نشرة الأقصى الإلكترونية |
تقرير لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات المسجد
الأقصى في رمضان صابر يتحدى الجدار ..
والقدس منفرجة الأسارير بالوافدين
الصائمين المصلون
يملؤون الجامع القبلي المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى في صلاة العصر أم
الفحم، الخميس 28-9-2006م -
كالجبال
الشامخات الراسيات الثابتات، تتحدى
العواصف العاتيات هو حال المقدسيون
والفلسطينيون، الذين جعلوا من شهر رمضان
شهر تواصل مع المسجد الأقصى المبارك، هو
وهم يتحدون الجدار الخانق الذي يربض على
أنفاسهم ويحاصر القدس والمسجد الأقصى
المبارك، وكأني بالمسجد الأقصى صابر
ومصابر، تشتد عزيمته ثباتاً وهو يرى أهل
بيت المقدس وأكناف بيت المقدس يرفدونه
بالمصلين، الصائمين، العابدين الركع
السجود، والقدس وأهلها وأسواقها تنفرج
أساريرها، وقد انتعشت حركتها الاقتصادية
المعينة لهم على الصمود أمام كل سياسات
التفريغ والتهويل والتهويد التي تمارسها
المؤسسة الصهيونية، وتظل مؤسسة الأقصى
لإعمار المقدسات الإسلامية تلك اليد
الحانية التي تمسح دموع وهموم المسجد
الأقصى، ولتخفف بمشاريعها وفعالياتها
معاناة الألم المقدسي، ولتجعل من المسجد
الأقصى معتكف كل صائم عابد، يشد الرحال
إليه مرابطا منافحا مدافعا، لا تكسر
إرادته الحواجز ولا العذابات وليظل من
حُرِم من شدّ الرحال وزيارة مسرى الحبيب r
مشتاقا ينتظر الفرج ويدعو للأقصى
بالتحرير والخلاص من براثن الاحتلال
الجاثم على أبواب أولى القبلتين وثاني
المسجدين وثالث المساجد التي تشد إليها
الرحال. البيارق
من الشمال ورائحة "الميرامية" من
الخليل قبيل
آذان الفجر تسارع النساء الفلسطينيات من
خليل الرحمن وبيت لحم والقرى المجاورة قبل
طلوع الشمس، تنتقل من واد إلى واد وتغافل
الحواجز العسكرية الصهيونية، حاملة على
رؤوسها ما جمعت من محاصيل زراعية، وما
أنبت الله من خيرات في جبال الأرض
المباركة من "الميرامية" و"النعنع"
والعنب الخليلي والخيار والباذنجان، وما
صنّع من أجبان الماعز والأغنام، وبعد رحلة
عذاب طويلة واختراق الجدار الذي يلف القدس
من جميع مداخلها، تصل الفلسطينيات إلى
أسواق القدس، لتعرض ما لذّ من طعم وزكى من
روائح منبعثة عند باب العامود، أو طريق
الواد أو باب الساهرة في البلدة القديمة،
ورويدا رويدا تبدأ الدكاكين تفتح أبوابها
مستفتحة بحمد الله ومستعينة بحوله وقوته
على ظلم الحصار والإغلاق ومحاربة الأرزاق. نساء
فلسطينيات في أسواق البلدة القديمة وبالتزامن
مع ساعات الصباح الباكر، تنطلق حافلات "مسيرة
البيارق" التي تُسيّرها مؤسسة الأقصى
لإعمار المقدسات الإسلامية من قرى ومدن
الداخل الفلسطيني، وقد امتلأت بالمصلين
والمصليات - أو كما يحلو لاهل القدس
تسميتهم بأهل الشمال نسبة إلى الشمال
الفلسطيني – متجهة نحو القدس والمسجد
الأقصى المبارك، عشرات الحافلات تنطلق
بنية الصلاة والرباط في المسجد الأقصى، من
عارة وام الفحم والناصرة والفريديس
والطيرة وحورة ورهط النقب وغيرها من
البلاد شعارهم "إلى الأقصى نشّد الرحال"،
مع وصولهم للمسجد الأقصى يصلون ركعات من
صلاة تحية المسجد والضحى. وإسهاما
منهم في إعانة أهل القدس على ثباتهم
لمواجهة الحصار الاقتصادي التي تفرضه
المؤسسة الصهيونية عليهم كونهم على خط
الدفاع الأول عن المسجد الأقصى، يتجه أهل
الداخل الفلسطيني إلى أسواق البلدة
القديمة، يشترون المعلبات، والخضار
الفلسطينية الزكية، تلك تشتري لنفسها أو
ابنتها شالا أو جلبابا، وأخرى تشتري
لحفيدها من الألبسة أو الأحذية، وأخريات
يشترين من الحلوى المقدسية، القطايف
والكنافة وغيرها، وآخر يشتري أشرطة مسجلة
لتلاوة قرآنية أو أناشيد إسلامية وأخريات
يشترين الفوانيس الرمضانية. انتعاش
الحركة التجارية في مدينة القدس كيف
لا وقد تزينت شوارع القدس والبلدة القديمة
ومداخل المسجد الأقصى بالاهلّة والفوانيس
الرمضانية ، واعتلت في أزقة البلدة
القديمة أهازيج نشيد " يا طيبة" و"يا
مكة " و" يا أقصى"، كأسراب الحمام
أو العصافير المغردة، وكأني بالبلد
الحرام والكعبة المشرفة، والمسجد النبوي،
يخاطبان مسرى المصطفى r
صبرا أخي ايها المسجد الأقصى، قريبا ستفك
الأغلال والأصفاد ويزول قيد السجان
والاحتلال، ساعتها وبهذه الجموع المقدسة
والفلسطينية تنفرج أسارير القدس وتعتلي
البسمة من على شفاه القدس والأقصى والأهل
أجمعون. العطور
والأهلّة الرمضانية تزين مداخل الأقصى
يتحدون
الجدار وينتصرون للأقصى ليس
بالخفي أن أكثر ما يؤلم المقدسيين ويحاصر
المسجد الأقصى ذلك الجدار التعذيبي
العنصري الذي فرضته المؤسسة الصهيونية
على الضفة الغربية وقطاع غزة وطوقت من
خلاله مدينة القدس الشريف، لتمنع منهم
الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، لكن
هيهات ...هيهات أن يكسروا إرادة شعب ينتصر
لحقه بالصلاة في أولى القبلتين. في
إحدى زوايا المسجد الأقصى وما بين صلاة
الظهر والعصر وقف شيخ وقور وقد تحلق حوله
عدد من الشباب والشيوخ يستمعون إلى دروس
خصصه عن فضائل القدس والشام، مفصلا بعض
محطات تاريخه، من لهجته وسحنته عرفت انه
ليس بمقدسي، بل إن لهجته تشير إلى أحد
القرى الفلسطينية، انتهى من درسه فبادرته
سائلا ومستجوبا فحدثني الشيخ علي الزير
أنه إمام احد المساجد في قرية تقوع قضاء
بيت لحم، وأنه يصرّ على شد الرحال إلى
المسجد الأقصى المبارك أسبوعيا، رغم رحلة
العذاب التي تبدأ كما حدث في ساعات
الصباح، الساعة السابعة صباحاً ننطلق
مسافرين إلى المسجد الأقصى، نمشي مسافة 4-5
كيلومتر على الأقدام تخطيا للحواجز
العسكرية ونصل بعد سفر آخر لمدة أربعة
ساعات إلى الحواجز التي تلف مدينة القدس،
وهناك نرى مشاهد الإهانة، تفتيش بوليسي،
وأحيانا تفتيش بواسطة الكلاب، واحيانا
يتعرض البعض للضرب أو القنابل الغازية،
ولا يشفع لك كبر سنك إن تكون ابن سبعين أو
ثمانين وأحيانا لا يسمح لك الجندي بتخطي
الحاجز، وتحقيق غايتك للوصول إلى القدس
والصلاة في المسجد الأقصى، واحيانا كما
تحدث الشيخ علي الزير يضطرون إلى سلوك طرق
فرعية والعبور عن طريق عبارات مائية في
منطقة الشيخ سعد القريبة من مدينة القدس
الشريف. الشيخ علي الزير : يتحمّل الصعاب لينتصر للأقصى ويضيف
الشيخ علي الزير رغم كل ذلك نحن مصممون إن
نشد الرحال أسبوعيا إلى المسجد الأقصى
لنصلي ونعتكف ونعلم ونرشد الناس ونوصيهم
بالمسجد الاقصى، رغم كل الظروف
الاقتصادية الصعبة ورغم الجدار، ويختم
الشيخ علي الزير الذي تجاوز عمره الستين
مستبشرا وآملا من الله إن يفرج الكرب ويفك
الحصار ويزيل الاحتلال. وهكذا
نرى المصلين في جميع أنحاء المسجد الأقصى
المبارك هذا يقرأ القرآن، وهؤلاء يجتمعون
مع شيخ يعلمهم أحكام التلاوة وآخرون
يعتكفون مصلين لله ركعات، ومع آذان العصر
يمتلأ المسجد الأقصى القبلي وساحات من
المسجد الأقصى. أما قبة الصخرة فتمتلئ
بالنساء المصليات، وقد اصطحبت الام
بناتها والاب اولاده إلى المسجد الأقصى
مستوصين بالأقصى خيرا. شيخ
يقرأ القرآن في رحاب المسجد الأقصى وما
أجمله من صوت يدخل الخشوع إلى قلبك ويهز
كيانك متأثرا حين يرفع مُؤذن المسجد
الاقصى المقرئ الشاب فراس القزاز آذان
العصر، وما أروعها من لحظات ربانية وانت
تستمع إلى ترانيمه الروحية وتلاوته
القرآنية بعد صلاة لعصر مباشرة، يحدثك
قائلا:" الأجواء مختلفة في رمضان، انه
جو البركات والتجليات الروحانية، وكم هو
شعوري بالأمن وأنا أرفع الأذان أو أقيم
الصلاة أو أقرأ القرآن في رحاب المسجد
الأقصى المبارك". مؤذن المسجد الأقصى المقرىء الشاب فراس القزاز وجبات
ساخنة ، تمور وماء للصائمين في رحاب
الأقصى من
جهتها ولتخفيف معاناة أهل القدس وخاصة
المعوزين منهم، وتسهيلا وتشجيعا للصائمين
من أهل الداخل الفلسطيني الذين يأتون إلى
المسجد الأقصى لتأدية صلاة العصر والمغرب
والعشاء والتراويح في المسجد الأقصى،
تعكف مؤسسة الأقصى منذ ساعات الصباح يوميا
على تجهيز وجبات إفطار ساخنة لتقدمها
للصائمين في رحاب المسجد الأقصى. موائد الإفطار التي تقيمها مؤسسة الأقصى
في رحاب الأقصى. وقد
التقينا هناك بالشيخ علي أبو شيخة – رئيس
مؤسسة الأقصى – الذي حضر إلى موقع
الافطارات التي تقدمها مؤسسة الاقصى في
المسطحات العلوية للمصلى المرواني. حضر
ليتفقد عن قرب الوجبات بل وكل الخدمات
التي وفرتها المؤسسة للصائمين والمصلين
في رحاب المسجد الأقصى، ومع آذان الإفطار
توزع زجاجات المياه وحبات من التمر على
الصائمين، صلاة المغرب والإفطار واستراحة
خفيفة. الشيخ علي أبو شيخة يتفقد وجبات الإفطار
في الأقصى) وما
هي الا دقائق حتى يبدأ المقدسيون وأهل
القرى المجاورة للقدس يزحفون نحو المسجد
الأقصى يدخلون عبر بواباته من كل حدب وصوب
،لا يمنعهم- وان
كان منغصا- وجود الشرطة والعساكر
الصهيونية على أبواب المسجد الأقصى
المبارك. يدخلون بأفواجهم إلى الأقصى لتأدية
العشاء والتراويح في الأقصى) وقبيل
صلاة العشاء يمتلئ المسجد بالمصلين رجالا
وشبابا ونساءا وأطفالا، فالشباب في ريعان
شبابهم عزفوا عن ملذات الدنيا الفانية ،
وفتيات آثرن الصلاة في الأقصى على كل
المسلسلات التلفزيونية، كلهم وقفوا صفا
واحدا، وقلبا واحدا، يأمنون وراء امام
المسجد الأقصى في التراويح الشيخ يوسف أبو
سنينة، ويرفعون أياديهم بالدعاء الخالص:
اللهم تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا
ورباطنا ، اللهم رد كيد الكائدين ، اللهم
عليك بمن عادانا وآذانا ، وترتج جنبات
المسجد الأقصى آمين ... آمين ... آمين. شباب خاشع في صلاة التراويح خلف الشيخ
أبو سنينة) وتطوى
صفحة أخرى من صفحات الصامدين ، الصابرين
ولتنتصر إرادة الحق الإسلامي في بيت
المقدس على مؤامرة إرادة الباطل
والتهويد، ويقفل المقدسيون وأهل الداخل
الفلسطيني راجعين إلى بيوتهم وهم على موعد
جديد مع المسجد الأقصى المبارك. يعودون سالمين إلى بيوتهم بعد رباط يوم
في رحاب المسجد الأقصى . المصدر: مؤسسة
الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية
|
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: |