نشرة الأقصى الإلكترونية

جبل الطور (الزيتون) في القدس والخطر المحتوم

 

جبل الزيتون في خلفية الأقصى

القدس من أشرف سلهب التميمي ،25-4-2006،       حمى سلب ونهب الأراضي والمنازل في شرقي القدس لم ينقطع خلال سنين الاحتلال، لهدف رسمه وخطط له اليهود، وآخر المستجدات كان تسريب عقارات  في جبل الطور لأهداف يمكننا إيجازها بالآتي:

1.    الهدف الديني والمعتقدات السائدة عند اليهود:

·   أهمية جبل الطور: جبل الطور هو جبل يطل على المسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية يتميز هذا الجبل بموقع استراتيجي، حيث يمكنك أن ترى منه المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بكاملها بشكل واضح منه.

·   المعتقد السائد عند اليهود: البلدة القديمة وهي منطقة ملاصقة للمسجد الأقصى احتل اليهود جزء كبير منها عام 1967، كما قاموا ببناء المستوطنات على التلال المطلة على المسجد الأقصى والبلدة القديمة.  يوجد معتقد عند اليهود أن جبل الطور (الجهة الشرقية من المسجد الأقصى) ومنطقة سلوان (الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وهي عبارة عن واد يسميه اليهود اليوم مدينة داود – عليه السلام) وحي الثوري (الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك وهو عبارة عن تله تطل على المسجد الأقصى) هذه المناطق الثلاث التي ذكرت أنفاً والتي تحد المسجد الأقصى من الشرق والجنوب الغربي يسميها اليهود المثلث الطائري والتي تحيط بالمسجد الأقصى والبلدة القديمة الملاصقة لها، هذا المثلث الطائري بما فيه المسجد الأقصى والبلدة القديمة يسميه اليهود بما يعرف عندهم  بـ (الحوض المقدس) هذا المعتقد سائد عند بعض الطوائف اليهودية وينال دعم قوي من الحكومة اليهودية والمنظمات اليهودية الخارجية التي تدعم الاستيطان اليهودي.

·   هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم (هيكل سليمان): وهذا ما تسعى له الجماعات اليهودية المدعومة من حكومة الاحتلال، من ضم أراضي القرى المجاورة (سلوان، الثوري، جبل الطور) المناطق المحيطة بما يسميه اليهود (الحوض المقدس).

    وليرسخ ذلك الهيكل المزعوم في ذاكرة كل يهودي، أقاموا متحفاً يضم مجسم للهيكل يتجول به الزائرون، هذا بالإضافة للمؤسسات التي تعد المخططات الهندسية لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى، ووصل الأمر بهم أن جلبوا له الحجارة ومواد البناء، والأدوات المقدسة عند اليهود والتي تستخدم في الهيكل.

·    إقامة قطار هوائي يمر من فوق المسجد الأقصى: يعمل اليهود على تنفيذ مخططهم -الذي بدءوا فيه منذ فترة وبشكل سريع- ومن ضمن مخططهم إقامة تل فريك (القطار الهوائي) الذي ينطلق من جبل الطور ماراً من فوق المسجد الأقصى منتهياً بحارة المغاربة (المسماة بحارة اليهود حالياً) وهي منطقة تقع بجانب حائط البراق والذي احتله اليهود عام 1967 م وهو الجدار الغربي لسور المسجد الأقصى المبارك والمسمى اليوم عند اليهود بحائط المبكى أو(الكوتل) و يقيم فيه اليهود طقوسهم الدينية وبشكل مستمر، كل هذا بهدف دخولهم إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه ومن فوقه بزعمهم أنه مكان هيكل سليمان عليه السلام.

هذا بخصوص المعتقد الذي يزعمونه من الناحية الدينية والذي يعملون على تنفيذه ليل نهار.

 

2 . من الناحية الاستيطانية يعمل اليهود على ما يلي:

·        تسعى بلدية القدس التي يترأسها أحد المتطرفين من الجماعات المتدينة اليهودية إلى:

أ) استغلال ضعف الفلسطينيين في مدينة القدس حيث يسيطرون على جميع الدوائر الحكومية والرسمية والتي يسيطرون من خلالها على المواطنين المقدسيين في القدس ويشددون الخناق عليهم بشتى الوسائل بفرض الضرائب الباهظة عليهم وبنسبة 75 % من دخل المواطن المقدسي وهي مقسمة على النحو التالي: الضريبة الإضافية 17%، ضريبة دخل سنوية 10 %، ضريبة التأمين الوطني، ضريبة الأرنونه ويدفعها المواطن المقدسي بقيمة 58 دولار للمتر الواحد على المحلات التجارية، 10 دولارات للمتر الواحد على المباني السكنية.

ب) منع البناء للمواطن المقدسي إلا بنسب قليلة جداً وبشروط وضوابط وتراخيص مكلفة جداً.

ج) فرض المخالفات على من يقوم بالبناء بدون ترخيص بمبلغ 200 دولار للمتر الواحد.

د) إصدار أوامر الهدم على البيوت المخالفة والموجودة في المناطق القريبة والحساسة من المستوطنات.

هـ) خنق الحركة الاقتصادية بين التجار المقدسيين ومنها حركة السياحة حيث أن دخل السياحة هو 75 % من مجموع الاقتصاد الفلسطيني في القدس وذلك بأخذ القوافل السياحية القادمة إلى القدس إلى الأماكن اليهودية حيث لا يتبقى للتاجر المقدسي أي منفعة من هؤلاء السياح.

و) عدم وجود مساكن للمقدسيين تكفيهم للسكن في مدينة القدس مما يضطرهم للسفر والهجرة إلى خارج البلاد، علماً بأن اليهود ( وزارة الخارجية اليهودية ) تسهل في هذه الفترة فرص عمل المقدسيين إلى خارج فلسطين.

وكل ما ذكر يوضح سياسة اليهود بالضغط على أهالي بيت المقدس وتهجير المقدسيين من بيت المقدس حيث أنه لا حيلة لهم ولا قوة - إلا بالله العلي القدير  تجاه هذه الهجمات الشرسة.

 

آلية تسريب العقارات في حي الطور:

كانت العملية مسلسلاً من الاستدراجات التي أوقعت بعض أهالي تلك المنطقة بمنعطف لا يعلمون عاقبته، وهي على النحو التالي:

1) غض البصر عن أهالي هذا الجبل المطل على المسجد الأقصى المبارك في حي الطور للبناء وبدون تراخيص أو أي مضايقات لحين تراكم الضغوطات والمخالفات للضغط عليهم في الوقت المناسب.

2) لجهل الناس بالقوانين اليهودية وبساطة عيشهم لم يكترثوا لما سيحدث من عواقب، فكثير منهم راكموا على أنفسهم الديون لبناء مساكنهم.

3) تفاجأ هذه العائلات لاحقاً بجميع الدوائر اليهودية وهي تنهال عليهم بمخالفات باهظة- بحجة عدم الترخيص - وبضرائب فرضوها علي أرضهم من بعد عام 1967م وبأوامر هدم المنازل التي بنوها، مما يجعل أهالي تلك البيوت تحت ضغط شديد يجعلهم لا يستطيعون التركيز فيما يدور حولهم.

وبعد كل تلك الضغوطات على هؤلاء الناس البسيطين والذين لم يكونوا يفكرون سوى بإيجاد مسكن لأبنائهم على الأرض التي ورثوها من أجدادهم، وبسبب الفوقية التي يتعامل بها اليهود وبحكم نظرتهم الملمة لهذه المشاكل وبسبب ضعف نفوس المتعاونين الذين لا مبدأ لهم سوى الدرهم والدينار حيث باعوا دينهم بعرض من الدنيا زائل، بدأ أصحاب هؤلاء الأنفس الضعيفة بمساومة هذه العائلات المسكينة لشراء بيوتهم بحجة التجارة حيث لم يبقى أمامهم سوى البيع والخلاص من الديون والضغوطات الكبيرة ولكي لا يروا بيتهم يهدم أمام أعينهم من دون معرفتهم أنها سوف تتسرب لليهود.

 

فكانت الصفقة على النحو التالي:

 إرسال بعض هؤلاء الناس من ذوي الأنفس المريضة لشراء تلك البيوت وبأسماء أناس عاديين من الفلسطينيين أو مكاتب السمسرة من الأردن.

 وبعد شراء هذا البيت يقوم السمسار ببيع البيت لشخص آخر بحجة التجارة والمرابحة التجارية.

يتم بيع البيوت لشركات وهمية يملكها المستوطنين والمتطرفين الذين قد رصدوا لهذا المشروع مئات الملايين من الدولارات بمساعدات خارجية وداخلية.

استعمال الشرطة لحماية هؤلاء المتطرفين لدخول هذه البيوت بعد الإعلان عن شراء هذه البيوت بأوراق ثبوتية رسمية.

هذه هي جزء من المسلسلات المتدرجة لتهويد مدينة القدس، التي ضلت إسلامية على مدى 14 قرناً من الزمن يحكمها الإسلام بعدله وسماحته، وليس لنا في هذه المدينة المباركة إلا التضرع لله عز وجل ليحميها ويحمينا من كيد الكائدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

المصدر:  مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

 


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة