نشرة الأقصى الإلكترونية |
خلال
المنتدى الفكري السادس لمركز الدراسات
المعاصرة بعنوان "40 عاماً على احتلال
شرقي القدس والمسجد الأقصى الشيخ
رائد صلاح: الاحتلال يسعى إلى تقسيم
المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود
بقوة السلاح لفرض هيكل مزعوم =
أكاديميون وباحثون متخصصون يضعون جملة
من التوصيات للحفاظ على القدس من خطر
التهويد وعلى المسجد الأقصى من خطر
التدمير التدريجي من
اليمين د.ابراهيم ابو جابر، المهندس
مصطفى ابو زهرة، الشيخ رائد صلاح، د.
الشيخ عكرمة صبري(تصوير محمود المائل) القدس
المحتلة، الاثنين، 20/8/2007م - طالب
الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة
الإسلامية في الداخل الفلسطيني –
بضرورة الاستجابة الإيجابية الفورية
لإنشاء صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ
المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس،
مؤكداّ أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني
تسعى اليوم إلى تحقيق هدفين
استراتيجيين أولهما تهويد مدينة القدس
وثانيهما تقسيم المسجد الأقصى المبارك
بين المسلمين واليهود، وذلك بقوة
احتلالها لفرض هيكل مزعوم. ووصف الشيخ
رائد صلاح ما يمرّ به المسجد الأقصى
اليوم هو أخطر مرحلة في تاريخه، وهو
أخطر من الحروب الصليبية والتتارية،
وجريمة إحراق المسجد الأقصى، رغم خطورة
الأحداث المذكورة. جاء
ذلك في كلمة الشيخ أمام
المنتدى الفكري السادس لمركز الدراسات
المعاصرة والذي أقيم السبت 18/8 في القدس
المحتلة، وخلص فيه أكاديميون ومختصون
إلى وضع توصيات يمكن أن تسهم في إنقاذ
القدس والمسجد الأقصى من خطر التهويد
والتدمير. وشارك
عدد من العلماء والأكاديميين والباحثين
المختصين في شؤون القدس والأقصى في
المنتدى الذي عقد تحت عنوان "القدس
والأقصى في خطر-40 عاماً على احتلال شرقي
القدس والمسجد الأقصى"، وحضره جمهور
كبير من أهل القدس وأهل الداخل
الفلسطيني، وتولى عرافة وإدارة فقرات
المنتدى الأستاذ صالح لطفي – باحث في
مركز الدراسات المعاصرة-، واستهل
المنتدى الفكري بقراءة آيات من الذكر
الحكيم تلاها الشيخ أسامة العقبي،
وألقى الدكتور إبراهيم أبو جابر – مدير
مركز الدراسات المعاصرة، ومقره أم
الفحم –
كلمة الترحيب والشكر للمشاركين والحضور
ولكلية هند الحسيني التي استضافت
المنتدى الفكري السادس. في
الجلسة الأولى من فقرات المنتدى، تحدث
المهندس مصطفى أبو زهرة – عضو الغرفة
التجارية في القدس – والذي عدد في كلمته
معاناة المقدسيين في بيت المقدس على
جميع المحاور الاجتماعية والدينية
والاقتصادية، وتطرق
أبو زهرة إلى هدم البيوت في شرقي القدس
مشيرا إلى إحصائية صهيونية تبين أن هناك
28 ألف بناء عربي "مخالف" وعشرون ألف
وحدة سكنية "غير قانونية" بحسب
الإدعاء والتعبير الصهيوني، كما أوضح
المعاناة التي يتحملها أهالي القدس
نتيجة منع البناء وقربها من
المستوطنات، وأسهب أبو زهرة في الحديث
عن آثار الجدار الفاصل على القدس وأهلها
والذي أثر على الحركة التجارية
والسياحية فيها. وتحدث عن منع سلطات
الاحتلال إقامة المؤتمرات والندوات
الداعمة لصمود أهل القدس، ومنع
المسيرات والاحتفالات، في حين يتم
السماح لليهود بإقامة احتفالاتهم
الدينية بحرية، كما تواصل السلطات
الصهيونية إغلاق المؤسسات الوطنية
والشعبية الفلسطينية، ونوه إلى الأضرار
التي تعود على أملاك أهالي القدس بسبب
قانون أملاك الغائبين. من
جانبه، تحدث الدكتور إبراهيم أبو جابر
عن إستراتيجية تهويد شرقي مدينة القدس،
مفصلا ذلك بوضع سلطات الاحتلال
استراتيجيات على محاور متعددة لتهويد
شرقي القدس، منها نقل عشرات الدوائر
الحكومية للقدس كعنصر تعزيز لتهويد
القدس، إقامة القدس الكبرى وتطويق
القدس بالمستوطنات، الدعم المالي
الكبير عبر محفزات لتشجيع انتقال
سكن اليهود في القدس من أنحاء متفرقة في
البلا ، بالإضافة إلى المحفزات
الصناعية وخطط
محاولة أسرلة المجتمع الفلسطيني في
القدس. وذكر
الدكتور إبراهيم أبو جابر أن سلطات
الاحتلال اعتمدت سياسة الأحزمة لمحاصرة
البلدة القديمة في القدس وخنق المسجد
الأقصى، وقال ابو جابر انه على صعيد هذا
الموضوع فان "إسرائيل" تمكنت من
خلال خطة الفصل وإقامة جدار الفصل
العنصري حول المدينة من إخراج اكثر من
خمسين ألف مقدسي خارج حدود المدينة،
وبالتالي تخفيض عدد الفلسطينيين من
نسبة 34% إلى حوالي 20% وربما اقل من ذلك،
وهو ما يعني تحويل الفلسطينيين إلى
أقلية صغيرة ضعيفة قابلة للمساومة او
الترحيل. وأضاف
ابو جابر "لقد استخدمت "إسرائيل"
وسائل وإمكانيات وإجراءات كبيرة لتحقيق
أهدافها، فعلى صعيد المدينة سعت إلى ضرب
المؤسسات الفلسطينية فيها من خلال
الاستحواذ على القطاع التعليمي والصحي
والتجاري، وقد بدأ ذلك برفع مستوى
استيعاب مدارس الحكومة "الإسرائيلية"
(البلدية) للطلاب العرب حيث يبلغ مجموع
طلبتها حاليا أكثر من ثلاثين ألفا، فيما
تضم المدارس الخاصة والمدارس الحكومية
الفلسطينية حوالي 18 ألفا، وأوضح ابو
جابر انه على صعيد التهويد والاستيطان
فان "إسرائيل" تمكنت من ربط كافة
الأحياء الاستيطانية بالمدينة حتى تلك
التي تقع خارج القدس وذلك عبر أنفاق
وشوارع خاصة, في الوقت الذي قلصت فيه
احتكاك العرب بمدينتهم, وأوجدت بينهم الحواجز
والعوائق. أما
الدكتور الشيخ عكرمة صبري – رئيس
الهيئة الإسلامية العليا في القدس
وخطيب المسجد الأقصى - فأكد أن هناك
مخططا إستراتيجيا للاعتداء على المسجد
الأقصى المبارك وأنّ ذلك مرتبطا
بالظروف السياسية محليا وإقليميا
وعالمياً وفلسطينياً، وأن الاحتلال
يستغلّ هذه الظروف لتمرير مخططاته. في
كلمته، أكد الشيخ رائد صلاح أن الاحتلال
يسعى إلى تحقيق هدفين استراتيجيين
الأول تهويد القدس وفصلها وعزلها عن
بعدها الفلسطيني وتحويلها إلى ملف مغلق
غير قابل للتغيير مستقبلا، وأنها تعمل
على ذلك من خلال بناء جدار الفصل
العنصري خاصة حول القدس، تدمير
الاقتصاد الفلسطيني والمؤسسات
الفلسطينية داخل القدس، وإبقاء حق
المأكل والمبيت فقط للإنسان الفلسطيني
في القدس، وأضاف الشيخ صلاح أن سلطات
الاحتلال تسعى اليوم إلى تحقيق مخطط
تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين
واليهود بقوة سلاح احتلالها وعسكرها
وشرطتها لفرض هيكل مزعوم، فهي تدخل مئات
اليهود يومياً الذين يؤدون طقوسهم
الدينية داخل المسجد الأقصى، وتدخل
آلاف السياح الأجانب المترافق بمظاهر
وممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى،
وأن سلطات الاحتلال تواجه كل من يعترض
على تنفيذ مخطط التقسيم بقوة احتلالها
بالاعتداء والضرب، والاعتقال والمنع،
والقتل أيضا كما حدث مؤخرا مع الشهيد
أحمد محمود خطيب من كفر مندا الذي قتل
بدم بريد في البلد، وشدد الشيخ رائد
صلاح أن سلطات الاحتلال تحاول ان تتعامل
مع مخطط تقسيم المسجد الأقصى كأنه أمر
واقع دون أن تعلن عنه رسمياً، فهي مثلاً
تحاول منع المسلمين أداء الصلاة في
مناطق معينة من ساحات المسجد الأقصى
المبارك، كما أنّ رجال المخابرات "الصهيونية"
ذكروا خلال حملات تحقيق في القدس مع
معتقلين أنهم يقومون بالفعل بتنفيذ
مخطط لتقسيم المسجد الأقصى، وأشار
الشيخ صلاح أن وسائل الإعلام "الصهيونية"
تحدثت بعد لقاء اولمرت عباس الأخير
بصراحة حول تقسيم المسجد الأقصى. في
الجلسة الثانية من فقرات "المنتدى
الفكري السادس"، تحدث الدكتور الشيخ
رائد فتحي – باحث في مركز الدراسات
المعاصرة - حول الاستشراق "الإسرائيلي"
في دراسات القدس والمسجد الأقصى، وخلص
إلى أن الاستشراق "الإسرائيلي"
لدراسات بيت المقدس هو ذو هدف سياسي
وديني واضح، وأن هذه الدراسات بمجملها
جاءت لتغيير الحقائق التاريخية، وذكر
الدكتور رائد فتحي أن هذه الدراسات
حاولت نفي قداسة القدس والمسجد الأقصى
في نظر المسلمين، أما المحور الثاني،
فتحدث فيه الدكتور حسن صنع الله – باحث
في مركز الدراسات المعاصرة – حيث خلص من
دراسة بعنوان "الآبار والأحواض
المائية في المسجد الأقصى" إلى أن هذه
الآبار عربية الأصل وذات امتداد
إسلامي، ونفى بالإثبات العلمي أن تكون
ذات صلة بما تروج له الروايات الصهيونية
من أباطيل الهيكل، أما الأستاذ مهند
مصطفى – باحث في مركز الدراسات
المعاصرة – فتحدث حول محور الأدبيات
البحثية "الإسرائيلية" في ذكرى 40
عاما على احتلال شرقي القدس والأقصى،
فذكر أن هذه الأدبيات إنما هي الأدبيات
البحثية ذات البعد العملي الذي يعتمد
عليه الساسة الصهاينة في وضع خططهم
ورؤيتهم الحاضرة والمستقبلة لقضية
القدس، وتطرق الأستاذ مهند في ورقة بحثه
التي أعدها بالمشاركة مع الأستاذ صالح
لطفي إن التوجه الأول في الأدبيات
البحثية الصهيونية يتحدث عن فشل سياسة
توحيد القدس على الرغم من السياسة
المستمرة لتهويد المدينة، أما التوجه
الثاني فهو تقسيم مدينة القدس للحفاظ
على يهودية المدينة، وفصل الأستاذ مهند
الرؤى الصهيونية المستقبلية للقدس خاصة
فيما يتعلق بما يسمى بالحوض التاريخي. في
نهاية فقرات المنتدى الفكري السادس
ألقى الأستاذ صالح لطفي توصيات
المؤتمر، ومن أهم بنودها، ضرورة تجنيد
المحامين والمهندسين للنظر في قضايا
البناء والسكن في القدس، ضرورة تكليف
وزير للقدس في كل حكومة فلسطينية، ضرورة
وحدة العمل في القدس بين الفصائل
الفلسطينية ولو بالحد الأدنى لإنقاذ
القدس من خطر التهويد، العمل على عقد
المؤتمر لأهميته في الدول العربية
والإسلامية، تطوير الآليات الإحصائية
في القدس من قبل دائرة الإحصاء
الفلسطينية، إنشاء مركز دراسات
إستراتيجي لشؤون القدس والمسجد الأقصى،
ضرورة إيجاد أبحاث علمية جادة حول القدس
والأقصى، توأمة
المؤسسات الفلسطينية في بيت المقدس مع
مؤسسات عربية وإسلامية، دعم مشروع
رباط حمائل القدس في المسجد الأقصى،
ومشروع مسيرة البيارق كمشروعين
إستراتيجيين للدفاع عن المسجد الأقصى
ومدينة القدس.
يذكر
ان مركز الدراسات المعاصرة قد عرض خلال
ساعات المنتدى زاوية لمعرض صور حول
أحداث هدم طريق باب المغاربة من قبل
سلطات الاحتلال، وزاوية أخر عرض فيها
إصدارات مركز الدراسات المعاصرة.
من اليمين الأستاذ مهند مصطفى، د.حسن صنع الله، الأستاذ صالح لطفي، د.رائد فتحي (تصوير: محمود النائل)
صورة
لجمهور الحضور(تصوير: محمود النائل) المصدر:
مؤسسة الأقصى – محمود أبو عطا (بتصرف) |
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: |