القدس
المحتلة، الثلاثاء 27 – 6- 2006- أكد
عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن القدس
محمد طوطح أنّ الاقصى المبارك بات في خطر
جراء الاعتداءات الإسرائيلية والحفريات
المتواصلة تحته، مشيراً في مقابلة خاصة
لـ«السبيل» أن أيامه أصبحت معدودة.
وحول الأوضاع في القدس قال طوطح
«إنّ الجدار العازل يعتبر مصيبة كبرى على
القدس وخطره هائل على المقدسيين»، مضيفا
أنه سحب إلى الآن حوالي سبعة آلاف هوية
مقدسية أو أكثر، وفي مايلي نص المقابلة:
السبيل: بداية كيف تصفون لنا
الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الاقصى
المبارك في ظل الاعتداءات عليهما من قبل
سلطات الاحتلال؟
- مدينة القدس تتعرض الآن
للكثير من الاعتداءات المتواصلة، وأهم
هذه الاعتداءات عملية تهويد المدينة
بحيث تكون الأغلبية فيها لليهود، وهناك
قضايا كثيرة دخلت ضمن هذه العملية، وكان
من أهم هذه القضايا قضية لم شمل
العائلات، حيث كان المتزوج في السابق (من
خارج القدس) يستطيع لم شمل عائلته، ثم
أصبح هناك تباطؤ ومماطلة في هذا الأمر،
وبعد ذلك أصدرت قوات الاحتلال قرارا
بتجميد لم الشمل سنة 2002، وتم اتخاذ قرار
قبل شهر بوقف لم شمل العائلات، وبالتالي
انتهى توافد أي فلسطيني على مدينة القدس
نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع
لم شمل العائلات الفلسطينية، ومن
القضايا أيضا التي يعاني منها
المقدسيون، قضية رخص البناء، بحيث إذا
أراد أيّ شخص الحصول على رخصة بناء يحتاج
إلى وقت طويل إضافة إلى تكاليف عالية
جداً، وإذا أراد البناء دون رخص فسيدفع
الثمن باهظا نتيجة المخالفات المتكررة
عليه، ومثل هذه الخطوات تصب في مصلحة
اليهود في قضية تفريغ المدينة المقدسة من
سكانها الأصليين، ثم جاءت المصيبة
الكبرى على القدس وعلى الشعب الفلسطيني
ببناء الجدار الذي له خطر هائل على سكان
القدس ، بحيث إذا بنى أي شخص مقدسي خارج
هذا الجدار يتم على الفور سحب هويته، حيث
تم سحب- إلى الآن- حوالي سبعة آلاف -أو
أكثر- هوية مقدسية، وأصبحت كل التجمعات
السكانية الكبيرة خارج الجدار، بينما كل
المستعمرات الصهيونية تم ضمها داخل
الجدار فأصبحت الكثافة السكانية
والأغلبية في القدس هي لليهود بينما قلّت
نسبة الكثافة السكانية للعرب
الفلسطينيين سواء كانوا مسلمين أم
مسيحيين، هذا الجدار فرغ القدس من
سكانها، وترتب على ذلك إشكالية البنية
التحتية بحيث أصبح هناك فرق شاسع بين
الخدمات المقدمة في القدس الشرقية
مقارنة مع الخدمات المقدمة في القدس
الغربية، و الآن أصبحت البلدة القديمة في
القدس محاصرة من جميع الجهات من قبل
المستوطنات الإسرائيلية.
أما بخصوص المسجد الأقصى فلا
أحد يستطيع أنْ يدخله إلا من يحمل الهوية
الزرقاء -الذي هو داخل الجدا- والكثير من
الأحيان تمنع سلطات الاحتلال دخول
المسجد الأقصى ممن دون 45 سنة للصلاة فيه،
وبالتالي نجد المسجد الأقصى في كثير من
الأحيان وفي يوم الجمعة خاصة خاليا من
المصلين.
السبيل: كَثُر الحديث في الفترة
الأخيرة عن حفريات تحت المسجد الأقصى،
بدليل ما تم كشفه قبل أيام من وجود حفريات
جديدة وحديثة تحته، برأيكم هل أصبحت أيام
المسجد الأقصى معدودة؟
- نعم أقولها وقلبي يبكي أن أيام
المسجد الأقصى المبارك أصبحت معدودة،
حيث انّ الأنفاق تحت المسجد تكاثرت
وتفاقمت، إضافة إلى ان الحفريات
المتواصلة تحته تزايدت في الفترة
الأخيرة وتكاثرت وكل ذلك يهدد وجود
المسجد الأقصى، مما وصل إلى درجة أنه إذا
-لاسمح الله- أصبحت أي هزة أرضية، أو
تراكم الثلج فوقه يمكن أن يهدم في أي
لحظة، إضافة إلى أن المستوطنين يدخلون
يوميا إلى المسجد الأقصى المبارك.
