نشرة الأقصى الإلكترونية |
أمين
سر المؤتمر الشعبي العام للدفاع عن القدس
في مقابلة خاصة لـ«السبيل» حاوره: علاء عواد عمان،
الأحد 3-9-2006م - قال أمين سر المؤتمر
الشعبي للدفاع عن القدس عبد العزيز السيد:
«إن المدينة المقدسة أصبحت في ربع الساعة
الأخير قبل التهويد» مضيفا أن سرطان
الاستيطان بدأ يتغلغل في أحشاء المدينة من
خلال الاستيلاء على الأحياء وعلى
العقارات التي تعود للعرب المقدسيين. وأكد السيد في مقابلة خاصة لـ«السبيل» أنّ اليهود يحاولون التهيئة النفسية والإعلامية بتأكيد أن الهيكل مكان الأقصى المبارك، مشيرا إلى أن محكمة العدل العليا الصهيونية أعطت الشرعية للمتطرفين باقتحام الأقصى. السبيل:
بداية متى تأسس المؤتمر الشعبي العام
للدفاع عن القدس وكيف كانت بداياته؟ -
تأسس المؤتمر الشعبي العام للدفاع عن
القدس عام 1997 في عمان، وذلك إثر الأخطار
التي برزت بشكل واضح ضد المسجد الأقصى من
حيث النفق الذي افتتحه الصهاينة تحت
المسجد، وتأثيره الكبير في أساسات
المسجد، إضافة إلى الاستيلاء على جبل أبو
غنيم بين القدس وبيت لحم مما أنذر بفصل
القدس عن الضفة الغربية، وبدت فكرة هذا
المؤتمر عند جبهة العمل الإسلامي
والأحزاب المعارضة، حيث كانت الفكرة
بإقامة مهرجان تضامني مع القدس، وفي أثناء
التحضير تم تطويره إلى مؤتمر، وبعد ذلك
أصبح مؤتمرا عاما يعقد دوريا. وشارك في هذا
المؤتمر شخصيات ومؤسسات مثلت 30 قطرا عربيا
وإسلاميا، وكانت أولويات عمل المؤتمر
التركيز على المجال الإعلامي في خدمة
القدس والمقدسات على المستوى الإعلامي،
حيث جاء باتجاهين، الاتجاه الأول: الإعلام
عن شؤون القدس، والاتجاه الثاني: الإعلام
خدمة لقضايا القدس. وفي
هذا السياق أصدرنا العديد من المنشورات.
وكان أهم ما يميز هذا المؤتمر إصدار ميثاق
الدفاع عن القدس حيث وزع منه حتى الآن نحو
50 ألف نسخة باللغتين العربية
والإنجليزية، وتم وضع الاستراتيجية
العامة للدفاع عن القدس، وكان المؤتمر
الشعبي عضواً عاملاً وفعالاً في الشبكة
العالمية للمؤسسات العاملة للقدس التي
أسست عام 2005م، وله دور مميز لا سيّما في
الصلة بين المؤسسات المقدسية في الداخل
وبين الشبكة العالمية، وأنيطت بالمؤتمر
لجنة الأقصى والمقدسات، أي متابعة شؤون
الأقصى والمقدسات في القدس. السبيل:
كيف كانت مسيرة المؤسسات المقدسية منذ
احتلال القدس حتى هذه اللحظة، وما أهمية
هذه المؤسسات؟ -
ربما تجدر الإشارة إلى أنّ أول مؤتمر
مقدسي كان قد عُقد عام 1931م، وذلك بُعيد
ثورة البراق وتداعياتها، وكان ذلك
المؤتمر انتباهاً مبكراً لأهمية الجانب
العقدي والديني في المشروع الصهيوني
ومواجهته، حيث شاركت في هذا المؤتمر وفود
تمثل زهاء 25 قطراً عربياً وإسلامياً،
وكانت أهم قراراته التأكيد على موقع القدس
في الصراع وعلى موقع الأقصى والمقدسات
الإسلامية في القدس، إضافة إلى التأكيد
على أهمية وترسيخ هذا الفهم لدى الرأي
العام العربي والإسلامي، ويكفي هنا أن
نشير إلى أنّ اليهود قد ألقوا ذات ليلة من
ليالي عام 1948 أكثر من ألفي قذيفة على
الأقصى. وفي أول الخمسينيات وللتأكيد على
اليقظة العربية والإسلامية باتجاه الأقصى
والقدس وإزاء المحاولات المتكررة
للصهاينة والاعتداء على المدينة وقراها
المحيطة بها عُقدت عدة مؤتمرات كان من
بينها المؤتمر الإسلامي العام، الذي كانت
نتائجه التأكيد على عروبة وإسلامية القدس
إضافة إلى استقطاب الدعم المادي والمعنوي
العالمي للحيلولة دون تسرب الأطماع
اليهودية لاستباحة الأرض المقدسة. وبعد
عام 1967 وحينما ضاع شرقي المدينة المقدسة
وبعد أن كشر الصهاينة عن أنيابهم تجاه
المسجد الأقصى وبناء الهيكل وتهويد
المدينة المقدسة، أخذت تتشكل مؤسسات
مقدسية تعنى بشؤون القدس في داخل القدس
وفي فلسطين بشكل عام وخارجها - خصوصاً في
الأردن، وزاد ذلك بعد حريق الأقصى حيث
تأسست الهيئة الإسلامية في عام 1967، ووصلت
هذه المؤسسات إلى المئات. ويمكن إجمال عمل
هذه المؤسسات باتجاه القدس والأقصى عدة
أمور، أولا: الحيلولة دون تهويد القدس،
وهذا يتفرع إلى عدة ميادين منها العنوان
الأساسي لهذه المجالات: تثبيت سكان القدس
لأنهم هم الذين يواجهون التهويد مباشرة،
وهذا يعني التثبيت في المسكن والأرض ثم
مجال الخدمات المختلفة، ثانيا: الحيلولة
دون الاعتداء على المقدسات وعدم السماح
لليهود بدخول الأقصى وحمايته خاصة بعد
الحريق، وفي هذا الجانب تقوم به مؤسسة
الأقصى على رأسها الشيخ رائد صلاح في
تعزيز إسلامية المساحة المقدسة ومقاومة
الحفريات. وعلى
المستوى العالمي تقوم المؤسسات المقدسية
بتقديم الشكاوي والاحتجاجات للأمم
المتحدة واليونسكو ومؤسسات المجتمع
الدولي وتعريفها بالأخطار المحدقة
بالقدس، إضافة إلى تعريف وتنبيه الضمير
الإنساني بقضية القدس. السبيل:
برأيكم ما هي الأخطار المحيطة بمدينة
القدس في الوقت الحالي، في ظل الانتهاكات
الصهيونية المتواصلة ضدها؟ -
لعل أهم المخاطر التي تحيط بالمدينة
المقدسة في الوقت الحالي هو خطر انتقال
الهجمة الاستيطانية من محيط القدس إلى
داخل المدينة، أي أنّ سرطان الاستيطان بدأ
يتغلغل في أحشاء المدينة من خلال
الاستيلاء على الأحياء وعلى العقارات،
وليس ببعيد موضوع صفقة الكنيست
الأرثوذكسية، وكذلك من المخاطر التي تحدق
بالقدس التضييق على المؤسسات المقدسية
التي تحمل طابع الهوية الفلسطينية مثل
إغلاق مكاتب نواب المجلس التشريعي بحيث لا
يكون هناك أي مجال لارتباط القدس بالسلطة
الفلسطينية، وذلك من أجل أن تكون المدينة
المقدسة وأكنافها عاصمة لدولة مستقبلية
لليهود، لتصبح القدس همزة قطع وليست وصل
بين شمالي وجنوبي الضفة. ويعد جدار الفصل
العنصري خطراً ثالثاً يحدق بالقدس والذي
تسعى المؤسسة الصهيونية من خلاله إلى
تقسيم القرى والأحياء المقدسية مما يؤدي
إلى الخطر الرابع وهو تفريغ القدس من
سكانها الأصليين، وبالتأكيد فإنّ الجهود
المتسارعة من أجل اختلاف أماكن صهيونية «مقدسة
زائفة» بحيث تكون البديل للمسجد الأقصى. السبيل:
الحفريات موجودة تحت المسجد الأقصى،
والتهديد باقتحامه وإقامة الهيكل المزعوم
على أنقاضه متواصل، هل يمكن أن نقول إن
أيام الأقصى باتت معدودة؟ -
في أوائل الخمسينيات قال نبي الكيان
الصهيوني العلماني بن غوريون: «لا معنى
لدولة «إسرائيل» بدون القدس ولا معنى
للقدس بدون الهيكل»، وفي عام 1967 أنهى
اليهود احتلال القدس ومنذ عقود وهم يهيئون
من أجل هدم الأقصى وبناء الهيكل، ومن أجل
ذلك قامت عشرات المؤسسات والجمعيات
بالتجهيز على المستوى الإعلامي والمالي
والعسكري والسياسي، وقد أنجزوا الكثير من
الخطوات على مستوى الحفريات المتواصلة
تحت المسجد وذلك بحجة التنقيب عن آثار
الهيكل الذي يعرفون جيدا أنه لا وجود له،
ولكن من أجل إضعاف أركان الأقصى ليكون من
السهل هدمه في لحظة يرونها مناسبة بفعل
فاعل معلوم أو مجهول. وللأسف الشديد فإن
اليهود جوّفوا معظم أسفل المسجد الأقصى،
ويحاول اليهود أيضا في هذا المجال التهيئة
النفسية والإعلامية بتأكيد مقولة أن
الهيكل سواء ببناء نموذج مصغر وهو موجود
حاليا تحت المسجد لإطلاع السياح عليه، أو
بالاقتحامات المتواصلة على المسجد الأقصى
التي أصبحت شبه دورية في هذا العام من قبل
أعضاء الجمعيات الصهيونية المتطرفة..
ويزيد من هذه المخاطر أن هذه التحركات
الآن أصبحت محصنة بقرارات ما يسمى محكمة
العدل العليا الإسرائيلية، حيث توفر
المؤسسة العسكرية الصهيونية الغطاء لهذه
التحركات، وأعطت الشرعية للمتطرفين
باقتحام الأقصى. وفي
ظل الأوضاع الراهنة سواء ما يتعرض له
الشعب الفلسطيني في القطاع أو العدوان على
لبنان، فإنني أستطيع القول إن القدس أصبحت
في ربع الساعة الأخير قبل التهويد، لا
أقول هذا تيئيسا ولكن تحفيزاً وتشجيعا
للعمل من أجل القدس، الأمر الذي يوجب على
الأمة وفي المقدمة الشعب الفلسطيني
بمؤسساته الرسمية والأصلية، بذلاً فريداً
من الجهد والاعتناء لتمكين سكان المدينة
من الصمود في مواجهة المخاطر المتفاقمة
على المدينة ومقدساتها الإسلامية
والمسيحية.
المصدر: جريدة السبيل |
|
للحصول
على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى
التسجيل في القائمة البريدية للموقع: |