نشرة الأقصى الإلكترونية

 خطيب المسجد الأقصى يحذّر من خطواتٍ متسارعة للعدو الصهيونيّ لتهويد المدينة المقدّسة

 

القدس، الأحد 9-4-2006 - حذّر خطيب المسجد الأقصى المبارك من قيام سلطات الاحتلال الصهيوني بإعادة هيكلة الأحياء والقرى في القدس المحتلة تمهيداً لزجّ وإضافة بؤر استيطانية صهيونية فيها بعد عمليات الاستيلاء على عددٍ من المنازل والعقارات الفلسطينية في داخل البلدة القديمة وأحيائها مثل "الطور" و"الشيخ جرّاح" و"باب الخليل" في البلدة العتيقة.

وقال خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ يوسف أبو سنينة، في خطبة أمس الأول الجمعة (7/4)، إنّ هناك هجمة قوية وسباقاً مع الزمن تقوم به سلطات الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة والسيطرة على أراضيها تمهيداً لتكثيف الاستيطان وخاصة في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية في "الشيخ جرّاح" و"واد الجوز" مما يهدّد بمصادرة آلاف الدونمات والقضاء على المنطقة الصناعية فيها.

وأضاف أنّ الثقل الاستيطاني مع جدار الفصل العنصري وعزل المدينة عن عمقها في الضفة الغربية، إضافةً إلى القرارات الصهيونية بإقامة مستوطنة "1E-" بين القدس الشرقية المحتلة ومغتصبة (معاليه أدوميم) في شرق المدينة المقدسة؛ يشكّل إتماماً للمشروع وللدائرة الخارجية للاستيطان في محيط المدينة وعزلها.

وتابع أبو سنينة يقول: "إنّ بقية المخطط تبحث في كيفية تعبئة المساحات الواسعة الباقية من الأراضي الفلسطينية في هذه الدائرة بالبؤر الاستيطانية الصهيونية"، مشيراً إلى تسريب العقارات والأراضي على قمة جبل الطور الأسبوع الماضي ونقل ملكية عشرات العقارات والمنازل داخل البلدة القديمة للجمعيات والمؤسسات الاستيطانية الصهيونية وتسريع عملية بناء البؤرة الاستيطانية في "كرم المفتي" وتحويل المدرسة في "واد الجوز" إلى مجمّع دوائر حكومية صهيونية وإضافة بؤرة استيطانية إلى جانبها (فندق شبر) يغلق بشكلٍ محكم الواجهة الشمالية للمدينة ويقطع تواصلها مع قرى "شعفاط" و"بيت حنينا" على طريق القدس-رام الله مما يصبّ في مخطط رئيس الوزراء الصهيوني المجرم "إيهود أولمرت".

ولفت خطيب المسجد الأقصى المبارك إلى ما تتعرّض له مدينة "سلوان" و"واد حلوة" التي يطلق عليها الصهاينة (عير دافيد)، و"مدينة داود" و"الطور" و"الصوانة" و"الشيخ جراح" و"جبل المكبر" فيما يعرف صهيونياً (الحوض المقدس).

وقال إنّ الاستيطان والتهويد يسير بسرعةٍ بطرق ملتوية وعن طريق سماسرة ومندسّين وعملاء، داعياً سكان المدينة وأهلها إلى الثبات والضرب على أيدي المتخاذلين والمفرّطين وعدم ترك منازلهم فارغة في البلدة القديمة خاصة حتى وإنْ كانت غرفاً صغيرة، محذّراً من استيلاء المستوطنين المتطرفين عليها.

ودعا إلى الحفاظ على كلّ شبر في القدس المحتلة وخاصة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك الذي تركّز الجمعيات الاستيطانية جهودها للسيطرة عليه تمهيداً للانقضاض على المسجد ومنع المسلمين من الوصول إليه وتفريغ البلدة من أهلها لإخراجها من أيّ تسويةٍ مستقبلية أو مفاوضات.

وقال إنّ الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك أمانة في أعناق المقدسيّين والفلسطينيين والعرب والمسلمين عامة، مشيراً إلى ضرورة اليقظة ودوام الترقب والحذر من الفتن والمحاولات الصهيونية الرامية إلى إبعاد المواطنين الفلسطينيين عن مسجدهم والبلدة القديمة والانتباه إلى المؤامرات التي تُحاك لنا في هذه المرحلة تحديداً.

وخاطب أبو سنينة المسلمين بالقول: "كفى نوماً.. كفى استسلاماً.. كفى ضعفاً"، داعياً إلى محاسبة النفس والعمل على جمع الكلمة والصف والتضامن والتكافل وإقامة حكم الله في الأرض، مشدّداً على ضرورة محاربة الفساد والمفسدين والرذيلة وظاهرة المخدرات وضرب تلك الفئة الضالة من العملاء

واللصوص الذين يروّعون الآمنين، مؤكّداً على أنّ قوة المجتمع أساس النجاح والخلاص من الاحتلال الصهيوني.

وكان خطيب المسجد الأقصى المبارك قد هاجم في الخطبة الأولى خطة الانفصال الأحادية الصهيونية من مناطق محددة في الضفة الغربية مع ضمّ وتهويد القدس المحتلة والمستوطنات الصهيونية الكبرى. وهاجم الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت هذه الخطة الصهيونية. وأكّد أنّ هذا الموقف الأمريكي يمثّل صفعةً قوية لنتائج قمة الخرطوم الأخيرة ونسفاً لما يسمى بـ"خطة خريطة الطريق" التي داستها الجرافات الصهيونية وفرّغها المجرم شارون من مضمونها من قبل.

وأوضح أنّ وعود الرئيس الأمريكي جورج بوش البرّاقة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني ذهبت أدراج الرياح، مؤكّداً أنّ الولايات المتحدة لم ولن تكونَ راعياً نزيهاً لعملية "سلام عادلة". وقال إنّ الولايات المتحدة من ثوابت سياستها في المنطقة حماية الكيان الصهيوني وعدوانه فيها، لذلك هي ليست حريصة على السلام والأمن والاستقرار.

ورفض خطيب المسجد الأقصى المبارك سياسة فرض الإملاءات الصهيونية والأمريكية على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أجل فتح حوارٍ معها، وكذلك رفض الابتزاز والضغط السياسي والاقتصادي واللجوء إلى تجويع الشعب الفلسطيني لإجبارها على الاعتراف بالكيان الصهيوني، داعياً الفصائل الفلسطينية الأخرى والعرب والمسلمين إلى عدم استخدام المقاييس الصهيونية والأمريكية.

وشدّد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني أولاً والبيت العربي والإسلامي. وقال: "لا بدّ من العمل وفق برنامج واضح يشارك فيه الجميع للخروج من هذه المحنة وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال". وأكّد أنّ هذه الأيام والأشهر القادمة حاسمة وحساسة في مصير قضيتنا العادلة، فجدار الفصل العنصري ضاقت حلقاته واقترب من الإغلاق المحكم في القدس المحتلة، والاستيطان في المدينة يشتدّ والحرب على وجودنا في المدينة المقدسة مستمرة والوضع الاقتصادي صعب مما يتطلب الوقوف معاً بصلابة وقوة ونبذ الفرقة والخلافات على مناصب وسلطة زائلة، مذكّراً بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الدولة وبعدها.

ولفت خطيب المسجد الأقصى المبارك إلى قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم العظيمة للموقف السياسي والعسكري ولكيفية إدارته لشؤون دولة الإسلام الأولى وجمعه كلمة المسلمين تحت قيادته وحبّهم له وشجاعته وحلمه ورعايته الحكيمة لأصحابه وللمسلمين وأخلاقه التي أنزل الله فيها قرآن. وأشار إلى أنّه سيجري تنظيم احتفال بمناسبة المولد النبوي يوم الاثنين القادم بعد صلاة الظهر في المسجد الأقصى المبارك، داعياً إلى دوام الرباط في المسجد والدفاع عنه.


  المصدر:  أنصار القدس


للحصول على نشرة الأقصى الإلكترونية، يرجى التسجيل في القائمة البريدية للموقع:

alaqsa_newsletter-subscribe@yahoogroups.com

عودة