقصى
تاريخيا ، فكم من ظالم محتل تجبر وعتا
وغزا القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك إلا واندثر بحمد الله رب
العالمين وهذا هو مصير الاحتلال
الإسرائيلي. س12 : هل
تعتقد بعد
مرور أربعين عاما من
الاحتلال "الإسرائيلي" أن الحاضر
الإسلامي والعربي قام بما يجب تجاه نصرة
المسجد الأقصى والقدس الشريف؟ = الشيخ
رائد صلاح: لا شك انه قام بما لا يجب مع
كل أسف، وما أدّاه حتى الآن هو دور هزيل
ومخيب للآمال، ولكن أنا على يقين أن هذا
الدور الهزيل والمخيب للآمال ليس هو
الموقف الأصيل في طبيعة الحاضر
الإسلامي والعربي بل هو موقف شاذ ومؤقت
سيتغير إن شاء الله إلى ما
هو أحسن، لأننا لا زلنا على يقين أن
الحاضر الإسلامي والعربي فيه الخير
وسيبقى يملك القابلية أن يستثمر هذا
الخير الذي في داخله لنصرة القدس الشريف
والمسجد الأقصى المبارك، وحتى لو مرت في
لحظة غفلة فسينتبه منها لا محالة سواء
كان بعد اشهر أو بعد سنوات، أنا على يقين
انه سيقف على قدميه وسيلبي نداء القدس
الشريف والمسجد الأقصى المبارك. س 13:
أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أن العام
الحالي والذي يليه (40 عاما على احتلال
القدس و60 على النكبة)، هو عام إنقاذ
القدس الشريف والمسجد الأقصى، ما
مدلولات مثل هذا الإعلان والبيان؟ = الشيخ
رائد صلاح: في
تصوري من حيث الموقف الأساس هو إعلان
طيب، ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن
هذا الإعلان قد يحمل مدلولين، المدلول
المثالي الطموح الذي يداعب عواطف كل
مسلم وعربي وفلسطيني، وهو الإصرار على
تحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك وزوال الاحتلال الإسرائيلي
عنهما، وهذا ما نأمل أن يكون هو البند
الأساس في هذا الإعلان الصادر عن منظمة
المؤتمر الإسلامي، ولكن في أضعف
الأحوال إذا لم يكن هذا الأساس في الوقت
الراهن، وفي الأيام الحاضرة، على الأقل
نحن نطمع أن يكون هناك دور وهو عدم
السماح بضياع القدس والمسجد الأقصى
المبارك كليا، بمعنى أن هذا الموقف
الإسلامي والعربي إن لم يستطع إنقاذ
القدس في الوقت الراهن فعلى الأقل أن لا
تضيع القدس في الوقت الراهن، ولذلك قلت
ولا زلت أقول هذا يستوجب بكل معنى
الكلمة، وبكل
جدية، وبكل صدق وتشديد، هذا يستوجب
إقامة صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ
القدس الشريف من التهويد وللإنقاذ
المسجد الأقصى المبارك من الحصار الذي
بات يضيق عليه يوماً بعد يوم. س14:
الإعلام العربي والإسلامي تحدث عن
الذكرى الأربعين لنكسة 1967 – من عدة
جوانب، احتلال الجولان، سيناء، الضفة
الغربية وقطاع غزة، شرقي القدس والمسجد
الأقصى، برأيك هل أعطى الإعلام العربي
والإسلامي قضية القدس والأقصى القدر
الكافي في خضم حديثه عن عدوان 1967م؟ = الشيخ
رائد صلاح : إطلاقا لا .. ما أعطاها القدر
الكافي، ولا أعطاها
نسبة ضعيفة من هذا القدر الكافي مع كل
أسف، لأن هذه القضية ليست ذكرى تستوقفنا
ثم تزول من ذاكرتنا، ومن برامج حياتنا
اليومية بعد أن تزول الذكرى، هذه قضية
كانت ولا تزال، هذه قضية تاريخ وحاضر
ومستقبل، هذه قضية نكبة وطموح في نفس الوقت،
ولذلك إن عشنا منها جانب النكبة، فعلينا
أن نستعد لنعيش فيها جانب الطموح، جانب
نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك،
وهذا يقتضي منا كما قلتها في مرات سابقة
هذا يقتضي منّا أن
لا تسقط هذه القضية عن جدول إعلامنا
اليومي على صعيد نشرات الأخبار وعلى
صعيد البرامج الثقافية والحوارات
السياسية التي لا تزال تبث عبر آلاف
الفضائيات المسلمة والعربية، هذا يقتضي
منا كما قلتها أن نتعامل مع قضية القدس
الشريف والمسجد الأقصى على أنها عبارة
عن بورصة كرامة الأمة الإسلامية
والعالم العربي والشعب الفلسطيني، وهذا
يقتضي أن تبقى هناك الأخبار المتواصلة
عن أوضاع هذه البورصة لكرامة الحاضر
الإسلامي والعربي، كما نشاهد أخبار
متواصلة عن بورصة النفط والذهب
والشركات العملاقة وما إلى ذلك. س15: تلحظ
كثرة العناوين والمؤسسات
محليا وعربيا وإسلاميا ً التي تعني
بقضية القدس والأقصى، هل الأمر إيجابي،
ثم هل هناك إنجازات لهذه المؤسسات
الكثيرة على ارض الواقع؟ = الشيخ
رائد صلاح: لو كانت الأمور بين يدي لقمت
باستعراض كل هذه المؤسسات، واتخاذ موقف
من كل مؤسسة بمعنى وضع تعريف لكل مؤسسة
هل هي في الاتجاه الإيجابي أم هي في
الاتجاه السلبي، هل هي مؤسسة عاملة أم
هي مؤسسة إعلامية وليس إلا، حقيقة لو
كانت الأمور بين يدي لقمت بهذه المهمة،
ولأبرزت من هي العناوين الصادقة في كل
هذه المؤسسات التي يجب أن يلتفّ حولها
الجميع، ويجب أن يدعمها الجميع حتى نعرف
حقيقة كيف نتعامل، ومع من نتعامل، في
ظرف أصبحت فيها المؤسسات التي تتحدث عن
قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى
المبارك لا أقول بالمئات بل بالآلاف،
أصبحت هذه المؤسسات، وهذا أدى إلى حيرة
مذهلة عند كل مسلم وعربي وفلسطيني، وبات
سؤال عند هؤلاء الجميع مع من يتعاملون؟! وهذا
سؤال مهم جدا، إلى الآن هذا السؤال بدون
جواب، والى الآن هذا السؤال يعكس بلبلة
وحيرة وتردد، كل ذلك على حساب الموقف
المطلوب لنصرة القدس الشريف والمسجد
الأقصى المبارك. س16 :
العالم العربي .. الإسلامي .. الفلسطيني ..
الحركة الإسلامية، هل تفاعلوا بشكل أو
آخر، أو بالقدر كافي مع الذكرى الأربعين
لاحتلال القدس والأقصى، في وقت نظمت فيه
المؤسسة "الإسرائيلية" عشرات
الفعاليات على جميع المستويات للذكرى
نفسها، بدعوى توحيد القدس؟ = الشيخ
رائد صلاح: الأرقام تعطينا الجواب،
وتعطينا جوابا مؤسفا ومؤلما ومحزنا،
وتقول لنا لا، نحن لم نتفاعل كحاضر
إسلامي وعربي وفلسطيني مع الحدث كما
يجب، المؤسسة "الإسرائيلية"
بمناسبة هذه الذكرى خصصت مليارا ونصف
المليار شيكل لمتابعة تهويد القدس الشريف، ونحن
كحاضر إسلامي وعربي ماذا خصصنا؟!
المؤسسة "الإسرائيلية" وضعت برامج
على مدار عام كامل لإحياء هذه الذكرى
التي هي في ميزاننا فاجعة
بكل معنى الكلمة، ونحن في المقابل ما هي
البرامج الذي أعددناها؟! وهل هي على
مدار أسبوع أو على مدار شهر؟! للأسف حتى
على مدار شهر لم تكن هناك برامج، وكذلك
الإعلام "الإسرائيلي" جعل من نفسه
مجندا طوال الوقت للحديث عن هذه القضية،
أين سيادة إعلامنا على صعيد الحاضر
الإسلامي والعربي؟! لو نقف عند هذه
المقارنات نقف عند مرارة وألم وحاجة أن
نحرك ضمائرنا أمام فاجعة احتلال المسجد
الأقصى المبارك منذ عام 1967 م حتى الآن. س17:
لكن فضيلة الشيخ لا يخفى أنّ الحركة
الإسلامية في الداخل الفلسطيني هي
حاملة راية الدفاع عن المسجد الأقصى
المبارك والقدس الشريف، هل من برامج
أعددتموها لإحياء الذكرى الأربعين
لاحتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى
المبارك؟ = الشيخ
رائد صلاح: نحن حددنا لأنفسنا برنامجا
وهو طويل وقد قمنا بتنفيذ بعض فقرات هذا
البرنامج وهناك
برامج على الطريق سنقوم بها إن شاء الله
تعالى وهي كثيرة ومفصلة، ولكن عمود كل
هذه البرامج في تصوري، والذي سنسعى إلى
التوجه الجدي لأدائه، عموده هو من ثلاث
فقرات، تحسين وتقوية
مسيرة البيارق،
ثانيا إحياء وتنشيط
مشروع رباط حمائل القدس الشريف في
المسجد الأقصى المبارك، ثالثاً الإصرار
على إقامة الصندوق الإسلامي العربي العالمي
لإنقاذ القدس الشريف والمسجد
الأقصى المبارك. س18: أعلن
التجمع المقدسي للمؤسسات الأهلية في
القدس عن نيته المبادرة إلى إقامة بلدية
القدس الفلسطينية بمناسبة مرور 40 عاما
على احتلال القدس والأقصى، ما موقفكم من
هذا الإعلان؟ = الشيخ
رائد صلاح: في تصوري الرأي ليس من السهل
أن نحدده بشكل اندفاعي وسريع، لأنّ هناك
أسئلة لا بد أن نقف على أجوبتها قبل أن
نحدد الرأي، ولذلك أعطي موقفي بناءً على
احتمالات وأقول إنّ هذا الإعلان عن
مبادرة إقامة بلدية للأهل الفلسطينيين
في القدس الشريف إذا كان هو البديل عن
المطالبة بتحرير القدس الشريف وجعلها
العاصمة للدولة
الفلسطينية، إذا كان هذا الإعلان يحمل
رؤيا بديلة بتصوري هذا الإعلان غير
مقبول، وإذا كان هذا الإعلان ينطلق من
منطلق الإصرار الآن وغداً على ضرورة
تحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى
وجعلها عاصمة لدولة فلسطين، ولكن
بالإضافة إلى ذلك فإنّ
من يقفون عند هذا الإعلان يريدون
في الوقت الراهن تقديم خدمات يومية
للأهل في
القدس الشريف، فأقول لهم إذا كان
الإعلان يقف على هذه التفصيلات فأنا
أنصحهم أن يحسنوا كي لا يتحول دورهم الخدماتي
اليومي إلى دور يفقد الناس الإصرار
والسعي الدؤوب
من أجل المطالبة بتحرير القدس الشريف
والمسجد الأقصى وضمهما إلى دولة
فلسطين كعاصمة لهذه الدولة، في
تصوري هذه الملاحظات التي قلتها يجب أن
تستوقف الجميع لأننا في قضية جداّ هامة
وتبعاتها ثقيلة، لا أقول على من سيعلن
هذا الإعلان فقط، بل تبعاتها سيتأثر بها
كل الحاضر الإسلامي والعربي بدون
استثناء، لأنّ قضية القدس هي قضية
إسلامية وعربية وفلسطينية، وتحتاج منّا
إلى التروي ثمّ التروي ثمّ التروي في كل
خطوة نقوم بها، لذلك سلفاً أنصح
القائمين على هذه المبادرة أن يقوموا
بدراستها جيداً، وأن يستشيروا أوسع
دائرة ممكنة من
حاضر شعبنا الفلسطيني ومن المؤسسات
الإسلامية والعربية على صعيد عالمي، كي
لا ينفردوا بموقف قد يجدوا فيه عقبات
وعثرات وسلبيات من حيث لم يقصدوا، وأنا
شخصيا لو استشرت في هذا الأمر لنصحت
بعدم القيام به لأنه لا يعقل أن تنمو
سيادة فلسطينية تحت حراب الاحتلال "الإسرائيلي"
في القدس الشريف، الأولى صب الجهود لحفظ
ارض القدس الشريف وعقاراتها ومقدساتها
وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك من
خطر التهويد. س19: إذن
ماذا يفعل المقدسي الذي يعاني الأمرّين
فهو من جهة لا يقبل لنفسه أن يتأسرل
ويريد الخدمات من بلدية القدس العبرية،
من جهة ثانية كل المؤسسات الفلسطينية
اليوم هي خارج الجدار العنصري، ليس هناك
عنوان تقريباً يستطيع المقدسي أن يقدم
له همّه، فإلى أي طريق يتوجه هذا
المقدسي؟ = الشيخ
رائد صلاح: هناك إمكانيات أن يكون هناك
عناوين لهذا الموضوع، ولعلّ العنوان
الأساس الذي لا زلت أطمع به هو أن تصرّ
السلطة الفلسطينية والحكومة
الفلسطينية على تعيين وزارة للقدس مهما
كان الثمن وأن
تكون هي العنوان، والراعي للواقع
اليومي للأهل المقدسيين في القدس
الشريف، هذا في تصوري الحل الأمثل على
ضوء تشابكات الظرف الذي نعيشه فلسطينيا
وعربيا وإسلاميا. س20:
اجتهدت في المقابلة وكعادتك في جميع
أحاديثك أن تغلّب النبرة التفاؤلية
بخصوص قضية القدس والأقصى، ولكن نراك في
الأوقات الأخيرة مهموماً ومتأثراً جداً
من الواقع الأليم الذي يمرّ به المسجد
الأقصى ومدينة القدس الشريف، بل تكرر
كثيرا قولك "هذه زفرات مهموم"؟ = الشيخ رائد صلاح:
نعم هذا صحيح مائة بالمائة، لأنّ
القرائن التي تجتمع
بين يدي وتزداد يوماً بعد يوم تؤكد بدون
أدنى شك أنّ المؤسسة "الإسرائيلية"
تحاول أن تستكمل آخر خطواتها لتهويد
القدس الشريف، وتحاول أن تستكمل آخر
خطواتها لبسط نفوذها الاحتلالي بقوة
سلاحها عل كل المسجد الأقصى المبارك،
على مبانيه وعلى حياته اليومية كخطة
مرحلية مؤقتة لبناء "هيكل" مزعوم
على حساب المسجد الأقصى المبارك، كل
القرائن تقول إنّ
المؤسسة "الإسرائيلية" باتت في
المراحل الأخيرة من هذا
المخطط، وكل القرائن تقول أنّ
ردّ الفعل الإسلامي والعربي
والفلسطيني ردّ هزيل ومخيب للآمال،
وعلى سبيل المثال حتى الآن ومنذ أكثر من
عام وأنا أتجول بالقدر المستطاع وأتحدث
بالقدر المستطاع مع من يهمه الأمر من
مسؤولين رسميين، ومن مؤسسات أهلية على
صعيد الحاضر الإسلامي والعربي، كنت ولا
زلت أناشهم بالله أن تعالوا بنا لنتعاون
على الحفاظ على القدس الشريف كي لا
تضيع، من خلال إقامة صندوق إسلامي عربي
عالمي لإنقاذ القدس الشريف والمسجد
الأقصى، وأنا اعلم ما أقول، في ذهني
آلاف القضايا الشائكة التي يعاني منها
الأهل المقدسيون، ما بين مقدسي بيته
مهدد بالهدم، وآخر بيته مهدد بالسلب
وآخر أرضه مهددة، ورابع دكانه مهدد
وخامس حياته مهددة، ولكن بجانب هؤلاء
الآلاف الذين يصرخون ويقولون أغيثونا،
مع كل أسف لم نسمع الجواب المطلوب الذي
يتوازى ويتناسب مع فاجعة الحاضر الذي
نعيشه فيه منذ العام 1967م، والذي لا يزال
يزداد يوماً بعد يوم، لم نسمع الجواب
الذي يتناسب مع هذه الفاجعة حتى هذه
اللحظات من قبل كل من يهمّه الأمر في
الحاضر الإسلامي والعربي
والفلسطيني.
|
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: |