السبيل: وزير الداخية
الإسرائيلي قرر قبل فترة سجب هويات
النواب المقدسيين إضافة إلى وزير شؤون
القدس في غضون ثلاثين يوما- إن لم تقدموا
استقالاتكم من المجلس التشريعي، ماهو
تعليقكم على هذا القرار وبرأيكم ماذا
ستكون تداعياته؟
- قرار وزير الداخلية
الإسرائيلي جاء في مضمونه «أنّه في نيتي
سحب هوياتكم المقدسية لأنّكم في منظمة
إرهابية لحماس وأعضاء في المجلس
التشريعي، ومن ضمن صلاحياتي وضمن البند «أ»
من القانون 1954 يحق لي أن أسحب الإقامة
منكم»، نجد أن هناك أمورا في هذا النص غير
مترابطة مع بعضها البعض، فهذه القضية
ليست خاصة بنا نحن فقط وإنما هي أكبر من
ذلك، فهي خطوة أولى لتفريغ القدس من
أهلها و تأتي في خطة ممنهجة ومدروسة
لتفريغ القدس من أهلها، ونخشى ما نخشاه
أن نكون نحن سابقة وبداية مسلسل لطرد أي
شخص يعمل في السياسة وسحب الهوية منه،
ونحن لن نسكت عن هذا الموضوع، والرد
الطبيعي كما قال النائب أحمد عطون أني
أذكر متى جاء الاحتلال على القدس سنة 67 ،
ولكن لا أذكر متى جاء أجدادي على القدس،
فلا قانون دولياً ولا نظام دولياً ولا
حتى شرائع سماوية تعطي حقا لأي إنسان أن
يخرج إنسانا من وطنه وبلده، أنا ابن
القدس وبيتي الذي ولدت فيه من عشرات
السنوات مازال موجودا، إذن هذا القرار
غير مقبول أبدا وهو مرفوض ونحن سنبعث عن
جواب نرد فيه على هذا القرار، وسيتم
تصعيد العملية على صعيد محلي ودولي،
وبعثنا رسائل لكل من الأمين العام للأمم
المتحدة كوفي عنان والأمين العام
للجامعة العربية عمرو موسى، إضافة إلى
أننا أرسلنا رسالة إلى الرئيس الفلسطيني
محمود عباس والملك عبد الله الثاني
والرئيس حسني مبارك، وكل من يمكن أن
يساهم في أن يقف معنا ضد هذا القرار
الجائر، والذي نعتبره إبعادا قسريا عن
مدينتنا القدس، إضافة إلى مخاطبتنا
المؤسسات القانونية والحقوقية.
السبيل: برأيكم كيف يمكن إنقاذ
مدينة القدس والمسجد الأقصى من
الاعتداءات المتواصلة ضدهما؟
- أريد أنْ أقول إنّ القدس
والمسجد الأقصى المبارك ليست ملكا
للفلسطينين، بل هما ملك للعرب والمسلمين
في كل أنحاء العالم، وهذا ماسعى الاحتلال
لترسيخه عبر سنوات فحوّل بداية القضية من
عربية إسلامية إلى عربية، ثم حوّلها من
عربية إلى فلسطينية، وأصبحت القدس الآن
ليست مطروحة على جدول ولا على أي أجندة
حتى لم تعد تذكر في الأجندة الدولية وهذه
كارثة، وإذا رجعنا إلى قرارات الأمم
المتحدة في قضية القدس نجد أن ما احتل عام
67 يعتبر احتلالا. وكذلك الاتحاد الأوروبي
يعترف بالقدس بأنّها محتلة، ولكن لا يوجد
هناك دفع من جهة عربية وإسلامية في هذا
الأمر، فالقدس والأقصى وحتى فلسطين
أمانة في رقبة كل مسلم وعربي في العالم،
ولإنقاذ مدينة القدس يجب أن يكون هناك
دعم ليس مادياً فقط بل في كل المجالات،
على كافة الأصعدة خاصة في المجال
الإعلامي، وللأسف الوقائع والأحداث
اليومية في القدس لاتنقل عبر وسائل
الإعلام، ولابد للإعلام العربي أنْ يضخم
أي قضية في القدس ويكبرها، والقدس تحتاج
إلى الدعم المادي لصمود أهلها وذلك من
أجل تثبيت المواطنين المقدسيين في
أرضهم، ويجب أن يكون هناك مؤتمرات دولية
وتنشأ جمعيات ومؤسسات لدعم أهل القدس
وتبني مشاكلهم، ويجب أن يكون كذلك صندوق
للقدس يمول من الدول العربية لدعم
القضايا الإنسانية للمقدسيين، وأطالب
بتفعيل قضية القدس وأن تكون دائما مطروحة
على أجندة الأمم المتحدة وتكون في
الأولوية وفي المقدمة، لأننا سنصل إلى
مرحلة أن يكون عدد سكان العرب في القدس
يساوي 35%، وأتمنى من الجميع أي يكون همه
الأول والأخير إنقاذ المدينة المقدسة من
الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على
هذه المدينة.
المصدر:
السبيل