نشرة الأقصى الإلكترونية

«إسرائيل» صادرت أكثر من 19 ألف دونم

الاستيطان في القدس .. الطريق إلى التهويد

كتب - علاء عواد

القدس المحتلة، الثلاثاء 19-9-2006م -  نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية الأسبوع الماضي (الاثنين 11-9) طلبات لعروض بناء سبعمائة وحدة استيطانية جديدة في مستوطنتين قرب القدس في الضفة الغربية المحتلة، حيث وصفت الحكومة الإسرائيلية بناء الوحدات الجديدة في مستوطنتي معاليه أدوميم وبيتار إيليت بأنه أكبر مشروع استيطاني تنفذه حكومة رئيس الوزراء إيهود أولمرت منذ وصولها للسلطة في أيار الماضي.

هذه الوحدات الاستيطانية التي تم إقراراها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في المسلسل الاستيطاني الذي تنفذه «إسرائيل» يوميا في مدينة القدس، فالمشاريع الاستيطانية مستمرة على قدم وساق، وذلك من أجل استغلال أكبر لمساحة المدينة المقدسة لتكون الأغلبية اليهودية فيها.

التاريخ الاستيطاني في مدينة القدس بدأ منذ أن احتلتها كاملة «إسرائيل» عام 1967، ومن ثم بعد ذلك أعلنتها عاصمة لها عام 1980، وذلك بقرار من الكنيست الإسرائيلي رغم عدم الاعتراف الدولي بهذا الإجراء.

الاستيطان غيّر طبيعة القدس

كان تأثير الاستيطان ومازال على مدينة القدس بالغا وعميقا، حيث أن إقامة الوحدات الاستيطانية الممتدة على الجهات المقدسية كانت عاملا مؤثرا في وضعية المدينة والسكان المقدسيين، فعن طريق الاستيطان تم مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي التي تعود إلى سكان العرب، مما يؤدي ذلك إلى تجريد القدس من سكانها الأصليين، إضافة إلى ذلك فإن الكتل الاستيطانية تعيق حركة السكان المقدسيين وتضيق معيشتهم.

وبحسب الإحصائيات فإنه تم مصادرة 14 كلم من مساحة القدس الموسعة، وخلال فترة 1967-1995 تم بناء 76151 وحدة سكنية، منها 64867 وحدة سكنية داخل حدود البلدية، أقامتها الحكومة وباعتها للإسرائيليين.

أما على الجانب الفلسطيني، فتم خلال الفترة نفسها بناء 8890 وحدة سكنية، أما الوحدات السكنية التي أقيمت على الأراضي المصادرة من أصحابها العرب في القدس الشرقية، فبلغ عددها 38534 وحدة سكنية.

وفي الفترة 1990-1993، تم بناء 9070 وحدة سكنية في القدس منها 463 وحدة سكنية للعرب بمبادرة خاصة، وهي تشكل 1.5% من مجمل عدد الوحدات السكنية. وفي سنة 1993، تم الانتهاء من بناء 2720 وحدة سكنية، منها 103 وحدات سكنية للعرب، تشكل 8.3% من مجموع عدد الوحدات السكنية التي بنيت في تلك السنة .

وثمة تغيرات كثيرة في طبيعة المدينة المقدسة وتشكيلها وتركيبتها الاستيطانية نتيجة الإجراءات الإسرائيلية عليها، كان من أهم هذه الإجراءت التقسيمات الاستيطانية، حيث صادرت «إسرائيل» أكثر من 19 ألف دونم.

أهم المستوطنات في القدس

أقامت تسع عشرة مستوطنة تزيد مساحاتها على 13 ألف دونم، تضم حوالي 57 ألف وحدة سكنية، ويقيم فيها أكثر من 152 ألف مستوطن، حيث تعتبر هذه المستوطنات استغلت مساحة كبيرة من أراضي المدينة المقدسة، وأهم هذه المستوطنات: النبي يعقوب، وراموت، وجيلو، و تلبيوت الشرقية، ومعلوت دفنا، والجامعة العبرية، و ريخس شعفاط، ورامات أشكول، وبسجات زئيف، وبسجات عومر، وحزما، وعنبتا، وعطروت، وجبعات هماتوس، وهار حوماه، والتلة الفرنسية، وماميلا.

الاستيطان والسكان اليهود

ومما لاشك فيه أن بناء الوحدات الاستيطانية ساعد الإسرائيليين على إيجاد مكان لكي يتم إيواؤهم فيه، أي أن الاستيطان وجد للإسرائيليين ملاذا لكي يعيشوا فيه، فنسبة 3.9% من عدد السكان اليهود داخل القدس وحولها والذي اعتبر وبحسب الخبير خليل التفكجي جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الإسرائيلية لضمان سيادتها المستمرة.

وتم توزيع السكان اليهود في كل مكان من القدس الشرقية ، من خلال بناء أحياء جديدة متقاربة ذات كثافة سكانية عالية، حيث تركز معظم هذه الزيادة في عدد السكان اليهود في هذه المستوطنات، وكانت نتيجة ذلك أن حققت «إسرائيل» توازناً ديمغرافياً مع الفلسطينيين في القدس الشرقية (165 ألف يهودي في مقابل 170 ألف فلسطيني). وبلغ عدد اليهود في القدس (الشرقية والغربية) نحو 7.413 ألف نسمة.

ويرى مراقبون أن الاستيطان الإسرائيلي شكّل ركيزة أساسية في الفكر الصهيوني المتطرف القائم على رفض الأخر، لا بل الاستيلاء على مقدراته وممتلكاته بهدف إقامة كيانه المادي والسياسي عبر سلسلة من الممارسات غير الشرعية، إضافة إلى تهويد الأرض وإقامة دولتهم عليها.

المصدر: جريدة السبيل الأردنية

للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة